القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

الآية 32 من سورة القصص - اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء واضمم إليك جناحك

سورة القصص الآية رقم 32 : قراءة و استماع

قراءة و استماع الآية 32 من سورة القصص مكتوبة - عدد الآيات 88 - Al-Qasas - الصفحة 389 - الجزء 20.

سورة القصص الآية رقم 32

﴿ ٱسۡلُكۡ يَدَكَ فِي جَيۡبِكَ تَخۡرُجۡ بَيۡضَآءَ مِنۡ غَيۡرِ سُوٓءٖ وَٱضۡمُمۡ إِلَيۡكَ جَنَاحَكَ مِنَ ٱلرَّهۡبِۖ فَذَٰنِكَ بُرۡهَٰنَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ وَمَلَإِيْهِۦٓۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمٗا فَٰسِقِينَ ﴾
[ القصص: 32]


﴿ اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء واضمم إليك جناحك من الرهب فذانك برهانان من ربك إلى فرعون وملئه إنهم كانوا قوما فاسقين ﴾


﴿ تفسير السعدي ﴾

ثم أراه الآية الأخرى فقال: اسْلُكْ يَدَكَ أي: أدخلها فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فسلكها وأخرجها، كما ذكر اللّه تعالى.
وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ أي ضم جناحك وهو عضدك إلى جنبك يزول عنك الرهب والخوف.
فَذَانِكَ انقلاب العصا حية، وخروج اليد بيضاء من غير سوء بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ أي: حجتان قاطعتان من اللّه، إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ فلا يكفيهم مجرد الإنذار وأمر الرسول إياهم، بل لا بد من الآيات الباهرة، إن نفعت.

﴿ تفسير الوسيط ﴾

ثم أمره- سبحانه- بأمر آخر فقال: اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ .
.
.
ولفظ اسْلُكْ من السلك- بتشديد السين مع الفتح- بمعنى إدخال الشيء في الشيء.
أى: أدخل يدك يا موسى في فتحة ثوبك، تخرج بيضاء من غير سوء مرض أو عيب وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ والجناح: اليد، والرهب: الخوف والفزع.
والمقصود بالجملة الكريمة وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ إرشاد موسى إلى ما يدخل الطمأنينة على قلبه، ويزيل خوفه.
والمعنى: افعل يا موسى ما أمرناك به، فإذا أفزعك أمر يدك وما تراه من بياضها وشعاعها، فأدخلها في فتحة ثوبك، تعد إلى حالتها الأولى.
وإذا انتابك خوف عند معاينة الحية، فاضمم يدك إلى صدرك، يذهب عنك الخوف.
قال صاحب الكشاف: فإن قلت ما معنى قوله: وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ؟قلت: فيه معنيان، أحدهما: أن موسى- عليه السلام- لما قلب الله العصا حية فزع واضطرب، فاتقاها بيده، كما يفعل الخائف من الشيء، فقيل له: إن اتقاءك بيدك فيه غضاضة- أى منقصة- عند الأعداء فإذا ألقيتها فعند ما تنقلب حية، فأدخل يدك تحت عضدك مكان اتقائك بها، ثم أخرجها بيضاء ليحصل الأمران: اجتناب ما هو غضاضة عليك، وإظهار معجزة أخرى.
والثاني: أن يراد بضم جناحه إليه، تجلده وضبط نفسه، وتشدده عند انقلاب العصا حية، حتى لا يضطرب ولا يرهب .
.
.
.
واسم الإشارة في قوله، فذانك برهانان من ربك إلى فرعون وملئه.
.
يعود إلى العصا واليد.
والتذكير لمراعاة الخبر وهو بُرْهانانِ والبرهان: الحجة الواضحة النيرة التي تلجم الخصم، وتجعله لا يستطيع معارضتها.
أى: فهاتان المعجزتان اللتان أعطيناك إياهما يا موسى، وهما العصا واليد، حجتان واضحتان كائنتان مِنْ رَبِّكَ فاذهب بهما إلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ لكي تبلغهم رسالتنا، وتأمرهم بإخلاص العبادة لنا.
إِنَّهُمْ أى: فرعون وملئه كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ أى: خارجين من الطاعة إلى المعصية.
ومن الحق إلى الباطل.

﴿ تفسير البغوي ﴾

( اسلك ) أدخل ( يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء ) برص ، فخرجت ولها شعاع كضوء الشمس ، ( واضمم إليك جناحك من الرهب ) قرأ أهل الكوفة ، والشام : بضم الراء وسكون الهاء ، ويفتح الراء حفص ، وقرأ الآخرون بفتحهما ، وكلها لغات بمعنى الخوف ومعنى الآية : إذا هلك أمر يدك وما ترى من شعاعها فأدخلها في جيبك تعد إلى حالتها الأولى .
" والجناح " : اليد كلها .
وقيل : هو العضد .
وقال عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهم : أمره الله أن يضم يده إلى صدره فيذهب عنه ما ناله من الخوف عند معاينة الحية ، وقال : ما من خائف بعد موسى إلا إذا وضع يده على صدره زال خوفه .
قال مجاهد : كل من فزع فضم جناحيه إليه ذهب عنه الفزع .
وقيل : المراد من ضم الجناح : السكون ، أي : سكن روعك واخفض عليك جانبك ، لأن من شأن الخائف أن يضطرب قلبه ويرتعد بدنه ، ومثله قوله : " واخفض لهما جناح الذل من الرحمة " ( الإسراء - 24 ) ، يريد الرفق ، وقوله : " واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين " ( الشعراء - 215 ) ، أي : ارفق بهم وألن جانبك لهم .
قال الفراء : أراد بالجناح العصا ، معناه : اضمم إليك عصاك .
وقيل : " الرهب " الكم بلغة حمير ، قال الأصمعي : سمعت بعض الأعراب يقول : أعطني ما في رهبك ، أي : في كمك ، معناه : اضمم إليك يدك وأخرجها من الكم ، لأنه تناول العصا ويده في كمه .
( فذانك ) يعني : العصا ، واليد البيضاء ، ( برهانان ) آيتان ، ( من ربك إلى فرعون وملئه إنهم كانوا قوما فاسقين )
قراءة سورة القصص

المصدر : اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء واضمم إليك جناحك