﴿ ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش قليلا ما تشكرون ﴾
﴿ تفسير السعدي ﴾
يقول تعالى ممتنا على عباده بذكر المسكن والمعيشة: وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ أي: هيأناها لكم، بحيث تتمكنون من البناء عليها وحرثها، ووجوه الانتفاع بها وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ مما يخرج من الأشجار والنبات، ومعادن الأرض، وأنواع الصنائع والتجارات، فإنه هو الذي هيأها، وسخر أسبابها. قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ اللّه، الذي أنعم عليكم بأصناف النعم، وصرف عنكم النقم.
﴿ تفسير الوسيط ﴾
مكناكم: من التمكين بمعنى التمليك، أو معناه: جعلنا لكم فيها مكانا وقرارا وأقدرناكم على التصرف فيها ومعايش: جمع معيشة وهي ما يعاش به من المطاعم والمشارب وما تكون به الحياة.والمعنى: ولقد جعلنا لكم- يا بنى آدم- مكانا وقرارا في الأرض، وأقدرناكم على التصرف فيها، وأنشأنا لكم فيها أنواعا شتى من المطاعم والمشارب التي تتعيشون بها عيشة راضية، ولكن كثيرا منكم لم يقابلوا هذه النعم بالشكر، بل قابلوها بالجحود والكفران. وفضلا عن ذلك فنحن الذين خلقنا أباكم آدم من طين غير مصور، ثم صورناه بعد ذلك.
﴿ تفسير البغوي ﴾
قوله تعالى : ( ولقد مكناكم في الأرض ) أي : مكناكم ، والمراد من التمكين التمليك والقدرة ، ( وجعلنا لكم فيها معايش ) أي : أسبابا تعيشون بها أيام حياتكم من التجارات والمكاسب والمآكل والمشارب ، والمعايش جمع المعيشة ، ( قليلا ما تشكرون ) فيما صنعت إليكم .