كما قال تعالى: وبرزت الجحيم للغاوين ْ أي: عرضت لهم لتكون مأواهم ومنزلهم، وليتمتعوا بأغلالها وسعيرها، وحميمها، وزمهريرها، وليذوقوا من العقاب، ما تبكم له القلوب، وتصم الآذان، وهذا آثار أعمالهم، وجزاء أفعالهم، فإنهم في الدنيا .
﴿ تفسير الوسيط ﴾
ثم بين- سبحانه- ما أعده للكافرين من عذاب يوم القيامة فقال: وَعَرَضْنا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكافِرِينَ عَرْضاً، الَّذِينَ كانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً.وقوله: وَعَرَضْنا.. أى: أظهرنا وأبرزنا يقال: عرض القائد جنده إذا أظهرهم ليشاهدهم الناس.أى: جمعنا الخلائق يوم البعث والنشور جمعا تاما كاملا. وأبرزنا وأظهرنا جهنم في هذا اليوم للكافرين إبرازا هائلا فظيعا، حيث يرونها ويشاهدونها بدون لبس أو خفاء، فيصيبهم ما يصيبهم من رعب وفزع عند مشاهدتها.وتخصيص العرض بهم، مع أن غيرهم- أيضا- يراها، لأنها ما عرضت إلا من أجلهم، ومن أجل أمثالهم ممن فسقوا عن أمر ربهم.ويرى بعضهم أن اللام في «للكافرين» بمعنى على، لأن العرض يتعدى بها، قال- تعالى-: وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ.. وقال- سبحانه-: النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا....