القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

الآية 16 من سورة النحل - وعلامات وبالنجم هم يهتدون

سورة النحل الآية رقم 16 : قراءة و استماع

قراءة و استماع الآية 16 من سورة النحل مكتوبة - عدد الآيات 128 - An-Nahl - الصفحة 269 - الجزء 14.

سورة النحل الآية رقم 16

﴿ وَعَلَٰمَٰتٖۚ وَبِٱلنَّجۡمِ هُمۡ يَهۡتَدُونَ ﴾
[ النحل: 16]


﴿ وعلامات وبالنجم هم يهتدون ﴾


﴿ تفسير السعدي ﴾

تفسير الآيتين 15 و 16 :أي: وَأَلْقَى الله تعالى لأجل عباده فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ وهي: الجبال العظام لئلا تميد بهم وتضطرب بالخلق فيتمكنون من حرث الأرض والبناء والسير عليها، ومن رحمته تعالى أن جعل فيها أنهارا، يسوقها من أرض بعيدة إلى أرض مضطرة إليها لسقيهم وسقي مواشيهم وحروثهم، أنهارا على وجه الأرض، وأنهارا في بطنها يستخرجونها بحفرها، حتى يصلوا إليها فيستخرجونها بما سخر الله لهم من الدوالي والآلات ونحوها، ومن رحمته أن جعل في الأرض سبلا، أي: طرقا توصل إلى الديار المتنائية لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ السبيل إليها حتى إنك تجد أرضا مشتبكة بالجبال مسلسلة فيها وقد جعل الله فيما بينها منافذ ومسالك للسالكين.

﴿ تفسير الوسيط ﴾

والمراد بالعلامات في قوله- تعالى-: وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ الأمارات والمعالم التي يضعها الناس على الطرق بإلهام من الله- تعالى- للاهتداء بها عند السفر.
والمراد بالنجم: الجنس، فيشمل كل نجم يهتدى به المسافر.
أى ومن مظاهر نعمه- أيضا-، أنه- سبحانه- جعل في الأرض معالم وأمارات من جبال كبار، وآكام صغار، وغير ذلك، ليهتدى بها المسافرون في سفرهم، وتكون عونا لهم على الوصول إلى غايتهم، وبمواقع النجوم هم يهتدون في ظلمات البر والبحر، إلى الأماكن التي يبغون الوصول إليها.
والضمير «هم» في قوله وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ يشمل كل سالك في ظلمات البر والبحر، ويدخل فيه دخولا أوليا أهل مكة، لأنهم كانوا كثيرى الأسفار للتجارة، كما كانوا معروفين بالاهتداء في سيرهم بمواقع النجوم.
وقدم- سبحانه- المتعلق وهو «وبالنجم» للاهتمام به، إذ أن الاهتداء بالنجوم، أمر هام في حياة المسافرين ولا سيما الذين يسافرون في البحر.
وعدل- سبحانه- عن الخطاب إلى الغيبة في قوله «هم يهتدون» على سبيل الالتفات، ليزداد الكلام طلاوة وانتباها إلى ما اشتمل عليه.
وشبيه بهذه الآية قوله- تعالى-: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِها فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ .
وإلى هنا نرى السورة الكريمة، التي هي سورة النعم، قد حدثتنا في بضع عشرة آية.
عن ألوان متنوعة من نعم الله- تعالى- على عباده.
حدثتنا عن نعمة الروح الذي يحيى القلوب الميتة وينقذها من الكفر والضلال.
وحدثتنا عن نعمة خلق الإنسان، وخلق السموات والأرض.
وحدثتنا عن نعمة خلق الأنعام، والخيل والبغال والحمير.
وحدثتنا عن نعمة إنزال الماء من السماء، وما يترتب على هذه النعمة من فوائد ومنافع.
وحدثتنا عن نعمة تسخير الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم لمصلحة الإنسان.
وحدثتنا عن نعمة تسخير البحر وتذليله للانتفاع بخيراته.
وحدثتنا عن كل ذلك وغيره.
لكي يخلص الإنسان عبادته لخالقه، ولكي يطيعه حق الطاعة، ويشكره عليها، ويستعملها فيما خلقت له.
وبعد أن حدثتنا السورة عن كل ذلك، ساقت لنا جملة من صفات الله- تعالى- ووبخت المشركين على شركهم، وأبطلته بأبلغ أسلوب، ودعتهم إلى الدخول في الدين الحق، فقال- تعالى-:

﴿ تفسير البغوي ﴾

( وعلامات ) يعني : معالم الطرق .
قال بعضهم : هاهنا تم الكلام ثم ابتدأ : ( وبالنجم هم يهتدون )قال محمد بن كعب ، والكلبي : أراد بالعلامات الجبال ، فالجبال تكون علامات النهار ، والنجوم علامات الليل .
وقال مجاهد : أراد بالكل النجوم ، منها ما يكون علامات ومنها ما يهتدون به .
قال السدي : أراد بالنجم ، الثريا ، وبنات نعش ، والفرقدين ، والجدي ، يهتدى بها إلى الطرق والقبلة .
وقال قتادة : إنما خلق الله النجوم لثلاثة أشياء : لتكون زينة للسماء ، ومعالم للطرق ، ورجوما للشياطين ، فمن قال غير هذا فقد تكلف ما لا علم له به
قراءة سورة النحل

المصدر : وعلامات وبالنجم هم يهتدون