القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

الآية 19 من سورة البقرة - أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم

سورة البقرة الآية رقم 19 : قراءة و استماع

قراءة و استماع الآية 19 من سورة البقرة مكتوبة - عدد الآيات 286 - Al-Baqarah - الصفحة 4 - الجزء 1.

سورة البقرة الآية رقم 19

﴿ أَوۡ كَصَيِّبٖ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فِيهِ ظُلُمَٰتٞ وَرَعۡدٞ وَبَرۡقٞ يَجۡعَلُونَ أَصَٰبِعَهُمۡ فِيٓ ءَاذَانِهِم مِّنَ ٱلصَّوَٰعِقِ حَذَرَ ٱلۡمَوۡتِۚ وَٱللَّهُ مُحِيطُۢ بِٱلۡكَٰفِرِينَ ﴾
[ البقرة: 19]


﴿ أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين ﴾


﴿ تفسير السعدي ﴾

ثم قال تعالى: أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ يعني: أو مثلهم كصيب، أي: كصاحب صيب من السماء، وهو المطر الذي يصوب, أي: ينزل بكثرة، فِيهِ ظُلُمَاتٌ ظلمة الليل, وظلمة السحاب, وظلمات المطر، وَرَعْدٌ وهو الصوت الذي يسمع من السحاب، وَبَرْقٌ وهو الضوء [اللامع] المشاهد مع السحاب.

﴿ تفسير الوسيط ﴾

ثم ساق - سبحانه - المثل الثاني فقال : ( أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السمآء فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ ) .
" أو " للتسوية بين الشيئين وهي مفيدة أن التمثيل بأيهما أو بمجموعهما يؤدى إلى المقصود ، فهي مانعة خلو مجوزة للجمع بينهما .
و ( الصيب ) - كسيد - المطر ، من الصوب وهو النزول .
يقال : صاب صوباً ، إذا نزل أو انحدر ، سمى به المطر لنزوله ، وفي الجملة الكريمة إيجاز بحذف ما دل عليه المقام دلالة واضحة .
والتقدير : أو كمثل ذوي صيب .
والمعنى أن قصة هؤلاء المنافقين مشبهة بقصة الذي استوقد ناراً ، أو بقصة ذوي صيب .
والسماء : كل ما علاك من سقف ونحوه ، والمراد بها السحاب .
والرعد : الصوت الذي يسمع بسبب اصطدام سحابتين محملتين بشحنتين كهربيتين أحداهما موجبة والأخرى سالبة .
والبرق : هو الضوء الذي يحدث بسبب الاصطدام ذاته .
وإيراد هذه الألفاظ بصفة التنكير للتهويل ، ويكون المعنى : أو أن مثل هؤلاء المنافقين كمثل قوم نزل بهم المطر من السماء تصحبه ظلمات كأنها سواد الليل ، ورعد بصم الآذان ، وبرق يخطف الأبصار؛ وصواعق تحرق ما تصيبه .
ثم قال - تعالى - : ( يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ في آذَانِهِم مِّنَ الصواعق حَذَرَ الموت ) .
ِالصواعق : جمع صاعقة من الصعق وهو شدة الصوت الذي يصحبه - غالباً - قطعة من نار لا تأتي على شيء إلا أهلكته .
( ومن ) في قوله - تعالى - : ( مِّنَ الصواعق ) للعليل .
وإنما كانت الصواعق داعية إلى سدهم آذانهم بأصابعهم ، من جهة أنها قد تفضي بصوتها لهائل إلى الموت ، وجاء هذا مصرحا به في قوله - تعالى - ( حَذَرَ الموت ) يدل على أنهم لم يموتوا من تلك المفزعات وهذه المروعات .
إمدادا في عذابهم .
ومطاولة في نكالهم .
وقوله - تعالى - : ( والله مُحِيطٌ بالكافرين ) جملة معترضة في أثناء ضرب المثل بذوي الصيب .
وإحاطته - سبحانه - بالكافرين على معنى أنهم لا مهرب لهم منه ، فهو محيط بهم إحاطة تامة وهو قادر على النكال بهم متى شاء وكيف شاء .
ولم يقل محيط بهم مع تقدم مرجع الضمير وهو أصحاب الصيب ، إيذاناً بأنهم إنما استحقوا ذلك العذاب بكفرهم .

﴿ تفسير البغوي ﴾

أو كصيب أي كأصحاب صيب.
وهذا مثل آخر ضربه الله تعالى للمنافقين بمعنى آخر إن شئت مثلهم بالمستوقد وإن شئت بأهل الصيب، وقيل: "أو" بمعنى الواو؛ يريد وكصيب كقوله تعالى: أو يزيدون بمعنى ويزيدون.
والصيب المطر وكل ما نزل من الأعلى إلى الأسفل فهو صيب فعل من صاب يصوب أي نزل.
من السماء: أي من السحاب.
قيل: هي السماء بعينها، والسماء كل ما علاك فأظلك، وهي من أسماء الأجناس يكون واحداً وجمعاً.
فيه: أي في الصيب، وقيل: في السماء أي من السحاب ولذلك ذكره.
وقيل: السماء يُذَكَّر ويؤنث، قال الله تعالى: السماء منفطر به [18-المزمل]، وقال: إذا السماء انفطرت [1-الانفطار].
ظلمات جمع ظلمة.
ورعد هو الصوت الذي يسمع من السحاب.
وبرق وهو النار التي تخرج منه.
قال علي وابن عباس وأكثر المفسرين رضي الله عنهم: "الرعد اسم ملك يسوق السحاب والبرق لمعان سوط من نور يزجر به الملك السحاب".
وقيل: الصوت زجر السحاب.
وقيل: تسبيح الملك.
وقيل: الرعد نطق الملك والبرق ضحكه.
وقال مجاهد: "الرعد اسم الملك" ويقال لصوته أيضاً رعد، والبرق مصع ملك يسوق السحاب.
وقال شهر بن حوشب: "الرعد ملك يزجي السحاب فإذا تبددت ضمها فإذا اشتد غضبه طارت من فيه النار فهي الصواعق"، وقيل: الرعد صوت انحراف الريح بين السحاب والأول أصح.
يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق جمع صاعقة وهي الصيحة التي يموت من يسمعها أو يغشى عليه.
ويقال لكل عذاب مهلك صاعقة، وقيل: الصاعقة قطعة عذاب ينزلها الله تعالى على من يشاء.
روي عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع صوت الرعد والصواعق قال: "اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك".
قوله: حذر الموت: أي مخافة الهلاك.
والله محيط بالكافرين: أي عالم بهم، وقيل: جامعهم.
وقال مجاهد: "يجمعهم فيعذبهم".
وقيل: مهلكهم، دليله قوله تعالى: إلا أن يحاط بكم [66-يوسف] أي تهلكوا جميعاً.
ويميل أبو عمرو و الكسائي الكافرين في محل النصب والخفض ولا يميلان: [أول كافر به] [41-البقرة].

قراءة سورة البقرة

المصدر : أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم