القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

الآية 29 من سورة الزخرف - بل متعت هؤلاء وآباءهم حتى جاءهم الحق ورسول مبين

سورة الزخرف الآية رقم 29 : قراءة و استماع

قراءة و استماع الآية 29 من سورة الزخرف مكتوبة - عدد الآيات 89 - Az-Zukhruf - الصفحة 491 - الجزء 25.

سورة الزخرف الآية رقم 29

﴿ بَلۡ مَتَّعۡتُ هَٰٓؤُلَآءِ وَءَابَآءَهُمۡ حَتَّىٰ جَآءَهُمُ ٱلۡحَقُّ وَرَسُولٞ مُّبِينٞ ﴾
[ الزخرف: 29]


﴿ بل متعت هؤلاء وآباءهم حتى جاءهم الحق ورسول مبين ﴾


﴿ تفسير السعدي ﴾

فقال تعالى: بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلاءِ وَآبَاءَهُمْ بأنواع الشهوات، حتى صارت هي غايتهم ونهاية مقصودهم، فلم تزل يتربى حبها في قلوبهم، حتى صارت صفات راسخة، وعقائد متأصلة.
حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ الذي لا شك فيه ولا مرية ولا اشتباه.
وَرَسُولٌ مُبِينٌ أي: بين الرسالة، قامت أدلة رسالته قياما باهرا، بأخلاقه ومعجزاته، وبما جاء به، وبما صدق به المرسلين، وبنفس دعوته صلى اللّه عليه وسلم.

﴿ تفسير الوسيط ﴾

وقوله- سبحانه-: بَلْ مَتَّعْتُ هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ إضراب عن كلام محذوف ينساق إليه الكلام، والمراد «بهؤلاء» أهل مكة المعاصرين للنبي صلّى الله عليه وسلّم وقوله: مَتَّعْتُ من التمتع بمعنى إعطائهم ما يشتهون من المطاعم والمشارب والنعم المتعددة، واشتغالهم بذلك عن طاعة الله- تعالى- وشكره.
والمعنى: اقتضت حكمتنا أن نجعل كلمة التوحيد باقية في بعض ذرية إبراهيم لعل من بقي من هذه الذرية على الشرك أن يرجع إليها، ولكنهم لم يرجعوا بل أصروا على كفرهم، فلم أعاجلهم بالعقوبة، بل متعت هؤلاء المشركين المعاصرين لك- أيها الرسول الكريم- بأن أمددتهم بالنعم المتعددة هم وآباءهم، وبقيت تلك النعم فيهم: حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُّ وهو دعوتك إياهم إلى إخلاص العبادة لنا، وجاءهم رَسُولٌ مُبِينٌ هو أنت- أيها الرسول الكريم- فإن رسالتك واضحة المعالم، بينة المقاصد، ليس فيها شيء من الغموض الذي يحملهم على الإعراض عنها.
فالمقصود من الآية الكريمة، بيان أن الكلمة الباقية في عقب إبراهيم وهي كلمة التوحيد، لم يتبعها جميع أفراد ذريته، بل اتبعها قوم وكفر بها آخرون وأن هؤلاء الكافرين- وعلى رأسهم كفار قريش- لم يعاجلهم الله- تعالى- بالعقوبة، بل أعطاهم نعما متعددة، فلم يشكروه- تعالى- عليها، واستمروا على ذلك، حتى جاءهم الحق، فلم يؤمنوا به، ولا بمن حمله إليهم وهو الرسول المبين صلّى الله عليه وسلّم.
ومن الآيات التي تدل على أن ذرية إبراهيم كان منها المؤمن، وكان منها الكافر.
قوله- تعالى-: وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَإِبْراهِيمَ، وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ، فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ، وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ .

﴿ تفسير البغوي ﴾

( بل متعت هؤلاء وآباءهم ) يعني : المشركين في الدنيا ، ولم أعاجلهم بالعقوبة على الكفر ، ( حتى جاءهم الحق ) يعني : القرآن .
وقال الضحاك : الإسلام .
( ورسول مبين ) يبين لهم الأحكام وهو محمد - صلى الله عليه وسلم - وكان من حق هذا الإنعام أن يطيعوه ، فلم يفعلوا ، وعصوا .

قراءة سورة الزخرف

المصدر : بل متعت هؤلاء وآباءهم حتى جاءهم الحق ورسول مبين