إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ أي: كلكم لا بد أن يموت وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ
﴿ تفسير الوسيط ﴾
ثم أخبر- سبحانه- رسوله صلّى الله عليه وسلم بأن الموت سينزل به كما سينزل بأعدائه الذين يتربصون به ريب المنون، ولكن في الوقت الذي يشاؤه الله- تعالى- فقال-: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ.أى: إنك- أيها الرسول الكريم- سيلحقك الموت، كما أنه سيلحق هؤلاء المشركين لا محالة، وما دام الأمر كذلك فأى موجب لتعجل الموت الذي يعم الخلق جميعا.وجاء الحديث عن حلول الموت به صلّى الله عليه وسلم وبأعدائه، بأسلوب التأكيد، للإيذان بأنه لا معنى لاستبطائهم لموته صلّى الله عليه وسلم ولا للشماتة به صلّى الله عليه وسلم إذا ما نزل به الموت، إذ لا يشمت الفاني في الفاني مثله.
﴿ تفسير البغوي ﴾
( إنك ميت ) أي : ستموت ، ( وإنهم ميتون ) أي : سيموتون . قال الفراء والكسائي : الميت - بالتشديد - من لم يمت وسيموت ، الميت - بالتخفيف - من فارقه الروح ، ولذلك لم يخفف هاهنا .