القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

الآية 32 من سورة يوسف - قالت فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم

سورة يوسف الآية رقم 32 : قراءة و استماع

قراءة و استماع الآية 32 من سورة يوسف مكتوبة - عدد الآيات 111 - Yusuf - الصفحة 239 - الجزء 12.

سورة يوسف الآية رقم 32

﴿ قَالَتۡ فَذَٰلِكُنَّ ٱلَّذِي لُمۡتُنَّنِي فِيهِۖ وَلَقَدۡ رَٰوَدتُّهُۥ عَن نَّفۡسِهِۦ فَٱسۡتَعۡصَمَۖ وَلَئِن لَّمۡ يَفۡعَلۡ مَآ ءَامُرُهُۥ لَيُسۡجَنَنَّ وَلَيَكُونٗا مِّنَ ٱلصَّٰغِرِينَ ﴾
[ يوسف: 32]


﴿ قالت فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين ﴾


﴿ تفسير السعدي ﴾

فلما تقرر عندهن جمال يوسف الظاهر، وأعجبهن غاية، وظهر منهن من العذر لامرأة العزيز، شيء كثير - أرادت أن تريهن جماله الباطن بالعفة التامة فقالت معلنة لذلك ومبينة لحبه الشديد غير مبالية، ولأن اللوم انقطع عنها من النسوة: وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ أي: امتنع وهي مقيمة على مراودته، لم تزدها مرور الأوقات إلا قلقا ومحبة وشوقا لوصاله وتوقا.
ولهذا قالت له بحضرتهن: وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَ مِنَ الصَّاغِرِينَ لتلجئه بهذا الوعيد إلى حصول مقصودها منه، فعند ذلك اعتصم يوسف بربه، واستعان به على كيدهن

﴿ تفسير الوسيط ﴾

وهنا شعرت امرأة العزيز بانتصارها على بنات جنسها، اللائي عذلنها في حبها ليوسف، فقالت لهن على سبيل التفاخر والتشفي، وبدون استحياء أو تلميح: قالَتْ فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ.
والفاء هنا فصيحة، والخطاب للنسوة اللائي قطعن أيديهن دهشا من جمال يوسف، والإشارة إليه- عليه السلام-.
أى: قالت لهن على سبيل التشفي والتباهي والاعتذار عما صدر منها معه: إن كان الأمر كما قلتن، فذلك هو الملك الكريم الذي لمتنني في حبى له، وقلتن ما قلتن في شأنى لافتتاني به، فالآن بعد رؤيتكن له، وتقطيع أيديكم ذهولا لطلعته، قد علمتن أنى معذورة فيما حدث منى معه .
.
.
ثم جاهرت أمامهن بأنها أغرته بمواقعتها فلم يستجب فقالت:وَلَقَدْ راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ .
.
.
أى: والله لقد حاولت معه بشتى المغريات أن يطوع نفسه لي، فأبى وامتنع امتناعا بليغا، وتحفظ تحفظا شديدا.
والتعبير بقوله «فاستعصم» للمبالغة في عصمته لنفسه من الزلل، فالسين والتاء للمبالغة، وهو من العصمة بمعنى المنع.
يقال: عصمه الطعام أى: منعه من الجوع.
وعصم القربة أى:شدها بالعصام ليمنع نزول الماء منها.
وفي الآية- كما يقول الآلوسى- دليل على أنه- عليه السلام- لم يصدر منه ما سوّد به القصّاص وجوه الطروس - أى الأوراق.
ثم قالت أمامهن بعد ذلك في تبجح واستهتار وتهديد: وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ ما آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ.
أى: والله لقد راودته عن نفسه فاستعصم، والله لئن لم يفعل ما آمره به، - وأنا سيدته الآمرة الناهية لا غيرى- ليسجنن عقوبة له، وليكونا من الصاغرين، أى: من الأذلاء المهانين المقهورين، من الصغار.
يقال: صغر فلان- كفرح- يصغر صغارا، إذا ذل وهان.
قالوا: وأكدت السجن بالنون الثقيلة وبالقسم لتحققه في نظرها، وأكدت الصغار بالنون الخفيفة لأنه غير متحقق فيه، ولأنه من توابع السجن ولوازمه.
وفي هذا التهديد ما فيه من الدلالة على ثقتها من سلطانها على زوجها، وأنه لا يستطيع أن يعصى لها أمرا، مع أنه عزيز مصر.
.

﴿ تفسير البغوي ﴾

( قالت ) يعني : راعيل ( فذلكن الذي لمتنني فيه ) أي : في حبه ، ثم صرحت بما فعلت ، فقالت : ( ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ) أي : فامتنع ، وإنما صرحت به لأنها علمت أنه لا ملامة عليها منهن وقد أصابهن ما أصابها من رؤيته ، فقلن له : أطع مولاتك .
فقالت راعيل : ( ولئن لم يفعل ما آمره ) ولئن لم يطاوعني فيما دعوته إليه ( ليسجنن ) أي : ليعاقبن بالحبس ( وليكونن من الصاغرين ) من الأذلاء .
ونون التوكيد تثقل وتخفف ، والوقف على قوله : ( ليسجنن ) بالنون لأنها مشددة ، وعلى قوله ( " وليكونا " ) بالألف لأنها مخففة ، وهي شبيهة بنون الإعراب في الأسماء ، كقوله : رأيت رجلا ، وإذا وقفت قلت : رأيت رجلا بالألف ، ومثله : ( لنسفعا بالناصية ناصية ) ( العلق - 15 ، 16 ) .
فاختار يوسف عليه السلام السجن على المعصية حين توعدته المرأة .

قراءة سورة يوسف

المصدر : قالت فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم