القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

الآية 37 من سورة الشورى - والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون

سورة الشورى الآية رقم 37 : قراءة و استماع

قراءة و استماع الآية 37 من سورة الشورى مكتوبة - عدد الآيات 53 - Ash-Shura - الصفحة 487 - الجزء 25.

سورة الشورى الآية رقم 37

﴿ وَٱلَّذِينَ يَجۡتَنِبُونَ كَبَٰٓئِرَ ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡفَوَٰحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُواْ هُمۡ يَغۡفِرُونَ ﴾
[ الشورى: 37]


﴿ والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون ﴾


﴿ تفسير السعدي ﴾

وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ والفرق بين الكبائر والفواحش -مع أن جميعهما كبائر- أن الفواحش هي الذنوب الكبار التي في النفوس داع إليها، كالزنا ونحوه، والكبائر ما ليس كذلك، هذا عند الاقتران، وأما مع إفراد كل منهما عن الآخر فإن الآخر يدخل فيه.
وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ أي: قد تخلقوا بمكارم الأخلاق ومحاسن الشيم، فصار الحلم لهم سجية، وحسن الخلق لهم طبيعة حتى إذا أغضبهم أحد بمقاله أو فعاله، كظموا ذلك الغضب فلم ينفذوه، بل غفروه، ولم يقابلوا المسيء إلا بالإحسان والعفو والصفح.
فترتب على هذا العفو والصفح، من المصالح ودفع المفاسد في أنفسهم وغيرهم شيء كثير، كما قال تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ

﴿ تفسير الوسيط ﴾

وقوله- تعالى- وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ.
.
معطوف على قوله- تعالى- قبل ذلك: وَما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ أو بدل منه.
وكبائر الإثم: هي الذنوب الكبيرة التي يترتب عليها إقامة الحد على فاعلها أو الوعيد الشديد من الله- تعالى- لمرتكبها، كقتل النفس، وتعاطى الربا، وما يشبه ذلك من الكبائر.
والفواحش: جمع فاحشة، وهي من جملة كبائر الإثم، إلا أن الله- تعالى- خصها بالذكر من باب عطف الخاص على العام، اهتماما وأكثر ما تطلق الفواحش على جريمة الزنا.
كما قال- تعالى-: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبِيلًا.
والمعنى: وما عند الله- تعالى- من ثواب في الآخرة خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، وللذين يجتنبون ارتكاب كبائر الآثام، كقتل النفس، وأكل أموال الناس بالباطل، ويجتنبون كذلك ما فحش وعظم قبحه من الذنوب، كالزنا والبخل بما آتاهم الله من فضله.
.
وليس المراد من هذه الآية الكريمة فتح الباب لارتكاب صغائر الآثام والذنوب، بل المراد بيان فضل الله- تعالى- على عباده، ورحمته بهم، وبيان أن اجتناب كبائر الإثم والفواحش، يؤدى- بفضل الله وكرمه- إلى غفران صغائر الذنوب، كما قال- تعالى-: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيماً .
وقوله- سبحانه-: وَإِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ صفة أخرى من صفاتهم الكريمة.
أى: ما عند الله خير وأبقى، للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، وللذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وللذين من صفاتهم- أيضا- أنهم يتجاوزون عن الشخص الذي أغضبهم، ويصفحون عنه، ويحلمون عليه.
وخص حالة غضبهم بالغفران، لأن هذه الحالة لا يقدر عليها إلا أصحاب العزائم القوية، إذ من المعروف أن الإنسان في حالة غضبه، كثيرا ما يفقد صوابه، ويغلب عليه عدم السيطرة على مشاعره، فإذا ما استطاع أن يكظم غيظه في حالة غضبه، كان ذلك دليلا على قوة إيمانه وعلى ملكه لنوازع نفسه.
قال صاحب الكشاف: «هم يغفرون» أى: هم الأخصاء بالغفران في حال الغضب، لا يغول الغضب أحلامهم كما يغول حلوم الناس.
والمجيء بلفظ «هم» وإيقاعه مبتدأ وإسناد «يغفرون» إليه، لهذه الفائدة، ومثله «هم ينتصرون».

﴿ تفسير البغوي ﴾

( والذين يجتنبون كبائر الإثم ) قرأ حمزة والكسائي : " كبير الإثم " على الواحد هاهنا ، وفي سورة النجم ، وقرأ الآخرون : " كبائر " بالجمع ، وقد ذكرنا معنى الكبائر في سورة النساء ( والفواحش ) قال السدي : يعني الزنا .
وقال مجاهد ومقاتل : ما يوجب الحد .
( وإذا ما غضبوا هم يغفرون ) يحلمون ويكظمون الغيظ ويتجاوزون .

قراءة سورة الشورى

المصدر : والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون