القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

الآية 4 من سورة البينة - وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة

سورة البينة الآية رقم 4 : قراءة و استماع

قراءة و استماع الآية 4 من سورة البينة مكتوبة - عدد الآيات 8 - Al-Bayyinah - الصفحة 598 - الجزء 30.

سورة البينة الآية رقم 4

﴿ وَمَا تَفَرَّقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡبَيِّنَةُ ﴾
[ البينة: 4]


﴿ وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة ﴾


﴿ تفسير السعدي ﴾

وإذا لم يؤمن أهل الكتاب لهذا الرسول وينقادوا له، فليس ذلك ببدع من ضلالهم وعنادهم، فإنهم ما تفرقوا واختلفوا وصاروا أحزابًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ التي توجب لأهلها الاجتماع والاتفاق، ولكنهم لرداءتهم ونذالتهم، لم يزدهم الهدى إلا ضلالًا، ولا البصيرة إلا عمى، مع أن الكتب كلها جاءت بأصل واحد، ودين واحد.

﴿ تفسير الوسيط ﴾

ثم بين- سبحانه- ما كان عليه أهل الكتاب من جحودهم للحق، ومن إنكارهم له مع علمهم به، فقال- تعالى- وَما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ.
أى: أن الجاحدين والمعاندين والحاسدين لك- أيها الرسول الكريم- من أهل الكتاب، ما تفرقوا في أمره، وما اختلفوا في شأن نبوتك .
.
.
إلا من بعد أن جئتهم أنت بما يدل على صدقك، دلالة لا يجحدها إلا جهول، ولا ينكرها إلا حسود، ولا يعرض عنها إلا من طغى وآثر الحياة الدنيا.
فالآية الكريمة كلام مستأنف، المقصود به تسليته صلى الله عليه وسلم عما أصابه من هؤلاء الجاحدين فكأنه- سبحانه- يقول له: لا تحزن- أيها الرسول الكريم- لإعراض من أعرض عن دعوتك من أهل الكتاب، فإن إعراضهم لم يكن عن جهل، وإنما عن عناد وجحود وحسد لك على ما آتاك الله من فضله.
وإنما خص- سبحانه- هنا أهل الكتاب بالذكر، مع أن الكلام في أول السورة كان فيهم وفي المشركين، للدلالة على شناعة حالهم، وقبح فعالهم، لأن الإعراض عن الحق ممن له كتاب، أشد قبحا ونكرا، ممن ليس له كتاب وهم المشركون.
والاستثناء في الآية مفرغ، والمستثنى منه عموم الأوقات.
والمعنى: لم يتفرق الجاحدون من الذين أوتوا الكتاب في وقت من الأوقات، إلا في الوقت الكائن بعد مجيء البينة لهم.
ومن الآيات القرآنية الكثيرة التي وردت في هذا المعنى قوله- تعالى- وَما تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ.

﴿ تفسير البغوي ﴾

( وما تفرق الذين أوتوا الكتاب ) في أمر محمد - صلى الله عليه وسلم - ، ( إلا من بعد ما جاءتهم البينة ) أي البيان في كتبهم أنه نبي مرسل .
قال المفسرون : لم يزل أهل الكتاب مجتمعين في تصديق محمد - صلى الله عليه وسلم - حتى بعثه الله ، فلما بعث تفرقوا في أمره واختلفوا ، فآمن به بعضهم ، وكفر آخرون .
وقال بعض أئمة اللغة : معنى قوله " منفكين " : هالكين ، من قولهم : انفك [ صلا ] المرأة عند الولادة ، وهو أن ينفصل فلا يلتئم فتهلك .
ومعنى الآية : لم يكونوا هالكين معذبين إلا من بعد قيام الحجة عليهم بإرسال الرسول وإنزال الكتاب ، والأول أصح .

قراءة سورة البينة

المصدر : وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة