القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

الآية 58 من سورة الأنبياء - فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون

سورة الأنبياء الآية رقم 58 : قراءة و استماع

قراءة و استماع الآية 58 من سورة الأنبياء مكتوبة - عدد الآيات 112 - Al-Anbiya’ - الصفحة 327 - الجزء 17.

سورة الأنبياء الآية رقم 58

﴿ فَجَعَلَهُمۡ جُذَٰذًا إِلَّا كَبِيرٗا لَّهُمۡ لَعَلَّهُمۡ إِلَيۡهِ يَرۡجِعُونَ ﴾
[ الأنبياء: 58]


﴿ فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون ﴾


﴿ تفسير السعدي ﴾

فلما تولوا مدبرين، ذهب إليها بخفية فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا ْ أي كسرا وقطعا، وكانت مجموعة في بيت واحد، فكسرها كلها، إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ ْ أي إلا صنمهم الكبير، فإنه تركه لمقصد سيبينه، وتأمل هذا الاحتراز العجيب، فإن كل ممقوت عند الله، لا يطلق عليه ألفاظ التعظيم، إلا على وجه إضافته لأصحابه، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كتب إلى ملوك الأرض المشركين يقول: " إلى عظيم الفرس " " إلى عظيم الروم " ونحو ذلك، ولم يقل " إلى العظيم " وهنا قال تعالى: إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ ْ ولم يقل " كبيرا من أصنامهم " فهذا ينبغي التنبيه له، والاحتراز من تعظيم ما حقره الله، إلا إذا أضيف إلى من عظمه.
وقوله: لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ ْ أي ترك إبراهيم تكسير صنمهم هذا لأجل أن يرجعوا إليه، ويستملوا حجته، ويلتفتوا إليها، ولا يعرضوا عنها ولهذا قال في آخرها: فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ ْ

﴿ تفسير الوسيط ﴾

وقد نفذ إبراهيم ما توعد به الأصنام، فقد انتهز فرصة ذهاب قومه بعيدا عنها فحطمها، قال تعالى- فَجَعَلَهُمْ جُذاذاً إِلَّا كَبِيراً لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ.
والفاء في قوله: «فجعلهم» فصيحة.
والجذاذ القطع الصغيرة جمع جذاذة من الجذ بمعنى القطع والكسر.
أى: فولوا مدبرين عن الأصنام فجعلها بفأسه قطعا صغيرة، بأن حطمها عن آخرها- سوى الصنم الأكبر لم يحطمه بل تركه من غير تكسير.
لعلهم إليه يرجعون فيسألونه كيف وقعت هذه الواقعة وهو حاضر، ولم يستطع الدفاع عن إخوته الصغار؟!!.
ولعل إبراهيم- عليه السلام- قد فعل ذلك ليقيم لهم أوضح الأدلة على أن هذه الأصنام لا تصلح أن تكون آلهة، لأنها لم تستطع الدفاع عن نفسها، وليحملهم على التفكير في أن الذي يجب أن يكون معبودا، إنما هو الله الخالق لكل شيء، والقادر على كل شيء.
قال الآلوسى ما ملخصه: وقوله: لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ لبيان وجه الكسر واستبقاء الكبير، وضمير «إليه» عائد إلى إبراهيم، أى: لعلهم يرجعون إلى إبراهيم، فيحاجهم ويبكتهم.
وعن الكلبي: أن الضمير للكبير، أى: لعلهم يرجعون إلى الكبير، كما يرجع إلى العالم في حل المشكلات فيقولون له: ما لهؤلاء مكسورة، وما لك صحيحا، والفأس في عنقك أو في يدك؟ وحينئذ يتبين لهم أنه عاجز لا ينفع ولا يضر، ويظهر أنهم في عبادته على جهل عظيم.
.
.
وعاد القوم إلى أصنامهم بعد تركهم إياها لفترة من الوقت، فوجدوها قد تحطمت إلا ذلك الكبير، فأصابهم ما أصابهم من الذهول والعجب، ويصور القرآن الكريم ذلك فيقول:

﴿ تفسير البغوي ﴾

( فجعلهم جذاذا ) قرأ الكسائي " جذاذا " بكسر الجيم أي كسرا وقطعا جمع جذيذ ، وهو الهشيم مثل خفيف وخفاف ، وقرأ الآخرون بضمه ، مثل الحطام والرفات ، ( إلا كبيرا لهم ) فإنه لم يكسره ووضع الفأس في عنقه ، وقيل ربطه بيده وكانت اثنين وسبعين صنما بعضها من ذهب وبعضها من فضة وبعضها من حديد ورصاص وشبة وخشب وحجر ، وكان الصنم الكبير من الذهب مكللا بالجواهر في عينيه ياقوتتان تتقدان .
قوله تعالى : ( لعلهم إليه يرجعون ) قيل : معناه لعلهم يرجعون إلى دينه وإلى ما يدعوهم إليه إذا علموا ضعف الآلهة وعجزها ، وقيل : لعلهم إليه يرجعون فيسألونه ، فلما رجع القوم من عيدهم إلى بيت آلهتهم ورأوا أصنامهم جذاذا .

قراءة سورة الأنبياء

المصدر : فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون