فلما تحققوا أنه إبراهيم قَالُوا فَأْتُوا بِهِ ْ أي: بإبراهيم عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ ْ أي بمرأى منهم ومسمع لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ ْ أي: يحضرون ما يصنع بمن كسر آلهتهم، وهذا الذي أراد إبراهيم وقصد أن يكون بيان الحق بمشهد من الناس ليشاهدوا الحق وتقوم عليهم الحجة، كما قال موسى حين واعد فرعون: مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى ْ
﴿ تفسير الوسيط ﴾
وهنا تشاوروا فيما بينهم وقالوا. إذا كان الأمر كذلك: فَأْتُوا بِهِ وأحضروه عَلى أَعْيُنِ النَّاسِ أى: أمام أعينهم ليتمكنوا من رؤيته على أتم وجه لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ مساءلتنا له، ومواجهتنا إياه بالعقوبة التي يستحقها على فعله هذا، أو يشهدون عليه بأنه هو الذي حطم الأصنام.قال ابن كثير: وكان هذا هو المقصود الأكبر لإبراهيم، أن يتبين في هذا المحفل العظيم، كثرة جهلهم، وقلة عقلهم، في عبادة هذه الأصنام، التي لا تدفع عن نفسها ضرا، ولا تملك لها نصرا..» .
﴿ تفسير البغوي ﴾
( قالوا فأتوا به على أعين الناس ) قال نمرود : يقول جيئوا به ظاهرا بمرأى من الناس ، ( لعلهم يشهدون ) عليه أنه الذي فعله ، كرهوا أن يأخذوه بغير بينة ، قال الحسن وقتادة والسدي ، وقال محمد بن إسحاق ( لعلهم يشهدون ) أي يحضرون عقابه وما يصنع به