فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ أي: على الخلق كلهم ما عملوا بِعِلْمٍ منه تعالى لأعمالهم وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ في وقت من الأوقات، كما قال تعالى: أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وقال تعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ
﴿ تفسير الوسيط ﴾
أى: فلنخبرنهم بما فعلوا إخبارا ناشئا عن علم منا.قال بعض العلماء: «والذي يهمنا هنا، أن نقرر أن هذا السؤال لم يكن سؤال استفهام ولا استخبار، وإنما هو سؤال تبكيت وتنديد، فليس في السائل مظنة أن يجهل، ولا في المسئول مظنة أن ينكر:، وهو تصوير لما يكون من شعور المكذبين بتكذيبهم، وشعور المرسلين بتبليغهم، وهو نوع من تسجيل الحجة على من أنكرها وأعرض عنها في الوقت الذي كان يجديه الإقبال عليها والإيمان بها، وهو نوع من زيادة الحسرة، وقطع الآمال في النجاة بوضع يد المجرم على جسم جريمته، وهو في الوقت نفسه نوع من زيادة الأمن والطمأنينة للرسل في القيام بدعوتهم وتبليغهم ما أمروا بتبليغه، ولعل كل ذلك يرشد إليه قوله- تعالى-: فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَما كُنَّا غائِبِينَ .
﴿ تفسير البغوي ﴾
( فلنقصن عليهم بعلم ) أي : لنخبرنهم عن علم . قال ابن عباس - رضي الله عنهما - : ينطق عليهم كتاب أعمالهم ، كقوله تعالى : ( هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق ) . ( الجاثية 29 ( وما كنا غائبين ) عن الرسل فيما بلغوا ، وعن الأمم فيما أجابوا .