القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

الآية 81 من سورة الأعراف - إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون

سورة الأعراف الآية رقم 81 : قراءة و استماع

قراءة و استماع الآية 81 من سورة الأعراف مكتوبة - عدد الآيات 206 - Al-A‘raf - الصفحة 160 - الجزء 8.

سورة الأعراف الآية رقم 81

﴿ إِنَّكُمۡ لَتَأۡتُونَ ٱلرِّجَالَ شَهۡوَةٗ مِّن دُونِ ٱلنِّسَآءِۚ بَلۡ أَنتُمۡ قَوۡمٞ مُّسۡرِفُونَ ﴾
[ الأعراف: 81]


﴿ إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون ﴾


﴿ تفسير السعدي ﴾

ثم بينها بقوله: إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ ْ أي: كيف تذرون النساء اللاتي خلقهن اللّه لكم، وفيهن المستمتع الموافق للشهوة والفطرة، وتقبلون على أدبار الرجال، التي هي غاية ما يكون في الشناعة والخبث، ومحل تخرج منه الأنتان والأخباث، التي يستحيي من ذكرها فضلا عن ملامستها وقربها، بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ْ أي: متجاوزون لما حده اللّه متجرئون على محارمه.

﴿ تفسير الوسيط ﴾

ثم أضاف لوط إلى إنكاره على قومه إنكارا آخر وتوبيخا أشنع فقال: إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ.
أى: إنكم أيها القوم لممسوخون في طبائعكم حيث تأتون الرجال الذين خلقهم الله ليأتوا النساء، ولا حامل لكم على ذلك إلا مجرد الشهوة الخبيثة القذرة.
والإتيان: كناية عن الاستمتاع والجماع.
من أتى المرأة إذا غشيها.
وفي إيراد لفظ الرِّجالَ دون الغلمان والمردان ونحوهما، مبالغة في التوبيخ والتقريع.
قال صاحب الكشاف: وشَهْوَةً مفعول له، أى للاشتهاء ولا حامل لكم عليه إلا مجرد الشهوة من غير داع آخر.
ولا ذم أعظم منه، لأنه وصف لهم بالبهيمية، وأنه لا داعي لهم من جهة العقل البتة كطلب النسل ونحوه.
أو حال بمعنى مشتهين تابعين للشهوة غير ملتفتين إلى السماحة» .
وقوله: مِنْ دُونِ النِّساءِ حال من الرجال أو من الواو في تأتون، أى: تأتون الرجال حالة كونكم تاركين النساء اللائي هن موضع الاشتهاء عند ذوى الطبائع السليمة، والأخلاق المستقيمة.
قال الجمل: وإنما ذمهم وعيرهم ووبخهم بهذا الفعل الخبيث، لأن الله- تعالى- خلق الإنسان وركب فيه شهوة النكاح لبقاء النسل وعمران الدنيا، وجعل النساء محلا للشهوة وموضعا للنسل.
فإذا تركهن الإنسان وعدل عنهن إلى غيرهن من الرجال فقد أسرف وجاوز واعتدى، لأنه وضع الشيء في غير محله وموضعه الذي خلق له، لأن أدبار الرجال ليست محلا للولادة التي هي مقصودة بتلك الشهوة للإنسان» .
وقوله: بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ إضراب عن الإنكار إلى الاخبار عن الأسباب التي جعلتهم يرتكبون هذه القبائح، وهي أنهم قوم عادتهم الإسراف وتجاوز الحدود في كل شيء.
أى: أنتم أيها القوم لستم ممن يأتى الفاحشة مرة ثم يهجرها ويتوب إلى الله بل أنتم قوم مسرفون فيها وفي سائر أعمالكم، لا تقفون عند حد الاعتدال في عمل من الأعمال.
وقد حكى القرآن أن لوطا- عليه السلام- قال لهم في سورة العنكبوت: إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ، وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ.
وقال لهم في سورة النمل: بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عادُونَ أى: متجاوزون لحدود الفطرة وحدود الشريعة.
وقال لهم في سورة النمل: بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ وهو يشمل الجهل الذي هو ضد العلم، والجهل الذي هو بمعنى السفه والطيش.
ومجموع الآيات يدل على أنهم كانوا مصابين بفساد العقل، وانحطاط الخلق، وإيثار الغي والعدوان على الرشاد والتدبر.

﴿ تفسير البغوي ﴾

( إنكم ) قرأ أهل المدينة وحفص ( إنكم ) بكسر الألف على الخبر ، وقرأ الآخرون على الاستئناف ، ( لتأتون الرجال ) في أدبارهم ، ( شهوة من دون النساء ) فسر تلك الفاحشة يعني أدبار الرجال أشهى عندكم من فروج النساء ، ( بل أنتم قوم مسرفون ) مجاوزون الحلال إلى الحرام .
قال محمد بن إسحاق : كانت لهم ثمار وقرى لم يكن في الأرض مثلها فقصدهم الناس فآذوهم ، فعرض لهم إبليس في صورة شيخ ، فقال : إن فعلتم بهم كذا نجوتم ، فأبوا فلما ألح عليهم الناس قصدوهم فأصابوهم غلمانا صباحا ، فأخذوهم وقهروهم على أنفسهم فأخبثوا واستحكم ذلك فيهم .
قال الحسن : كانوا لا ينكحون إلا الغرباء .
وقال الكلبي : إن أول من عمل عمل قوم لوط إبليس ، لأن بلادهم أخصبت فانتجعها أهل البلدان ، أي : فتمثل لهم إبليس في صورة شاب ، ثم دعا إلى دبره ، فنكح في دبره ، فأمر الله تعالى السماء أن تحصبهم وأمر الأرض أن تخسف بهم .

قراءة سورة الأعراف

المصدر : إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون