﴿ لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين ﴾
﴿ تفسير السعدي ﴾
لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ أي: ما زلنا نوعد بأن البعث كائن، نحن وآباؤنا، ولم نره، ولم يأت بعد، إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ أي: قصصهم وأسمارهم، التي يتحدث بها وتلهى، وإلا فليس لها حقيقة، وكذبوا -قبحهم الله- فإن الله أراهم، من آياته أكبر من البعث، ومثله، لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ الآيات وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ الآيات.
﴿ تفسير الوسيط ﴾
ثم بين- سبحانه- أنهم لم يكتفوا بإنكارهم للبعث، بل أضافوا إلى ذلك سوء الأدب، والسخرية ممن يؤمن به فقال: لَقَدْ وُعِدْنا نَحْنُ وَآباؤُنا هذا مِنْ قَبْلُ....أى: لقد وعدنا على لسان هذا الرسول صلّى الله عليه وسلّم بأن البعث حق، كما وعد آباؤنا قبل ذلك على ألسنة الرسل السابقين، ونحن لا نصدق هذا الرسول، ولا أولئك الرسل.إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ أى: ما هذا البعث الذي وعدنا جميعا به، إلا أساطير الأولين. أى: أكاذيبهم التي سطروها من عند أنفسهم في كتبهم.والأساطير: جمع أسطورة، كأحدوثة، وأعجوبة، وأكذوبة.وهكذا الجهلاء المغرورون، لا يقفون من الحق موقف المنكر له فحسب، بل يضيفون إلى ذلك سوء الأدب، وقبح المنطق، والقول بغير علم.
﴿ تفسير البغوي ﴾
( لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا ) الوعد ، ( من قبل ) أي : وعد آباءنا قوم ذكروا أنهم رسل الله فلم نر له حقيقة ، ( إن هذا إلا أساطير الأولين ) أكاذيب الأولين .