القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

الآية 88 من سورة الإسراء - قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا

سورة الإسراء الآية رقم 88 : قراءة و استماع

قراءة و استماع الآية 88 من سورة الإسراء مكتوبة - عدد الآيات 111 - Al-Isra’ - الصفحة 291 - الجزء 15.

سورة الإسراء الآية رقم 88

﴿ قُل لَّئِنِ ٱجۡتَمَعَتِ ٱلۡإِنسُ وَٱلۡجِنُّ عَلَىٰٓ أَن يَأۡتُواْ بِمِثۡلِ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لَا يَأۡتُونَ بِمِثۡلِهِۦ وَلَوۡ كَانَ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضٖ ظَهِيرٗا ﴾
[ الإسراء: 88]


﴿ قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ﴾


﴿ تفسير السعدي ﴾

وهذا دليل قاطع، وبرهان ساطع، على صحة ما جاء به الرسول وصدقه، حيث تحدى الله الإنس والجن أن يأتوا بمثله، وأخبر أنهم لا يأتون بمثله، ولو تعاونوا كلهم على ذلك لم يقدروا عليه.
ووقع كما أخبر الله، فإن دواعي أعدائه المكذبين به، متوفرة على رد ما جاء به بأي: وجه كان، وهم أهل اللسان والفصاحة، فلو كان عندهم أدنى تأهل وتمكن من ذلك لفعلوه.
فعلم بذلك، أنهم أذعنوا غاية الإذعان، طوعًا وكرهًا، وعجزوا عن معارضته.
وكيف يقدر المخلوق من تراب، الناقص من جميع الوجوه، الذي ليس له علم ولا قدرة ولا إرادة ولا مشيئة ولا كلام ولا كمال إلا من ربه، أن يعارض كلام رب الأرض والسماوات، المطلع على سائر الخفيات، الذي له الكمال المطلق، والحمد المطلق، والمجد العظيم، الذي لو أن البحر يمده من بعده سبعة أبحر مدادًا، والأشجار كلها أقلام، لنفذ المداد، وفنيت الأقلام، ولم تنفد كلمات الله.
فكما أنه ليس أحد من المخلوقين مماثلاً لله في أوصافه فكلامه من أوصافه، التي لا يماثله فيها أحد، فليس كمثله شيء، في ذاته، وأسمائه، وصفاته، وأفعاله تبارك وتعالى.
فتبًا لمن اشتبه عليه كلام الخالق بكلام المخلوق، وزعم أن محمدًا صلى الله عليه وسلم افتراه على الله واختلقه من نفسه.

﴿ تفسير الوسيط ﴾

ثم أمر الله- تعالى- نبيه أن يتحدى المشركين بهذا القرآن فقال- تعالى-: قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ، وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً.
أى: قل- أيها الرسول الكريم- لهؤلاء المشركين الذين قالوا- كما حكى الله عنهم- لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا، قل لهم على سبيل التحدي والتعجيز: والله لئن اجتمعت الإنس والجن، واتفقوا على أن يأتوا بمثل هذا القرآن، الذي أنزله الله- تعالى- من عنده على قلبي.
.
لا يستطيعون ذلك.
ولو كان بعضهم لبعض مظاهرا ومعينا ومناصرا، في تحقيق ما يتمنونه من الإتيان بمثله.
وخص- سبحانه- «الإنس والجن» بالذكر، لأن المنكر كون القرآن من عند الله، من جنسهما لا من جنس غيرهما كالملائكة- مثلا-، فإنهم عباد مكرمون لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، ولأن التحدي إنما هو للإنس والجن الذين أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم، لهدايتهم إلى الصراط المستقيم.
وقال- سبحانه-: لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ فأظهر في مقام الإضمار، ولم يكتف بأن يقول:لا يأتون به، لدفع توهم أن يتبادر إلى الذهن أن له مثلا معينا، وللإشعار بأن المقصود نفى المثل على أى صفة كانت هذه المثلية، سواء أكانت في بلاغته، أم في حسن نظمه، أم في إخباره عن المغيبات، أم في غير ذلك من وجوه إعجازه.
وقوله: وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً معطوف على مقدر، أى: لا يستطيعون الإتيان بمثله لو لم يكن بعضهم ظهيرا ونصيرا لبعض، ولو كان بعضهم ظهيرا ونصيرا لبعض لما استطاعوا أيضا.
والمقصود أنهم لا يستطيعون الإتيان بمثله على أية حال من الأحوال وبأية صورة من الصور، لأنه متى انتفى إتيانهم بمثله مع المظاهرة والمعاونة، انتفى من باب الأولى الإتيان بمثله مع عدمهما.
وقوله: لِبَعْضٍ متعلق بقوله ظَهِيراً.
ولقد بين- سبحانه- في آيات أخرى أنهم لن يستطيعوا الإتيان بعشر سور من مثله، بل بسورة واحدة من مثله.
قال- تعالى-: أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ، وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ .
وقال- سبحانه-: وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ، وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ .

﴿ تفسير البغوي ﴾

قوله جل وعلا ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ) لا يقدرون على ذلك ( ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ) عونا ومظاهرا .
نزلت حين قال الكفار : لو نشاء لقلنا مثل هذا فكذبهم الله تعالىفالقرآن معجز في النظم والتأليف والإخبار عن الغيوب وهو كلام في أعلى طبقات البلاغة لا يشبه كلام الخلق لأنه غير مخلوق ولو كان مخلوقا لأتوا بمثله
قراءة سورة الإسراء

المصدر : قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا