ثم أخبر عن عقوبة هؤلاء المعاندين الظالمين الدنيوية والأخروية، فقال أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون أي: لا يفتر عنهم العذاب ساعة ولا لحظة، لا بإزالته أو إزالة بعض شدته، ولا هم ينظرون أي: يمهلون، لأن زمن الإمهال قد مضى، وقد أعذر الله منهم وعمرهم ما يتذكر فيه من تذكر، فلو كان فيهم خير لوجد، ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه.
﴿ تفسير الوسيط ﴾
ثم أكد- سبحانه- تلك العقوبة بعقوبة أخرى لازمة لها ما داموا على تلك الحالة الشنيعة فقال- تعالى- خالِدِينَ فِيها لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ بسبب إصرارهم على الكفر في الدنيا، وانغماسهم فيما يغضب الله وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ أى ولا هم يمهلون ولا يؤخر عنهم العذاب بل عذابهم عاجل لا يقبل الإمهال أو التأخير بسبب ما ارتكبوه في الدنيا من شرور وآثام.
﴿ تفسير البغوي ﴾
( خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون ) وذلك : أن الحارث بن سويد لما لحق بالكفار ندم ، فأرسل إلى قومه : أن سلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل لي من توبة؟ ففعلوا ذلك فأنزل الله تعالى :