القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

تفسير و معنى الآية 10 سورة الأنفال - وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به

سورة الأنفال الآية رقم 10 : سبع تفاسير معتمدة

سورة وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به - عدد الآيات 75 - رقم السورة - صفحة السورة في المصحف الشريف - .

تفسير و معنى الآية 10 من سورة الأنفال عدة تفاسير - سورة الأنفال : عدد الآيات 75 - - الصفحة 178 - الجزء 9.

سورة الأنفال الآية رقم 10


﴿ وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلَّا بُشۡرَىٰ وَلِتَطۡمَئِنَّ بِهِۦ قُلُوبُكُمۡۚ وَمَا ٱلنَّصۡرُ إِلَّا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾
[ الأنفال: 10]

﴿ التفسير الميسر ﴾

وما جعل الله ذلك الإمداد إلا بشارة لكم بالنصر، ولتسكن به قلوبكم، وتوقنوا بنصر الله لكم، وما النصر إلا من عند الله، لا بشدة بأسكم وقواكم. إن الله عزيز في ملكه، حكيم في تدبيره وشرعه.

﴿ تفسير الجلالين ﴾

«وما جعله الله» أي الإمداد «إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم».

﴿ تفسير السعدي ﴾

وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ أي: إنزال الملائكة إِلا بُشْرَى أي: لتستبشر بذلك نفوسكم، وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وإلا فالنصر بيد اللّه، ليس بكثرة عَدَدٍ ولا عُدَدٍ.
.
إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ لا يغالبه مغالب، بل هو القهار، الذي يخذل من بلغوا من الكثرة وقوة العدد والآلات ما بلغوا.
حَكِيمٌ حيث قدر الأمور بأسبابها، ووضع الأشياء مواضعها.


﴿ تفسير البغوي ﴾

قوله تعالى : ( وما جعله الله ) يعني : الإمداد بالملائكة ، ( إلا بشرى ) أي : بشارة ( ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم )

﴿ تفسير الوسيط ﴾

ثم بين- سبحانه- بعض مظاهر فضله عليهم ورحمته بهم في هذا الإمداد فقال: وَما جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرى، وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ، وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ فالآية الكريمة كلام مستأنف ساقه- سبحانه- لبيان بعض مظاهر فضله على المؤمنين، ولبيان أن المؤثر الحقيقي هو الله وحده حتى يزدادوا ثقة به، وحتى لا يقنطوا من النصر عند قلة أسبابه.
أى: وما جعل الله- تعالى- هذا الإمداد بالملائكة إلا بشارة لكم- أيها المؤمنون- بالنصر على أعدائكم في هذه الغزوة الحاسمة وقوله بُشْرى مفعول لأجله مستثنى من أعم العلل.
وقوله: وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ معطوف عليه: أى: ولتسكن بهذا الإمداد قلوبكم، ويزول عنكم الخوف، وتهاجموا أعداءكم بنفوس لا يداخلها الإحجام أو التردد.
.
- وقوله: وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، أى: ليس النصر بالملائكة أو غيرهم إلا كائنا من عند الله وحده، لأنه- سبحانه- هو الخالق لكل شيء، والقادر على كل شيء.
.
وإن الوسائل مهما عظمت، والأسباب مهما كثرت، لا تؤدى إلى النتيجة المطلوبة والغاية المرجوة، إلا إذا أيدتها إرادة الله وقدرته ورعايته.
وقوله: إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ أى: غالب لا يقهره شيء، ولا ينازعه منازع حكيم في تدبيره وأفعاله.
فالجملة الكريمة تذييل قصد به التعليل لما قبله، وفيه إشعار بأن النصر الواقع على الوجه المذكور من مقتضيات حكمته البالغة- سبحانه-.

﴿ تفسير ابن كثير ﴾

قوله تعالى : ( وما جعله الله إلا بشرى [ ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله ] ) الآية ، أي : وما جعل الله بعث الملائكة وإعلامه إياكم بهم إلا بشرى ، ( ولتطمئن به قلوبكم ) ؛ وإلا فهو تعالى قادر على نصركم على أعدائكم بدون ذلك ، ولهذا قال : ( وما النصر إلا من عند الله ) كما قال تعالى : ( فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم ) [ محمد : 4 - 6 ] وقال تعالى : ( وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين ) [ آل عمران : 140 ، 141 ] فهذه حكم شرع الله جهاد الكفار بأيدي المؤمنين لأجلها ، وقد كان تعالى إنما يعاقب الأمم السالفة المكذبة للأنبياء بالقوارع التي تعم تلك الأمة المكذبة ، كما أهلك قوم نوح بالطوفان ، وعادا الأولى بالدبور ، وثمود بالصيحة ، وقوم لوط بالخسف والقلب وحجارة السجيل وقوم شعيب بيوم الظلة ، فلما بعث الله تعالى موسى [ عليه السلام ] وأهلك عدوه فرعون وقومه بالغرق في اليم ، ثم أنزل على موسى التوراة ، شرع فيها قتال الكفار ، واستمر الحكم في بقية الشرائع بعده على ذلك ، كما قال تعالى : ( ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر [ للناس ] ) [ القصص : 43 ] وقتل المؤمنين الكافرين أشد إهانة للكافرين ، وأشفى لصدور المؤمنين ، كما قال تعالى للمؤمنين من هذه الأمة : ( قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين [ ويذهب غيظ قلوبهم ] ) [ التوبة : 14 ، 15 ] ؛ ولهذا كان قتل صناديد قريش بأيدي أعدائهم الذين ينظرون إليهم بأعين ازدرائهم - أنكى لهم وأشفى لصدور حزب الإيمان . فقتل أبي جهل في معركة القتال وحومة الوغى ، أشد إهانة له من أن يموت على فراشه بقارعة أو صاعقة أو نحو ذلك ، كما مات أبو لهب - لعنه الله - بالعدسة بحيث لم يقربه أحد من أقاربه ، وإنما غسلوه بالماء قذفا من بعيد ، ورجموه حتى دفنوه ؛ ولهذا قال تعالى : ( إن الله عزيز ) أي : له العزة ولرسوله وللمؤمنين بهما في الدنيا والآخرة ، كما قال تعالى : ( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد [ يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ] ) [ غافر : 51 ، 52 ] ) حكيم ) فيما شرعه من قتال الكفار ، مع القدرة على دمارهم وإهلاكهم ، بحوله وقوته ، سبحانه وتعالى .

﴿ تفسير القرطبي ﴾

وما النصر إلا من عند الله نبه على أن النصر من عنده جل وعز لا من الملائكة ; أي لولا نصره لما انتفع بكثرة العدد بالملائكة .
والنصر من عند الله يكون بالسيف ويكون بالحجة .

﴿ تفسير الطبري ﴾

القول في تأويل قوله : وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10)قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: لم يجعل الله إردافَ الملائكة بعضها بعضًا وتتابعها بالمصير إليكم، أيها المؤمنون، مددًا لكم= " إلا بشرى " لكم، أي: بشارة لكم، تبشركم بنصر الله إياكم على أعدائكم (21) = " ولتطمئن به قلوبكم "، يقول: ولتسكن قلوبكم بمجيئها إليكم, وتوقن بنصرة الله لكم (22) = " وما النصر إلا من عند الله "، يقول: وما تنصرون على عدوكم، أيها المؤمنون، إلا أن ينصركم الله عليهم, لا بشدة بأسكم وقواكم, بل بنصر الله لكم, لأن ذلك بيده وإليه, ينصر من يشاء من خلقه= " إن الله عزيز حكيم " يقول: إن الله الذي ينصركم، وبيده نصرُ من يشاء من خلقه= " عزيز "، لا يقهره شيء, ولا يغلبه غالب, بل يقهر كل شيء ويغلبه, لأنه خلقه= " حكيم "، يقول: حكيم في تدبيره ونصره من نصر, وخذلانه من خذل من خلقه, لا يدخل تدبيره وهن ولا خَلل.
(23)* * *وروي عن عبد الله بن كثير عن مجاهد في ذلك، ما:-15757- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج عن ابن جريج قال، أخبرني ابن كثير: انه سمع مجاهدًا يقول: ما مدّ النبي صلى الله عليه وسلم مما ذكر الله غيرُ ألف من الملائكة مردفين, وذكر " الثلاثة " و " الخمسة " بشرى, ما مدُّوا بأكثر من هذه الألف الذي ذكر الله عز وجل في " الأنفال "، وأما " الثلاثة " و " الخمسة ", فكانت بشرَى.
* * *وقد أتينا على ذلك في " سورة آل عمران "، بما فيه الكفاية.
(24)--------------------الهوامش :(21) انظر تفسير " البشرى " فيما سلف ص : 303 ، تعليق : 2 ، المراجع هناك .
(22) انظر تفسير " الاطمئنان " فيما سلف 5 : 492 9 : 165 11 : 224 .
(23) انظر تفسير " عزيز " و " حكيم " فيما سلف من فهارس اللغة ( عزز ) ، ( حكم ) .
(24) انظر ما سلف 7 : 173 - 192 .

﴿ وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم ﴾

قراءة سورة الأنفال

المصدر : تفسير : وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به