إن انتقام ربك من أعدائه وعذابه لهم لَعظيم شديد، إنه هو يُبدئ الخلق ثم يعيده، وهو الغفور لمن تاب، كثير المودة والمحبة لأوليائه، صاحب العرشِ المجيدُ الذي بلغ المنتهى في الفضل والكرم، فَعَّال لما يريد، لا يمتنع عليه شيء يريده.
﴿ تفسير الجلالين ﴾
«إنه هو يبدىءُ» الخلق «ويعيد» فلا يعجزه ما يريد.
﴿ تفسير السعدي ﴾
إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ أي: هو المنفرد بإبداء الخلق وإعادته، فلا مشارك له في ذلك .
﴿ تفسير البغوي ﴾
"إنه هو يبدئ ويعيد"، أي يخلقهم أولاً في الدنيا ثم يعيدهم أحياءً بعد الموت.
﴿ تفسير الوسيط ﴾
إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ أى: إنه وحده هو الذي يخلق الخلق أولا في الدنيا، ثم يعيدهم إلى الحياة بعد موتهم للحساب والجزاء، وهو- سبحانه- وحده الذي يبدئ البطش بالكفار في الدنيا ثم يعيده عليهم في الآخرة بصورة أشد وأبقى.وحذف- سبحانه- المفعول في الفعلين، لقصد العموم، ليشمل كل ما من شأنه أن يبدأ وأن يعاد من الخلق أو من العذاب أو من غيرهما.
﴿ تفسير ابن كثير ﴾
أي من قوته وقدرته التامة يبدئ الخلق ويعيده كما بدأه بلا ممانع ولا مدافع.
﴿ تفسير القرطبي ﴾
إنه هو يبدئ ويعيد يعني الخلق - عن أكثر العلماء - يخلقهم ابتداء ، ثم يعيدهم عند البعث ، وروى عكرمة قال : عجب الكفار من إحياء الله - جل ثناؤه - الأموات ، وقال ابن عباس : يبدئ لهم عذاب الحريق في الدنيا ، ثم يعيده عليهم في الآخرة . وهذا اختيار الطبري .
﴿ تفسير الطبري ﴾
القول في تأويل قوله تعالى : إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13)اختلف أهل التأويل في معنى قوله: ( إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ ) فقال بعضهم: معنى ذلك: إن الله أبدى خلقه، فهو يبتدئ، بمعنى: يحدث خلقه ابتداء، ثم يميتهم، ثم يعيدهم أحياء بعد مماتهم، كهيئتهم قبل مماتهم.* ذكر من قال ذلك:حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( يُبْدِئُ وَيُعِيدُ ) يعني: الخلق.حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( يُبْدِئُ وَيُعِيدُ ) قال: يُبْدِئُ الخلق حين خلقه، ويعيده يوم القيامة.وقال آخرون: بل معنى ذلك: إنه هو يُبْدِئُ العذاب ويعيده.* ذكر من قال ذلك:حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ ) قال: يُبْدِئُ العذاب ويعيده.وأولى التأويلين في ذلك عندي بالصواب، وأشبههما بظاهر ما دلّ عليه التنزيل القولُ الذي ذكرناه عن ابن عباس، وهو أنه يُبْدِئُ العذاب لأهل الكفر به ويعيد، كما قال جلّ ثناؤه: فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ في الدنيا، فأبدأ ذلك لهم في الدنيا، وهو يعيده لهم في الآخرة.وإنما قلت: هذا أولى التأويلين بالصواب؛ لأن الله أتبع ذلك قوله: ( إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ ) فكان للبيان عن معنى شدّة بطشه الذي قد ذكره قبله، أشبه به بالبيان &; 24-346 &; عما لم يَجْرِ له ذكر، ومما يؤيد ما قلنا من ذلك وضوحًا وصحة قوله: ( وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ) فبيَّن ذلك عن أن الذي قبله من ذكر خبره عن عذابه وشدّة عقابه.