القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

تفسير و معنى الآية 15 سورة الأنفال - ياأيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا

سورة الأنفال الآية رقم 15 : سبع تفاسير معتمدة

سورة ياأيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا - عدد الآيات 75 - رقم السورة - صفحة السورة في المصحف الشريف - .

تفسير و معنى الآية 15 من سورة الأنفال عدة تفاسير - سورة الأنفال : عدد الآيات 75 - - الصفحة 178 - الجزء 9.

سورة الأنفال الآية رقم 15


﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ زَحۡفٗا فَلَا تُوَلُّوهُمُ ٱلۡأَدۡبَارَ ﴾
[ الأنفال: 15]

﴿ التفسير الميسر ﴾

يا أيها الذين صَدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، إذا قابلتم الذين كفروا في القتال متقاربين منكم فلا تُوَلُّوهم ظهوركم، فتنهزموا عنهم، ولكن اثبتوا لهم، فإن الله معكم وناصركم عليهم.

﴿ تفسير الجلالين ﴾

«يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا» أي مجتمعين كأنهم لكثرتهم يزحفون «فلا تولُّوهم الأدبار» منهزمين.

﴿ تفسير السعدي ﴾

يأمر اللّه تعالى عباده المؤمنين بالشجاعة الإيمانية، والقوة في أمره، والسعي في جلب الأسباب المقوية للقلوب والأبدان، ونهاهم عن الفرار إذا التقى الزحفان، فقال‏:‏ ‏‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا‏‏ أي‏:‏ في صف القتال، وتزاحف الرجال، واقتراب بعضهم من بعض، ‏‏فَلا تُوَلُّوهُمُ الأدْبَارَ‏‏ بل اثبتوا لقتالهم، واصبروا على جلادهم، فإن في ذلك نصرة لدين اللّه، وقوة لقلوب المؤمنين، وإرهابا للكافرين‏.


﴿ تفسير البغوي ﴾

قوله - عز وجل - : ( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا ) أي مجتمعين متزاحمين بعضكم إلى بعض ، والتزاحف : التداني في القتال : والزحف مصدر; لذلك لم يجمع ، كقولهم : قوم عدل ورضا .
قال : الليث : الزحف جماعة يزحفون إلى عدو لهم بمرة ، فهم الزحف والجمع : الزحوف .
( فلا تولوهم الأدبار ) يقول : فلا تولوهم ظهوركم ، أي تنهزموا فإن المنهزم يولي دبره .

﴿ تفسير الوسيط ﴾

قوله- سبحانه- زَحْفاً: مصدر زحف وأصله للصبي، وهو أن يزحف على استه قبل أن يمشى.
ثم أطلق على الجيش الكثيف المتوجه لعدوه لأنه لكثرته وتكاتفه يرى كأنه جسم واحد يزحف ببطء وإن كان سريع السير.
قال الجمل: وفي المصباح: زحف القوم زحفا وزحوفا.
ويطلق على الجيش الكثير زحف تسمية بالمصدر والجمع زحوف مثل فلس وفلوس.
ونصب قوله: زَحْفاً على أنه حال من المفعول وهو الَّذِينَ كَفَرُوا أى إذا لقيتم الذين كفروا حال كونهم زاحفين نحوكم.
والأدبار: جمع دبر- بضمتين- وهو الخلف، ومقابله القبل وهو الأمام، ويطلق لفظ الدبر على الظهر وهو المراد هنا.
والمعنى: يا أيها الذين آمنوا بالله إيمانا حقا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زاحفين نحوكم لقتالكم فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ أى.
فلا تفروا منهم، ولا تولوهم ظهوركم منهزمين، بل قابلوهم بقوة وغلظة وشجاعة، فإن من شأن المؤمن أن يكون شجاعا لا جبانا، ومقبلا غير مدبر.
فالمراد من تولية الأدبار: الانهزام، لأن المنهزم يولى ظهره وقفاه لمن انهزم منه.
وعدل من لفظ الظهور إلى الأدبار، تقبيحا للانهزام، وتنفيرا منه، لأن القبل والدبر يكنى بهما عن السوءتين.

﴿ تفسير ابن كثير ﴾

يقول تعالى متوعدا على الفرار من الزحف بالنار لمن فعل ذلك : ( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا ) أي : تقاربتم منهم ودنوتم إليهم ، ( فلا تولوهم الأدبار ) أي : تفروا وتتركوا أصحابكم

﴿ تفسير القرطبي ﴾

قوله تعالى ياأيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبارفيه ثلاث مسائل :الأولى : قوله تعالى : زحفاقوله تعالى : زحفا الزحف الدنو قليلا قليلا .
وأصله الاندفاع على الألية ; ثم سمي كل ماش في الحرب إلى آخر زاحفا .
والتزاحف : التداني والتقارب ; يقال : زحف إلى العدو زحفا .
وأزحف القوم ، أي مشى بعضهم إلى بعض .
ومنه زحاف الشعر ، وهو أن يسقط بين الحرفين حرف فيزحف أحدهما إلى الآخر .
يقول : إذا تدانيتم وتعاينتم فلا تفروا عنهم ولا تعطوهم أدباركم .
حرم الله ذلك على المؤمنين حين فرض عليهم الجهاد وقتال الكفار .
قال ابن عطية : والأدبار جمع دبر .
والعبارة بالدبر في هذه الآية متمكنة الفصاحة ; لأنها بشعة على الفار ، ذامة له .
الثانية : أمر الله عز وجل في هذه الآية ألا يولي المؤمنون أمام الكفار .
وهذا الأمر مقيد بالشريطة المنصوصة في مثلي المؤمنين ; فإذا لقيت فئة من المؤمنين فئة هي ضعف المؤمنين من المشركين فالفرض ألا يفروا أمامهم .
فمن فر من اثنين فهو فار من الزحف .
ومن فر من ثلاثة فليس بفار من الزحف ، ولا يتوجه عليه الوعيد .
والفرار كبيرة موبقة بظاهر القرآن وإجماع الأكثر من الأئمة .
وقالت فرقة ، منهم ابن الماجشون في الواضحة : إنه يراعى الضعف والقوة والعدة ; فيجوز على قولهم أن يفر مائة فارس من مائة فارس إذا علموا أن ما عند المشركين من النجدة والبسالة ضعف ما عندهم .
وأما على قول الجمهور فلا يحل فرار مائة إلا مما زاد على المائتين ; فمهما كان في مقابلة مسلم أكثر من اثنين فيجوز الانهزام ، والصبر أحسن .
وقد وقف جيش مؤتة وهم ثلاثة آلاف في مقابلة مائتي ألف ، منهم مائة ألف من الروم ، ومائة ألف من المستعربة من لخم وجذام .
قلت : ووقع في تاريخ فتح الأندلس ، أن طارقا مولى موسى بن نصير سار في ألف وسبعمائة رجل إلى الأندلس ، وذلك في رجب سنة ثلاث وتسعين من الهجرة ; فالتقى وملك الأندلس لذريق وكان في سبعين ألف عنان ; فزحف إليه طارق وصبر له فهزم الله الطاغية لذريق ، وكان الفتح .
قال ابن وهب : سمعت مالكا يسأل عن القوم يلقون العدو أو يكونون في محرس يحرسون فيأتيهم العدو وهم يسير ، أيقاتلون أو ينصرفون فيؤذنون أصحابهم ؟ قال : إن كانوا يقوون على قتالهم قاتلوهم ، وإلا انصرفوا إلى أصحابهم فآذنوهم .
الثالثة : واختلف الناس هل الفرار يوم الزحف مخصوص بيوم بدر أم عام في الزحوف كلها إلى يوم القيامة ؟ فروي عن أبي سعيد الخدري أن ذلك مخصوص بيوم بدر ، وبه قال نافع والحسن وقتادة ويزيد بن أبي حبيب والضحاك ، وبه قال أبو حنيفة .
وأن ذلك خاص بأهل بدر فلم يكن لهم أن ينحازوا ، ولو انحازوا لانحازوا للمشركين ، ولم يكن في الأرض يومئذ مسلمون غيرهم ، ولا للمسلمين فئة إلا النبي صلى الله عليه وسلم ; فأما بعد ذلك فإن بعضهم فئة لبعض .
قال إلكيا : وهذا فيه نظر ; لأنه كان بالمدينة خلق كثير من الأنصار لم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالخروج ولم يكونوا يرون أنه قتال ، وإنما ظنوا أنها العير ; فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن خف معه .
ويروى عن ابن عباس وسائر العلماء أن الآية باقية إلى يوم القيامة .
احتج الأولون بما ذكرنا ، وبقوله تعالى : يومئذ فقالوا : هو إشارة إلى يوم بدر ، وأنه نسخ حكم الآية بآية الضعف .
وبقي حكم الفرار من الزحف ليس بكبيرة .
وقد فر الناس يوم أحد فعفا الله عنهم ، وقال الله فيهم يوم حنين ثم وليتم مدبرين ولم يقع على ذلك تعنيف .
وقال الجمهور من العلماء : إنما ذلك إشارة إلى يوم الزحف الذي يتضمنه قوله تعالى : إذا لقيتم .
وحكم الآية باق إلى يوم القيامة بشرط الضعف الذي بينه الله تعالى في آية أخرى ، وليس في الآية نسخ .
والدليل عليه أن الآية نزلت بعد القتال وانقضاء الحرب وذهاب اليوم بما فيه .
وإلى هذا ذهب مالك والشافعي وأكثر العلماء .
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : اجتنبوا السبع الموبقات - وفيه - والتولي يوم الزحف وهذا نص في المسألة .
وأما يوم أحد فإنما فر الناس من أكثر من ضعفهم ومع ذلك عنفوا .
وأما يوم حنين فكذلك من فر إنما انكشف عن الكثرة ; على ما يأتي بيانه .

﴿ تفسير الطبري ﴾

القول في تأويل قوله : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلا تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ (15)قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره: يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله=(إذا لقيتم الذين كفروا) في القتال=(زحفًا)، يقول: متزاحفًا بعضكم إلى بعض= و " التزاحف "، التداني والتقارب (64) = " فلا تولوهم الأدبار "، يقول: فلا تولوهم ظهوركم فتنهزموا عنهم, ولكن اثبتوا لهم، فإن الله معكم عليهم (65) .
-----------------الهوامش :(64) هذا الشرح لقوله : " التزاحف " ، لا تجده في معاجم اللغة ، فيقيد .
(65) انظر تفسير " التولي " فيما سلف من فهارس اللغة ( ولى ) .
= وتفسير " الدبر " فيما سلف 7 : 109 ، 110 10 : 170 .

﴿ ياأيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار ﴾

قراءة سورة الأنفال

المصدر : تفسير : ياأيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا