حين ناداه ربه بالوادي المطهَّر المبارك "طوى"، فقال له: اذهب إلى فرعون، إنه قد أفرط في العصيان، فقل له: أتودُّ أن تطهِّر نفسك من النقائص وتحليها بالإيمان، وأُرشدك إلى طاعة ربك، فتخشاه وتتقيه؟
﴿ تفسير الجلالين ﴾
«وأهديك إلى ربك» أدلك على معرفته ببرهان «فتخشى» فتخافه.
﴿ تفسير السعدي ﴾
وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ أي: أدلك عليه، وأبين لك مواقع رضاه، من مواقع سخطه. فَتَخْشَى الله إذا علمت الصراط المستقيم، فامتنع فرعون مما دعاه إليه موسى.
﴿ تفسير البغوي ﴾
"وأهديك إلى ربك فتخشى"، أي: أدعوك إلى عبادة ربك وتوحيده فتخشى عقابه.
﴿ تفسير الوسيط ﴾
قال صاحب الكشاف : قوله : ( وَأَهْدِيَكَ إلى رَبِّكَ . . . ) أى : وأرشدك إلى معرفة الله ، أى : أنبهك عليه فتعرفه ( فتخشى ) لأن الخشية لا تكون إلا بالمعرفة . . وذكر الخشية ، لأنها ملاك الأمر ، من خشى الله أتى منه كل خير ، ومن أمن اجترأ على كل شئ . ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : " من خاف أدلج ، - أى : سار فى أول الليل - ومن أدلج بلغ المنزل " .بدأ مخاطبته بالاستفهام الذى معناه العرض ، كما يقول الرجل لضيفه : هل لك أن تنزل بنا؟ وأردفه الكلام الرقيق ليستدعيه بالتلطف فى القول ، ويستنزله بالمداراة من عتوه ، كما أمر بذلك فى قوله - تعالى - ( فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يخشى . . . ) والحق أن هاتين الآيتين فيهما أسمى ألوان الإِرشاد إلى الدعوة إلى الحق بالحكمة والموعظة الحسنة .
﴿ تفسير ابن كثير ﴾
وأهديك إلى ربك أي أدلك إلى عبادة ربك فتخشى أي فيصير قلبك خاضعا له مطيعا خاشعا بعدما كان قاسيا خبيثا بعيدا من الخير.
﴿ تفسير القرطبي ﴾
" وأهديك إلى ربك " أي وأرشدك إلى طاعة ربك " فتخشى " أي تخافه وتتقيه .وقال صخر بن جويرية : لما بعث الله موسى إلى فرعون قال له : " اذهب إلى فرعون " إلى قوله " وأهديك إلى ربك فتخشى " ولن يفعل , فقال : يا رب , وكيف أذهب إليه وقد علمت أنه لا يفعل ؟ فأوحى الله إليه أن امض إلى ما أمرتك به , فإن في السماء اثني عشر ألف ملك يطلبون علم القدر , فلم يبلغوه ولا يدركوه .
﴿ تفسير الطبري ﴾
القول في تأويل قوله تعالى : وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19)يقول تعالى ذكره لنبيه موسى: قل لفرعون: هل لك إلى أن أرشدك إلى ما يرضي ربك، وذلك الدين القيم ( فَتَخْشَى ) يقول: فتخشى عقابه بأداء ما ألزمك من فرائضه، واجتناب ما نهاك عنه من معاصيه.