القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

تفسير و معنى الآية 26 سورة العنكبوت - فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى

سورة العنكبوت الآية رقم 26 : سبع تفاسير معتمدة

سورة فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى - عدد الآيات 69 - رقم السورة - صفحة السورة في المصحف الشريف - .

تفسير و معنى الآية 26 من سورة العنكبوت عدة تفاسير - سورة العنكبوت : عدد الآيات 69 - - الصفحة 399 - الجزء 20.

سورة العنكبوت الآية رقم 26


﴿ ۞ فَـَٔامَنَ لَهُۥ لُوطٞۘ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّيٓۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ ﴾
[ العنكبوت: 26]

﴿ التفسير الميسر ﴾

فصدَّق لوطٌ إبراهيمَ وتبع ملته. وقال إبراهيم: إني تارك دار قومي إلى الأرض المباركة وهي "الشام"، إن الله هو العزيز الذي لا يُغَالَب، الحكيم في تدبيره.

﴿ تفسير الجلالين ﴾

«فآمن له» صدق إبراهيم «لوط» وهو ابن أخيه هاران «وقال» إبراهيم «إني مهاجر» من قومي «إلى ربي» إلى حيث أمرني ربي وهجر قومه وهاجر من سواد العراق إلى الشام «إنه هو العزيز» في ملكه «الحكيم» في صنعه.

﴿ تفسير السعدي ﴾

أي: لم يزل إبراهيم عليه الصلاة والسلام يدعو قومه، وهم مستمرون على عنادهم، إلا أنه آمن له بدعوته لوط، الذي نبأه اللّه، وأرسله إلى قومه كما سيأتي ذكره.
وَقَالَ إبراهيم حين رأى أن دعوة قومه لا تفيدهم شيئا: إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي أي: هاجر أرض السوء، ومهاجر إلى الأرض المباركة، وهي الشام، إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ أي: الذي له القوة، وهو يقدر على هدايتكم، ولكنه حَكِيمٌ ما اقتضت حكمته ذلك، ولما اعتزلهم وفارقهم، وهم بحالهم، لم يذكر اللّه عنهم أنه أهلكهم بعذاب، بل ذكر اعتزاله إياهم، وهجرته من بين أظهرهم.
فأما ما يذكر في الإسرائيليات، أن اللّه تعالى فتح على قومه باب البعوض، فشرب دماءهم، وأكل لحومهم، وأتلفهم عن آخرهم، فهذا يتوقف الجزم به على الدليل الشرعي، ولم يوجد، فلو كان اللّه استأصلهم بالعذاب لذكره كما ذكر إهلاك الأمم المكذبة، ولكن لعل من أسرار ذلك، أن الخليل عليه السلام من أرحم الخلق وأفضلهم [وأحلمهم] وأجلهم، فلم يدع على قومه كما دعا غيره، ولم يكن اللّه ليجري بسببه عذابا عاما.
ومما يدل على ذلك، أنه راجع الملائكة في إهلاك قوم لوط، وجادلهم، ودافع عنهم، وهم ليسوا قومه، واللّه أعلم بالحال.


﴿ تفسير البغوي ﴾

( فآمن له لوط ) يعني : صدقه ، وهو أول من صدق إبراهيم وكان ابن أخيه ) ( وقال ) يعني إبراهيم ، ( إني مهاجر إلى ربي ) فهاجر من كوثى ، وهو من سواد الكوفة ، إلى حران ثم إلى الشام ، ومعه لوط وامرأته سارة ، وهو أول من هاجر .
قال مقاتل : هاجر إبراهيم - عليه السلام - وهو ابن خمس وسبعين سنة ، ( إنه هو العزيز الحكيم )

﴿ تفسير الوسيط ﴾

وقوله- تعالى-: فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ .
.
.
بيان للثمرة الطيبة التي ترتبت على دعوة إبراهيم لقومه، إلى عبادة الله- تعالى- وحده، بعد أن مكث فيهم مدة لا يعلمها إلا الله، وبعد أن أقام لهم ألوانا من الأدلة على أن ما جاءهم به هو الحق، وما هم عليه هو الباطل.
والتعبير بقوله- سبحانه-: فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ يشعر بأن لوطا- عليه السلام- وحده، هو الذي لبى دعوة إبراهيم، وصدقه في كل ما أخبر به.
ولوط- عليه السلام- يرى كثير من العلماء أنه ابن أخى إبراهيم- عليه السلام- فهو لوط بن هاران بن آزر.
والضمير في قوله- سبحانه-: وَقالَ إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي .
.
.
يرى بعضهم أنه يعود إلى لوط، لأنه أقرب مذكور.
أى: فآمن لوط لإبراهيم وصدقه في كل ما جاء به، وقال:إنى مهاجر إلى الجهة التي أمرنى ربي بالهجرة إليها، لأبلغ دعوته، فهو لم يهاجر من أجل منفعة دنيوية، وإنما هاجر من أجل تبليغ أمر ربه، وإعلاء كلمته.
ويرى آخرون أن الضمير يعود إلى إبراهيم- عليه السلام-، لأن الحديث عنه.
قال الآلوسى ما ملخصه: وَقالَ إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي أى: وقال إبراهيم: إنى مهاجر، أى: من قومي، إلى ربي.
.
أى إلى الجهة التي أمرنى بأن أهاجر إليها إِنَّهُ- عز وجل- هُوَ الْعَزِيزُ الغالب على أمره .
.
.
الْحَكِيمُ الذي لا يفعل فعلا إلا وفيه حكمة ومصلحة.
.
وقيل: الضمير في وَقالَ للوط- عليه السلام-، وليس بشيء لما يلزم عليه من التفكيك» .

﴿ تفسير ابن كثير ﴾

يقول تعالى مخبرا عن إبراهيم : أنه آمن له لوط ، يقال : إنه ابن أخي إبراهيم ، يقولون هو : لوط بن هاران بن آزر ، يعني : ولم يؤمن به من قومه سواه ، وسارة امرأة [ إبراهيم ] الخليل . لكن يقال : كيف الجمع بين هذه الآية ، وبين الحديث الوارد في الصحيح : أن إبراهيم حين مر على ذلك الجبار ، فسأل إبراهيم عن سارة : ما هي منه ؟ فقال : [ هي ] أختي ، ثم جاء إليها فقال لها : إني قد قلت له : " إنك : أختي " ، فلا تكذبيني ، فإنه ليس على وجه الأرض [ أحد ] مؤمن غيرك وغيري ، فأنت أختي في الدين . وكأن المراد من هذا - والله أعلم - أنه ليس على وجه الأرض زوجان على الإسلام غيري وغيرك ، فإن لوطا عليه السلام ، آمن به من قومه ، وهاجر معه إلى بلاد الشام ، ثم أرسل في حياة الخليل إلى أهل " سدوم " وإقليمها ، وكان من أمرهم ما تقدم وما سيأتي .وقوله : ( وقال إني مهاجر إلى ربي ) يحتمل عود الضمير في قوله : ( وقال ) ، على لوط ، لأنه أقرب المذكورين ، ويحتمل عوده إلى إبراهيم - قال ابن عباس ، والضحاك : وهو المكنى عنه بقوله : ( فآمن له لوط ) أي : من قومه .ثم أخبر عنه بأنه اختار المهاجرة من بين أظهرهم ، ابتغاء إظهار الدين والتمكن من ذلك ; ولهذا قال : ( إنه هو العزيز ) أي : له العزة ولرسوله وللمؤمنين به ، ( الحكيم ) في أقواله وأفعاله وأحكامه القدرية والشرعية .وقال قتادة : هاجرا جميعا من " كوثى " ، وهي من سواد الكوفة إلى الشام . قال : وذكر لنا أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إنها ستكون هجرة بعد هجرة ، ينحاز أهل الأرض إلى مهاجر إبراهيم ، ويبقى في الأرض شرار أهلها ، حتى تلفظهم أرضوهم وتقذرهم روح الله ، وتحشرهم النار مع القردة والخنازير ، تبيت معهم إذا باتوا ، وتقيل معهم إذا قالوا ، وتأكل ما سقط منهم " .وقد أسند الإمام أحمد هذا الحديث ، فرواه مطولا من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن قتادة ، عن شهر بن حوشب قال : لما جاءتنا بيعة يزيد بن معاوية ، قدمت الشام فأخبرت بمقام يقومه نوف البكالي ، فجئته ; إذ جاء رجل ، فانتبذ الناس وعليه خميصة ، وإذا هو عبد الله بن عمرو بن العاص . فلما رآه نوف أمسك عن الحديث ، فقال عبد الله : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إنها ستكون هجرة بعد هجرة ، فينحاز الناس إلى مهاجر إبراهيم ، لا يبقى في الأرض إلا شرار أهلها ، فتلفظهم أرضوهم ، تقذرهم نفس الرحمن ، تحشرهم النار مع القردة والخنازير فتبيت معهم إذا باتوا ، وتقيل معهم إذا قالوا ، وتأكل منهم من تخلف " . قال : وسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " سيخرج أناس من أمتي من قبل المشرق ، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، كلما خرج منهم قرن قطع ، كلما خرج منهم قرن قطع " حتى عدها زيادة على عشرين مرة " كلما خرج منهم قرن قطع ، حتى يخرج الدجال في بقيتهم " .ورواه أحمد عن أبي داود ، وعبد الصمد ، كلاهما عن هشام الدستوائي ، عن قتادة ، بهوقد رواه أبو داود في سننه ، فقال في كتاب الجهاد ، باب ما جاء في سكنى الشام :حدثنا عبيد الله بن عمر ، حدثنا معاذ بن هشام ، حدثني [ أبي ] ، عن قتادة ، عن شهر بن حوشب ، عن عبد الله بن عمرو قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " ستكون هجرة بعد هجرة ، فخيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم ، ويبقى في الأرض شرار أهلها تلفظهم أرضهم وتقذرهم نفس الرحمن ، وتحشرهم النار مع القردة والخنازير " .وقال الإمام أحمد أيضا : حدثنا يزيد ، أخبرنا أبو جناب يحيى بن أبي حية ، عن شهر بن حوشب قال : سمعت عبد الله بن عمر يقول لقد رأيتنا وما صاحب الدينار والدرهم بأحق من أخيه المسلم ، ثم لقد رأيتنا بآخرة الآن ، والدينار والدرهم أحب إلى أحدنا من أخيه المسلم ، ولقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " لئن أنتم اتبعتم أذناب البقر ، وتبايعتم بالعينة ، وتركتم الجهاد في سبيل الله ، ليلزمنكم الله مذلة في أعناقكم ، ثم لا تنزع منكم حتى ترجعوا إلى ما كنتم عليه ، وتتوبوا إلى الله عز وجل " . وسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " لتكونن هجرة بعد هجرة إلى مهاجر أبيكم إبراهيم حتى لا يبقى في الأرضين إلا شرار أهلها وتلفظهم أرضوهم ، وتقذرهم روح الرحمن ، وتحشرهم النار مع القردة والخنازير ، تقيل حيث يقيلون ، وتبيت حيث يبيتون ، وما سقط منهم فلها " . ولقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " يخرج من أمتي قوم يسيئون الأعمال ، يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم - قال يزيد : لا أعلمه إلا قال - يحقر أحدكم علمه مع علمهم ، يقتلون أهل الإسلام ، فإذا خرجوا فاقتلوهم ، ثم إذا خرجوا فاقتلوهم ، ثم إذا خرجوا فاقتلوهم ، فطوبى لمن قتلهم ، وطوبى لمن قتلوه . كلما طلع منهم قرن قطعه الله " . فردد ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشرين مرة ، أو أكثر ، وأنا أسمع .وقال الحافظ أبو بكر البيهقي : أخبرنا أبو الحسين بن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا يعقوب بن سفيان ، حدثنا أبو النضر إسحاق بن يزيد وهشام بن عمار الدمشقيان قالا : حدثنا يحيى بن حمزة ، حدثنا الأوزاعي ، عن نافع - وقال أبو النضر ، عمن حدثه ، عن نافع - عن عبد الله بن عمر : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " سيهاجر أهل الأرض هجرة بعد هجرة ، إلى مهاجر إبراهيم ، حتى لا يبقى إلا شرار أهلها ، تلفظهم الأرضون وتقذرهم روح الرحمن ، وتحشرهم النار مع القردة والخنازير ، تبيت معهم حيث باتوا ، وتقيل معهم حيث قالوا ، لها ما سقط منهم " .غريب من حديث نافع . والظاهر أن الأوزاعي قد رواه عن شيخ له من الضعفاء ، والله أعلم . وروايته من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أقرب إلى الحفظ .

﴿ تفسير القرطبي ﴾

قوله تعالى : فآمن له لوط لوط أول من صدق إبراهيم حين رأى النار عليه بردا وسلاما قال ابن إسحاق آمن لوط بإبراهيم وكان ابن أخته وآمنت به سارة وكانت بنت عمه وقال إني مهاجر إلى ربي قال النخعي وقتادة : الذي قال : إني مهاجر إلى ربي هو إبراهيم عليه السلام .
قال قتادة هاجر من كوثا ، وهي قرية من سواد الكوفة ، إلى حران ، ثم إلى الشام ومعه ابن أخيه لوط بن هاران بن تارخ ، وامرأته سارة .
قال الكلبي : هاجر من أرض حران إلى فلسطين ، وهو أول من هاجر من أرض الكفر .
قال مقاتل : هاجر إبراهيم وهو ابن خمس وسبعين سنة .
وقيل : الذي قال : إني مهاجر إلى ربي لوط عليه السلام ذكر البيهقي عن قتادة قال : أول من هاجر إلى الله عز وجل بأهله عثمان بن عفان رضي الله عنه قال قتادة : سمعت النضر بن أنس يقول : سمعت أبا حمزة ; يعني أنس بن مالك يقول : خرج عثمان بن عفان ومعه رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أرض الحبشة فأبطأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم خبرهم ، فقدمت امرأة من قريش فقالت : يا محمد ; رأيت ختنك ومعه امرأته ، قال : على أي حال رأيتهما ؟ قالت : رأيته وقد حمل امرأته على حمار من هذه الدبابة وهو يسوقها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صحبهما الله إن عثمان لأول من هاجر بأهله بعد لوط قال البيهقي : هذا في الهجرة الأولى وأما الهجرة الثانية إلى الحبشة فهي فيما زعم الواقدي سنة خمس من مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
( إلى ربي ) أي إلى رضا ربي وإلى حيث أمرني إنه هو العزيز الحكيم تقدم .
وتقدم الكلام في الهجرة في ( النساء ) وغيرها .

﴿ تفسير الطبري ﴾

القول في تأويل قوله تعالى : فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (26)يقول تعالى ذكره: فصدّق إبراهيم خليل الله لوط ( وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي ) يقول: وقال إبراهيم: إني مهاجر دار قومي إلى ربي إلى الشام.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ ) قال: صدق لوط ( وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي ) قال: هو إبراهيم.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة، قوله: ( فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ ) أي فصدّقه لوط ( وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي ) قال: هاجَرا جميعا من كوثى، وهي من سواد الكوفة إلى الشام.
قال: وذُكر لنا أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: " إنها سَتَكُون هِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَةٍ يَنْحازُ أهْلُ الأرْضِ إلى مُهاجَر إبْراهِيمَ وَيَبْقَي فِي الأرْضِ شِرَارُ أهْلِها، حتى تَلْفِظَهُمْ وَتَقْذرَهم، وَتحْشُرَهُمُ النَّاُر مَعَ القِرَدَةِ والخَنازِيرِ".
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ ) قال: صدّقه لوط، صدق إبراهيم، قال: أرأيت المؤمنين، أليس آمنوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء به؟ قال: فالإيمان: التصديق.
وفي قوله: ( إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي ) قال: كانت هِجْرته إلى الشأم.
وقال ابن زيد في حديث الذئب الذي كلم الرجل، فأخبر به النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فآمَنْتُ لَه أنا وأبُو بَكْرٍ وعُمَر "، وليس أبو بكر ولا عمر معه يعني: آمنت له: صدّقته.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، في قوله: ( فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي ) قال: إلى حَرَّان، ثم أُمر بعد بالشأم الذي هاجر إبراهيم، وهو أوّل من هاجَر يقول: ( فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ ) إبْرَاهِيمُ(إنّي مُهاجِرٌ.
.
.
) الآية.
حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي ) إبراهيم القائل: ( إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي ).
وقوله: ( إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) يقول: إن ربي هو العزيز الذي لا يذِلّ من نَصَره، ولكنه يمنعه ممن أراده بسوء، وإليه هجرته، الحكيم في تدبيره خلقه، وتصريفه إياهم فيما صرفهم فيه.

﴿ فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم ﴾

قراءة سورة العنكبوت

المصدر : تفسير : فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى