القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

تفسير و معنى الآية 3 سورة آل عمران - نـزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين

سورة آل عمران الآية رقم 3 : سبع تفاسير معتمدة

سورة نـزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين - عدد الآيات 200 - رقم السورة - صفحة السورة في المصحف الشريف - .

تفسير و معنى الآية 3 من سورة آل عمران عدة تفاسير - سورة آل عمران : عدد الآيات 200 - - الصفحة 50 - الجزء 3.

سورة آل عمران الآية رقم 3


﴿ نَزَّلَ عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَأَنزَلَ ٱلتَّوۡرَىٰةَ وَٱلۡإِنجِيلَ ﴾
[ آل عمران: 3]

﴿ التفسير الميسر ﴾

نَزَّل عليك القرآن بالحق الذي لا ريب فيه، مصدِّقًا لما قبله من كتب ورسل، وأنزل التوراة على موسى علبه السلام، والإنجيل على عيسى عليه السلام من قبل نزول القرآن؛ لإرشاد المتقين إلى الإيمان، وصلاح دينهم ودنياهم، وأنزل ما يفرق بين الحق والباطل. والذين كفروا بآيات الله المنزلة، لهم عذاب عظيم. والله عزيز لا يُغَالَب، ذو انتقام بمن جحد حججه وأدلته، وتفرُّده بالألوهية.

﴿ تفسير الجلالين ﴾

«نزَّل عليك» يا محمد «الكتاب» القرآن ملتبسا «بالحق» بالصدق في أخباره «مصدقا لما بين يديه» قبله من الكتب «وأنزل التوراة والإنجيل من قبل» أي قبل تنزيله «هدّى» حال بمعني هادين من الضلالة «للناس» ممن تبعهما وعبر فيهما بأنزل وفي القرآن ينزل المقتضي للتكرير لأنهما أنزلا دفعة واحدة بخلافة «وأنزل الفرقان» بمعني الكتب الفارقة بين الحق والباطل وذكره بعد ذكر الثلاثة ليعم ما عداها.

﴿ تفسير السعدي ﴾

ومن قيامه تعالى بعباده ورحمته بهم أن نزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم الكتاب، الذي هو أجل الكتب وأعظمها المشتمل على الحق في إخباره وأوامره ونواهيه، فما أخبر به صدق، وما حكم به فهو العدل، وأنزله بالحق ليقوم الخلق بعبادة ربهم ويتعلموا كتابه مصدقا لما بين يديه من الكتب السابقة، فهو المزكي لها، فما شهد له فهو المقبول، وما رده فهو المردود، وهو المطابق لها في جميع المطالب التي اتفق عليها المرسلون، وهي شاهدة له بالصدق، فأهل الكتاب لا يمكنهم التصديق بكتبهم إن لم يؤمنوا به، فإن كفرهم به ينقض إيمانهم بكتبهم، ثم قال تعالى وأنزل التوراة أي: على موسى والإنجيل على عيسى.


﴿ تفسير البغوي ﴾

( نزل عليك الكتاب ) أي القرآن ( بالحق ) بالصدق ( مصدقا لما بين يديه ) لما قبله من الكتب في التوحيد والنبوات والأخبار وبعض الشرائع ( وأنزل التوراة والإنجيل من قبل ) وإنما قال : وأنزل التوراة والإنجيل لأن التوراة والإنجيل أنزلا جملة واحدة ، وقال في القرآن " نزل " لأنه نزل مفصلا والتنزيل للتكثير ، والتوراة قال البصريون : أصلها وورية على وزن فوعلة مثل : دوحلة وحوقلة ، فحولت الواو الأولى تاء وجعلت الياء المفتوحة ألفا فصارت توراة ، ثم كتبت بالياء على أصل الكلمة ، وقال الكوفيون : أصلها تفعلة مثل توصية وتوفية فقلبت الياء ألفا على لغة طيئ فإنهم يقولون للجارية جاراة ، وللتوصية توصاة ، وأصلها من قولهم : ورى الزند إذا خرجت ناره ، وأوريته أنا ، قال الله تعالى : " أفرأيتم النار التي تورون " ( الواقعة - 71 ) فسمي التوراة لأنها نور وضياء ، قال الله تعالى : " وضياء وذكرا للمتقين " ( الأنبياء - 48 ) وقيل هي من التوراة وهي كتمان [ السر ] والتعريض بغيره ، وكان أكثر التوراة معاريض من غير تصريحوالإنجيل : إفعيل من النجل وهو الخروج ومنه سمي الولد نجلا لخروجه ، فسمي الإنجيل به لأن الله تعالى أخرج به دارسا من الحق عافيا ، ويقال : هو من النجل وهو سعة العين ، سمي به لأنه أنزل سعة لهم ونورا ، وقيل : التوراة بالعبرانية تور ، وتور معناه الشريعة ، والإنجيل بالسريانية أنقليون ومعناه الإكليل

﴿ تفسير الوسيط ﴾

وبعد أن بين- سبحانه- أنه هو وحده المستحق للعبودية، أتبع ذلك ببيان بعض مظاهر فضله ورحمته فقال: نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ والكتاب- كما يقول الراغب- في الأصل مصدر، ثم سمى المكتوب فيه كتابا.
والكتاب في الأصل اسم للصحيفة مع المكتوب فيه.
والكتب ضم أديم إلى أديم بالخياطة، وفي التعارف ضم الحروف بعضها إلى بعض بالخط .
والمراد بالكتاب المنزل: القرآن الكريم.
وفي التعبير عنه باسم الجنس إيذان بتفوقه على بقية أفراد الكتب المنزلة، فكأنه هو الحقيق بأن يطلق عليه اسم الكتاب دون ما عداه كما يلوح به التصريح باسمي التوراة والإنجيل.
وعبر بنزل- بصيغة التضعيف- للإشارة إلى أن نزول القرآن على النبي صلّى الله عليه وسلّم كان منجما ولم يكن دفعة واحدة ومن المعروف أن القرآن قد نزل على النبي صلّى الله عليه وسلّم على حسب الوقائع والحوادث وغيرها في مدة تزيد على عشرين سنة.
وقد ذكر العلماء حكما كثيرة لنزول القرآن منجما منها: تثبيت فؤاد النبي صلّى الله عليه وسلّم وتقوية قلبه، ومنها: التدرج في تربية قويمة سليمة، ومنها: مسايرة الحوادث في تجددها وتفرقها.
ومنها تيسير حفظه وتسهيل فهمه، ومنها: تثبيت قلوب المؤمنين وتسليحهم بعزيمة الصبر واليقين ومنها:الإجابة على أسئلة السائلين، وبيان حكم الله- تعالى- فيها يحصل من قضايا، ولفت أنظار المخلصين إلى ما وقعوا فيه من أخطاء، وكشف حال الكافرين والمنافقين.
ومنه: الإرشاد إلى مصدر القرآن وأنه من عند الله- تعالى- وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً.
فأنت تقرأ ما نزل على الرسول صلّى الله عليه وسلّم من قرآن في مكة.
وما نزل عليه في المدينة، فترى الجميع محكم السرد.
دقيق السبك، رصين الأسلوب، بليغ التراكيب، فصيح الألفاظ.
.
بينما ترى كلام الأدباء والبلغاء يختلف في جودته من وقت إلى وقت «ومن موضوع إلى موضوع» .
وقد بين- سبحانه- أن هذا القرآن قد نزل مقترنا بأمرين متصلا بهما:أما أولهما فهو قوله: بِالْحَقِّ.
وأما ثانيهما فهو قوله: مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ أى: أن الله- عز وجل- الذي لا إله إلا هو، والذي هو الحي القيوم، هو الذي نزل عليك يا محمد هذا القرآن تنزيلا ملتبسا بالحق، ومصاحبا له، ومقترنا به، ومشتملا عليه، فكل ما فيه من أوامر، ونواه، وقصص، وأحكام، وعقائد، وآداب، وشرائع وأخبار.
.
حق لا يحوم حوله باطل، وصدق لا يتطرق إليه كذب.
وهو الذي جعل هذا الكتاب المنزل عليك موافقا ومؤيدا لما اشتملت عليه الكتب السابقة من الدعوة إلى وحدانية الله، وإلى مكارم الأخلاق، وإلى الوصايا والشرائع التي تسعد الناس في كل زمان ومكان.
وهذا يدل على أن الشرائع الإلهية واحدة في جوهرها وأصولها.
قال- تعالى-: شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ.
وقوله بِالْحَقِّ متعلق بمحذوف فيكون في محل نصب على الحال من الكتاب.
وقوله مُصَدِّقاً حال مؤكدة من الكتاب.
أى نزله في حال تصديقه الكتب.
وفائدة تقييد التنزيل بهذه الحال حث أهل الكتاب على الإيمان بالمنزل، وتنبيههم على وجوبه فإن الإيمان بالمصدق يوجب الإيمان بما يصدقه حتما.
قال الجمل: وقوله مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ، فيه نوع مجاز لأن ما بين يديه هو ما أمامه.
فسمى ما مضى بين يديه لغاية ظهوره واشتهاره.
واللام في لِما لتقوية العامل.
نحو قوله- تعالى-: فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ.
وهذه العبارة أحسن من تعبير بعضهم بالزائدة»ثم أخبر- سبحانه- عن بعض الكتب الأخرى التي أنزلها فقال: وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ.
والتوراة: اسم عبراني للكتاب الذي أنزله الله- تعالى- على موسى- عليه السّلام- ليكون شريعة له ولقومه.
قال القرطبي ما ملخصه: والتوراة معناها الضياء والنور مشتقة من ورى الزند وورى لغتان إذا خرجت ناره.
.
وقيل مأخوذة من التورية، وهي التعريض بالشيء والكتمان لغيره، فكان أكثر التوراة معاريض وتلويحات من غير تصريح وإيضاح.
والجمهور على القول الأول لقوله- تعالى- وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ وَضِياءً وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ يعنى التوراة .
والإنجيل: كلمة يونانية معناها البشارة وهي اسم للكتاب الذي أنزله الله على عيسى.
قالوا: والإنجيل افعيل من النجل وهو الأصل: يقال: رحم الله ناجليه أى والديه.
وقال قوم: الإنجيل مأخوذ من نجلت الشيء إذا استخرجته وأظهرته، ويقال للماء الذي يخرج من البئر: نجل وقيل: هو من النجل الذي هو سعة في العين.
ومنه طعنة نجلاء أى واسعة.
وسمى الإنجيل بذلك لأنه سعة ونور وضياء أخرجه الله- تعالى- لبنى إسرائيل على يد عيسى عليه السّلام .
وهذا الكلام الذي نقلناه عن القرطبي والفخر الرازي هو قول لبعض العلماء الذين يرون أن لفظي التوراة والإنجيل يدخلهما الاشتقاق والتصريف.
وهناك فريق آخر من العلماء يرى أن هذين اللفظين لا يدخلهما الاشتقاق والتصريف لأنهما اسمان أعجميان لهذين الكتابين الشريفين.
قال الفخر الرازي بعد أن أورد كلاما طويلا يدل على عدم ارتضائه للمذهب الذي يرى أصحابه أن هذين اللفظين يدخلهما الاشتقاق والتصريف: «فالتوراة والإنجيل اسمان أعجميان:أحدهما بالعبرية، والآخر بالسريانية، فكيف يليق بالعاقل أن يشتغل بتطبيقهما على أوزان لغة العرب، فظهر أن الأولى بالعاقل أن لا يلتفت إلى هذه المباحث»

﴿ تفسير ابن كثير ﴾

وقوله تعالى ( نزل عليك الكتاب بالحق ) يعني : نزل عليك القرآن يا محمد ) بالحق ) أي : لا شك فيه ولا ريب ، بل هو منزل من عند الله [ عز وجل ] أنزله بعلمه والملائكة يشهدون ، وكفى بالله شهيدا .وقوله : ( مصدقا لما بين يديه ) أي : من الكتب المنزلة قبله من السماء على عباد الله الأنبياء ، فهي تصدقه بما أخبرت به وبشرت في قديم الزمان ، وهو يصدقها ، لأنه طابق ما أخبرت به وبشرت ، من الوعد من الله بإرسال محمد صلى الله عليه وسلم ، وإنزال القرآن العظيم عليه .وقوله : ( وأنزل التوراة ) أي : على موسى بن عمران [ عليه السلام ] ) والإنجيل ) أي : على عيسى ابن مريم .

﴿ تفسير القرطبي ﴾

قوله تعالى : نزل عليك الكتاب يعني القرآن بالحق أي بالصدق ، وقيل : بالحجة البالغة .
والقرآن نزل نجوما : شيئا بعد شيء ، فلذلك قال ( نزل ) والتنزيل مرة بعد مرة .
والتوراة والإنجيل نزلا دفعة واحدة فلذلك قال أنزل ، والباء في قوله ( بالحق ) في موضع الحال من الكتاب ، والباء متعلقة بمحذوف ، التقدير : آتيا بالحق ولا تتعلق ب نزل لأنه قد تعدى إلى مفعولين أحدهما بحرف جر ، ولا يتعدى إلى ثالث .
ومصدقا حال مؤكدة غير منتقلة ; لأنه لا يمكن أن يكون غير مصدق ، أي غير موافق ; هذا قول الجمهور .
وقدر فيه بعضهم الانتقال على معنى أنه مصدق لنفسه ومصدق لغيره .
قوله تعالى : لما بين يديه يعني من الكتب المنزلة .
والتوراة معناها الضياء والنور مشتقة من : ورى الزند ووري لغتان إذا خرجت ناره وأصلها تورية على وزن تفعلة ، التاء زائدة وتحركت الياء وقبلها فتحة فقلبت ألفا ، ويجوز أن تكون تفعلة فتنقل الراء من الكسر إلى الفتح كما قالوا في جارية جاراة وفي ناصية ناصاة كلاهما عن الفراء .
وقال الخليل : أصلها فوعلة فالأصل وورية قلبت الواو الأولى تاء كما قلبت في تولج والأصل وولج فوعل من : ولجت ، وقلبت الياء ألفا لحركتها وانفتاح ما قبلها ، وبناء فوعلة أكثر من تفعلة .
وقيل : التوراة مأخوذة من التورية ، وهي التعريض بالشيء والكتمان لغيره ، فكأن أكثر التوراة معاريض وتلويحات من غير تصريح وإيضاح ، هذا قول المؤرج .
والجمهور على القول الأول لقوله تعالى : ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين يعني التوراة .
والإنجيل إفعيل من النجل وهو الأصل ، ويجمع على أناجيل وتوراة على توار .
فالإنجيل أصل لعلوم وحكم .
ويقال : لعن الله ناجليه ، يعني والديه ، إذ كانا أصله .
وقيل : هو من نجلت الشيء إذا استخرجته ; فالإنجيل مستخرج به علوم وحكم ، ومنه سمي الولد والنسل نجلا لخروجه ، كما قال :إلى معشر لم يورث اللؤم جدهم أصاغرهم وكل فحل لهم نجلوالنجل الماء الذي يخرج من النز .
واستنجلت الأرض ، وبها نجال إذا خرج منها الماء ، فسمي الإنجيل به ; لأن الله تعالى أخرج به دارسا من الحق عافيا .
وقيل : هو من النجل في العين ( بالتحريك ) وهو سعتها ، وطعنة نجلاء أي واسعة ، قال :ربما ضربة بسيف صقيل بين بصرى وطعنة نجلاءفسمي الإنجيل بذلك ; لأنه أصل أخرجه لهم ووسعه عليهم ونورا وضياء .
وقيل : التناجل التنازع ، وسمي إنجيلا لتنازع الناس فيه .
وحكى شمر عن بعضهم : الإنجيل كل كتاب مكتوب وافر السطور .
وقيل : نجل عمل وصنع ، قال :وأنجل في ذاك الصنيع كما نجلأي اعمل واصنع .
وقيل : التوراة والإنجيل من اللغة السريانية .
وقيل : الإنجيل بالسريانية إنكليون ، حكاه الثعلبي .
قال الجوهري : الإنجيل كتاب عيسى - عليه السلام - يذكر ويؤنث ، فمن أنث أراد الصحيفة ، ومن ذكر أراد الكتاب .
قال غيره : وقد يسمى القرآن إنجيلا أيضا ، كما روي في قصة مناجاة موسى - عليه السلام - أنه قال : ( يا رب أرى في الألواح أقواما أناجيلهم في صدورهم فاجعلهم أمتي ) ، فقال الله تعالى له : ( تلك أمة أحمد ) - صلى الله عليه وسلم - وإنما أراد بالأناجيل القرآن .
وقرأ الحسن : ( والأنجيل ) بفتح الهمزة ، والباقون بالكسر مثل الإكليل ، لغتان .
ويحتمل - إن سمع - أن يكون مما عربته العرب من الأسماء الأعجمية ، ولا مثال له في كلامها .

﴿ تفسير الطبري ﴾

القول في تأويل قوله : نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِقال أبو جعفر: يقول جل ثناؤه: يا محمد، إنّ ربك وربَّ عيسى وربَّ كل شيء، هو الرّبّ الذي أنزل عليك الكتاب = يعني ب" الكتاب "، القرآن =" بالحق " يعني: بالصّدق فيما اختلف فيه أهل التوراة والإنجيل، وفيما خالفك فيه محاجُّوك من نصارى أهل نجران وسائر أهل الشرك غيرهم =" مُصَدّقًا لما بين يديه "، يعني بذلك القرآن، أنه مصدّق لما كان قبله من كتب الله التي أنزلها على أنبيائه ورسله، ومحقق ما جاءت به رُسل الله من عنده.
(36) لأن منزل جميع ذلك واحد، فلا يكون فيه اختلاف، ولو كان من عند غيره كان فيه اختلاف كثير.
* * *وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:6554 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: " مصدقًا لما بين يديه ".
قال: لما قبله من كتاب أو رسول.
6555 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: " مصدقًا لما بين يديه "، لما قبله من كتاب أو رسول.
6556 - حدثني محمد بن حميد قال، حدثنا سلمة قال، حدثنى محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير: " نزل عليك الكتاب بالحق "، أي بالصدق فيما اختلفوا فيه.
(37)6557 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة: " نزل عليك الكتاب بالحق مصدقًا لما بين يديه "، يقول: القرآن، =" مصدّقًا لما بين يديه " من الكتب التي قد خلت قبله.
6558 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثني ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع قوله: " نزل عليك الكتاب بالحق مصدقًا لما بين يديه "، يقول: مصدّقًا لما قبله من كتاب ورسول.
* * *القول في تأويل قوله جل ثناؤه : وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ (3) مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِقال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: " وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ"، على موسى =" وَالإِنْجِيلَ" على عيسى =" من قبل "، يقول: من قبل الكتاب الذي نزله عليك = ويعني بقوله: " هُدًى للناس "، بيانًا للناس من الله فيما اختلفوا فيه &; 6-162 &; من توحيد الله وتصديق رسله، ونَعْتِيك يا محمد بأنك نبيّى ورسولى، (38) وفي غير ذلك من شرائع دين الله، كما:-6559 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة: " وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ * مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ"، هما كتابان أنزلهما الله، فيهما بيانٌ من الله، وعصمةٌ لمن أخذ به وصدّق به، وعمل بما فيه.
6560 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير: " وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ"، التوراة على موسى، والإنجيل على عيسى، كما أنزل الكتب على من كان قبله.
(39)____________________الهوامش :(36) في المخطوطة"ومخفو ما جاءت به رسل الله" ، وهو خطأ ، والصواب ما في المطبوعة.
(37) الأثر: 6556- هو بقية الآثار السالفة ، التي آخرها آنفًا رقم: 6553.
(38) في المطبوعة: "ومفيدًا يا محمد أنك نبيي رسولي" ، وفي المخطوطة هكذا: "وحفيك يا محمد بأنك نبيي ورسولي" ، الحرف الأول حاء ، والثاني"فاء" والثالث"ياء" ، والرابع كالدال ، إلا أنه بالكاف أشبه.
وقد رجحت أن تكون الكلمة: "نعتيك" ، لأن الله لما نعت محمدًا بأنه نبيه ورسوله ، اختلف الناس في صفته هذه.
وكذلك فعل هذا الوفد من نصارى نجران ، كما هو واضح من حديثهم في سيرة ابن هشام.
وقوله"ونعتيك" معطوف على قوله: "من توحيد الله ، وتصديق رسوله" ، أي ومن نعتيك.
أما ما جاء في المطبوعة ، فهو فاسد في السياق وفي المعنى جميعًا.
(39) الأثر: 6560 - هو بقية الآثار السالفة ، التي آخرها رقم: 6556 ، وفي المطبوعة"على من كان قبلهما" ، والصواب من المخطوطة وسيرة ابن هشام.

﴿ نـزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنـزل التوراة والإنجيل ﴾

قراءة سورة آل عمران

المصدر : تفسير : نـزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين