القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

تفسير و معنى الآية 5 سورة الرعد - وإن تعجب فعجب قولهم أئذا كنا ترابا

سورة الرعد الآية رقم 5 : سبع تفاسير معتمدة

سورة وإن تعجب فعجب قولهم أئذا كنا ترابا - عدد الآيات 43 - رقم السورة - صفحة السورة في المصحف الشريف - .

تفسير و معنى الآية 5 من سورة الرعد عدة تفاسير - سورة الرعد : عدد الآيات 43 - - الصفحة 249 - الجزء 13.

سورة الرعد الآية رقم 5


﴿ ۞ وَإِن تَعۡجَبۡ فَعَجَبٞ قَوۡلُهُمۡ أَءِذَا كُنَّا تُرَٰبًا أَءِنَّا لَفِي خَلۡقٖ جَدِيدٍۗ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمۡۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ ٱلۡأَغۡلَٰلُ فِيٓ أَعۡنَاقِهِمۡۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾
[ الرعد: 5]

﴿ التفسير الميسر ﴾

وإن تعجب -أيها الرسول- من عدم إيمانهم بعد هذه الأدلة فالعجب الأشدُّ من قول الكفار: أإذا متنا وكنا ترابا نُبعث من جديد؟ أولئك هم الجاحدون بربهم الذي أوجدهم من العدم، وأولئك تكون السلاسل من النار في أعناقهم يوم القيامة، وأولئك يدخلون النار، ولا يخرجون منها أبدًا.

﴿ تفسير الجلالين ﴾

«وإن تعجب» يا محمد من تكذيب الكفار لك «فعجب» حقيق بالعجب «قولهم» منكرين للبعث «أإذا كنا ترابا أإنا لفي خلق جديد» لأن القادر على إنشاء الخلق وما تقدم على غير مثال قادر على إعادتهم، وفي الهمزتين في الموضعين، وتحقيق الأولى وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين وتركها وفي قراءة بالاستفهام في الأول، والخبر في الثاني، وأخرى وعكسه «أولئك الذين كفروا بربهم وأولئك الأغلال في أعناقهم وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون».

﴿ تفسير السعدي ﴾

يحتمل أن معنى قوله وَإِنْ تَعْجَبْ من عظمة الله تعالى وكثرة أدلة توحيده، فإن العجب -مع هذا- إنكار المكذبين وتكذيبهم بالبعث، وقولهم أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أي: هذا بعيد في غاية الامتناع بزعمهم، أنهم بعد ما كانوا ترابا، أن الله يعيدهم، فإنهم -من جهلهم- قاسوا قدرة الخالق بقدرة المخلوق.
فلما رأوا هذا ممتنعا في قدرة المخلوق ظنوا أنه ممتنع على قدرة الخالق، ونسوا أن الله خلقهم أول مرة ولم يكونوا شيئا.
ويحتمل أن معناه: وإن تعجب من قولهم وتكذيبهم للبعث، فإن ذلك من العجائب، فإن الذي توضح له الآيات، ويرى من الأدلة القاطعة على البعث ما لا يقبل الشك والريب، ثم ينكر ذلك فإن قوله من العجائب.
ولكن ذلك لا يستغرب على الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وجحدوا وحدانيته، وهي أظهر الأشياء وأجلاها، وَأُولَئِكَ الْأَغْلَالُ المانعة لهم من الهدى فِي أَعْنَاقِهِمْ حيث دعوا إلى الإيمان فلم يؤمنوا، وعرض عليهم الهدى فلم يهتدوا، فقلبت قلوبهم وأفئدتهم عقوبة على أنهم لم يؤمنوا به أول مرة، وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ لا يخرجون منها أبدا.


﴿ تفسير البغوي ﴾

( وإن تعجب فعجب قولهم ) العجب تغير النفس برؤية المستبعد في العادة ، والخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومعناه : إنك إن تعجب من إنكارهم النشأة الآخرة مع إقرارهم بابتداء الخلق [ من الله عز وجل ] فعجب أمرهم .
وكان المشركون ينكرون البعث ، مع إقرارهم بابتداء الخلق من الله تعالى ، وقد تقرر في القلوب أن الإعادة أهون من الابتداء ، فهذا موضع العجب .
وقيل : معناه : وإن تعجب من تكذيب المشركين واتخاذهم ما لا يضر ولا ينفع آلهة يعبدونها وهم قد رأوا من قدرة الله تعالى ما ضرب لهم به الأمثال فعجب قولهم ، أي : فتعجب أيضا من قولهم : ( أئذا كنا ترابا ) بعد الموت ( أئنا لفي خلق جديد ) أي : نعاد خلقا جديدا كما كنا قبل الموت .
قرأ نافع ، والكسائي ، ويعقوب " أئذا " مستفهما " إنا " بتركه على الخبر ضده : أبو جعفر وابن عامر .
وكذلك في " سبحان " في موضعين؛ المؤمنون ، والم السجدة ، وقرأ الباقون بالاستفهام فيهما وفي الصافات في موضعين هكذا إلا أن أبا جعفر يوافق نافعا في أول الصافات فيقدم الاستفهام ويعقوب لا يستفهم الثانية ( أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون ) ( الصافات - 53 ) .
قال الله تعالى : ( أولئك الذين كفروا بربهم وأولئك الأغلال في أعناقهم ) يوم القيامة ( وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) .

﴿ تفسير الوسيط ﴾

قال القرطبي: قوله- تعالى-: وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أى: إن تعجب يا محمد من تكذيبهم لك بعد ما كنت عندهم الصادق الأمين.
فأعجب منه تكذيبهم بالبعث- لأن من شاهد ما عدد- سبحانه- من الآيات الدالة على قدرته.
أيقن بأن من قدر على إنشائها، كانت الإعادة أهون شيء عليه وأيسره، والله- تعالى- لا يتعجب، ولا يجوز عليه التعجب، لأنه- أى التعجب- تغير النفس بما تخفى أسبابه، وذلك في حقه- تعالى- محال، وإنما ذكر ذلك ليتعجب منه نبيه والمؤمنون» .
وجوز بعضهم أن يكون الخطاب لكل من يصلح له، أى: وإن تعجب أيها العاقل لشيء بعد أن شاهدت من مظاهر قدرة الله في هذا الكون ما شاهدت فازدد تعجبا ممن ينكر بعد كل هذا قدرته- سبحانه- على إحياء الموتى.
قال الجمل: وقوله فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ فيه وجهان: أحدهما أنه خبر مقدم وقولهم مبتدأ مؤخر، ولا بد من حذف صفة لتتم الفائدة، أى: فعجب أى عجب قولهم.
أو فعجب غريب قولهم.
والثاني أنه مبتدأ، وسوغ الابتداء ما ذكرته من الوصف المقدر، ولا يضر حينئذ كون خبره معرفة .
والتنكير في قوله فَعَجَبٌ للتهويل والتعظيم.
وجملة أَإِذا كُنَّا تُراباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ في محل نصب مقول القول.
أى: وإن تعجب من شيء- أيها الرسول الكريم- فاعجب من قول أولئك المشركين:أإذا صرنا ترابا وعظاما نخرة بعد موتنا أإنا بعد ذلك لنعاد إلى الحياة مرة أخرى من جديد.
والاستفهام للإنكار، لاستبعادهم الشديد إعادتهم إلى الحياة مرة أخرى لمحاسبتهم على أعمالهم، كما حكى القرآن عنهم قولهم في آية أخرى: أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ .
وكرر همزة الاستفهام في أَإِذا، وأَ إِنَّا.
.
لتأكيد هذا الإنكار.
ثم بين- سبحانه- بعد ذلك جزاءهم على هذا القول الباطل فقال- تعالى- أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ.
.
.
.
أى: أولئك المنكرون لقدرة الله- تعالى- على البعث، هم الذين كفروا بربهم وَأُولئِكَ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ والأغلال: جمع غل.
وهو قيد من حديد تشد به اليد إلى العنق، وهو أشد أنواع القيود.
أى: وأولئك هم الذين توضع الأغلال والقيود في أيديهم وأعناقهم يوم القيامة، عند ما يساقون إلى النار بذلة وقهر، بسبب إنكارهم لقدرة الله على إعادتهم إلى الحياة، وبسبب جحودهم لنعم خالقهم ورازقهم.
قال- تعالى-: إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ .
وقيل إن الجملة الكريمة تمثيل لحالهم في الدنيا، حيث شبه- سبحانه- امتناعهم عن الإيمان، وعدم التفاتهم إلى الحق، بحال قوم في أعناقهم قيود لا يستطيعون معها التفاتا أو تحركا.
والأول أولى لأن حمل الكلام على الحقيقة واجب، ما دام لا يوجد مانع يمنع منه، وهنا لا مانع، بل صريح القرآن يشهد له.
وقوله: وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ أى: وأولئك الموصوفون بما ذكر، هم أصحاب النار التي لا ينفكون عنها.
ولا يخرجون منها.
وكرر- سبحانه- اسم الإشارة، للتنبيه على أنهم أحرياء بما يرد بعده من عقوبات.
وجاء به للبعيد، للإشارة إلى بعد منزلتهم في الجحود والضلال.

﴿ تفسير ابن كثير ﴾

يقول تعالى لرسوله محمد ، صلوات الله وسلامه عليه : ( وإن تعجب ) من تكذيب هؤلاء المشركين بأمر المعاد مع ما يشاهدونه من آيات الله سبحانه ودلالاته في خلقه على أنه القادر على ما يشاء ، ومع ما يعترفون به من أنه ابتدأ خلق الأشياء ، فكونها بعد أن لم تكن شيئا مذكورا ، ثم هم بعد هذا يكذبون خبره في أنه سيعيد العالمين خلقا جديدا ، وقد اعترفوا وشاهدوا ما هو أعجب مما كذبوا به ، فالعجب من قولهم : ( أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد ) وقد علم كل عالم وعاقل أن خلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ، وأن من بدأ الخلق فالإعادة سهلة عليه ، كما قال تعالى : ( أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير )ثم نعت المكذبين بهذا فقال : ( أولئك الذين كفروا بربهم وأولئك الأغلال في أعناقهم ) أي : يسحبون بها في النار ، ( وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) أي : ماكثون فيها أبدا ، لا يحولون عنها ولا يزولون .

﴿ تفسير القرطبي ﴾

قوله تعالى : وإن تعجب فعجب قولهم أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد أولئك الذين كفروا بربهم وأولئك الأغلال في أعناقهم وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدونقوله تعالى : وإن تعجب فعجب قولهم أي إن تعجب يا محمد من تكذيبهم لك بعدما كنت عندهم الصادق الأمين فأعجب منه تكذيبهم بالبعث ; والله تعالى لا يتعجب ، ولا يجوز عليه التعجب ; لأنه تغير النفس بما تخفى أسبابه ، وإنما ذكر ذلك ليتعجب منه نبيه والمؤمنون .
وقيل المعنى : أي إن عجبت يا محمد من إنكارهم الإعادة مع إقرارهم بأني خالق السماوات والأرض والثمار المختلفة من الأرض الواحدة فقولهم عجب يعجب منه الخلق ; لأن الإعادة في معنى الابتداء .
وقيل : الآية في منكري الصانع ; أي إن تعجب من إنكارهم الصانع مع الأدلة الواضحة بأن المتغير لا بد له من مغير فهو محل التعجب ; ونظم الآية يدل على الأول والثاني ; لقوله : أئذا كنا ترابا أي أنبعث إذا كنا ترابا ؟ !" أئنا لفي خلق جديد " وقرئ " إنا " .
و " الأغلال " جمع غل ; وهو طوق تشد به اليد إلى العنق ، أي يغلون يوم القيامة ; بدليل قوله : إذ الأغلال في أعناقهم إلى قوله : ثم في النار يسجرون .
وقيل : الأغلال أعمالهم السيئة التي هي لازمة لهم .

﴿ تفسير الطبري ﴾

قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: (وإن تعجب) يا محمد، من هؤلاء المشركين المتَّخذين ما لا يضرُّ ولا ينفع آلهةً يعبدونها من دوني فعجب قولهم (أئذا كنا ترابا) وبَلِينا فعُدِمنا(أئنا لفي خلق جديد) إنا لمجدَّدٌ إنشاؤنا وإعادتنا خلقًا جديدًا كما كنا قبل وفاتنا!! تكذيبًا منهم بقدرة الله, وجحودًا للثواب والعقاب والبعث بعد الممات، كما:-20128- حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: (وإن تعجب فعجب) إن عجبت يا محمد، (فعجب قولهم أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد) ، عجب الرحمن تبارك وتعالى من تكذيبهم بالبعث بعد الموت .
20129- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: (وإن تعجب فعجب قولهم) قال: إن تعجب من تكذيبهم, وهم قد رأوا من قدرة الله وأمره وما ضرب لهم من الأمثال, فأراهم من حياة الموتى في الأرض الميتة, إن تعجب من هذه فتعجَّب من قولهم: (أئذا كنا ترابًا أئنا لفي خلق جديد) ، أو لا يرون أنا خلقناهم من نطفة؟ فالخلق من نطفة أشدُّ أم الخلق من ترابٍ وعظام؟ (57) .
* * *واختَلَف في وَجْه تكرير الاستفهام في قوله: (أئنا لفي خلق جديد) ، بعد الاستفهام الأول في قوله: (أئذا كنا ترابا) ، أهلُ العربية.
(58)فقال بعض نحويي البصرة: الأوّل ظرف, والآخر هو الذي وقع عليه الاستفهام، كما تقول: أيوم الجمعة زيدٌ منطلق؟ قال: ومن أوقع استفهامًا آخر على قوله: (أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا)، (59) جعله ظرفًا لشيء مذكور قبله, كأنهم قيل لهم: " تبعثون ", فقالوا: (أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا)؟ ثم جعل هذا استفهامًا آخر .
قال: وهذا بعيدٌ .
قال: وإن شئت لم تجعل في قولك: (أئذا) استفهامًا, وجعلت الاستفهام في اللفظ على (أئنا)، كأنك قلت: أيوم الجمعة أعبد الله منطلق؟ وأضمرت نفيه.
(60) فهذا موضعُ ما ابتدأت فيه ب(أئذا)، (61) وليس بكثير في الكلام لو قلت: " اليوم إنّ عبد الله منطلق "، (62) لم يحسن, وهو جائز, وقد قالت العرب: " ما علمت إنَّه لصالح ", تريد: إنه لصالح ما علمت .
(63)* * *وقال غيره: (أئذا) جزاء وليست بوقت, (64) وما بعدها جواب لها، إذا لم يكن في الثاني استفهام، والمعنى له, لأنه هو المطلوب, وقال: ألا ترى أنك تقول: " أإن تقم يقوم زيد، ويقم؟"، (65) من جزم فلأنه وقع موقع جواب الجزاء, ومن رفع فلأن الاستفهام له، واستشهد بقول الشاعر: (66)حَلَفْتُ لَهُ إنْ تُدْلِجِ الليلَ لا يَزَلْأَمَامَكَ بَيْتٌ مِنْ بُيُوتِيَ سَائِرُ (67)فجزم جواب اليمين لأنه وقع موقع جواب الجزاء, والوجه الرفع .
(68) قال: فهكذا هذه الآية .
قال: ومن أدخل الاستفهام ثانية, فلأنه المعتمد عليه, وترك الجزء الأوّل .
* * *وقوله: (أولئك الذين كفروا بربهم) يقول تعالى ذكره: هؤلاء الذين أنكروا البعث وجَحدُوا الثواب والعقاب، وقالوا: ( أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ) هم الذين جحدوا قدرة ربِّهم وكذبوا رسوله, وهم الذين في أعناقهم الأغلال يوم القيامة في نار جهنم، (69) فأولئك (أصحاب النار)، يقول: هم سكان النار يوم القيامة(هم فيها خالدون) يقول: هم فيها ماكثون أبدًا, لا يموتون فيها, ولا يخرجون منها .
-------------------(57) الأثر : 20129 - في المطبوعة وحدها مكان" ابن وهب" :" إبراهيم" ، لا أدري من أين جاء بهذا ؟ وهو إسناد دائر في التفسير .
(58) " أهل العربية" ، فاعل قوله آنفًا :" واختلف .
.
.
" .
(59) في المطبوعة والمخطوطة :" أئذا متنا وكنا ترابًا" ، وأثبت نص الآية التي في هذه السورة .
(60) في المطبوعة والمخطوطة :" وأضمر نفيه" ، والأجود ما أثبت .
ويعني بقوله :" نفيه" أي إلغاءه وإسقاطه .
(61) في المطبوعة :" قد ابتدأت فيه أئذا" ، وفي المخطوطة :" قد ابتدأت فيه بأئذا" ، ولكنه خلط كتابة" بأئذا" ، ورأيت أن الصواب أن تكون مكان" قد"" ما" .
وفي المخطوطة والمطبوعة بعد هذا" بكبير في الكلام" ، وهذا أجود .
(62) في المطبوعة وحدها :" اليوم أإن" بهمزة الاستفهام ، زاد ما ليس في المخطوطة وأساء غاية الإساءة .
(63) أشار أبو جعفر فيما سلف 7 : 260 ، إلى أنه سيأتي على الصواب من القول في ترك إعادة الاستفهام ثانية ، وأن الاستفهام في أول الكلام دال على موضعه ومكانه .
وهذا هو الموضع الذي أشار إليه ، فيما أرجح ، فراجع ما سلف 7 : 259 ، 260 .
* * *حاشية مهمة : كلام أبي جعفر في هذا الموضع يحتاج إلى بيان ، فإنه قد أغمض القول فيه إغماضًا مخلًا ، حتى ألجأ ناشر النسخة الأولى أن يصحح ما صحح ، ويغير ما غير ، لغموض ما كتب أبو جعفر ههنا ، ولذلك فارقت ما لزمته قبل ، من ترك التعليق على ما في التفسير من أبواب النحو .
وأنا أخشى أن يكون سقط من الكلام شيء .
وكلام أبي جعفر في هذه الفقرة ، أراد به بيان تكرير الاستفهام ، كما ذكر في ترجمة اختلاف أهل العربية ، ولكنه أضمر الكلام إضمارًا هذا بيانه وشرحه .
1 - قوله :" فقال بعض نحويي البصرة : الأولى ظرف .
والآخر هو الذي وقع عليه الاستفهام ، كما تقول : أيوم الجمعة زيد منطلق" .
يريد أن" إذا" ظرف ، يتعلق بمحذوف بعده يدل عليه قوله :" أننا لفي خلق جديد" ، وهو" البعث" ، كأنه قال" أئذا كنا ترابًا ، نبعث" ؟ فالظرف" إذا" متعلق بمحذوف هو" نبعث" ، والمعنى : أنبعث إذا كنا ترابًا .
فهذا كما تقول : أيوم الجمعة زيد منطلق ؟ ومعناه : أزيد منطلق يوم الجمعة ؟ فالاستفهام واقع في الأول على" نبعث" ، وفي المثال الآخر على :" زيد منطلق" ، وهذا تأويل نحويي البصرة ، كما جاء في كتب التفسير .
2 - ثم قال بعده :" ومن أوقع استفهامًا آخر على قوله :" أئذا كنا ترابًا" ، جعله ظرفًا لمذكور قبله ، كأنهم قيل لهم : تبعثون ؟ فقالوا :" أئذا كنا ترابًا" ، ثم جعل هذا استفهامًا آخر .
قال : وهذا بعيد" .
يريد أن" إذا" ، الظرف ، متعلق بمحذوف قبله ، وهو الذي قيل لهم :" تبعثون" ، فقالوا : أئذا كنا ترابًا ؟ فالاستفهام واقع هنا على" إذا" ، أي على الظرف .
وهذا مستبعد ، لأنه أتى بمحذوف قبل الظرف لا دليل عليه في الكلام .
3 - ثم قال :" قال : وإن شئت لم تجعل في" أئذا" استفهامًا ، وجعلت الاستفهام في اللفظ على" أئنا" ، كأنك قلت: أيوم الجمعة أعبد الله منطلق ؟ وأضمرت نفيه .
فهذا موضع ما ابتدأت فيه ب" أئذا" ، وليس بكثير في الكلام" .
يريد أن الاستفهام الأول فضلة وزيادة في" أئذا" ، وأنت تضمر نفيها ، فكررت الاستفهام ، كما كررته في قولك : أيوم الجمعة أعبد الله منطلق ؟ وهذا التكرار ليس بكثير في الكلام .
4 - ثم قال :" لو قلت : اليوم إن عبد الله منطلق ، لم يحسن ، وهو جائز .
وقد قالت العرب : ما علمت إنه لصالح ، تريد : إنه لصالح ما علمت" .
يعني أن هذا الوجه الرابع غير حسن ، وإن كان جائزًا ، وذلك أنه يقتضي أن تكون" إذا" عندئذ ، ظرفاً متعلقاً بقوله :" لفي خلق جديد" ، أي بخبر" إن" ، وخبر" إن" لا يتقدم عليها ، فأولى أن يتقدم عليها معمول خبرها .
ولذلك لم يحسن قولك :" اليوم إن عبد الله منطلق" ، لأن" اليوم" معمول" منطلق" وهو خبر" إن" ، فتقديمه على" إن" ، غير حسن ، وإن جاز .
لأن" إن" لا يعمل ما بعدها فيما قبلها .
واستدل على جوازه بقول العرب : ما علمت إنه لصالح ، و" ما" هنا ظرفية ، أي :" في علمي ، أو زمن علمي" ، فقدمت العرب" ما علمت" على" إن" وهي تعني" إنه صالح ما علمت" وهذا البيان الذي توسعت فيه ، لشرح مقالة أبي جعفر ، لم أجد أحدًا من أصحاب كتب التفسير ، أو أصحاب كتب إعراب القرآن ، تعرض له تعرض أبي جعفر في بيانه .
وكلهم قد تخطى هذا وأوجزه ، ولم يشرحه شرح أبي جعفر .
وأبو حيان ، وهو من هو في تتبع أقوال النحاة ، وفي تقصي مقالة الطبري في تفسيره ، أغفل هو أيضًا بيانه وتجاوزه .
وذلك لغموض عبارة أبي جعفر في هذا الموضع .
فأرجو أن أكون قد بلغت في بيانها مبلغًا مرضيًا إن شاء الله .
(64) " الجزاء" ، هو" الشرط" و" الوقت" ، هو" ظرف الزمان" .
(65) في المطبوعة والمخطوطة :" إن تقم يقوم .
.
.
" ، والصواب إثبات همزة الاستفهام ، كما يدل عليه الكلام .
(66) البيت للراعي .
(67) مضى البيت وتخريجه وشرحه فيما سلف 7 : 259 ، تعليق : 2 .
(68) يعني أن الاستفهام إذا دخل على شرط ، كان الاستفهام للجواب دون الشرط .
وقد قال فيما سلف آنفًا 7 : 259 :" كل استفهام دخل على جزاء ، فمعناه أن يكون في جوابه ، لأن الجواب خبر يقوم بنفسه ، والجزاء شرط لذلك الخبر" .
وكذلك اليمين إذا تقدم الشرط ، كان الجواب له دون الشرط .
فهو يقول إن الاستفهام في" أئذا" ، و" إذا شرط ، واقع على جوابها ، هو" إنا لفي خلق جديد" ، هذا إذا خلت الآية من الاستفهام ، ولكنها لم تخل منه .
فقال بعد ذلك : إنه إنما أدخل الاستفهام ثانية على الجواب ، بعد إدخاله على الشرط ، لأن الاستفهام للجواب ، فإدخاله على الجواب هو الأصل .
فلما أدخله عليه ، فكأنه ألغى الاستفهام الأول الداخل على الشرط .
(69) انظر تفسير" الأغلال ، فيما سلف 13 : 168 ، ولم يبينها هنا ولا هناك بيانًا كافيًا كعادته .

﴿ وإن تعجب فعجب قولهم أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد أولئك الذين كفروا بربهم وأولئك الأغلال في أعناقهم وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ﴾

قراءة سورة الرعد

المصدر : تفسير : وإن تعجب فعجب قولهم أئذا كنا ترابا