القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

تفسير و معنى الآية 58 سورة الأعراف - والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي

سورة الأعراف الآية رقم 58 : سبع تفاسير معتمدة

سورة والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي - عدد الآيات 206 - رقم السورة - صفحة السورة في المصحف الشريف - .

تفسير و معنى الآية 58 من سورة الأعراف عدة تفاسير - سورة الأعراف : عدد الآيات 206 - - الصفحة 158 - الجزء 8.

سورة الأعراف الآية رقم 58


﴿ وَٱلۡبَلَدُ ٱلطَّيِّبُ يَخۡرُجُ نَبَاتُهُۥ بِإِذۡنِ رَبِّهِۦۖ وَٱلَّذِي خَبُثَ لَا يَخۡرُجُ إِلَّا نَكِدٗاۚ كَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَشۡكُرُونَ ﴾
[ الأعراف: 58]

﴿ التفسير الميسر ﴾

والأرض النقية إذا نزل عليها المطر تُخْرج نباتًا -بإذن الله ومشيئته- طيبًا ميسرًا، وكذلك المؤمن إذا نزلت عليه آيات الله انتفع بها، وأثمرت فيه حياة صالحة، أما الأرض السَّبِخة الرديئة فإنها لا تُخرج النبات إلا عسرًا رديئا لا نفع فيه، ولا تُخرج نباتًا طيبًا، وكذلك الكافر لا ينتفع بآيات الله. مثل ذلك التنويع البديع في البيان نُنوِّع الحجج والبراهين لإثبات الحق لأناس يشكرون نعم الله، ويطيعونه.

﴿ تفسير الجلالين ﴾

«والبلد الطيب» العذب التراب «يخرج نباته» حسنا «بإذن ربه» هذا مثل للمؤمن يسمع الموعظة فينتفع بها «والذي خبث» ترابه «لا يخرج» نباته «إلا نكدا» عسرا بمشقة وهذا مثل للكافر «كذلك» كما بينا ما ذكر «نُصرِّف» نبين «الآيات لقوم يشكرون» الله يؤمنون.

﴿ تفسير السعدي ﴾

ثم ذكر تفاوت الأراضي، التي ينزل عليها المطر، فقال: وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ أي: طيب التربة والمادة، إذا نزل عليه مطر يَخْرُجُ نَبَاتُهُ الذي هو مستعد له بِإِذْنِ رَبِّهِ أي: بإرادة اللّه ومشيئته، فليست الأسباب مستقلة بوجود الأشياء، حتى يأذن اللّه بذلك.
وَالَّذِي خَبُثَ من الأراضي لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا أي: إلا نباتا خاسا لا نفع فيه ولا بركة.
كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ أي: ننوعها ونبينها ونضرب فيها الأمثال ونسوقها لقوم يشكرون اللّه بالاعتراف بنعمه، والإقرار بها، وصرفها في مرضاة اللّه، فهم الذين ينتفعون بما فصل اللّه في كتابه من الأحكام والمطالب الإلهية، لأنهم يرونها من أكبر النعم الواصلة إليهم من ربهم، فيتلقونها مفتقرين إليها فرحين بها، فيتدبرونها ويتأملونها، فيبين لهم من معانيها بحسب استعدادهم، وهذا مثال للقلوب حين ينزل عليها الوحي الذي هو مادة الحياة، كما أن الغيث مادة الحيا، فإن القلوب الطيبة حين يجيئها الوحي، تقبله وتعلمه وتنبت بحسب طيب أصلها، وحسن عنصرها.
وأما القلوب الخبيثة التي لا خير فيها، فإذا جاءها الوحي لم يجد محلا قابلا، بل يجدها غافلة معرضة، أو معارضة، فيكون كالمطر الذي يمر على السباخ والرمال والصخور، فلا يؤثر فيها شيئا، وهذا كقوله تعالى: أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا الآيات.


﴿ تفسير البغوي ﴾

قوله - عز وجل - : ( والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه ) هذا مثل ضربه الله - عز وجل - للمؤمن والكافر فمثل المؤمن مثل البلد الطيب ، يصيبه المطر فيخرج نباته بإذن ربه ، ( والذي خبث ) يريد الأرض السبخة التي ( لا يخرج ) نباتها ، ( إلا نكدا ) قرأ أبو جعفر بفتح الكاف ، وقرأ الآخرون بكسرها ، أي : عسرا قليلا بعناء ومشقة .
فالأول : مثل المؤمن الذي إذا سمع القرآن وعاه وعقله وانتفع به ، والثاني : مثل الكافر الذي يسمع القرآن فلا يؤثر فيه ، كالبلد الخبيث الذي لا يتبين أثر المطر فيه ( كذلك نصرف الآيات ) نبينها ، ( لقوم يشكرون )أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنبأنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنبأنا محمد بن يوسف حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا محمد بن العلاء حدثنا حماد بن أسامة عن يزيد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير ، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا ، وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به " .

﴿ تفسير الوسيط ﴾

وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً.
أصل النكد: العسر القليل الذي لا يخرج إلا بعناء ومشقة.
يقال: نكد عيشه ينكد، اشتد وعسر.
ونكدت البئر: قل ماؤها، ومنه: رجل نكد، ونكد وأنكد، شؤم عسر.
وهم أنكاد ومناكيد.
وقال في اللسان: والنكد: قلة العطاء، قال الشاعر:لا تنجز الوعد إن وعدت وإن .
.
.
أعطيت، أعطيت تافها نكداأى: عطاء قليلا لا جدوى منه.
والمعنى: أن الأرض الكريمة التربة يخرج نباتها وافيا حسنا غزير النفع بمشيئة الله وتيسيره، والذي خبث من الأرض كالسبخة منها لا يخرج نباته إلا قليلا عديم الفائدة.
فالأول: مثل ضربه الله للمؤمن يقول: هو طيب وعمله طيب.
والثاني: مثل للكافر، يقول: هو خبيث وعمله خبيث، وفيهما بيان أن القرآن يثمر في القلوب التي تشبه الأرض الطيبة التربة، ولا يثمر في القلوب التي تشبه الأرض الرديئة السبخة.
ونكدا منصوب على أنه حال أو على أنه نعت لمصدر محذوف والتقدير: والذي خبث لا يخرج إلا خروجا نكدا.
قال صاحب الكشاف: «وهذا مثل لمن ينجح فيه الوعظ والتذكير من المكلفين، ولمن لا يؤثر فيه شيء من ذلك.
وعن مجاهد: آدم وذريته منهم خبيث وطيب.
وعن قتادة: المؤمن سمع كتاب الله فوعاه بعقله وانتفع به، كالأرض الطيبة أصابها الغيث فأنبتت.
والكافر بخلاف ذلك.
وهذا التمثيل واقع على أثر ذكر المطر.
وإنزاله بالبلد الميت، وإخراج الثمرات به على طريق الاستطراد» .
وقريب من معنى الآية الكريمة ما رواه الشيخان عن أبى موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا، فكانت منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به» .
وقوله: كَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ أصل التصريف: تبديل حال بحال ومنه تصريف الرياح.
والآيات: الدلائل الدالة على قدرة الله.
أى: مثل ذلك التصريف البديع والتنويع الحكيم نصرف الآيات الدالة على علمنا وحكمتنا ورحمتنا بالإتيان بها على أنواع جلية واضحة لقوم يشكرون نعمنا، باستعمالها فيما خلقت له، فيستحقون مزيدنا منها وإثابتنا عليها.
وعبر هنا بالشكر لأن هذه الآية موضوعها الاهتداء بالعلم والعمل والإرشاد، بينما عبر في الآية السابقة عليها بالتذكر لأن موضوعها يتعلق بالاعتبار والاستدلال على قدرة الله- تعالى- في إحياء الموتى.
وإلى هنا تكون السورة الكريمة قد حدثتنا- من بين ما حدثتنا- عن عظمة القرآن الكريم وعن وجوب اتباعه، وعن قصة آدم وما فيها من عبر وعظات، وعما أحله الله وحرمه، وعما يدور بين أهل النار من مجادلات واتهامات، وعن العاقبة الطيبة التي أعدها الله للصالحين من عباده، وعن المحاورات التي تدور بينهم وبين أهل النار، ثم عن مظاهر قدرة الله، وأدلة وحدانيته.
وبعد كل ذلك تبدأ السورة جولة جديدة مع الأمم الخالية، والقرى المهلكة التي جاء ذكرها في مطلعها.
وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ.
فتحدثنا السورة الكريمة عن مصارع قوم نوح، وقوم هود، وقوم صالح، وقوم لوط، وقوم شعيب، ثم حديثا مستفيضا عن قصة موسى مع فرعون ومع بنى إسرائيل.
وقد تكلم الإمام الرازي عن فوائد مجيء قصص هؤلاء الأنبياء مع أقوامهم في هذه السورة بعد أن تحدثت عن أدلة توحيده وربوبيته- سبحانه- فقال: اعلم أنه- تعالى- لما ذكر في تقرير المبدأ والمعاد دلائل ظاهرة، وبينات قاهرة، وبراهين باهرة أتبعها بذكر قصص الأنبياء وفيه فوائد:أحدها: التنبيه على أن إعراض الناس عن قبول هذه الدلائل والبينات.
ليس من خواص قوم النبي صلى الله عليه وسلم بل هذه العادة المذمومة كانت حاصلة في جميع الأمم السالفة، والمصيبة إذا عمت خفت، فكان ذكر قصصهم، وحكاية إصرارهم وعنادهم، يفيد تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم وتخفيف ذلك على قلبه.
ثانيها: أنه- تعالى- يحكى في هذه القصص أن عاقبة أمر أولئك المنكرين كان إلى اللعن في الدنيا، والخسارة في الآخرة، وعاقبة أمر المحقين إلى الدولة في الدنيا، والسعادة في الآخرة، وذلك يقوى قلوب المحقين، ويكسر قلوب المبطلين.
وثالثها: التنبيه على أنه- تعالى- وإن كان يمهل هؤلاء المبطلين، ولكنه لا يمهلهم، بل ينتقم منهم على أكمل الوجوه.
ورابعها: بيان أن هذه القصص دالة على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم لأنه كان أميّا.
وما طالع كتابا ولا تتلمذ على أستاذ.
فإذا ذكر هذه القصص على هذا الوجه من غير تحريف ولا خطأ دل ذلك على أنه إنما عرفها بالوحي من الله- تعالى-» .
والآن فلنستمع بتدبر واعتبار إلى السورة الكريمة وهي تحدثنا عن قصة نوح مع قومه فتقول:

﴿ تفسير ابن كثير ﴾

وقوله : ( والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه ) أي : والأرض الطيبة يخرج نباتها سريعا حسنا ، كما قال : ( فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا ) [ آل عمران : 37 ] .( والذي خبث لا يخرج إلا نكدا ) قال مجاهد وغيره : كالسباخ ونحوها .وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في الآية : هذا مثل ضربه الله للمؤمن والكافر .وقال البخاري : حدثنا محمد بن العلاء ، حدثنا حماد بن أسامة عن بريد بن عبد الله ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم ، كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا ، فكانت منها نقية قبلت الماء ، فأنبتت الكلأ والعشب الكثير . وكانت منها أجادب أمسكت الماء ، فنفع الله بها الناس ، فشربوا وسقوا وزرعوا . وأصاب منها طائفة أخرى ، إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به ، فعلم وعلم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا . ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به " .رواه مسلم والنسائي من طرق ، عن أبي أسامة حماد بن أسامة ، به

﴿ تفسير القرطبي ﴾

قوله تعالى والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرونقوله تعالى والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا أي التربة الطيبة .
والخبيث الذي في تربته حجارة أو شوك ; عن الحسن .
وقيل : معناه التشبيه ، شبه تعالى السريع الفهم بالبلد الطيب ، والبليد بالذي خبث ; عن النحاس .
وقيل : هذا مثل للقلوب ; فقلب يقبل الوعظ والذكرى ، وقلب فاسق ينبو عن ذلك ; قاله الحسن أيضا .
وقال قتادة : مثل للمؤمن يعمل محتسبا متطوعا ، والمنافق غير محتسب ; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عظما سمينا أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء .
نكدا نصب على الحال ، وهو العسر الممتنع من إعطاء الخير .
وهذا تمثيل .
قال مجاهد : يعني أن في بني آدم الطيب والخبيث .
وقرأ طلحة ( إلا نكدا ) حذف الكسرة لثقلها .
وقرأ ابن القعقاع ( نكدا ) بفتح الكاف ، فهو مصدر بمعنى ذا نكد .
كما قال :فإنما هي إقبال وإدباروقيل : نكدا بنصب الكاف وخفضها بمعنى ; كالدنف والدنف ، لغتان .
كذلك نصرف الآيات أي كما صرفنا من الآيات ، وهي الحجج والدلالات ، في إبطال الشرك ; كذلك نصرف الآيات في كل ما يحتاج إليه الناس .
لقوم يشكرون وخص الشاكرين لأنهم المنتفعون بذلك .

﴿ تفسير الطبري ﴾

القول في تأويل قوله : وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58)قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: والبلدُ الطيبة تربته، العذبةُ مشاربه، يخرج نباته إذا أنزل الله الغيث وأرسل عليه الحيا، بإذنه، طيبًا ثمرُه في حينه ووقته.
والذي خَبُث فردؤت تربته، وملحت مشاربه، لا يخرج نباته إلا نكدًا == يقول: إلا عَسِرًا في شدة، كما قال الشاعر: (1)لا تُنْجِزُ الوعْدَ, إِنْ وَعَدْتَ, وإنأَعْطَيْتَ أَعْطَيْتَ تَافِهًا نَكِدَا (2)يعني ب" التافه "، القليل، وب" النكد " العسر.
يقال منه: " نكِد يَنْكَد نكَدًا، ونَكْدًا = فهو نَكَدٌ ونَكِدٌ"، والنُّكْد، المصدر.
ومن أمثالهم: " نَكْدًا وجحدًا "،" ونُكدًا وجُحْدا ".
و " الجحد "، الشدة والضيق.
ويقال: " إذا شُفِه وسئل: (3) قد نَكَدوه ينكَدُونه نَكْدًا "، كما قال الشاعر: (4)وَأَعْطِ مَا أَعْطَيْتَهُ طَيِّبًالا خَيْرَ فِي المَنْكُودِ والنَّاكِدِ (5)* * *واختلفت القرأة في قراءة ذلك.
فقرأه بعض أهل المدينة: ( إلا نَكَدًا ) ، بفتح الكاف.
* * *وقرأه بعض الكوفيين بسكون الكاف: ( نَكْدًا ).
* * *وخالفهما بعد سائر القرأة في الأمصار، فقرؤوه: ( إلا نَكِدًا )، بكسر الكاف.
* * *كأن من قرأه: " نكَدًا " بنصب الكاف أراد المصدر.
وكأنّ من قرأه بسكون الكاف أراد كسرها، فسكنها على لغة من قال: " هذه فِخْذ وكِبْد "، وكان الذي يجب عليه إذا أراد ذلك أن يكسر " النون " من " نكد " حتى يكون قد أصاب القياس.
* * *قال أبو جعفر: والصواب من القراءة في ذلك عندنا، قراءةُ من قرأهُ: ( نَكِدًا )، بفتح " النون " وكسر " الكاف "، لإجماع الحجة من قرأة الأمصار عليه.
* * *وقوله: " كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون " ، يقول: كذلك: نُبين آية بعد آية، وندلي بحجة بعد حجة، ونضرب مثلا بعد مثل، (6) لقوم يشكرون الله على إنعامه عليهم بالهداية، وتبصيره إياهم سبيل أهل الضلالة، باتباعهم ما أمرَهم باتباعه، وتجنُّبهم ما أمرهم بتجنبه من سبل الضلالة.
وهذا مثل ضرَبه الله للمؤمن والكافر، فالبلد الطيب الذي يخرج نباته بإذن ربه، مثل للمؤمن = والذي خَبُث فلا يخرج نباته إلا نكدًا، مثلٌ للكافر.
* * *وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:14786 - حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح، عن علي، عن ابن عباس قوله: " والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدًا " ، فهذا مثل ضربه الله للمؤمن.
يقول: هو طيب، وعمله طيب، كما البلد الطيب ثمره طيب.
ثم ضرب مثلَ الكافر كالبلدة السَّبِخة المالحة التي يخرج منها النز (7) فالكافر هو الخبيث، وعمله خبيث.
14787 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: " والبلد الطيب " ، و " الذي خبث " قال: كل ذلك من الأرض السِّباخ وغيرها، مثل آدم وذريته، فيهم طيب وخبيث.
14788 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، بنحوه.
14789 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: " والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدًا " ، قال: هذا مثل ضربه الله في الكافر والمؤمن.
14790 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثني أحمد = يعني ابن المفضل = قال، حدثنا أسباط، عن السدي: " والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث " ، هي السبخة لا يخرج نباتها إلا نكدًا = و " النكد "، الشيء القليل الذي لا ينفع.
فكذلك القلوب لما نزل القرآن، فالقلب المؤمن لما دخله القرآن آمن به وثبت الإيمان فيه، والقلب الكافر لما دخله القرآن لم يتعلق منه بشيء ينفعه، ولم يثبت فيه من الإيمان شيء إلا ما لا ينفع، كما لم يُخْرِج هذا البلد إلا ما لا ينفع من النبات.
14791 - حدثني الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا أبو سعد، عن مجاهد: " والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدًا " ، قال: الطيب ينفعه المطر فينبت،" والذي خبث " السباخُ، لا ينفعه المطر، لا يخرج نباته إلا نكدًا.
قال: هذا مثل ضربه الله لآدم وذريته كلهم، إنما خلقوا من نفس واحدة، فمنهم من آمن بالله وكتابه، فطابَ.
ومنهم من كفر بالله وكتابه، فخَبُث.
---------------------الهوامش :(1) م أعرف قائله.
(2) مجاز القرآن لأبي عبيدة 1: 217 ولسان العرب (تفه).
(3) "شفه الرجل" (بالبناء للمجهول) ، إذا كثر سؤال الناس إياه فأعطى حتى نفد ما عنده فأفنى ماله.
"فهو مشفوه" ومثله"منكود ، ومثمود ، ومعروك ، ومعجوز ، ومصفوف ، ومكثور عليه".
ويقال: "ماء مشفوه" ، كثير الشاربة ، وكذلك الماء والطعام.
(4) م أعرف قائله.
(5) اللسان (نكد) ، وقد ذكرت البيت آنفًا 1: 442 ، تعليق: 1(6) انظر تفسير"التصريف" فيما سلف 3: 275 ، 276/ 11: 356 ، 433/ 12: 25= وتفسير"الآية" فيما سلف من فهارس اللغة (أيي).
(7) في المطبوعة: "التي تخرج منها البركة" ، زاد"لا" ، وليست في المخطوطة اتباعًا لما في الدر 3: 93.
وفي المخطوطة مثلها أنه كتب"النزله" غير المنقوطة.
وهو غير مفهوم إذا قرئ: "تخرج منها البركة".
وصفة الأرض"السبخة" أنها أرض ذات ملح ونز ، وهو الماء تتحلب عنه الأرض ، فيصير مناقع.
ومن أجل ذلك صار راجحًا عندي أن ما أثبته هو الصواب ، وأن ما في المخطوطة من فعل الناسخ.

﴿ والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون ﴾

قراءة سورة الأعراف

المصدر : تفسير : والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي