القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

تفسير و معنى الآية 59 سورة الكهف - وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم

سورة الكهف الآية رقم 59 : سبع تفاسير معتمدة

سورة وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم - عدد الآيات 110 - رقم السورة - صفحة السورة في المصحف الشريف - .

تفسير و معنى الآية 59 من سورة الكهف عدة تفاسير - سورة الكهف : عدد الآيات 110 - - الصفحة 300 - الجزء 15.

سورة الكهف الآية رقم 59


﴿ وَتِلۡكَ ٱلۡقُرَىٰٓ أَهۡلَكۡنَٰهُمۡ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَعَلۡنَا لِمَهۡلِكِهِم مَّوۡعِدٗا ﴾
[ الكهف: 59]

﴿ التفسير الميسر ﴾

وتلك القرى القريبة منكم -كقرى قوم هود وصالح ولوط وشعيب- أهلكناها حين ظلم أهلها بالكفر، وجعلنا لهلاكهم ميقاتًا وأجلا حين بلغوه جاءهم العذاب فأهلكهم الله به.

﴿ تفسير الجلالين ﴾

«وتلك القرى» أي أهلها كعاد وثمود وغيرهما «أهلكناهم لما ظلموا» كفروا «وجعلنا لمهلكهم» لإهلاكهم وفي قراءة بفتح الميم أي لهلاكهم «موعدا».

﴿ تفسير السعدي ﴾

وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا أي: بظلمهم، لا بظلم منا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا أي: وقتا مقدرا، لا يتقدمون عنه ولا يتأخرون.


﴿ تفسير البغوي ﴾

( وتلك القرى أهلكناهم ) يعني : قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط وغيرهم ( لما ظلموا ) كفروا ( وجعلنا لمهلكهم موعدا ) أي : أجلا قرأ أبو بكر " لمهلكهم " بفتح الميم واللام ، [ وقرأ حفص بفتح الميم وكسر اللام ، وكذلك في النمل " مهلك " أي لوقت هلاكهم ] وقرأ الآخرون بضم الميم وفتح اللام أي : لإهلاكهم .

﴿ تفسير الوسيط ﴾

ثم بين- سبحانه- سننه في الأمم الماضية فقال: وَتِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً.
واسم الإشارة «تلك» تعود إلى القرى المهلكة بسبب كفرها وفسوقها عن أمر ربها، كقرى قوم نوح وهود وصالح- عليهم السلام-.
والقرى: جمع قرية والمراد بها أهلها الذين ظلموا أنفسهم بالكفر والجحود.
أى: وتلك القرى الماضية التي أصر أهلها على الكفر والفسوق والعصيان أهلكناهم بعذاب الاستئصال في الدنيا، بسبب هذا الكفر والظلم، وجعلنا لوقت هلاكهم موعدا لا يتأخرون عنه ساعة ولا يستقدمون.
ولفظ «تلك» مبتدأ، والقرى صفة له أو عطف بيان، وجملة أَهْلَكْناهُمْ هي الخبر.
وقوله لَمَّا ظَلَمُوا بيان للأسباب التي أدت بهم إلى الهلاك والدمار، أى: أهلكناهم بسبب وقوع الظلم منهم واستمرارهم عليه.
وجيء باسم الإشارة «تلك» للإشعار بإن أهل مكة يمرون على تلك القرى الظالمة المهلكة، ويعرفون أماكنهم معرفة واضحة عند أسفارهم من مكة إلى بلاد الشام.
قال- تعالى- وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ.
وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ.
وقوله: وَجَعَلْنا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً قرأ الجمهور، لمهلكهم، - بضم الميم وفتح اللام- على صيغة اسم المفعول، وهو محتمل أن يكون مصدرا ميميا.
أى: وجعلنا لإهلاكهم موعدا.
ويحتمل أن يكون اسم زمان، أى: وجعلنا لزمان إهلاكهم موعدا.
وقرأ حفص عن عاصم «لمهلكهم» بفتح الميم وكسر اللام- فيكون اسم زمان، وقرأ شعبة عن عاصم.
لمهلكهم» - بفتح الميم واللام- فيكون مصدرا ميميا.
وإلى هنا نجد الآيات الكريمة قد وضحت أن القرآن الكريم قد نوع الله- تعالى- فيه الأمثال لقوم يعقلون، كما بينت أن الإنسان مجبول على المجادلة والمخاصمة.
وأن المشركين قد أصروا على شركهم بسبب انطماس بصائرهم.
وزيغهم عن الحق، وأن الرسل- عليهم الصلاة والسلام- وظيفتهم البلاغ والتبشير والإنذار، وأن عاقبة الجاحدين الذين ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم هي النار وبئس القرار، وأن الله- تعالى- يمهل الظالمين ولا يهملهم، فهو كما قال- سبحانه- نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، وَأَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الْأَلِيمُ .
ثم ساق- سبحانه- قصة فيها ما فيها من الأحكام والعظات، ألا وهي قصة موسى- عليه السلام- مع عبد من عباد الله الصالحين، فقال- تعالى-:

﴿ تفسير ابن كثير ﴾

وقوله : ( وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا ) أي : الأمم السالفة والقرون الخالية أهلكناهم بسبب كفرهم وعنادهم ( وجعلنا لمهلكهم موعدا ) أي : جعلناه إلى مدة معلومة ووقت [ معلوم ] معين ، لا يزيد ولا ينقص ، أي : وكذلك أنتم أيها المشركون ، احذروا أن يصيبكم ما أصابهم ، فقد كذبتم أشرف رسول وأعظم نبي ، ولستم بأعز علينا منهم ، فخافوا عذابي ونذر .

﴿ تفسير القرطبي ﴾

قوله تعالى : وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا تلك في موضع رفع بالابتداء .
القرى نعت أو بدل .
وأهلكناهم في موضع الخبر محمول على المعنى ; لأن المعني أهل القرى .
ويجوز أن تكون تلك في موضع نصب على قول من قال : زيدا ضربته ; أي وتلك القرى التي قصصنا عليك نبأهم ، نحو قرى عاد وثمود ومدين وقوم لوط أهلكناهم لما ظلموا وكفروا .
وجعلنا لمهلكهم موعدا أي وقتا معلوما لم تعده و " مهلك " من أهلكوا .
وقرأ عاصم مهلكهم بفتح الميم واللام وهو مصدر هلك .
وأجاز الكسائي والفراء لمهلكهم بكسر اللام وفتح الميم .
النحاس : قال الكسائي وهو أحب إلي لأنه من هلك .
الزجاج : اسم للزمان والتقدير : لوقت مهلكهم ، كما يقال : أتت الناقة على مضربها .

﴿ تفسير الطبري ﴾

القول في تأويل قوله تعالى : وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا (59)يقول تعالى ذكره: وتلك القرى من عاد وثمود وأصحاب الأيكة أهلكنا أهلها لما ظلموا، فكفروا بالله وآياته، ( وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا ) يعني ميقاتا وأجلا حين بلغوه جاءهم عذاب فأهلكناهم به، يقول: فكذلك جعلنا لهؤلاء المشركين من قومك يا محمد الذين لا يؤمنون بك أبدا موعدا، إذا جاءهم ذلك الموعد أهلكناهم سنتنا في الذين خلوا من قبلهم من ضربائهم .
كما حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى " ح " ، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا ) قال: أجلا.
حدثنا القاسم، قال: ثني الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله (لِمَهْلِكِهِمْ) فقرأ ذلك عامَّة قرّاء الحجاز والعراق: " لِمُهْلَكِهِمْ" بضمّ الميم وفتح اللام على توجيه ذلك إلى أنه مصدر من أهلكوا إهلاكا ، وقرأه عاصم: " لِمَهْلَكِهِمْ" بفتح الميم واللام على توجيهه إلى المصدر من هلكوا هلاكا ومهلكا.
وأولى القراءتين بالصواب عندي في ذلك قراءة من قرأه: " لِمُهْلَكِهِمْ" بضمّ الميم وفتح اللام لإجماع الحجة من القرّاء عليه، واستدلالا بقوله: ( وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ ) فأن يكون المصدر من أهلكنا، إذ كان قد تقدّم قبله أولى.
وقيل: أهلكناهم، وقد قال قبل: ( وَتِلْكَ الْقُرَى ) ، لأن الهلاك إنما حلّ بأهل القرى، فعاد إلى المعنى، وأجرى الكلام عليه دون اللفظ.
وقال بعض نحويي البصرة: قال: ( وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا ) يعني أهلها، كما قال: وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ ولم يجئ بلفظ القرى، ولكن أجرى اللفظ على القوم، وأجرى اللفظ في القرية عليها إلى قوله الَّتِي كُنَّا فِيهَا ، وقال: (أهْلَكْناهُمْ) ولم يقل: أهلكناها حمله على القوم، كما قال: جاءت تميم، وجعل الفعل لبني تميم، ولم يجعله لتميم، ولو فعل ذلك لقال : جاء تميم، وهذا لا يحسن في نحو هذا، لأنه قد أراد غير تميم في نحو هذا الموضع، فجعله اسما، ولم يحتمل إذا اعتل أن يحذف ما قبله كله معنى التاء من جاءت مع بني تميم، وترك الفعل على ما كان ليعلم أنه قد حذف شيئا قبل تميم ، وقال بعضهم: إنما جاز أن يقال: تلك القرى أهلكناهم، لأن القرية قامت مقام الأهل، فجاز أن ترد على الأهل مرة وعليها مرة، ولا يجوز ذلك في تميم، لأن القبيلة تعرف به وليس تميم هو القبيلة، وإنما عرفت القبيلة به، ولو كانت القبيلة قد سميت بالرجل لجرت عليه، كما تقول: وقعت في هود، تريد في سورة هود، وليس هود اسما للسورة، وإنما عرفت السورة به، فلو سميت السورة بهود لم يجر، فقلت: وقعت في هود يا هذا، فلم يجر، وكذلك لو سمى بني تميم تميما لقيل: هذه تميم قد أقبلت، فتأويل الكلام: وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا، وجعلنا لإهلاكهم موعدا.

﴿ وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا ﴾

قراءة سورة الكهف

المصدر : تفسير : وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم