لهؤلاء الأولياء البشارة من الله في الحياة الدنيا بما يسرُّهم، وفي الآخرة بالجنة، لا يخلف الله وعده ولا يغيِّره، ذلك هو الفوز العظيم؛ لأنه اشتمل على النجاة مِن كل محذور، والظَّفَر بكل مطلوب محبوب.
﴿ تفسير الجلالين ﴾
«لهم البشرى في الحياة الدنيا» فسرت في حديث صححه الحاكم بالرؤيا الصالحة يراها الرجل أو تُرى له «وفي الآخرة» الجنة والثواب «لا تبديل لكلمات الله» لا خلف لمواعيده «ذلك» المذكور «هو الفوز العظيم».
﴿ تفسير السعدي ﴾
فكل من كان مؤمنًا تقيًا كان لله [تعالى] وليًا، و لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِأما البشارة في الدنيا، فهي: الثناء الحسن، والمودة في قلوب المؤمنين، والرؤيا الصالحة، وما يراه العبد من لطف الله به وتيسيره لأحسن الأعمال والأخلاق، وصرفه عن مساوئ الأخلاق.وأما في الآخرة، فأولها البشارة عند قبض أرواحهم، كما قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَوفي القبر ما يبشر به من رضا الله تعالى والنعيم المقيم.وفي الآخرة تمام البشرى بدخول جنات النعيم، والنجاة من العذاب الأليم.لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ بل ما وعد الله فهو حق، لا يمكن تغييره ولا تبديله، لأنه الصادق في قيله، الذي لا يقدر أحد أن يخالفه فيما قدره وقضاه.ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ لأنه اشتمل على النجاة من كل محذور، والظفر بكل مطلوب محبوب، وحصر الفوز فيه، لأنه لا فوز لغير أهل الإيمان والتقوى.والحاصل أن البشرى شاملة لكل خير وثواب، رتبه الله في الدنيا والآخرة، على الإيمان والتقوى، ولهذا أطلق ذلك، فلم يقيده.
﴿ تفسير البغوي ﴾
( لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) اختلفوا في هذه البشرى : روي عن عبادة بن الصامت قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى : " لهم البشرى في الحياة الدنيا " ، قال : " هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له " . أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا أبو اليمان ، حدثنا شعيب ، عن الزهري ، حدثني سعيد بن المسيب ، أن أبا هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لم يبق من النبوة إلا المبشرات " ، قالوا : وما المبشرات؟ قال : " الرؤيا الصالحة " .وقيل : البشرى في الدنيا هي : الثناء الحسن ، وفي الآخرة : الجنة .أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أخبرنا عبد الرزاق بن أبي شريح ، أخبرنا أبو القاسم البغوي ، حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا شعبة عن أبي عمران الجوني قال : سمعت عبد الله بن الصامت قال : قال أبو ذر : يا رسول الله الرجل يعمل لنفسه ويحبه الناس؟ قال : " تلك عاجل بشرى المؤمن " . وأخرج مسلم بن الحجاج هذا الحديث عن يحيى بن يحيى عن حماد بن زيد عن أبي عمران ، وقال : " ويحمده الناس عليه " . .وقال الزهري وقتادة : هي نزول الملائكة بالبشارة من الله تعالى عند الموت ، قال الله تعالى : " تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون " ( فصلت - 30 )وقال عطاء عن ابن عباس : البشرى في الدنيا ، يريد : عند الموت تأتيهم الملائكة بالبشارة ، وفي الآخرة عند خروج نفس المؤمن ، يعرج بها إلى الله ، ويبشر برضوان الله .وقال الحسن : هي ما بشر الله المؤمنين في كتابه من جنته وكريم ثوابه ، كقوله : " وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات " ( البقرة - 25 ) ، " وبشر المؤمنين " ( الأحزاب - 47 ) " وأبشروا بالجنة " ( فصلت - 30 ) .وقيل : بشرهم في الدنيا بالكتاب والرسول أنهم أولياء الله ، ويبشرهم في القبور وفي كتب أعمالهم بالجنة .( لا تبديل لكلمات الله ) لا تغيير لقوله ، ولا خلف لوعده . ( ذلك هو الفوز العظيم )
﴿ تفسير الوسيط ﴾
وقوله- سبحانه-هُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِزيادة تكريم وتشريف لهم.والبشرى والبشارة: الخبر السار، فهو أخص من الخبر، وسمى بذلك لأن أثره يظهر على البشرة وهي ظاهر جلد الإنسان، فيجعله متهلل الوجه، منبسط الأسارير، مبتهج النفس.أى: لهم ما يسرهم ويسعدهم في الدنيا من حياة آمنة طيبة، ولهم- أيضا- في الآخرة ما يسرهم من فوز برضوان الله، ومن دخول جنته.قال الآلوسى ما ملخصه: «والثابت في أكثر الروايات، أن البشرى في الحياة الدنيا، هي الرؤيا الصالحة.. فقد أخرج الطيالسي وأحمد والدارمي والترمذي.. وغيرهم عن عبادة بن الصامت قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله- تعالى-هُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيافقال: «هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له» .وقيل المراد بالبشرى: البشرى العاجلة نحو النصر والغنيمة والثناء الحسن، والذكر الجميل، ومحبة الناس، وغير ذلك.ثم قال: وأنت تعلم أنه لا ينبغي العدول عما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تفسير ذلك إذا صح. وحيث عدل من عدل لعدم وقوفه على ذلك فيما أظن، فالأولى أن تحمل البشرى في الدارين على البشارة بما يحقق نفى الخوف والحزن كائنا ما كان ... » .وقوله: تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ أى: لا تغيير ولا خلف لأقوال الله- تعالى- ولا لما وعد به عباده الصالحين من وعود حسنة، على رأسها هذه البشرى التي تسعدهم في الحياة الدنيا وفي الآخرة.واسم الإشارة في قوله- تعالى-لِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُيعود إلى ما ذكر من البشرى في الدارين.أى: ذلك المذكور من أن لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة، هو الفوز العظيم الذي لا فوز وراءه، والذي لا يفوقه نجاح أو فضل.هذا، وقد نقل الشيخ القاسمى- رحمه الله- كلاما حسنا من كتاب «الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان» فقال ما ملخصه:هذه الآيات أصل في بيان أولياء الله، وقد بين- سبحانه- في كتابه، وبين رسوله في سنته أن لله أولياء من الناس، كما أن للشيطان أولياء.وإذا عرف أن الناس فيهم أولياء الرحمن، وأولياء الشيطان، فيجب أن يفرق بين هؤلاء وهؤلاء، كما فرق الله ورسوله بينهما، فأولياء الله هم المؤمنون المتقون. كما في هذه الآية، وفي الحديث الصحيح: «من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة، أو فقد آذنته بالحرب..»والولاية ضد العداوة، وأصل الولاية المحبة والقرب، وأصل العداوة البغض والبعد، وأفضل أولياء الله هم أنبياؤه، وأفضل أنبيائه هم المرسلون منهم، وأفضلهم محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين.. فلا يكون وليا إلا من آمن به واتبعه، ومن خالفه كان من أولياء الشيطان ...وإذا كان أولياءه الله هم المؤمنون المتقون، فبحسب إيمان العبد وتقواه تكون ولايته لله- تعالى- فمن كان أكمل إيمانا وتقوى، كان أكمل ولاية لله. فالناس متفاضلون في ولاية الله- عز وجل- بحسب تفاضلهم في الإيمان والتقوى.ومن أظهر الولاية وهو لا يؤدى الفرائض، ولا يجتنب المحارم، كان كاذبا في دعواه، أو كان مجنونا.وليس لأولياء الله شيء يتميزون به عن الناس في الظاهر من الأمور المباحات، فلا يتميزون بلباس دون لباس، ولا بحلق شعر أو تقصير.. بل يوجدون في جميع طبقات الأمة. فيوجدون في أهل القرآن، وأهل العلم، وفي أهل الجهاد والسيف، وفي التجار والزراع والصناع ...وليس من شرط الولي أن يكون معصوما لا يغلط ولا يخطئ، بل يجوز أن يخفى عليه بعض علم الشريعة، ويجوز أن يشتبه عليه بعض أمور الدين..» .
﴿ تفسير ابن كثير ﴾
وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا سفيان ، عن الأعمش ، عن ذكوان أبي صالح ، عن رجل ، عن أبي الدرداء ، رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : ( لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) قال : " الرؤيا الصالحة يراها المسلم ، أو ترى له " .وقال ابن جرير : حدثني أبو السائب ، حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن عطاء بن يسار ، عن رجل من أهل مصر ، عن أبي الدرداء في قوله : ( لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) قال : سأل رجل أبا الدرداء عن هذه الآية ، فقال : لقد سألت عن شيء ما سمعت [ أحدا ] سأل عنه بعد رجل سأل عنه رسول الله ، فقال : " هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل المسلم ، أو ترى له ، بشراه في الحياة الدنيا ، وبشراه في الآخرة [ الجنة ] .ثم رواه ابن جرير من حديث سفيان ، عن ابن المنكدر ، عن عطاء بن يسار ، عن رجل من أهل مصر ، أنه سأل أبا الدرداء عن هذه الآية ، فذكر نحو ما تقدم .وقال ابن جرير : حدثني المثنى : حدثنا الحجاج بن منهال ، حدثنا حماد بن زيد ، عن عاصم بن بهدلة ، عن أبي صالح قال : سمعت أبا الدرداء ، وسئل عن : ( الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى ) فذكر نحوه سواء .وقال الإمام أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا أبان ، حدثنا يحيى ، عن أبي سلمة ، عن عبادة بن الصامت ؛ أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، أرأيت قول الله تعالى : ( لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) ؟ فقال : " لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد من أمتي - أو : أحد قبلك " قال : " تلك الرؤيا الصالحة ، يراها الرجل الصالح أو ترى له " .وكذا رواه أبو داود الطيالسي ، عن عمران القطان ، عن يحيى بن أبي كثير ، به ورواه الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، فذكره . ورواه علي بن المبارك ، عن يحيى ، عن أبي سلمة قال : نبئنا عن عبادة بن الصامت ، سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية ، فذكره .وقال ابن جرير : حدثني أبو حميد الحمصي ، حدثنا يحيى بن سعيد ، حدثنا عمر بن عمرو بن عبد الأحموسي ، عن حميد بن عبد الله المزني قال : أتى رجل عبادة بن الصامت فقال : آية في كتاب الله أسألك عنها ، قول الله تعالى : ( لهم البشرى في الحياة الدنيا ) ؟ فقال عبادة : ما سألني عنها أحد قبلك ، سألت عنها نبي الله فقال مثل ذلك : " ما سألني عنها أحد قبلك ، الرؤيا الصالحة ، يراها العبد المؤمن في المنام أو ترى له " .ثم رواه من حديث موسى بن عبيدة ، عن أيوب بن خالد بن صفوان ، عن عبادة بن الصامت ؛ أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) فقد عرفنا بشرى الآخرة الجنة ، فما بشرى الدنيا ؟ قال : " الرؤيا الصالحة يراها العبد أو ترى له ، وهي جزء من أربعة وأربعين جزءا أو سبعين جزءا من النبوة " .وقال [ الإمام ] أحمد أيضا : حدثنا بهز ، حدثنا حماد ، حدثنا أبو عمران ، عن عبد الله بن الصامت ، عن أبي ذر ؛ أنه قال : يا رسول الله ، الرجل يعمل العمل فيحمده الناس عليه ، ويثنون عليه به ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تلك عاجل بشرى المؤمن " . رواه مسلم .وقال أحمد أيضا : حدثنا حسن - يعني الأشيب - حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا دراج ، عن عبد الرحمن بن جبير ، عن عبد الله بن عمرو ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) قال : " الرؤيا الصالحة يبشرها المؤمن ، هي جزء من تسعة وأربعين جزءا من النبوة ، فمن رأى [ ذلك ] فليخبر بها ، ومن رأى سوى ذلك فإنما هو من الشيطان ليحزنه ، فلينفث عن يساره ثلاثا ، وليكبر ولا يخبر بها أحدا " لم يخرجوه .وقال ابن جرير : حدثني يونس ، أنبأنا ابن وهب ، حدثني عمرو بن الحارث ، أن دراجا أبا السمح حدثه عن عبد الرحمن بن جبير ، عن عبد الله بن عمرو ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لهم البشرى في الحياة الدنيا ) الرؤيا الصالحة يبشرها المؤمن ، جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة " .وقال أيضا ابن جرير : حدثني محمد بن أبي حاتم المؤدب ، حدثنا عمار بن محمد ، حدثنا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) قال : " هي في الدنيا الرؤيا الصالحة ، يراها العبد أو ترى له ، وهي في الآخرة الجنة " .ثم رواه عن أبي كريب ، عن أبي بكر بن عياش ، عن أبي حصين ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة أنه قال : الرؤيا الحسنة بشرى من الله ، وهي من المبشرات .هكذا رواه من هذه الطريق موقوفا .وقال أيضا : حدثنا أبو كريب ، حدثنا أبو بكر ، حدثنا هشام ، عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الرؤيا الحسنة هي البشرى ، يراها المسلم أو ترى له " .وقال ابن جرير : حدثني أحمد بن حماد الدولابي ، حدثنا سفيان ، عن عبيد الله بن أبي يزيد ، عن أبيه ، عن سباع بن ثابت ، عن أم كرز الكعبية : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ذهبت النبوة ، وبقيت المبشرات " .وهكذا روي عن ابن مسعود ، وأبي هريرة ، وابن عباس ، ومجاهد ، وعروة بن الزبير ، ويحيى بن أبي كثير ، وإبراهيم النخعي ، وعطاء بن أبي رباح : أنهم فسروا ذلك بالرؤيا الصالحة .وقيل : المراد بذلك بشرى الملائكة للمؤمن عند احتضاره بالجنة والمغفرة كما في قوله تعالى : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم ) [ فصلت : 30 - 32 ] .وفي حديث البراء : " أن المؤمن إذا حضره الموت ، جاءه ملائكة بيض الوجوه ، بيض الثياب ، فقالوا : اخرجي أيتها الروح الطيبة إلى روح وريحان ، ورب غير غضبان . فتخرج من فمه ، كما تسيل القطرة من فم السقاء " .وأما بشراهم في الآخرة ، فكما قال تعالى : ( لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون ) [ الأنبياء : 103 ] . وقال تعالى : ( يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم ) [ الحديد : 12 ] .وقوله : ( لا تبديل لكلمات الله ) أي : هذا الوعد لا يبدل ولا يخلف ولا يغير ، بل هو مقرر مثبت كائن لا محالة : ( ذلك هو الفوز العظيم )
﴿ تفسير القرطبي ﴾
قوله تعالى لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيمقوله تعالى لهم البشرى في الحياة الدنيا عن أبي الدرداء قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فقال : ما سألني أحد عنها غيرك منذ أنزلت هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له خرجه الترمذي في جامعه . وقال الزهري وعطاء وقتادة : هي البشارة التي تبشر بها الملائكة المؤمن في الدنيا عند الموت . وعن محمد بن كعب القرظي قال : إذا استنقعت نفس العبد المؤمن جاءه ملك الموت فقال : السلام عليك ولي الله ، الله يقرئك السلام . ثم نزع بهذه الآية : الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ذكره ابن المبارك . وقال قتادة والضحاك : هي أن يعلم أين هو من قبل أن يموت . وقال الحسن : هي ما يبشرهم الله تعالى في كتابه من جنته وكريم ثوابه ; لقوله : يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان ، وقوله : وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات . وقوله : وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ولهذا قال : لا تبديل لكلمات الله أي لا خلف لمواعيده ، وذلك لأن مواعيده بكلماته .وفي الآخرة قيل : بالجنة إذا خرجوا من قبورهم . وقيل : إذا خرجت الروح بشرت برضوان الله . وذكر أبو إسحاق الثعلبي : سمعت أبا بكر محمد بن عبد الله الجوزقي يقول : رأيت أبا عبد الله الحافظ في المنام راكبا برذونا عليه طيلسان وعمامة ، فسلمت عليه وقلت له : أهلا بك ، إنا لا نزال نذكرك ونذكر محاسنك ; فقال : ونحن لا نزال نذكرك ونذكر محاسنك ، قال الله تعالى : لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة الثناء الحسن : وأشار بيده .لا تبديل لكلمات الله أي لا خلف لوعده . وقيل : لا تبديل لأخباره ، أي لا ينسخها بشيء ، ولا تكون إلا كما قال .ذلك هو الفوز العظيم أي ما يصير إليه أولياؤه فهو الفوز العظيم .
﴿ تفسير الطبري ﴾
القول في تأويل قوله تعالى : لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64)قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: البشرى من الله في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، لأولياء الله الذين آمنوا وكانوا يتقون. (12)* * *ثم اختلف أهل التأويل في " البشرى " ، التي بشر الله بها هؤلاء القوم ما هي؟ وما صفتها؟ فقال بعضهم: هي الرؤية الصالحة يراها الرجل المسلم أو ترى له، وفي الآخرة الجنة.*ذكر من قال ذلك:17717- حدثنا محمد بن المثنى قال ، حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن سليمان، عن ذكوان، عن شيخ، عن أبى الدرداء، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: (لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة) ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو تُرَى له. (13)17718- حدثنا العباس بن الوليد قال، أخبرني أبي قال: أخبرنا الأوزاعي قال، أخبرني يحيى بن أبي كثير قال ، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: سأل عبادةُ بن الصامت رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن هذه الآية: الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحدٌ قبلك ، أو قال: غيرك ، . قال: هي الرؤية الصالحة يراها الرجل الصالح، أو تُرَى له. (14)17719- حدثنا المثنى قال ، حدثنا أبو داود عمن ذكره، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عبادة بن الصامت قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله تعالى: ( الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي الرؤية الصالحة يراها المسلم أو تُرى له. (15)17720- حدثنا أبو قلابة قال ، حدثنا مسلم قال ، حدثنا أبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه. (16)17721- حدثنا ابن المثنى، وأبو عثمان بن عمر قالا حدثنا علي بن يحيى، عن أبي سلمة قال: نُبّئت أن عبادة بن الصامت سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: " لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة "، فقال: سألتني عن شيء ما سألني عنه أحدٌ قبلك! هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو تُرَى له. (17)17722- حدثني أبو السائب قال ، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن عطاء بن يسار، عن رجل من أهل مصر، عن أبي الدرداء: " لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة " ، قال: سأل رجلٌ أبا الدرداء عن هذه الآية فقال: لقد سألتني عن شيء ما سمعت أحدًا سأل عنه بعد رجل سأل عنه رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل المسلم أو ترى له، بشراه في الحياة الدنيا، وبشراه في الآخرة الجنة. (18)17723- حدثني سعيد بن عمرو السكوني قال ، حدثنا عثمان بن سعيد، عن سفيان، عن ابن المنكدر، عن عطاء بن يسار، عن رجل من أهل مصر قال: سألت أبا الدرداء عن هذه الآية: " لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة "، فقال: ما سألني عنها أحدٌ منْذ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم غيرَك، إلا رجلًا واحدًا! سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما سألني عنها أحدٌ منذ أنزلها الله غيرك إلا رجلًا واحدًا، هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو تُرَى له. (19)17724- حدثنا عمرو بن عبد الحميد قال ، حدثنا سفيان، عن ابن المنكدر، سمع عطاء بن يسار يخبر، عن رجل من أهل مصر: أنه سأل أبا الدرداء عن: " لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة " ، ثم ذكر نحو حديث سعيد بن عمرو السكوني، عن عثمان بن سعيد. (20)17725- حدثني أبو حميد الحمصي أحمد بن المغيرة قال ، حدثني يحيى بن سعيد قال ، حدثنا عمر بن عمرو بن عبد الأحموسيّ، عن حميد بن عبد الله المزني قال: أتَى رجلٌ عبادةَ بن الصامت فقال: آية في كتاب الله أسألك عنها، قول الله تعالى: " لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة " ؟ فقال عبادة: ما سألني عنها أحدٌ قبلك! سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مثل ذلك: ما سألني عنها أحدٌ قبلك، الرؤيا الصالحة يراها العبدُ المؤمن في المنام أو تُرَى له . (21)17726- حدثنا أبو كريب قال ، حدثنا أبو بكر قال ، حدثنا هشام، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الرؤيا الحسنة، هي البشرى ، يراها المسلم، أو تُرَى له. (22)17727-. . . . قال، حدثنا أبو بكر، عن أبي حصين، عن أبي صالح قال، قال أبو هريرة: الرؤيا الحسنة بشرى من الله، وهي المبشِّرات . (23)17728- حدثنا محمد بن حاتم المؤدب قال ، حدثنا عمار بن محمد قال ، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " لهم البشرى في الحياة الدنيا " ، الرؤيا الصالحة يراها العبد الصالح أو تُرَى له ، وهي في الآخرة الجنة. (24)17729- حدثنا أبو كريب قال ، حدثنا محمد بن يزيد قال ، حدثنا رشدين بن سعد، عن عمرو بن الحارث، عن أبي السَّمْح، عن عبد الرحمن بن جبير، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لهم البشرى في الحياة الدنيا " الرؤيا الصالحة يُبَشَّر بها العبد جزء من تسعة وأربعين جزءًا من النبوّة. (25)17730- حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا يحيى بن واضح قال ، حدثنا موسى بن عبيدة، عن أيوب بن خالد بن صفوان، عن عبادة بن الصامت أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: " لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة " ، فقد عرفنا بشرى الآخرة، فما بشرى الدنيا؟ قال: الرؤيا الصالحة يراها العبد أو ترى له، وهي جزء من أربعة وأربعين جزءًا ، أو ستين جزءًا ، من النبوة. (26)17731- حدثنا علي بن سهل قال ، حدثنا الوليد بن مسلم قال ، حدثنا أبو عمرو قال ، حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عبادة بن الصامت، أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: " لهم البشرى في الحياة الدنيا "، فقال: لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحدٌ من أمتي قبلك! هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له، وفي الآخرة الجنة. (27)17732- حدثنا أحمد بن حماد الدولابي قال ، حدثنا سفيان، عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن أبيه، عن سباع بن ثابت، عن أم كرز الكعبية: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ذهبت النبوّة وبقيت المبشّرات. (28)17733- حدثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا ابن عيينة، عن الأعمش، عن ذكوان، عن رجل، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: " لهم البشرى في الحياة الدنيا " ، قال: الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له، وفي الآخرة الجنة. (29)17734- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبي، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن عطاء بن يسار، عن رجل كان بمصر ، قال: سألت أبا الدرداء عن هذه الآية: " لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة " ، فقال أبو الدرداء: ما سألني عنها أحد منذ سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما سألني عنها أحدٌ قبلك، هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو تُرى له، وفي الآخرة الجنة. (30)17735-. . . . قال، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي الدرداء قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله: " لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة "، قال: ما سألني عنها أحد غيرُك، هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو تُرَى له. (31)17736-. . . . قال، حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن عطاء بن يسار، عن أبي الدرداء في قوله: " لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة " ، قال: سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما سألني عنها أحدٌ قبلك، هي الرؤيا الصالحة يراها العبد أو تُرى له، وفي الآخرة الجنة. (32)17737-. . . . قال، حدثنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح ، قال ابن عيينة: ثم سمعته من عبد العزيز، عن أبي صالح السمان ، عن عطاء بن يسار، عن رجل من أهل مصر قال: سألت أبا الدرداء عن هذه الآية: " لهم البشرى في الحياة الدنيا "، قال: ما سألني عنها أحدٌ منذ سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما سألني عنها أحدٌ منذ أنزلت عليَّ إلا رجلٌ واحدٌ، هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو تُرَى له. (33)17738-. . . . قال، حدثنا عبد الله بن بكر السهمي، عن حاتم بن أبي صغيرة، عن عمرو بن دينار: أنه سأل رجلا من أهل مصر فقيهًا ، قدم عليهم في بعض تلك المواسم، قال قلت: ألا تخبرني عن قول الله تعالى ذكره: (لهم البشرى في الحياة الدنيا) ؟ قال: سألت عنها أبا الدرداء، فأخبرني أنه سأل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هي الرؤيا الحسنة يراها العبد أو تُرَى له. (34)17739-. . . . قال، حدثنا أبي، عن علي بن مبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عبادة بن الصامت، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله تعالى: (لهم البشرى في الحياة الدنيا) قال: " هي الرؤيا الصالحة يراها العبد أو ترى له. (35)17740- حدثني المثنى قال ، حدثنا مسلم بن إبراهيم وأبو الوليد الطيالسي قالا حدثنا أبان قال ، حدثنا يحيى، عن أبي سلمة، عن عبادة بن الصامت، قال: قلت: يا رسول الله، قال الله تعالى: (لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة)، فقال: لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحدٌ قبلك ، أو : أحدٌ من أمتي ، قال: " هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو تُرَى له. (36)17741-. . . . قال، حدثنا الحجاج بن المنهال قال ، حدثنا حماد بن زيد، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، قال: سمعت أبا الدرداء، وسئل عن: الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ، قال: ما سألني عنها أحدٌ قبلك منذ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها، فقال: ما سألني عنها أحدٌ قبلك، هي الرؤيا الصالحة يراها العبد أو تُرى له. (37)17742- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن نافع بن جبير، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، في قوله: (لهم البشرى في الحياة الدنيا)، قال: هي الرؤيا الحسنة يراها الإنسان أو تُرَى له. (38)17743-. . . . وقال: ابن جريج عن عمرو بن دينار، عن أبي الدرداء ، أو ابن جريج ، عن محمد بن المنكدر، عن عطاء بن يسار، عن أبي الدرداء قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عنها فقال: هي الرؤيا الصالحة. (39)17744-. . . . وقال ابن جريج، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: هي الرؤيا يراها الرجل.17745- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، قال: هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو تُرَى له.17746- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا عبدة، عن هشام بن عروة، عن أبيه: (لهم البشرى في الحياة الدنيا) ، قال: هي الرؤيا الصالحة يراها العبد الصالح.17747-. . . . قال، حدثنا ابن فضيل، عن ليث، عن مجاهد قال: هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو تُرَى له.17748-. . . . قال، حدثنا عبدة بن سليمان، عن طلحة القناد، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: (لهم البشرى في الحياة الدنيا) ، قال: هي الرؤيا الحسنة يراها العبد المسلم لنفسه أو لبعض إخوانه. (40)17749- قال، حدثنا أبي، عن الأعمش، عن إبراهيم قال: كانوا يقولون: الرؤيا من المبشِّرات.17750- حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل، عن قيس بن سعد : أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عنها، فقال: " ما سألني عنها أحدٌ من أمتي منذ أنزلت عليّ قبلك ! قال: هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل لنفسه أو تُرَى له. (41)17751-. . . . قال، حدثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا هشيم، عن العوام، عن إبراهيم التيمي، أن ابن مسعود قال: ذهبت النبوة، وبقيت المبشِّرات! قيل: وما المبشرات؟ قال: الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو تُرَى له. (42)17752- قال، حدثنا عبد الله قال ، حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، في قوله: (لهم البشرى في الحياة الدنيا) ، فهو قوله لنبيه: وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلا كَبِيرًا ، [سورة الأحزاب: 47] . قال: هي الرؤيا الحسنة يراها المؤمن أو تُرَى له.17753-. . . . قال، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا محمد بن حرب قال ، حدثنا ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد، عن عطاء في قوله: (لهم البشرى في الحياة الدنيا) ، قال: هي رؤيا الرجل المسلم يبشَّر بها في حياته.17754- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، أخبرني عمرو بن الحارث أن درَّاجًا أبا السمح حدثه ، عن عبد الرحمن بن جبير، عن عبد الله بن عمرو، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لهم البشرى في الحياة الدنيا) : الرؤيا الصالحة يبشَّر بها المؤمن ، جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوّة. (43)17755- حدثني يونس قال، أخبرنا أنس بن عياض، عن هشام، عن أبيه في هذه الآية: (لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة) ، قال: هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو تُرَى له.17756- حدثنا محمد بن عوف قال ، حدثنا أبو المغيرة قال ، حدثنا صفوان قال ، حدثنا حميد بن عبد الله: أن رجلا سأل عبادة بن الصامت عن قول الله تعالى: (لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة) ، فقال عبادة: لقد سألتني عن أمر ما سألني عنه أحدٌ قبلك، ولقد سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عما سألتني فقال لي: يا عبادة لقد سألتني عن أمر ما سألني عنه أحدٌ من أمتي! تلك الرؤيا الصالحة يراها المؤمن لنفسه أو تُرى له. (44)* * *وقال آخرون: هي بشارة يبشَّر بها المؤمن في الدنيا عند الموت.*ذكر من قال ذلك:17757- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن الزهري، وقتادة: (لهم البشرى في الحياة الدنيا) ، قال: هي البشارة عند الموت في الحياة الدنيا.17758- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا يعلى، عن أبي بسطام، عن الضحاك: (لهم البشرى في الحياة الدنيا) ، قال: يعلم أين هو قبل الموت.* * *قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في تأويل ذلك بالصواب أن يقال: إن الله تعالى ذكره أخبر أنّ لأوليائه المتقين البشرى في الحياة الدنيا، ومن البشارة في الحياة الدنيا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له ، ومنها بشرى الملائكة إياه عند خروج نفسه برحمة الله، كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أن الملائكة التي تحضره عند خروج نفسه، تقول لنفسه: اخرجي إلى رحمة الله ورضوانه " . (45)ومنها: بشرى الله إياه ما وعده في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من الثواب الجزيل، كما قال جل ثناؤه: وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ الآية ، [سورة البقرة: 25].وكل هذه المعاني من بشرى الله إياه في الحياة الدنيا بشره بها، ولم يخصص الله من ذلك معنى دون معنى، فذلك مما عمه جل ثناؤه : أن (لهم البشرى في الحياة الدنيا)، وأما في الآخرة فالجنة.* * *وأما قوله: (لا تبديل لكلمات الله) ، فإن معناه: إن الله لا خُلْفَ لوعده ، ولا تغيير لقوله عما قال، ولكنه يُمْضي لخلقه مواعيدَه وينجزها لهم، (46) وقد:-17759- حدثني يعقوب بن إبراهيم قال ، حدثنا ابن علية ، عن أيوب، عن نافع قال: أطال الحجاج الخطبة، فوضع ابن عمر رأسَه في حِجْري، فقال الحجاج: إن ابن الزبير بدّل كتاب الله! فقعد ابن عمر فقال: لا تستطيع أنت ذاك ولا ابن الزبير ! لا تبديل لكلمات الله! فقال الحجاج: لقد أوتيت علمًا إن نفعك! (47) ، قال أيوب: فلما أقبل عليه في خاصّة نفسه سكَتَ. (48)* * *وقوله: (ذلك هو الفوز العظيم) ، يقول تعالى ذكره: هذه البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، " وهي الفوز العظيم "، يعني الظفر بالحاجة والطَّلبة والنجاة من النار. (49)--------------------------الهوامش :(12) انظر تفسير " البشرى " فيما سلف 14 : 508 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .(13) الأثر : 17717 - حديث أبي الدرداء ، رواه أبو جعفر من طرق ، أصنفها في هذا الموضع لأحيل عليها في تخريج الآثار ، أثرًا أثرًا .1 - طريق ذكوان ( أبي صالح السمان ) ، عن شيخ ، عن أبي الدرداء ، رقم : 17717 ، 17733 .2 - طريق ذكوان ( أبي صالح السمان ) ، عن أبي الدرداء ، بلا واسطة ، رقم : 17735 ، 17741 .3 - طريق عطاء بن يسار ، عن رجل من أهل مصر ، عن أبي الدرداء ، بخمسة أسانيد ، رقم : 17722 ، 17723 ، 17724 ، 17734 ، 17737 .4 - طريق عطاء بن يسار ، عن أبي الدرداء ، بلا واسطة ، رقم : 17736 ، 17743 .5 - طريق عمرو بن دينار ، عن فقيه من أهل مصر ، عن أبي الدرداء ، رقم : 17738 .6 - طريق عمرو بن دينار ، عن أبي الدرداء ، بلا واسطة ، رقم : 17743 .وهذا تفسير الإسناد رقم : 17717 ." سليمان " ، هو الأعمش " ، " سليمان بن مهران " ، تابعي ثقة ، مضى مرارًا .و " شيخ " ، مجهول ، وظاهر أنه تابعي . وعلة هذا الإسناد ، جهالة " الشيخ " الذي روى عنه أبو صالح السمان ، وسائر الإسناد صحيح حسن . وسيأتي في رقم : 17722 ، 17734 ، 17736 ، 17737 ، برواية أبي صالح ، عن عطاء بن يسار في الطريق الثانية ، والثالثة كما فصلتها آنفا .(14) الأثر : 17718 - حديث عبادة بن الصامت من ثلاث طرق :1 - طريق يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن عبادة بسبعة أسانيد ، رقم :17718 ، 17719 ، 17720 ، 17721 ، 17731 ، 17739 ، 17740 .2 - طريق حميد بن عبد الله المزني ، عن عبادة بن الصامت ، بإسنادين ، رقم : 17725 ، 17756 .3 - طريق أيوب بن خالد بن صفوان ، عن عبادة رقم : 17730 . وهذا تفسير إسنادنا هذا ." العباس بن الوليد بن مزيد الآملي البيروتي " ، شيخ الطبري ، ثقة ، مضى مرارًا ، آخرها رقم : 13461 . وأبوه : " الوليد بن مزيد الآملي البيروتي " ثقة ، قال الأوزاعي شيخه : " كتبه صحيحة " ، مضى برقم : 11821 ، 13461 . و" الأوزاعي " ، هو الإمام المشهور ." ويحيى بن أبي كثير الطائي " ، ثقة ، مضى برقم : 9189 ، 11505 ، 12760 ." وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري " ، ثقة ، مضى مرارًا ، آخرها رقم : 12822 .وانظر التعليق على رقم : 17720 في سماع أبي سلمة من عبادة بن الصامت .وهذا إسناد لم أجده عن طريق الأوزاعي ، وانظر التعليق على سائر حديث عبادة بن الصامت في الأرقام التي ذكرتها آنفا .(15) الأثر : 17719 - هذا الإسناد لم أجده في سنن أبي داود ، يضعفه جهالة الراوي عن يحيى بن أبي كثير ، ويسنده سائر الآثار التي رويت عن ثقات ، عن يحيى بن أبي كثير .(16) الأثر : 17720 - " أبو قلابة " ، هو " عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي الضرير " شيخ الطبري ، ثقة . مضى برقم : 4331 ، 5623 ."ومسلم ، " هو " مسلم بن إبراهيم الأزدي الفراهيدي " ، ثقة ، روى له الجماعة ، مضى مرارًا كثيرة ، آخرها رقم : 13518 ." وأبان " ، هو " أبان بن يزيد العطار " ، ثقة . مضى مرارًا آخرها رقم : 13518 ." وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف " ، لم يسمع من عبادة بن الصامت ، يدل على ذلك الأثر التالي ، وقوله فيه : " نبئت عن عبادة بن الصامت " . فقد ذكر المزي : " أنه لم يسمع من طلحة ، وعبادة بن الصامت . فأما عدم سماعه من طلحة فرواه ابن أبي خيثمة والدوري عن ابن معين . وأما عدم سماعه من عبادة ، فقاله ابن خراش . ولئن كان كذلك ، فلم يسمع أيضًا من عثمان ولا من أبي الدرداء ، فإن كلا منهما مات قبل طلحة " ، التهذيب في ترجمته .فإذا صح هذا ، وهو صحيح عن الأرجح ، فأخبار أبي سلمة هذه من عبادة بن الصامت أخبار ضعاف لانقطاعها . ولذلك لم يخرج منها شيء في الصحاح .ومن هذه الطريق ، رواه أحمد في مسنده 5 : 315 ، عن عفان ، عن أبان ، عن يحيى .ورواه الدارمي في سننه 2 : 123 ، من طريق مسلم بن إبراهيم ، عن أبان ، وانظر التعليق على رقم : 17718 ، وسيأتي رقم : 17740 .(17) الأثر : 17721 - هذا إسناد مختل في المطبوعة والمخطوطة على السواء ، وهو باطل لا شك في بطلانه . وأظنه اضطراب على الناسخ من أصل أبي جعفر .فقوله " قالا " ، يدل على أن الخبر روي عن " ابن المثنى " وعن " أبي عثمان بن عمر " ، وأن هذا الثاني شيخ الطبري . ولم أجد في شيوخه من هذه كنيته منسوبًا إلى أبيه " عمر " .وأخرى أنه قال " حدثنا علي بن يحيى " ، وهو باطل أيضًا ، فليس في الرواة عن أبي سلمة " علي بن يحيى " .ولا أكاد أشك أن " أبا عثمان " شيخ الطبري ، هو " أبو عثمان " ، " أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي " ، مضى برقم : 876 ، 3030 .وأن الذي روى عنه " محمد بن المثنى " ، هو فيما أرجح ، " عثمان بن عمر بن فارس بن لقيط العبدي " ، وقد سلفت روايته عنه في رقم : 15225 .ولكن لست أدري ، أروى أيضًا " أبو عثمان المقدمي" شيخ الطبري ، عن " عثمان بن عمر بن فارس " أم لم يرو عنه ، وإن كنت أرجح أنه خليق أن يروى عنه .وأما قوله : " علي بن يحيى " ، فظاهر أن صوابه : " علي ، عن يحيى، عن أبي سلمة " ، يعني " علي بن المبارك " ، عن " يحيى بن أبي كثير " كما سيأتي في الإسناد رقم : 17739 .وإذن ، فأخشى أن يكون صواب هذا الإسناد هو :" حدثنا ابن المثنى ، وأبو عثمان قالا، حدثنا عثمان بن عمر ، حدثنا علي ، عن يحيى ، عن أبي سلمة " .وبذلك يستقم هذا الإسناد الهالك الذي وقع في المطبوعة والمخطوطة .وتجد هذا الإسناد نفسه ، عن محمد بن المثنى ، عن عثمان بن عمر بن فارس إلى أبي سلمة ، في تاريخ الطبري 2: 208.ومهما يكن من شيء ، فهو بعد ذلك إسناد منقطع ، لأن أبا سلمة لم يسمع من عبادة بن الصامت ، كما سلف في رقم : 17720 .ثم انظر التعليق على رقم : 17739 ، فيما سيأتي .(18) الأثر : 17722 - هذا حديث أبي الدرداء من الطريق الثالثة ، التي ذكرتها في التعليق على رقم : 17717 ." أبو معاوية " الضرير هو " محمد بن خازم " ، إمام ثقة ، مضى مرارًا .و" الأعمش " ، هو " سليمان بن مهران " الإمام . مضى قريبًا رقم : 17717 .و"أبو صالح" هو "ذكوان"، مضى برقم: 17717و" عطاء بن يسار " تابعي ثقة ، مضى مرارًا ، يروي عن أبي الدرداء مباشرة . ولكنه روى الخبر هنا عن رجل من أهل مصر ، وكان عطاء قد قدم مصر ، ومات بالإسكندرية .فهذا خبر في إسناده علة ، لجهالة الذي روى عنه أبو الدرداء . وقد ذكر الحافظ ابن حجر في فتح الباري 12 : 331، رواية الخبر عن عطاء بن يسار ، وقال : " ذكر ابن أبي حاتم ، عن أبيه أن هذا الرجل ليس بمعروف " ، ولكن في نسخة " الفتح " خطأ ، فإنه كتب " من طريق عطاء بن يسار ، عن رجل من أهل مصر ، عن عبادة " ، والصواب " عن أبي الدرداء " .وهذا الخبر رواه أحمد في مسنده من طريق أبي معاوية عن الأعمش في موضعين من مسنده 6 : 447 ، 452 .وانظر التعليق على رقم : 17717.(19) الأثر : 17723 - " سعيد بن عمرو بن سعيد السكوني " ، شيخ الطبري ، مضى مرارًا ، آخرها رقم : 14266 . وكان في المخطوطة سيئ الكتابة ، يشبه أن يكون " محمد بن عمرو " ، والصواب ما في المطبوعة.و" عثمان بن سعيد " ، لعله : " عثمان بن سعيد بن دينار القرشي " ، ثقة مترجم في التهذيب .و " سفيان " ، هو " سفيان بن عيينة " .و " ابن المنكدر " ، هو " محمد بن المنكدر " ، أحد الأئمة الأعلام مضى مرارًا برقم : 3829 ، 10869 .وهذا إسناد صحيح إلى عطاء ، كسائر الأسانيد السالفة ، إلا ما فيه من جهالة الرجل من أهل مصر .رواه أحمد في مسنده 6 : 447 ، من طريق سفيان بن عيينة ، عن ابن المنكدر.ورواه الترمذي في كتاب التفسير من سننه ، وفي كتاب الرؤيا ، من طريق ابن أبي عمر العدني ، عن سفيان .وانظر التعليق على رقم : 17717 ، وسيأتي من طريق أخرى بعد هذه رقم : 17724 ، وانظر أيضًا التعليق على رقم : 17743 .(20) الأثر : 17724 - هو مكرر الأثر السالف ." عمرو بن عبد الحميد الآملي " ، شيخ الطبري ، مضى برقم : 3759 ، 10378 .(21) الأثر : 17725 - حديث عبادة بن الصامت ، هذه هي الطريق الثانية التي أشرت إليها في التعليق على رقم : 17718 ، وسيأتي من طريق أخرى رقم : 17756 ." أبو حميد الحمصي " ، " أحمد بن المغيرة " ، هو " أحمد بن محمد بن المغيرة بن سيار " أو " أحمد بن محمد بن سيار " ، هكذا يذكر في التفسير أحيانًا ، شيخ الطبري ، مضى مرارًا منها : 3473 ، 5753 ، 8164 ، 8984 .و" يحيى بن سعيد " ، هو العطار الشامي الدمشقي ، ضعفوه ، مضى برقم : 5753 ، 9224 ، ولكن أخي السيد أحمد في التعليق على رقم : 5753 ، مال إلى توثيقه .و" عمر بن عمرو بن عبد الأحموسي " ويقال في اسمه : " عمرو " ، صالح الحديث ، من ثقات الشاميين ، أدرك عبد الله بن بسر ، ويروي عن أبي عمرو الأنصاري ، والمخارق بن أبي المخارق الذي يروي عن ابن عمر ، روى عنه يحيى بن سعيد العطار ، مترجم في ابن أبي حاتم 3 1 127 ، وتعجيل المنفعة : 313 .و" الأحموسي " ، ضبطه الحافظ بالضم ، والواو بعد الميم .وأما " حميد بن عبد الله المزني " ، فهكذا هو في المخطوطة ، وفي مسند أحمد 5 : 325 " حميد بن عبد الرحمن اليزني " ، وفي ابن أبي حاتم " حميد بن عبد الله المدني " . وأما في التاريخ الكبير للبخاري ، فاقتصر على " حميد بن عبد الله " غير منسوب إلى بلدة أو قبيلة . وأمر نسبته ، لم أستطع أن أفصل فيه ، لقلة ما ذكر عنه . وأما الاختلاف في اسم أبيه ، فلم أجده في غير مسند أحمد ، فلا أدري أهو خطأ في نسخة المسند أم لا . قال البخاري : " حميد بن عبد الله ، سمع عبد الرحمن بن أبي عوف ، ومالك بن أبي رشيد ، سمع منه محمد بن الوليد الزبيدي ، وصفوان بن عمرو ، وعمر الأحموسي " ، ومثله في ابن أبي حاتم .مترجم في الكبير 1 2 352 ، وابن أبي حاتم 1 2 224 ، ولم يذكر فيه جرحًا .وهذا خبر منقطع بين حميد ، وعبادة بن الصامت .(22) الأثر : 17726 - حديث أبي هريرة ، رواه الطبري من : طريق ابن سيرين ، عن أبي هريرة ، وطريق أبي صالح ، عن أبي هريرة ."أبو بكر " ، هو "أبو بكر بن عياش". ثقة مضى مرارًا، آخرها رقم 14805.و"هشام" هو " هشام بن حسان الأزدي القردوسي " ، أحد الأعلام ، مضى مرارًا كثيرة ، كان من أحفظ الناس عن ابن سيرين .فهذا خبر صحيح الإسناد . وانظر التخريج في الخبرين التاليين .(23) الأثر : 17727 - هذا حديث موقوف على أبي هريرة ."أبو بكر " هو " أبو بكر بن عياش " ، كما سلف .و " أبو حصين " هو : " عثمان بن عاصم بن حصين الأسدي " ، ثقة ، روى له الجماعة ، مضى مرارًا كثيرة .و " أبو صالح " هو " ذكوان" السمان ، مضى قريبًا برقم : 17717 . وهذا خبر موقوف صحيح الإسناد ، وسيأتي بعده مرفوعًا .(24) الأثر : 17728 - " محمد بن حاتم بن سليمان الزمي " ، المؤدب ، شيخ أبي جعفر ، ثقة ، روى عنه الترمذي ، والنسائي ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وأبو حاتم الرازي ، وغيرهم . مترجم في التهذيب ،وابن أبي حاتم 3 2 238 ، وتاريخ بغداد 2 : 268 .و"عمار بن محمد الثوري " ، ابن أخت " سفيان الثوري " ، لا بأس به ، روى عنه أحمد ، وأبو عبيد القاسم بن سلام ، وأبو كريب ، وثقه ابن سعد وابن معين ، والبخاري وقال : " كان أوثق من سيف " ، وسيف أخوه ، كان شيخًا كذابًا خبيثًا يضع الحديث . وقال ابن حبان في عمار : " فحش خطأه وكثر وهمه ، فاستحق الترك " وظني أن ابن حبان قد غالى فيه علوا شديدًا . ومع ذلك فأخشى أن يكون قوله هذا تفسيرا لقول البخاري إنه أوثق من سيف أخيه الكذاب ، وكأنه ضعفه شيئًا ، لا يبلغ منه مبلغ الترك والإسقاط ، مترجم في التهذيب ، والكبير 4 1 29 ، وابن أبي حاتم 3 1 393 .وإسناد هذا الخبر ، إسناد صالح . وأما الإسناد الجيد الصحيح ، فهو إسناد مسلم في صحيحه 15 : 23 ، حديث الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رؤيا المسلم يراها أو ترى له ، جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة " .(25) الأثر : 17729 - حديث عبد الله بن عمرو ، سيأتي من طريق أخرى رقم : 17754 .و" محمد بن يزيد " الذي روى عنه أبو كريب ، لم يبين هنا ، وأظنه " محمد بن يزيد الحزامي البزاز " روى عن ابن المبارك ، والوليد بن مسلم ، وضمرة بن ربيعة ، وشريك ، وابن عيينة . روى عنه البخاري في التاريخ ، وأبو كريب ، مترجم في التهذيب ، والكبير 1 1 261 ، وابن أبي حاتم 4 1 128 ، وميزان الاعتدال 3 : 150 ، ولم يذكر فيه البخاري جرحًا .وأما " رشدين بن سعد المصري " ، فهو ضعيف الحديث ، مضى تضعيفه برقم : 19 ، 1938 ، 2176 ، 2195 . و " أبو كريب " يروي عن " رشدين " مباشرة ، كما سلف في الآثار التي ذكرتها .و" عمرو بن الحارث بن يعقوب المصري " ، ثقة حافظ ، مضى مرارًا ، آخرها رقم : 13570 .وأما " أبو السمح " ، فهو " دراج بن سمعان " ، مولى عبد الله بن عمرو بن العاص . ثقة ، متكلم فيه ، ورجح أخي السيد أحمد رحمه الله توثيقه فيما سلف ، رقم : 3187 ، 5518 . وكان في المطبوعة : " عن أبي الشيخ " وهو خطأ صرف . وفي المخطوطة مثله رسمًا غير منقوط . والصواب ما أثبت ، كما سيأتي في رقم : 17754 .و" عبد الرحمن بن جبير المصري " ، الفقيه ، ثقة ، روى عن عبد الله بن عمرو ، وعقبة بن عامر ، وعمرو بن غيلان بن سلمة الثقفي ، وأبي الدرداء ، . كان عبد الله بن عمرو به معجبًا . مترجم في التهذيب ، وابن أبي حاتم 2 2 221 .وهذا خبر ضعيف الإسناد ، لضعف " رشدين بن سعد " : وسيأتي بإسناد صالح فيما سيأتي رقم : 17754.(26) الأثر : 17730 - حديث عبادة بن الصامت ، هذا هو الطريق الثالث من طرقه ." موسى بن عبيدة الربذي " ، ضعيف لا تحل الرواية عنه ، مضى مرارًا ، آخرها رقم : 16229 .و" أيوب بن خالد بن صفوان الأنصاري " ، ثقة ، متكلم فيه . روى عن جابر بن عبد الله ، وعن التابعين ، مترجم في التهذيب ، والكبير 1 1 412 ، وابن أبي حاتم 1 1 245 ، وفرق البخاري في تاريخه ، وابن أبي حاتم بينه وبين " أيوب بن خالد بن أبي أيوب الأنصاري ، " وكذلك فرق بينهما أبو زرعة ، قال الحافظ ابن حجر " وجعلها ابن يونس واحدًا . قلت : وسبب ذلك أن خالد بن صفوان والد أيوب ، وأمه عمرة بنت أبي أيوب الأنصاري ، فهو جده لأمه ، فالأشبه قول ابن يونس ، فقد سبق إليه البخاري " . وقد رأيت أن البخاري قد فرق بينهما في تاريخه ، فلا أدري من أين قال ذلك الحافظ ابن حجر؟وهذا إسناد ضعيف ، لضعف " موسى بن عبيدة " ، وهو إسناد منقطع أيضًا ، لأن " أيوب بن خالد " لم يرو عن عبادة بن الصامت .وكان في المطبوعة : " أو سبعين جزءًا من النبوة " ، وأثبت ما في المخطوطة .(27) الأثر : 17731 - حديث عبادة بن الصامت ، هذه هي الطريق الأول من طرقه ، كما فصلتها في رقم : 17718 ، وهو إسناد آخر للخبر رقم : 17718 .(28) الأثر : 17732 - " أحمد بن حماد بن سعيد الدولابي " ، شيخ الطبري ، ثقة ، مضى برقم : 2593 ، 3571 .و " سفيان " ، هو " ابن عيينة " .و " عبيد الله بن أبي يزيد المكي " ، ثقة ، مضى برقم : 20 ، 3778 ، 10274 ، 14673 - 14677 .وأبوه " أبو يزيد المكي " ، ثقة ، مضى برقم : 20 .و" سباع بن ثابت " ، حليف لبني زهرة ، عدّه ابن حجر وابن الأثير في الصحابة ، مترجم ، فيهما ، وفي ابن أبي حاتم 2 1 312 ، ولم يذكر له صحبة . وكان في المخطوطة وحدها " سباع بن أبي ثابت " ، والصواب ما في المطبوعة .وهذا الخبر من طريق سفيان بن عيينة ، بهذا الإسناد ، ورواه ابن ماجة في سننه ص : 1283 ، رقم : 3896 ، والدارمي في سننه 2 : 123 ، بمثله . ورواه أحمد في مسنده 6 : 381 ، من طريق سفيان بن عيينة أيضًا ، وروى معه ثلاثة أحاديث بالإسناد نفسه وفيه " عبيد الله بن أبي يزيد ، عن أبيه عن سباع بن ثابت " ، فقال أبو عبد الرحمن ولده : " سمعت أبي يقول : سفيان يهم في هذه الأحاديث . عبيد الله ، سمعها من سباع بن ثابت " ، ثم ساق أحد الأحاديث الأربعة من طريق عفان ، عن حماد بن زيد ، عن عبيد الله بن أبي يزيد ، قال حدثني سباع بن ثابت " ، مصرحًا بالتحديث .وذكر ابن أبي حاتم في ترجمة " سباع بن ثابت " أن عبيد الله بن أبي يزيد ، روى عن سباع بن ثابت " من رواية ابن جريج ، وحماد بن زيد ، عنه . وقال : " وأما ابن عيينة ، فيروى عن عبيد الله بن أبي يزيد ، عن أبيه عن سباع بن ثابت " .وهذا خبر صحيح ، على ما فيه من الاختلاف ، وإنما الوهم فيه من سفيان .(29) الأثر : 17733 - حديث أبي الدرداء ، من الطريق الأولى التي بينتها في التعليق على رقم : 17717 ، وروايته هنا من طريق الأعمش ، عن أبي صالح ذكوان . وانظر التعليق على رقم : 17717 .ومن هذه الطريق رواها أحمد في مسنده 6 : 445 ، بإسناده عن عبد الرازق ، عن سفيان .(30) الأثر : 17734 - حديث أبي الدرداء ، من الطريق الثالثة التي بينتها في رقم : 17717 ، وهو مكرر رقم 17722 ، وقد خرجته هناك .(31) الأثر : 17735 - هذه هي الطريق الثانية لحديث أبي الدرداء أيضًا ، ولكنه رواية أبي صالح ذكوان ، عن أبي الدرداء مباشرة ، كما سيأتي برقم : 17741 ، وقد فصلت ذلك في التعليق على رقم 17717 . وهذه هي الطريق التي أشار إليها الترمذي في سننه ، في كتاب التفسير ، تذييلا على الخبر الذي رواه أبو جعفر برقم : 17724 .و " عاصم " ، هو " عاصم بن بهدلة " ، و" عاصم بن أبي النجود " ، وهو ثقة ، روى له الجماعة ، روى له الشيخان مقرونًا بغيره ، لأنه كان في حفظه شيء . فأخشى أن يكون هذا الذي انفرد به مما ساء حفظه فيه . وانظر التعليق على سائر حديث أبي الدرداء .(32) الأثر : 17736 - هذه هي الطريق الرابعة لحديث أبي الدرداء ، وهي رواية أبي صالح السمان " ذكوان " ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي الدرداء ، بلا واسطة . و" عطاء بن يسار " ، يروي عن أبي الدرداء .وإسناده حسن . وانظر ما قلته في التعليق على رقم : 17717 ، وما سيأتي في رقم : 17743 .(33) الأثر : 17737 - حديث أبي الدرداء من الطريق الثالثة التي بينتها في رقم : 17717 .وهذا الخبر سمعه ابن عيينة من عمرو بن دينار ، عن عبد العزيز بن رفيع ، ثم سمعه من عبد العزيز بن رفيع مباشرة ." وعبد العزيز بن رفيع الأسدي " ، تابعي ثقة ، روى له الجماعة ، مضى برقم : 14810 .ومن هذه الطريق ، رواه الترمذي في السنن ، في كتاب التفسير ، تعقيبًا للأثر السالف برقم : 17724 . ورواه أحمد في مسنده 6 : 447 ، من حديث سفيان بن عيينة ، عن عبد العزيز بن رفيع ، ليس بينهما " عمرو بن دينار " .(34) الأثر : 17738 - هذه هي الطريق الخامسة ، لحديث أبي الدرداء ." عبد الله بن أبي بكر بن حبيب السهمي " ، ثقة ، مضى برقم : 10885 .و " حاتم بن أبي صغيرة " ، ثقة ، مضى برقم : 17410 ، 17411 .و " عمرو بن دينار " ، لم يسمع من أبي الدرداء ، ولكنه رواه هنا عن مجهول ، وهو " فقيه من أهل مصر " . فهو حديث ضعيف .(35) الأثر : 17739 - " حديث عبادة بن الصامت ، من الطريق الأولى التي بينتها في رقم : 17718 .وقد فصلت الحديث عنه في التعليق على رقم : 17721 ، ذلك الإسناد المختل ، وفي رقم : 17720 ، وبينت علته هناك .ومن هذه الطريق رواه أحمد في مسنده 5 : 315 .وابن ماجه في سننه ص : 1283 ، رقم : 3898 .والحاكم في المستدرك 2 : 340 ، وقال : " هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه " ، ووافقه الذهبي . وقد بينت قبل أن أبا سلمة بن عبد الرحمن لم يسمع من عبادة بن الصامت ، فهو إسناد منقطع . فهذه علته ، وإن كان سائر الإسناد صحيحًا .(36) الأثر : 17740 - حديث عبادة من الطريق الأولى ، كالذي قبله ، وهو مكرر رقم : 17720 ، وقد خرجته هناك .(37) الأثر : 17741 - حديث أبي الدرداء من الطريق الثانية ، وهو مكرر رقم : 17735 ، وخرجته هناك .(38) الأثر : 17742 - " عبيد الله بن أبي يزيد المكي " ، ثقة ، مضى قريبًا رقم : 17732 ونافع بن جبير بن مطعم النوفلي" تابعي مشهور وأحد الأئمة . مضى برقم 17429 . وهذا الخبر ، رواه نافع عن صحابي لم يصرح باسمه ، لعله أبو هريرة ، وجهالة الصحابي لا تضر . فهو حديث صحيح إن شاء الله .(39) الأثر : 17743 - حديث أبي الدرداء هذا من طريقين :طريق عمرو بن دينار عن أبي الدرداء ، بلا واسطة ، وهي الطريق السادسة التي بينتها في رقم : 17717 ." وعمرو بن دينار " لم يسمع من أبي الدرداء ، كما بينت في رقم : 17738 ، فهو ضعيف لانقطاعه .وطريق محمد بن المنكدر ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي الدرداء ، وهي الطريقة الرابعة . وقد سلف بيانها في تخريج الخبر رقم : 17736 ، وانظر أيضًا حديث محمد بن المنكدر ، عن عطاء بن يسار ، عن رجل من أهل مصر ، عن أبي الدرداء ، رقم : 17723 ، 17724 .(40) الأثر : 17748 - هذا خبر موقوف على ابن عباس .(41) الأثر : 17750 - هذا خبر مرسل .(42) الأثر : 17751 - هذا خبر موقوف على ابن مسعود ، صحيح الإسناد .(43) الأثر : 17754 - حديث عبد الله بن عمرو ، مضى من طريق أخرى ضعيفة ، برقم : 17729 . " عمرو بن الحارث المصري " ، ثقة ، مضى برقم : 17729 .و " دراج بن سمعان " ، " أبو السمح " ، ثقة ، مضى أيضًا برقم : 17729 ، وتوثيق أخي السيد أحمد رحمه الله ، له . وقد رواه أحمد مطولا في سنده ، برقم : 7044 ، من طريق حسن بن الأشيب ، عن لهيعة ، عن دراج أبي السمح ، وقال أخي : " إسناده صحيح " .وخرجه في مجمع الزوائد 7 : 175 ، وقال : " رواه أحمد من طريق ابن لهيعة عن دراج " وحديثهما حسن ، وفيهما ضعف . وبقية رجاله ثقات " . وهذه الطريق الأخرى من رواية ابن وهب ، أوثق من طريق ابن لهيعة . وخرجه الهيثمي أيضًا في مجمع الزوائد 7 : 36 ، وقال نحوه .(44) الأثر : 17756 - هذه هي الطريق الثانية لحديث عبادة بن الصامت ، التي ذكرتها في رقم : 17718 ." محمد بن عوف بن سفيان الطائي " ، شيخ الطبري ، مضى برقم : 5445 ، 12194 ، 13108 " وأبو المغيرة " ، هو " عبد القدوس بن الحجاج الخولاني " ، ثقة ، مضى برقم : 10371 ، 12194 ، 13108 . " وصفوان " هو : " صفوان بن عمرو بن هرم السكسكي " ، ثقة ، مضى برقم : 7009 ، 12807 ، 13108 رواه أحمد من هذا الطريق نفسها في السند 5 : 325 ، عن أبي المغيرة ، عن صفوان ، عن حميد بن عبد الرحمن اليزني . " وحميد بن عبد الله " ، مضى برقم : 17725 ، ويشبه هناك " المزني " ، وذكرت أن في ابن أبي حاتم " المدني " ، وفي المسند " اليزني " ، كما رأيت . ثم اختلاف آخر ، في المسند " حميد بن عبد الرحمن اليزني " ، ولكني لم أجد هذا الاختلاف في شيء من الدواوين ، فأخشى أن يكون خطأ ناسخ من نساخ المسند . وسلف في رقم : 17725 . أن هذا إسناد منقطع بين " حميد بن عبد الله " ، وعبادة بن الصامت .(45) حديث بغير إسناد ، لم أستطع أن أجده بلفظه في مكان قريب .(46) انظر تفسير " تبديل الكلمات " فيما سلف 2 : 62 ، تعليق : 1 ، 3 ، والمراجع هناك .(47) في المطبوعة والمخطوطة : " لقد أوتيت علما أن تفعل " ، وهو بين الفساد ، صوابه من المستدرك للحاكم .(48) الأثر : 17759 - رواه الحاكم في المستدرك 2 : 339 ، 340 ، من طريق أبي النعمان ، عن إسماعيل بن علية ، عن أيوب ، بمثله ، ليس فيه كلمة أيوب . وقال : " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه " ، ووافقه الذهبي . وهذا خبر عظيم القدر فيه أخلاق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ظاهرة كما علمهم رسولهم ، من ترك هيبة الجبابرة ، ومن إنكار المنكر من القول والعمل ، ومن اليقظة لمعاني الكلام ومقاصد الأعمال ، ومن تعليم الناس جهرة أخطاء أمرائهم والولاة عليهم ، ومن الصبر على أذى هؤلاء الجبابرة إذا كان الأذى يمسهم في خاصة أنفسهم . فأما إذا كان الأمر أمر الله وأمر رسوله ، وأمر الكتاب المنزل بالحق إلى الديانين والجبابرة جميعًا ، يأمرهم وينهاهم على السواء ، فهم لا يخافون جبارًا قد عود سيفه سفح الدماء ، ودرب لسانه على اللذع والقرص واللجاجة . فرحم الله أمة كان هؤلاء النبلاء ، أئمتها وهداتها !(49) انظر تفسير " الفوز " فيما سلف 14 : 439 ، تعليق : 4 ، والمراجع هناك .
﴿ لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم ﴾