ويوم ينادي الله هؤلاء المشركين، فيقول لهم: أين شركائي الذين كنتم تزعمون في الدنيا أنهم شركائي؟
﴿ تفسير الجلالين ﴾
«و» اذكر «يوم يناديهم فيقول أين شركائيَ الذين كنتم تزعمون» ذكر ثانياً ليبنى عليه.
﴿ تفسير السعدي ﴾
أي: ويوم ينادي اللّه المشركين به، العادلين به غيره، الذين يزعمون أن له شركاء، يستحقون أن يعبدوا، وينفعون ويضرون، فإذا كان يوم القيامة، أراد اللّه أن يظهر جراءتهم وكذبهم في زعمهم وتكذيبهم لأنفسهم ف يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ أي: بزعهم، لا بنفس الأمر، كما قال: وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وإن هم إلا يخرصون
﴿ تفسير البغوي ﴾
( ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون ) كرر ذكر النداء للمشركين لزيادة التقريع والتوبيخ .
﴿ تفسير الوسيط ﴾
وبعد هذا الحديث عن مشاهد الكون، عادت السورة- للمرة الثالثة- إلى الحديث عن أحوال المجرمين يوم القيامة، فقال- تعالى-: وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ.أى: كن متذكرا- أيها العاقل- لتعتبر وتتعظ، حال المجرمين يوم القيامة، يوم يناديهم الله- تعالى- على سبيل التقريع والتأنيب فيقول لهم: أين شركائى الذين كنتم في دنياكم تزعمون أنهم شركائى في العبادة والطاعة.إنهم لا وجود لهم إلا في عقولكم الجاهلة، وأفكاركم الباطلة، وتقاليدكم السقيمة.قال- تعالى-: وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ، وَتَرَكْتُمْ ما خَوَّلْناكُمْ وَراءَ ظُهُورِكُمْ، وَما نَرى مَعَكُمْ شُفَعاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكاءُ، لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ ما كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ
﴿ تفسير ابن كثير ﴾
وهذا أيضا نداء [ ثان ] على سبيل التقريع والتوبيخ لمن عبد مع الله إلها آخر ، يناديهم الرب - تبارك وتعالى - على رءوس الأشهاد فيقول : ( أين شركائي الذين كنتم تزعمون ) أي : في الدار الدنيا .
﴿ تفسير القرطبي ﴾
قوله تعالى : ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون أعاد هذا الضمير لاختلاف الحالين ، ينادون مرة فيقال لهم : أين شركائي الذين كنتم تزعمون فيدعون الأصنام فلا يستجيبون ، فتظهر حيرتهم ، ثم ينادون مرة أخرى فيسكتون وهو توبيخ وزيادة خزي . والمناداة هنا ليست من الله ; لأن الله تعالى لا يكلم الكفار ; لقوله تعالى ولا يكلمهم الله يوم القيامة لكنه تعالى يأمر من يوبخهم ويبكتهم ، ويقيم الحجة عليهم في مقام الحساب . وقيل : يحتمل أن يكون من الله ، وقوله : ولا يكلمهم الله حين يقال لهم : اخسئوا فيها ولا تكلمون وقال : شركائي لأنهم جعلوا لهم نصيبا من أموالهم .
﴿ تفسير الطبري ﴾
القول في تأويل قوله تعالى : وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (74)يعني تعالى ذكره: ويوم ينادي ربك يا محمد هؤلاء المشركين فيقول لهم: ( أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ) أيها القوم في الدنيا أنهم شركائي.
﴿ ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون ﴾