الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه ولم يخلطوا إيمانهم بشرك، أولئك لهم الطمأنينة والسلامة، وهم الموفقون إلى طريق الحق.
﴿ تفسير الجلالين ﴾
«الذين آمنوا ولم يلبسوا» يخلطوا «إيمانهم بظلم» أي شرك كما فسر بذلك في حديث الصحيحين «أولئك لهم الأمن» من العذاب «وهم مهتدون».
﴿ تفسير السعدي ﴾
قال الله تعالى فاصلا بين الفريقين الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا أي: يخلطوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ الأمن من المخاوفِ والعذاب والشقاء، والهدايةُ إلى الصراط المستقيم، فإن كانوا لم يلبسوا إيمانهم بظلم مطلقا، لا بشرك، ولا بمعاص، حصل لهم الأمن التام، والهداية التامة. وإن كانوا لم يلبسوا إيمانهم بالشرك وحده، ولكنهم يعملون السيئات، حصل لهم أصل الهداية، وأصل الأمن، وإن لم يحصل لهم كمالها. ومفهوم الآية الكريمة، أن الذين لم يحصل لهم الأمران، لم يحصل لهم هداية، ولا أمن، بل حظهم الضلال والشقاء.
﴿ تفسير البغوي ﴾
فقال الله تعالى قاضيا بينهما : ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) لم يخلطوا إيمانهم بشرك ، ( أولئك لهم الأمن وهم مهتدون )أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا إسحاق ثنا عيسى بن يونس أنا الأعمش أنا إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال : لما نزلت : ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) شق ذلك على المسلمين فقالوا : يا رسول الله فأينا لا يظلم نفسه؟ فقال : ليس ذلك ، إنما هو الشرك ، ألم تسمعوا إلى ما قال لقمان لابنه وهو يعظه : " يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم " ؟ ( لقمان ، 13 ) .
﴿ تفسير الوسيط ﴾
ثم بين- سبحانه- من هو الفريق الأحق بالأمن فقال- تعالى-:الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ أى: الذين آمنوا ولم يخلطوا إيمانهم بأى لون من ألوان الشرك كما يفعله فريق المشركين حيث إنهم عبدوا الأصنام وزعموا أنهم ما عبدوها إلا ليتقربوا بها إلى الله زلفى، أولئك المؤمنون الصادقون لهم الأمن دون غيرهم لأنهم مهتدون إلى الحق وغيرهم في ضلال مبين.هذا وقد وردت أحاديث صحيحة فسرت الظلم في هذه الآية بالشرك، ومن ذلك ما رواه البخاري ومسلم عن عبد اللَّه بن مسعود قال: لما نزلت الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ قال الصحابة: وأينا لم يظلم نفسه؟ فنزلت إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ، وروى الإمام أحمد عن ابن مسعود قال: لما نزلت هذه الآية الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ شق ذلك على الناس فقالوا يا رسول الله: فأينا لا يظلم نفسه؟ قال: «إنه ليس الذي تعنون. ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ إنما هو الشرك» .قال الإمام الرازي: والدليل على أن هذا هو المراد أن هذه القصة من أولها إلى آخرها إنما وردت في نفى الشركاء والأضداد والأنداد، وليس فيها ذكر الطاعات والعبادات فوجب حمل الظلم ها هنا على ذلك» .وقد فسر الزمخشري في كشافه الظلم بالمعصية فقال: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أى لم يخلطوا إيمانهم بمعصية تفسقهم، وأبى تفسير الظلم بالكفر لفظ اللبس . أى: لأن لبس الإيمان بالشرك أى خلطه به مما لا يتصور لأنهما ضدان لا يجتمعان في رأى الزمخشري.قال الشيخ القاسمى: وفهم الزمخشري هذا مدفوع بأنه يلابسه، لأنه إن أريد بالإيمان مطلق التصديق سواء كان باللسان أو غيره فظاهر أنه يجامع الشرك كالمنافق. وكذا إن أريد تصديق القلب لجواز أن يصدق بوجود الصانع دون وحدانيته لما في قوله- تعالى-: وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ.ولو أريد التصديق بجميع ما يجب التصديق به بحيث يخرج عن الكفر، فلا يلزم من لبس الإيمان بالكفر الجمع بينهما، بحيث يصدق عليه أنه مؤمن ومشرك، بل تغطيته بالكفر وجعله مغلوبا مضمحلا، أو اتصافه بالإيمان ثم الكفر، ثم الإيمان ثم الكفر مرارا» .وقال صاحب الانتصاف: «وإنما يروم الزمخشري بذلك تنزيل الآية على معتقده في وجوب وعيد العصاة وأنهم لا حظ لهم في الأمن كالكفار. ويجعل هذه الآية تقتضي تخصيص الأمن بالجامعين بين الأمرين: الإيمان والبراءة من المعاصي. ونحن نسلم ذلك ولا يلزم أن يكون الخوف اللاحق للعصاة هو الخوف اللاحق للكفار، لأن العصاة من المؤمنين إنما يخافون العذاب المؤقت وهم آمنون من الخلود، وأما الكفار فغير آمنين بوجه ما» .والذي نراه أنه مادام قد ورد عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح أنه قد فسر الظلم في الآية بالشرك فيجب أن نسلم به وأن نعض عليه بالنواجذ، واجتهاد الزمخشري هنا- لتأييد مذهبه- مجانب للصواب، لأنه لا اجتهاد مع النص. لا سيما وأن حديث عبد الله بن مسعود المتقدم قد خرجه الشيخان وغيرهما من أعلام السنة.ثم بين- سبحانه- مظاهر فضله على نبيه إبراهيم- فقال- تعالى:
﴿ تفسير ابن كثير ﴾
قال الله تعالى : ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) أي : هؤلاء الذين أخلصوا العبادة لله وحده لا شريك ، له ، ولم يشركوا به شيئا هم الآمنون يوم القيامة ، المهتدون في الدنيا والآخرة .قال البخاري : حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا ابن أبي عدي ، عن شعبة ، عن سليمان ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله قال : لما نزلت ( ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) قال أصحابه : وأينا لم يظلم نفسه؟ فنزلت : ( إن الشرك لظلم عظيم ) [ لقمان : 13 ]وقال الإمام أحمد : حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله قال : لما نزلت هذه الآية : ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) شق ذلك على الناس وقالوا : يا رسول الله ، فأينا لا يظلم نفسه؟ قال : " إنه ليس الذي تعنون! ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح : ( يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ) إنما هو الشرك "وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا وكيع وابن إدريس ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله قال : لما نزلت : ( ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) شق ذلك على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قالوا : وأينا لم يظلم نفسه؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ليس كما تظنون ، إنما قال [ لقمان ] لابنه : ( يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم )وحدثنا عمر بن شبة النمري ، حدثنا أبو أحمد ، حدثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله : ( ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) قال : " بشرك " .قال : وروي عن أبي بكر الصديق وعمر وأبي بن كعب وسلمان وحذيفة وابن عباس وابن عمر وعمرو بن شرحبيل وأبي عبد الرحمن السلمي ومجاهد وعكرمة والنخعي والضحاك وقتادة والسدي نحو ذلك .وقال ابن مردويه : حدثنا الشافعي ، حدثنا محمد بن شداد المسمعي ، حدثنا أبو عاصم ، حدثنا سفيان الثوري ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله قال : لما نزلت : ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " قيل لي : أنت منهم "وقال الإمام أحمد : حدثنا إسحاق بن يوسف ، حدثنا أبو جناب ، عن زاذان عن جرير بن عبد الله قال : خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : فلما برزنا من المدينة ، إذا راكب يوضع نحونا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " كأن هذا الراكب إياكم يريد " . فانتهى إلينا الرجل ، فسلم فرددنا عليه فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : " من أين أقبلت؟ " قال : من أهلي وولدي وعشيرتي . قال : " فأين تريد؟ " ، قال : أريد رسول الله . قال : " فقد أصبته " . قال : يا رسول الله ، علمني ما الإيمان؟ قال : " تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت " . قال : قد أقررت . قال : ثم إن بعيره دخلت يده في شبكة جرذان ، فهوى بعيره وهوى الرجل ، فوقع على هامته فمات ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " علي بالرجل " . فوثب إليه عمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان فأقعداه ، فقالا يا رسول الله ، قبض الرجل! قال : فأعرض عنهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم قال لهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أما رأيتما إعراضي عن الرجل ، فإني رأيت ملكين يدسان في فيه من ثمار الجنة ، فعلمت أنه مات جائعا " ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " هذا من الذين قال الله ، عز وجل : ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) ثم قال : " دونكم أخاكم " . قال : فاحتملناه إلى الماء فغسلناه وحنطناه وكفناه ، وحملناه إلى القبر ، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى جلس على شفير القبر فقال : " الحدوا ولا تشقوا ، فإن اللحد لنا والشق لغيرناثم رواه أحمد ، عن أسود بن عامر ، عن عبد الحميد بن جعفر الفراء ، عن ثابت ، عن زاذان ، عن جرير بن عبد الله ، فذكر نحوه ، وقال فيه : " هذا ممن عمل قليلا وأجر كثيرا "وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا يوسف بن موسى القطان ، حدثنا مهران بن أبي عمر حدثنا علي بن عبد الأعلى عن أبيه ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مسير ساره ، إذ عرض له أعرابي فقال : يا رسول الله ، والذي بعثك بالحق ، لقد خرجت من بلادي وتلادي ومالي لأهتدي بهداك ، وآخذ من قولك ، وما بلغتك حتى ما لي طعام إلا من خضر الأرض ، فاعرض علي . فعرض عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقبل فازدحمنا حوله ، فدخل خف بكره في بيت جرذان ، فتردى الأعرابي ، فانكسرت عنقه ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : صدق والذي بعثني بالحق ، لقد خرج من بلاده وتلاده وماله ليهتدي بهداي ويأخذ من قولي ، وما بلغني حتى ما له طعام إلا من خضر الأرض ، أسمعتم بالذي عمل قليلا وأجر كثيرا هذا منهم! أسمعتم بالذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون؟ فإن هذا منهم " [ وروى ابن مردويه من حديث محمد بن معلى - وكان نزل الري - حدثنا زياد بن خيثمة ، عن أبي داود ، عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من أعطي فشكر ومنع فصبر وظلم فاستغفر وظلم فغفر " وسكت ، قالوا : يا رسول الله ما له؟ قال " : ( أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) ]وقوله : ( وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه ) أي : وجهنا حجته على قومه .قال مجاهد وغيره : يعني بذلك قوله : ( وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فأي الفريقين أحق بالأمن [ إن كنتم تعلمون ] ) وقد صدقه الله ، وحكم له بالأمن والهداية فقال : ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون )
﴿ تفسير القرطبي ﴾
الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون أي بشرك ; قاله أبو بكر الصديق وعلي وسلمان وحذيفة ، رضي الله عنهم . وقال ابن عباس : هو من قول إبراهيم ; كما يسأل العالم ويجيب نفسه . وقيل : هو من قول قوم إبراهيم ; أي أجابوا بما هو حجة عليهم ; قاله ابن جريج . وفي الصحيحين عن ابن مسعود : لما نزلت الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا : أينا لم يظلم نفسه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس هو كما تظنون إنما هو كما قال لقمان لابنه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيموهم مهتدون أي في الدنيا .
﴿ تفسير الطبري ﴾
القول في تأويل قوله : الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82)قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في الذي أخبر تعالى ذكره عنه أنه قال هذا القول = أعني: " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم " ، الآية.فقال بعضهم: هذا فصلُ القضاء من الله بين إبراهيم خليله صلى الله عليه وسلم، وبين من حاجّه من قومه من أهل الشرك بالله, إذ قال لهم إبراهيم: وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ؟ فقال الله تعالى ذكره، فاصلا بينه وبينهم: الذين صدَّقوا الله وأخلصُوا له العبادة, ولم يخلطوا عبادتهم إياه وتصديقهم له بظلم (1) = يعني: بشرك (2) = ولم يشركوا في عبادته شيئًا, ثم جعلوا عبادتهم لله خالصًا، أحقّ بالأمن من عقابه مكروهَ عبادته ربَّه، (3) من الذين يشركون في عبادتهم إياه الأوثان والأصنامَ, فإنهم الخائفون من عقابه مكروه عبادتهم = أمَّا في عاجل الدنيا فإنهم وجِلون من حلول سخَط الله بهم, وأما في الآخرة، فإنهم الموقنون بأليم عذابِ الله.* ذكر من قال ذلك:13473 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة بن الفضل قال، حدثنا محمد بن إسحاق قال، يقول الله تعالى ذكره: " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم "، أي: الذين أخلصوا كإخلاص إبراهيم صلى الله عليه وسلم لعبادة الله وتوحيده =" ولم يلبسوا إيمانهم بظلم "، أي: بشرك =" أولئك لهم الأمن وهم مهتدون "، الأمن من العذاب، والهدى في الحجة بالمعرفة والاستقامة. يقول الله تعالى ذكره: وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ .13474 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ، قال فقال الله وقضى بينهم: " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم "، قال: بشرك. قال: " أولئك لهم الأمن وهم مهتدون "، فأما الذنوبُ فليس يبري منها أحدٌ.* * *وقال آخرون: هذا جوابٌ من قوم إبراهيم صلى الله عليه وسلم لإبراهيم، حين قال لهم: " أيُّ الفريقين أحق بالأمن " ؟ فقالوا له: الذين آمنوا بالله فوحّدوه أحق بالأمن، إذا لم يلبسوا إيمانهم بظلم.* ذكر من قال ذلك:13475 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج: فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ، أمن يعبد ربًّا واحدًا أم من يعبد أربابًا كثيرة؟ يقول قومه: " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم "، بعبادة الأوثان, وهي حجة إبراهيم =" أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ". (4)* * *قال أبو جعفر: وأولى القولين في ذلك عندي بالصواب, قولُ من قال: هذا خبرٌ من الله تعالى ذكره عن أولى الفريقين بالأمن, وفصل قضاءٍ منه بين إبراهيم صلى الله عليه وسلم وبين قومه. وذلك أن ذلك لو كان من قول قوم إبراهيم الذين كانوا يعبدون الأوثان ويشركونها في عبادة الله, لكانوا قد أقروا بالتوحيد واتبعوا إبراهيم على ما كانوا يخالفونه فيه من التوحيد, ولكنه كما ذكرت من تأويله بَدِيًّا. (5)* * *واختلف أهل التأويل في المعنى الذي عناه الله تعالى بقوله: " ولم يلبسوا إيمانهم بظلم " .فقال بعضهم: بشرك.* ذكر من قال ذلك:13476- حدثنا أبو كريب قال، حدثنا ابن إدريس قال، حدثنا الأعمش, عن إبراهيم, عن علقمة, عن عبد الله قال: لما نزلت هذه الآية: " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم "، شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا ترونَ إلى قول لقمان: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ، [سورة لقمان : 13] ؟ (6)13477- قال أبو كريب قال " ابن إدريس، حدثنيه أوّلا أبي" ، عن أبان بن تغلب, عن الأعمش, ثم سمعتُه قيل له: مِنَ الأعمش؟ قال: نعم! (7)13478- حدثني عيسى بن عثمان بن عيسى الرملي قال، حدثني عمي يحيى بن عيسى, عن الأعمش, عن إبراهيم, عن علقمة, عن عبد الله قال: لما نزلت: " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم "، شقَّ ذلك على المسلمين, فقالوا: يا رسول الله، ما منّا أحدٌ إلا وهو يظلم نفسه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس بذلك, ألا تسمعون إلى قول لقمان لابنه إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ؟ (8)13479- حدثنا هناد قال، حدثنا وكيع, عن الأعمش, عن إبراهيم, عن علقمة, عن عبد الله قال: لما نزلت هذه الآية: " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم "، شقَّ ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: أيُّنا لم يظلم نفسه؟ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس كما تظنُّون, وإنما هو ما قال لقمان لابنه: لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ . (9)13480- حدثنا هناد قال، حدثنا أبو معاوية , عن الأعمش, عن إبراهيم, عن علقمة, عن عبد الله قال: لما نزلت هذه الآية: " الذين آمنوا ولم يلبسُوا إيمانهم بظلم "، شق ذلك على الناس, فقالوا: يا رسول الله, وأيُّنا لا يظلم نفسه؟ فقال: " إنه ليس كما تعنون, ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح: يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ؟ إنما هو الشرك " . (10)13481 - حدثنا ابن بشار قال، حدثنا عبد الرحمن قال، حدثنا سفيان, عن الأعمش, عن إبراهيم, عن علقمة في قوله: " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم "، قال: بشرك.13482 - حدثني يحيى بن طلحة اليربوعي قال، حدثنا فضيل, عن منصور, عن إبراهيم في قوله: " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم "، قال: بشرك .13483- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا جرير عن الأعمش, عن إبراهيم, عن علقمة, عن عبد الله قال: لما نزلت هذه الآية: " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم "، شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم, وقالوا: أيُّنا لم يلبس إيمانه بظلم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس بذلك, ألم تسمعوا قول لقمان: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ؟13484 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا جرير وابن إدريس, عن الشيباني, عن أبي بكر بن أبي موسى, عن الأسود بن هلال, عن أبي بكر: " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم "، قال: بشرك. (11)13485- حدثنا هناد قال، حدثنا قبيصة, عن يونس بن أبي إسحاق, عن أبي إسحاق، عن أبي بكر: " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم "، قال: بشرك. (12)13486 - حدثنا هناد قال، حدثنا وكيع, عن سعيد بن عبيد الطائي, عن أبي الأشعر العبدي, عن أبيه: أن زيد بن صوحان سأل سلمان فقال: يا أبا عبد الله، آيةٌ من كتاب الله قد بلغت منِّي كل مبلغ: " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم " ! فقال سلمان: هو الشرك بالله تعالى ذكره. فقال زيد: ما يسرُّني بها أنّي لم أسمعها منك، وأنّ لي مثل كل شيء أمسيتُ أملكه. (13)13487 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي, عن سعيد بن عبيد, عن أبي الأشعر, عن أبيه, عن سلمان قال: بشرك. (14)13488 - حدثنا ابن بشار وابن وكيع قالا حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال، حدثنا سفيان قال، حدثنا نسير بن ذعلوق, عن كردوس, عن حذيفة في قوله: " ولم يلبسوا إيمانهم بظلم "، قال: بشرك. (15)13489- حدثني المثنى قال، حدثنا عمرو بن عون قال، أخبرنا هشيم, عن أبي إسحاق الكوفي, عن رجل, عن عيسى, عن حذيفة في قوله: " ولم يلبسوا إيمانهم بظلم "، قال: بشرك. (16)13490 - حدثني المثنى قال، حدثنا عارم أبو النعمان قال، حدثنا حماد بن زيد, عن عطاء بن السائب, عن سعيد بن جبير وغيره: أن ابن عباس كان يقول: " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم "، قال: بشرك .13491- حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية, عن علي, عن ابن عباس قوله: " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم "، يقول: بكفر.13492- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي, عن أبيه , عن ابن عباس: " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم "، يقول: لم يلبسوا إيمانهم بالشرك. وقال: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ . [سورة لقمان: 13]13493 - حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال، حدثني أبي قال، حدثنا جرير بن حازم, عن علي بن زيد, عن المسيّب: أن عمر بن الخطاب قرأ : " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم "، فلما قرأها فزع, فأتى أبيّ بن كعب فقال: يا أبا المنذر، قرأتُ آية من كتاب الله، مَنْ يَسْلم؟ فقال: ما هي؟ فقرأها عليه = فأيُّنا لا يظلِمُ نفسه؟ فقال: غفر الله لك! أما سمعت الله تعالى ذكره يقول: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ؟ إنما هو: ولم يلبسوا إيمانهم بشرك. (17)13494 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا يزيد بن هارون, عن حماد بن سلمة, عن علي بن زيد بن جدعان, عن يوسف بن مهران, عن ابن عباس: أن عمر دخل منزله فقرأ في المصحف، فمرّ بهذه الآية: " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم "، فأتى أبيًّا فأحبره, فقال: يا أمير المؤمنين، إنما هو الشرك. (18)13495- حدثني المثنى قال، حدثنا الحجاج بن المنهال قال، حدثنا حماد, عن علي بن زيد, عن يوسف بن مهران، عن [ابن مهران]: أنَّ عمر بن الخطاب كان إذا دخل بيته نشر المصحف فقرأه, فدخل ذات يوم فقرأ, فأتى على هذه الآية: " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون "، فانفتَل وأخذ رداءه, (19) ثم أتى أبيّ بن كعب فقال: يا أبا المنذر = فتلا هذه الآية: " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم " = وقد ترى أنا نظلِم، ونفعل ونفعل! فقال: يا أمير المؤمنين, إن هذا ليس بذاك, يقول الله تعالى ذكره: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ، إنما ذلك الشرك. (20)13496 - حدثنا هناد قال، حدثنا بن فضيل, عن مطرف, عن أبي عثمان عمرو بن سالم قال: قرأ عمر بن الخطاب هذه الآية: " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم "، فقال عمر: قد أفلح من لم يلبس إيمانه بظلم! فقال أبيّ: يا أمير المؤمنين، ذاك الشرك!13497- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أسباط, عن محمد بن مطرف, عن ابن سالم قال: قرأ عمر بن الخطاب، فذكر نحوه. (21)13498 - حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا عبد الرحمن قال، حدثنا سفيان, عن أبي إسحاق, عن أبي ميسرة في قوله: " ولم يلبسوا إيمانهم بظلم "، قال: بشرك .13499- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي, عن سفيان, عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة, مثله.13500 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا حسين، عن علي, عن زائدة, عن الحسن بن عبيد الله, عن إبراهيم: " ولم يلبسوا إيمانهم بظلم "، قال: بشرك. (22)13501 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد بن زريع قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم "، أي: بشرك.13502- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا حميد, عن أبيه, عن أبي إسحاق, عن أبي ميسرة, مثله .13503 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم "، قال: بعبادة الأوثان.13504- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, مثله .13505 - حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي: " ولم يلبسوا إيمانهم بظلم "، قال: بشرك .13506 - حدثني يونس بن عبد الأعلى قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: " ولم يلبسوا إيمانهم بظلم "، قال: بشرك.13507- حدثني محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن الأعمش: أن ابن مسعود قال: لما نزلت: " ولم يلبسوا إيمانهم بظلم "، كبُر ذلك على المسلمين, فقالوا: يا رسول الله, ما منا أحدٌ إلا وهو يظلم نفسه؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما سمعتم قول لقمان: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (23)13508- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا حكام, عن عنبسة, عن محمد بن عبد الرحمن, عن القاسم بن أبي بزة, عن مجاهد في قوله: " ولم يلبسوا إيمانهم بظلم "، قال: عبادة الأوثان.13509 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا محمد بن بشر, عن مسعر, عن أبي حصين, عن أبي عبد الرحمن، قال: بشرك. (24)13510 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة قال، قال ابن إسحاق : " ولم يلبسوا إيمانهم بظلم "، قال: بشرك.* * *وقال آخرون: بل معنى ذلك: ولم يخلطوا إيمانهم بشيء من معاني الظلم، وذلك: فعلُ ما نهى الله عن فعله، أو ترك ما أمر الله بفعله، وقالوا: الآية على العموم , لأن الله لم يخصَّ به معنى من معاني الظلم.* * *قالوا: فإن قال لنا قائل: أفلا أمْن في الآخرة، إلا لمن لم يعص الله في صغيرة ولا كبيرة , وإلا لمن لقى الله ولا ذنبَ له؟قلنا: إن الله عنى بهذه الآية خاصًّا من خلقه دون الجميع منهم، والذي عنى بها وأراده بها، خليلَه إبراهيم صلى الله عليه وسلم, فأما غيره، فإنه إذا لقي الله لا يشرك به شيئًا فهو في مشيئته إذا كان قد أتى بعض معاصيه التي لا تبلغ أن تكون كفرًا, فإن شاء لم يؤمنه من عذابه, وإن شاء تفضل عليه فعفا عنه.قالوا: وذلك قول جماعة من السلف، وإن كانوا مختلفين في المعنيِّ بالآية.فقال بعضهم: عُني بها إبراهيم.* * *وقال بعضهم: عني بها المهاجرون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. (25)* * ** ذكر من قال: عنى بهذه الآية إبراهيم خليل الرحمن صلى الله عليه وسلم.13511 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا يحيى بن يمان وحميد بن عبد الرحمن, عن قيس بن الربيع, عن زياد بن علاقة, عن زياد بن حرملة, عن علي قال: هذه الآية لإبراهيم صلى الله عليه وسلم خاصة, ليس لهذه الأمة منها شيء. (26)* * ** ذكر من قال: عني بها المهاجرون خاصة.13512 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا يحيى بن يمان وحميد بن عبد الرحمن, عن قيس بن الربيع, عن سماك, عن عكرمة: " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم "، قال: هي لمن هاجر إلى المدينة.* * *قال أبو جعفر: وأولى القولين بالصحة في ذلك, ما صح به الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهو الخبر الذي رواه ابن مسعود عنه أنه قال: الظلم الذي ذكره الله تعالى ذكره في هذا الموضع، هو الشرك. (27)* * *وأما قوله: " أولئك لهم الأمن وهم مهتدون "، فإنه يعني: هؤلاء الذين آمنوا ولم يخلطوا إيمانهم بشرك =" لهم الأمن " يوم القيامة من عذاب الله =" وهم مهتدون "، يقول: وهم المصيبون سبيل الرشاد، والسالكون طريق النجاة. (28)-----------------------الهوامش :(1) انظر تفسير"لبس" فيما سلف ص: 419 ، تعليق: 1 والمراجع هناك.(2) انظر تفسير"الظلم" فيما سلف من فهارس اللغة (ظلم).(3) في المطبوعة ، أسقط قوله: "ربه".(4) الأثر: 13475 - انظر الأثر السالف رقم: 13471.(5) في المطبوعة: "بدءًا" ، وأثبت ما في المخطوطة ، وهو محض صواب ، أي: أولا.(6) الأثر: 13476 - حديث عبد الله بن مسعود. من طريق الأعمش ، رواه أبو جعفر من طرق من رقم: 13476 - 13480 ، 13483 ، وانظر رقم: 13507. وحديث عبد الله ، رواه البخاري في صحيحه (الفتح 1: 81 ، 8 : 220) ، بنحوه ورواه مسلم في صحيحه 2: 143 ، 144 ، من طريق عبد الله بن إدريس ، وأبي معاوية ، ووكيع ، جميعًا عن الأعمش. ورواه الترمذي في كتاب التفسير ، من طريق عيسى بن يونس عن الأعمش. ورواه أحمد من طرق في مسنده رقم: 3589 ، 4031 ، 4240 ، وسأشير إليه في تخريجها بعد.(7) الأثر: 13477 - ذكره مسلم في صحيحه أيضًا 2: 144 ، من طريق أبي كريب ، بنحو قوله هذا."أبان بن تغلب الربعي" ، ثقة ، قال ابن عدي: "له نسخ عامتها مستقيمة إذا روى عنه ثقة ، وهو من أهل الصدق في الروايات ، وإن كان مذهبه الشيعة ، وهو في الرواية صالح لا بأس به".[فائدة: قال الحافظ في التهذيب: "التشيع في عرف المتقدمين ، هو اعتقاد تفضيل علي على عثمان ، وأن عليًّا كان مصيبًا في حروبه ، وأن مخالفه مخطئ ، مع تقديم الشيخين وتفضيلهما. وربما اعتقد بعضهم أن عليًا أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإذا كان معتقدًا ذلك ، ورعًا دينًا صادقًا مجتهدًا ، فلا ترد روايته بهذا ، لا سيما إن كان غير داعية. وأما التشيع في عرف المتأخرين ، فهو الرفض المحض ، فلا تقبل رواية الرافضي الغالي ولا كرامة]. وعلة ذكر هذا الخبر الثاني ، في التعقيب على الخبر الأول أن عبد الله بن إدريس رواه قبل عن الأعمش مباشرة ، وكان رواه قبل عن أبيه ، عن أبان بن تغلب ، عن الأعمش ، لينبه على علو إسناده.(8) الأثر: 13478 -"عيسى بن عثمان بن عيسى بن عبد الرحمن التميمي الرملي" ، ثقة ، مضى برقم: 300 وعمه: "يحيى بن عيسى بن عبد الرحمن التميمي الرملي" ، ثقة ، مضى برقم: 300 ، 6317 ، 9035.(9) الأثر: 13489 - رواه أحمد في المسند رقم: 4240 ، من طريق وكيع أيضًا ، بمثله.(10) الأثر: 13480 - رواه أحمد في المسند رقم: 3589 ، من طريق أبي معاوية أيضًا بمثله.(11) الأثر: 13484 -"الشيباني" هو: "أبو إسحق الشيباني" ، "سليمان بن أبي سليمان" مضى مرارًا ، آخرها رقم: 8869. و"أبو بكر بن أبي موسى الأشعري" ، ثقة روى له الجماعة ، مترجم التهذيب. و"الأسود بن هلال المحارب" ، "أبو سلام" ، له إدراك ، هاجر زمن عمر ، لم يدرك أبا بكر رضي الله عنه. مترجم في التهذيب ، والكبير 1/1 ، 449 وابن أبي حاتم 1/1/ 292. ومضى برقم: 10331 ، 10333. وهذا الخبر ذكره السيوطي في الدر المنثور 3: 27 ، ونسبة للفريابي ، وابن أبي شيبة ، والحكيم الترمذي في الأصول ، وابن المنذر ، وأبي الشيخ ، وابن مردويه.(12) الأثر: 13485 - أسقط في المطبوعة ذكر: "عن أبي إسحق" ، وهو خبر مرسل.(13) الأثر: 13486 ، 13487 -"سعيد بن عبيد الطائي" ، "أبو الهذيل" ، وثقه أحمد وابن معين ، وقال أبو حاتم: "يكتب حديثه". مترجم في التهذيب ، والكبير 2/1/455 ، وابن أبي حاتم 2/1/46."أبو الأشعر العبدي" ، ذكره البخاري في الكنى: 8 ، وقال: روى عنه خليفة بن خلف. قال أبو نعيم ، عن إسمعيل بن عبيد ، عن أبي الأشعر العبدي ، سمع أباه عن سلمان: (ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) ، قال: بشرك". وهكذا جاء"إسمعيل بن عبيد" ، وأخشى أن يكون صوابه"سعيد بن عبيد" كما في الطبري. ولما سيأتي في الأثر التالي: 13487. وأبو"أبي الأشعر العبدي" ، لم أعرف من هو. و"زيد بن صوحان بن حجر العبدي" ، وهو أخو"صعصعة بن صوحان" ، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو مذكور في الصحابة ، وكان شديد الحب لسلمان الفارسي. قتل يوم الجمل مع علي رضي الله عنهما. مترجم في ابن سعد 6: 84 ، وقال: ثقة قليل الحديث" ، وفي تعجيل المنفعة: 142 ، والكبير 2/1/363 ، وابن أبي حاتم 1/2/565.* * *وعند آخر الأثر رقم: 13486 ، انتهى جزء من التقسيم القديم الذي نقلت عنه نسختنا ، وفيها ما نصه: يتلوهُ: حدثنا ابن وكيع قال حدثنا أبي ، عن سعيد بن عبيدوصلى الله على محمد النبيّ وآله وسلم كثيرًا"ويبدأ بعد بما نصه:"بسم الله الرَّحمن الرحيم رَبِّ أَعِنْ يا كَريم"(14) الأثر: 13487 - انظر التعليق السالف.(15) الأثر: 13488 -"نسير بن ذعلوق الثوري" ، ثقة ، مضى برقم: 5491.و"كردوس" هو"كردوس بن العباس الثعلبي" ، يروي عن حذيفة ، مضى برقم: 13255 - 13257. وكان في المطبوعة: "درسب" غير ما في المخطوطة ، وكان فيها هكذا: "ددوس" ، وهذا صواب قراءته إن شاء الله.وهذا الخبر خرجه السيوطي في الدر المنثور 3: 27 ، ونسبه للفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن أبي شيبة ، وأبي عبيد ، وابن المنذر ، وأبي الشيخ. وسيأتي بإسناد آخر بعد هذا.(16) الأثر: 13489 -"أبو إسحق الكوفي" ، هو: "عبد الله بن ميسرة الحارثي" ، مضى برقم: 9250.(17) الأثر: 13493 - هكذا جاء في المطبوعة والمخطوطة: "عن المسيب" ، ولا أدري ما هو ، ولكني أرجح أن الصواب"عن سعيد بن المسيب" ، أو "عن ابن المسيب" ، فإن"علي بن زيد بن جدعان" يروي عنه ، ولأني لم أجد فيمن اسمه"المسيب" ، من روى عنه"علي بن زيد" وروى هو عن"عمر بن الخطاب".(18) الأثر: 13494 -"يوسف بن مهران البصري" ، مضى برقم: 2858: 11373.(19) في المطبوعة: "فاشتغل" ، وفي المخطوطة"فاسقل" ، وفي الدر المنثور 3: 27"فانتقل" وكان ذلك لا معنى له ، وكأن الصواب ما أثبت. يقال: "انفتل الرجل عن صلاته" ، إذا انصرف ، وهو من قولهم: "فتله عن وجهه فانفتل" ، أي: صرفه فانصرف.(20) الأثر: 13495 - هكذا جاء في المخطوطة: "عن ابن مهران" ، وفي المطبوعة: "عن مهران" ، وهما خطأ صرف فيما أرجح ، وإنما هذا حديث ابن عباس ، فالصواب إن شاء الله: "عن ابن عباس" ، وهو نفس الأثر الذي قبله ، ولكني تركته كذلك كما هو في المخطوطة ، ووضعت ما شككت فيه بين القوسين.(21) الأثر: 13496 ، 13497 -"أبو عثمان ، عمرو بن سالم الأنصاري" ، معروف بكنيته ، وقد مضى برقم: 8950. وقوله في الأثر الثاني"محمد بن مطرف" ، خطأ فيما أرجح ، وإنما هو"مطرف بن طريف" ، كما في الأثر السالف. ولذلك وضعت"محمد بن" بين قوسين.(22) الأثر: 13500 -"الحسن بن عبيد الله النخعي الكوفي" ، روى عن إبراهيم النخعي ، وأبي الضحي ، والشعبي. سمع منه الثوري ، وزائدة ، وحفص بن غياث ، وغيرهم ، ثقة ، مضى في الإسناد رقم: 78. مترجم في التهذيب ، والكبير1/2/295 ، وابن أبي حاتم 1/2/23.وكان في المطبوعة والمخطوطة: "الحسن بن عبد الله" ، وهو خطأ محض.(23) الأثر: 13507 - مضى هذا الخبر موصولا من طريق الأعمش ، من طرق ، من رقم: 13476 - 13480 ، 13483 ، فراجعه هناك.(24) الأثر: 13509 -"أبو حصين" هو: "عثمان بن عاصم بن حصين الأسدي" ، مضى مرارًا ، آخرها رقم: 8962. و"أبو عبد الرحمن" هو"السلمي": "عبد الله بن حبيب بن ربيعة" ، مضى برقم: 82.(25) في المطبوعة: "المهاجرين" ببناء"عني" للمفعول ، وأثبت ما في المخطوطة ، "عني" بالبناء للمجهول.(26) الأثر: 13511 -"زياد بن علاقة بن مالك الثعلبي" ، ثقة ، روى له الجماعة. مترجم في التهذيب ، والكبير 2/1/333 ، وابن أبي حاتم 1/2/540. وأما "زياد بن حرملة" ، فلم أجد له ذكرًا في شيء من الكتب ، ومع ذلك فقد جاء كذلك في المستدرك للحاكم. وهذا الخبر رواه الحاكم في المستدرك 2: 316 ، بإسناده عن أبي حذيفة ، عن سفيان ، عن زياد بن علاقة ، عن زياد بن حرملة قال: سمعت علي بن أبي طالب. وذكر الخبر ، وفيه: "هذه في إبراهيم وأصحابه". ثم قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، وإنما اتفقا على حديث الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله أنهم قالوا: يا رسول الله ، وأينا لم يظلم نفسه ، الحديث بطوله ، بغير هذا التأويل". ولم يعقب عليه الذهبي بشيء ، وظني أنه ترك التعقيب عليه ، رجاء الظفر بخبر عن"زياد بن حرملة" هذا. والخبر ضعيف. لجهالة"زياد بن حرملة" حتى يعرف من هو؟ونسبه السيوطي في الدر المنثور 3: 27 للفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، وأبي الشيخ ، والحاكم ، وابن مردويه ، وقصر في نسبته إلى ابن جرير.(27) انظر الآثار السالفة رقم: 13476 - 13480 ، 13483.(28) انظر تفسير"الهدى" فيما سلف من فهارس اللغة (هدي).
﴿ الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ﴾