القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

تفسير و معنى الآية 83 سورة الكهف - ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم

سورة الكهف الآية رقم 83 : سبع تفاسير معتمدة

سورة ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم - عدد الآيات 110 - رقم السورة - صفحة السورة في المصحف الشريف - .

تفسير و معنى الآية 83 من سورة الكهف عدة تفاسير - سورة الكهف : عدد الآيات 110 - - الصفحة 302 - الجزء 16.

سورة الكهف الآية رقم 83


﴿ وَيَسۡـَٔلُونَكَ عَن ذِي ٱلۡقَرۡنَيۡنِۖ قُلۡ سَأَتۡلُواْ عَلَيۡكُم مِّنۡهُ ذِكۡرًا ﴾
[ الكهف: 83]

﴿ التفسير الميسر ﴾

ويسألك -أيها الرسول- هؤلاء المشركون من قومك عن خبر ذي القرنين الملك الصالح، قل لهم: سأقصُّ عليكم منه ذِكْرًا تتذكرونه، وتعتبرون به.

﴿ تفسير الجلالين ﴾

«ويسألونك» أي اليهود «عن ذي القرنين» اسمه الاسكندر ولم يكن نبيا «قل سأتلو» سأقص «عليكم منه» من حاله «ذكرا» خبرا.

﴿ تفسير السعدي ﴾

كان أهل الكتاب أو المشركون، سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قصة ذي القرنين، فأمره الله أن يقول: سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا ْ فيه نبأ مفيد، وخطاب عجيب.
أي: سأتلوا عليكم من أحواله، ما يتذكر فيه، ويكون عبرة، وأما ما سوى ذلك من أحواله، فلم يتله عليهم.


﴿ تفسير البغوي ﴾

قوله عز وجل : ( ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا ) خبرا واختلفوا في نبوته : فقال بعضهم : كان نبيا .
[ وقال أبو الطفيل : سئل علي رضي الله عنه عن ذي القرنين أكان نبيا ] أم ملكا؟ قال : لم يكن نبيا ولا ملكا ولكن كان عبدا أحب الله وأحبه الله ، ناصح الله فناصحه الله .
وروي أن عمر رضي الله عنه سمع رجلا يقول لآخر : يا ذا القرنين فقال : تسميتم بأسماء النبيين فلم ترضوا حتى تسميتم بأسماء الملائكة .
والأكثرون على أنه كان ملكا عادلا صالحا .
واختلفوا في سبب تسميته ب " ذي القرنين " قال الزهري : لأنه بلغ قرني الشمس مشرقها ومغربها .
وقيل : لأنه ملك الروم وفارس .
وقيل : لأنه دخل النور والظلمة .
وقيل : لأنه رأى في المنام كأنه أخذ بقرني الشمس .
وقيل : لأنه كانت له ذؤابتان حسنتان .
وقيل : لأنه كان له قرنان تواريهما العمامة .
وروى أبو الطفيل عن علي أنه [ قال سمي " ذا القرنين " لأنه ] أمر قومه بتقوى الله ، فضربوه على قرنه الأيمن فمات فبعثه الله ، ثم أمرهم بتقوى الله فضربوه على قرنه الأيسر فمات ، فأحياه الله .
واختلفوا في اسمه قيل : اسمه " مرزبان بن مرزبة اليوناني " من ولد يونان بن يافث بن نوح .
وقيل : اسمه " الإسكندر بن فيلفوس بن ياملوس الرومي " .

﴿ تفسير الوسيط ﴾

وقوله- سبحانه-: وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ.
.
معطوف على قصة موسى والخضر- عليهما السلام- عطف القصة على القصة.
قال البقاعي: كانت قصة موسى مع الخضر مشتملة على الرحلات من أجل العلم، وكانت قصة ذي القرنين مشتملة على الرحلات من أجل الجهاد في سبيل الله، ولما كان العلم أساس الجهاد تقدمت قصة موسى والخضر على قصة ذي القرنين.
.
.
والسائلون هم كفار قريش بتلقين من اليهود، فقد سبق أن ذكرنا عند تفسيرنا لقصة أصحاب الكهف.
أن اليهود قالوا لوفد قريش: سلوه- أى الرسول صلى الله عليه وسلم عن ثلاث نأمركم بهن.
.
سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ماذا كان من أمرهم.
.
وسلوه عن رجل طواف بلغ مشارق الأرض ومغاربها.
.
وسلوه عن الروح.
وجاء التعبير بصيغة المضارع- مع أن الآيات نزلت بعد سؤالهم- لاستحضار الصورة الماضية، أو للدلالة على أنهم استمروا في لجاجهم إلى أن نزلت الآيات التي ترد عليهم.
أما ذو القرنين، فقد اختلفت في شأنه أقوال المفسرين اختلافا كبيرا، لعل أقربها إلى الصواب ما أشار إليه الآلوسى بقوله: وذكر أبو الريحان البيروني في كتابه المسمى «بالآثار الباقية عن القرون الخالية» ، أن ذا القرنين هو أبو كريب الحميرى، وهو الذي: افتخر به تبع اليمنى حيث قال:قد كان ذو القرنين جدي مسلما .
.
.
ملكا علا في الأرض غير مفندبلغ المغارب والمشارق يبتغى .
.
.
أسباب ملك من حكيم مرشدثم قال أبو الريحان: ويشبه أن يكون هذا القول أقرب، لأن ملوك اليمن كانوا يلقبون بكلمة ذي.
كذي نواس، وذي يزن.
إلخ.
.
ومن المقطوع به أن ذا القرنين هذا: ليس هو الإسكندر المقدونى الملقب بذي القرنين.
تلميذ أرسطو، فإن الإسكندر هذا كان وثنيا.
.
بخلاف ذي القرنين الذي تحدث عنه القرآن، فإنه كان مؤمنا بالله- تعالى- ومعتقدا بصحة البعث والحساب.
والرأى الراجح أنه كان عبدا صالحا، ولم يكن نبيا.
ويرى بعضهم أنه كان بعد موسى- عليه السلام-، ويرى آخرون غير ذلك ومن المعروف أن القرآن الكريم يهتم في قصصه ببيان العبر والعظات المستفادة من القصة، لا ببيان الزمان أو المكان للأشخاص.
وسمى بذي القرنين- على الراجح- لبلوغه في فتوحاته قرني الشمس من أقصى المشرق والمغرب.
والمعنى: ويسألك قومك- يا محمد- عن خبر ذي القرنين وشأنه.
«قل» لهم- على سبيل التعليم والرد على تحديهم لك.
«سأتلو عليكم منه ذكرا» .
والضمير في «منه» يعود على ذي القرنين و «من» للتبعيض.
أى: قل لهم: سأتلو عليكم من خبره- وسأقص عليكم من أنبائه عن طريق هذا القرآن الذي أوحاه الله إلى ما يفيدكم ويكون فيه ذكرى وعبرة لكم إن كنتم تعقلون.

﴿ تفسير ابن كثير ﴾

يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : ( ويسألونك ) يا محمد ( عن ذي القرنين ) أي : عن خبره . وقد قدمنا أنه بعث كفار مكة إلى أهل الكتاب يسألون منهم ما يمتحنون به النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : سلوه عن رجل طواف في الأرض ، وعن فتية لا يدرى ما صنعوا ، وعن الروح ، فنزلت سورة الكهف .وقد أورد ابن جرير هاهنا ، والأموي في مغازيه ، حديثا أسنده وهو ضعيف ، عن عقبة بن عامر ، أن نفرا من اليهود جاءوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن ذي القرنين ، فأخبرهم بما جاءوا له ابتداء ، فكان فيما أخبرهم به : " أنه كان شابا من الروم ، وأنه بنى الإسكندرية ، وأنه علا به ملك في السماء ، وذهب به إلى السد ، ورأى أقواما وجوههم مثل وجوه الكلاب " . وفيه طول ونكارة ، ورفعه لا يصح ، وأكثر ما فيه أنه من أخبار بني إسرائيل . والعجب أن أبا زرعة الرازي ، مع جلالة قدره ، ساقه بتمامه في كتابه دلائل النبوة ، وذلك غريب منه ، وفيه من النكارة أنه من الروم ، وإنما الذي كان من الروم الإسكندر الثاني ابن فيليبس المقدوني ، الذي تؤرخ به الروم ، فأما الأول فقد ذكره الأزرقي وغيره أنه طاف بالبيت مع إبراهيم الخليل ، عليه السلام ، أول ما بناه وآمن به واتبعه ، وكان معه الخضر ، عليه السلام ، وأما الثاني فهو ، إسكندر بن فيليبس المقدوني اليوناني ، وكان وزيره أرسطاطاليس الفيلسوف المشهور ، والله أعلم . وهو الذي تؤرخ به من مملكته ملة الروم . وقد كان قبل المسيح ، عليه السلام ، بنحو من ثلاثمائة سنة ، فأما الأول المذكور في القرآن فكان في زمن الخليل ، كما ذكره الأزرقي وغيره ، وأنه طاف مع الخليل بالبيت العتيق لما بناه إبراهيم ، عليه السلام ، وقرب إلى الله قربانا ، وقد ذكرنا طرفا من أخباره في كتاب " البداية والنهاية " ، بما فيه كفاية ولله الحمد .وقال وهب بن منبه : كان ملكا ، وإنما سمي ذا القرنين ؛ لأن صفحتي رأسه كانتا من نحاس ، قال : وقال بعض أهل الكتاب : لأنه ملك الروم وفارس . وقال بعضهم : كان في رأسه شبه القرنين ، وقال سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل قال : سئل علي ، رضي الله عنه ، عن ذي القرنين ، فقال : كان عبدا ناصح الله فناصحه ، دعا قومه إلى الله فضربوه على قرنه فمات ، فأحياه الله ، فدعا قومه إلى الله فضربوه على قرنه فمات ، فسمي ذا القرنين .وكذا رواه شعبة ، عن القاسم بن أبي بزة عن أبي الطفيل ، سمع عليا يقول ذلك .ويقال : إنه إنما سمي ذا القرنين ؛ لأنه بلغ المشارق والمغارب ، من حيث يطلع قرن الشمس ويغرب .

﴿ تفسير القرطبي ﴾

قوله تعالى : ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا قال ابن إسحاق : وكان من خبر ذي القرنين أنه أوتي ما لم يؤت غيره ، فمدت له الأسباب حتى انتهى من البلاد إلى مشارق الأرض ومغاربها ، لا يطأ أرضا إلا سلط على أهلها ، حتى انتهى من المشرق والمغرب إلى ما ليس وراءه شيء من الخلق .
قال ابن إسحاق : حدثني من يسوق الأحاديث عن الأعاجم فيما توارثوا من علم ذي القرنين أن ذا القرنين كان من أهل مصر اسمه مرزبان بن مردبة اليوناني من ولد يونان بن يافث بن نوح .
قال ابن هشام : واسمه الإسكندر وهو الذي بنى الإسكندرية فنسبت إليه .
قال ابن إسحاق : وقد حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان الكلاعي - وكان خالد رجلا قد أدرك الناس - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن ذي القرنين فقال : ملك مسح الأرض من تحتها بالأسباب وقال خالد : وسمع عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه - رجلا يقول يا ذا القرنين ، فقال : ( اللهم غفرا أما رضيتم أن تسموا بأسماء الأنبياء حتى تسميتم بأسماء الملائكة ) قال ابن إسحاق : فالله أعلم أي ذلك كان ؟ أقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك أم لا ؟ والحق ما قال .
قلت : وقد روي عن علي بن أبي طالب - رضي الله تعالى عنه - مثل قول عمر ; سمع رجلا يدعو آخر يا ذا القرنين ، فقال علي : ( أما كفاكم أن تسميتم بأسماء الأنبياء حتى تسميتم بأسماء الملائكة ) وعنه أنه عبد ملك ( بكسر اللام ) صالح نصح الله فأيده .
وقيل : هو نبي مبعوث فتح الله - تعالى - على يديه الأرض .
وذكر الدارقطني في كتاب الأخبار أن ملكا يقال له رباقيل كان ينزل على ذي القرنين ، وذلك الملك هو الذي يطوي الأرض يوم القيامة ، وينقضها فتقع أقدام الخلائق كلهم بالساهرة ; فيما ذكر بعض أهل العلم .
وقال السهيلي : وهذا مشاكل بتوكيله بذي القرنين الذي قطع الأرض مشارقها ومغاربها ; كما أن قصة خالد بن سنان في تسخير النار له مشاكلة بحال الملك الموكل بها ، وهو مالك - عليه السلام - وعلى جميع الملائكة أجمعين .
ذكر ابن أبي خيثمة في كتاب البدء له خالد بن سنان العبسي وذكر نبوته ، وذكر أنه وكل به من الملائكة مالك خازن النار ، وكان من أعلام نبوته أن نارا يقال لها نار الحدثان ، كانت تخرج على الناس من مغارة فتأكل الناس ولا يستطيعون ردها ، فردها خالد بن سنان فلم تخرج بعد .
واختلف في اسم ذي القرنين وفي السبب الذي سمي به بذلك اختلافا كثيرا ; فأما اسمه فقيل : هو الإسكندر الملك اليوناني المقدوني ، وقد تشدد قافه فيقال : المقدوني .
وقيل : اسمه هرمس .
ويقال : اسمه هرديس .
وقال ابن هشام : هو الصعب بن ذي يزن الحميري من ولد وائل بن حمير ; وقد تقدم قول ابن إسحاق .
وقال وهب بن منبه : هو رومي .
وذكر الطبري حديثا عن النبي - عليه الصلاة والسلام - أن ذا القرنين شاب من الروم وهو حديث واهي السند ; قاله ابن عطية .
قال السهيلي : والظاهر من علم الأخبار أنهما اثنان : أحدهما : كان على عهد إبراهيم - عليه السلام - ، ويقال : إنه الذي قضى لإبراهيم - عليه السلام - حين تحاكموا إليه في بئر السبع بالشام .
والآخر : أنه كان قريبا من عهد عيسى - عليه السلام - .
وقيل : إنه أفريدون الذي قتل بيوراسب بن أرونداسب الملك الطاغي على عهد إبراهيم - عليه السلام - ، أو قبله بزمان .
وأما الاختلاف في السبب الذي سمي به ، فقيل : إنه كان ذا ضفيرتين من شعر فسمي بهما ; ذكره الثعلبي وغيره .
والضفائر قرون الرأس ; ومنه قول الشاعر :فلثمت فاها آخذا بقرونها شرب النزيف ببرد ماء الحشرجوقيل : إنه رأى في أول ملكه كأنه قابض على قرني الشمس ، فقص ذلك ، ففسر أنه سيغلب ما ذرت عليه الشمس ، فسمي بذلك ذا القرنين .
وقيل : إنما سمي بذلك لأنه بلغ المغرب والمشرق فكأنه حاز قرني الدنيا .
وقالت طائفة : إنه لما بلغ مطلع الشمس كشف بالرؤية قرونها فسمي بذلك ذا القرنين ; أو قرني الشيطان بها .
وقال وهب بن منبه : كان له قرنان تحت عمامته .
وسأل ابن الكواء عليا - رضي الله تعالى عنه - عن ذي القرنين أنبيا كان أم ملكا ؟ فقال : ( لا ذا ولا ذا ، كان عبدا صالحا دعا قومه إلى الله - تعالى - فشجوه على قرنه ، ثم دعاهم فشجوه على قرنه الآخر ، فسمي ذا القرنين ) واختلفوا أيضا في وقت زمانه ، فقال قوم : كان بعد موسى .
وقال قوم : كان في الفترة بعد عيسى وقيل : كان في وقت إبراهيم وإسماعيل .
وكان الخضر - عليه السلام - صاحب لوائه الأعظم ; وقد ذكرناه في " البقرة " .
وبالجملة فإن الله - تعالى - مكنه وملكه ودانت له الملوك ، فروي أن جميع ملوك الدنيا كلها أربعة : مؤمنان وكافران ; فالمؤمنان سليمان بن داود وإسكندر ، والكافران نمرود وبختنصر ; وسيملكها من هذه الأمة خامس لقوله - تعالى - : ليظهره على الدين كله وهو المهدي وقد قيل : إنما سمي ذا القرنين لأنه كان كريم الطرفين من أهل بيت شريف من قبل أبيه وأمه وقيل : لأنه انقرض في وقته قرنان من الناس وهو حي وقيل : لأنه كان إذا قاتل قاتل بيديه وركابيه جميعا .
وقيل لأنه أعطي علم الظاهر والباطن .
وقيل : لأنه دخل الظلمة والنور .
وقيل : لأنه ملك فارس والروم .

﴿ تفسير الطبري ﴾

القول في تأويل قوله تعالى : وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83)* يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ويسألك يا محمد هؤلاء المشركون عن ذي القرنين ما كان شأنه، وما كانت قصته، فقل لهم: سأتلو عليكم من خبره ذكرا يقول: سأقصّ عليكم منه خبرا.
وقد قيل: إن الذين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أمر ذي القرنين، كانوا قوما من أهل الكتاب.
فأما الخبر بأن الذين سألوه عن ذلك كانوا مشركي قومه فقد ذكرناه قبل.
وأما الخبر بأن الذين سألوه، كانوا قوما من أهل الكتاب ، فحدثنا به أبو كريب.
قال: ثنا زيد بن حباب عن ابن لهيعة ، قال: ثني عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن شيخين من تجيب، قال : أحدهما لصاحبه: انطلق بنا إلى عقبة بن عامر نتحدّث، قالا فأتياه فقالا جئنا لتحدثنا، فقال: " كنت يوما أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرجت من عنده، فلقيني قوم من أهل الكتاب، فقالوا: نريد أن نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستأذن لنا عليه، فدخلت عليه، فأخبرته، فقال: ما لي وما لهم، ما لي علم إلا ما علمني الله "، ثم قال: اسكب لي ماء ، فتوضأ ثم صلى، قال: فما فرغ حتى عرفت السرور في وجهه، ثم قال: " أدخلهم عليّ، ومن رأيت من أصحابي فدخلوا فقاموا بين يديه، فقال: إن شئتم سألتم فأخبرتكم عما تجدونه في كتابكم مكتوبا، وإن شئتم أخبرتكم، قالوا: بلى أخبرنا، قال: جئتم تسألوني عن ذي القرنين، وما تجدونه في كتابكم: كان شابا من الروم، فجاء فبنى مدينة مصر الإسكندرية ، فلما فرغ جاءه ملك فعلا به في السماء، فقال له ما ترى؟ فقال: أرى مدينتي ومدائن، ثم علا به، فقال: ما ترى؟ فقال: أرى مدينتي، ثم علا به فقال: ما ترى؟ قال: أرى الأرض، قال: فهذا اليم محيط بالدنيا، إن الله بعثني إليك تعلم الجاهل، وتثبت العالم، فأتى به السدّ، وهو جبلان لينان يَزْلَق عنهما كل شيء، ثم مضى به حتى جاوز يأجوج ومأجوج، ثم مضى به إلى أمة أخرى، وجوههم وجوه الكلاب يقاتلون يأجوج ومأجوج، ثم مضى به حتى قطع به أمة أخرى يقاتلون هؤلاء الذين وجوههم وجوه الكلاب، ثم مضى حتى قطع به هؤلاء إلى أمة أخرى قد سماهم ".
واختلف أهل العلم في المعنى الذي من أجله قيل لذي القرنين: ذو القرنين، فقال بعضهم:قيل له ذلك من أجل أنه ضُرِب على قَرنْه فهلك، ثم أُحْيِي فضُرب على القرن الآخر فهلك.
* ذكر من قال ذلك:حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن عنبسة، عن عبيد المُكْتِب، عن أبي الطُّفِيل، قال: سأل ابن الكوّاء عليا عن ذي القرنين، فقال: هو عبد أحبّ الله فأحبه، وناصح الله فنصحه، فأمرهم بتقوى الله فضربوه على قَرْنه فقتلوه، ثم بعثه الله ، فضربوه على قرنه فمات.
حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا يحيى، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، قال: سئل عليّ رضوان الله عليه عن ذي القرنين، فقال: كان عبدا ناصح الله فناصحه، فدعا قومه إلى الله، فضربوه على قرنه فمات، فأحياه الله، فدعا قومه إلى الله فضربوه على قرنه فمات، فسمي ذا القرنين.
حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن القاسم بن أبى بزة، عن أبي الطفيل، قال: سمعت عليا وسألوه عن ذي القرنين أنبيا كان؟ قال: كان عبدا صالحا، أحبّ الله ، فأحبه الله، وناصح الله فنصحه، فبعثه الله إلى قومه، فضربوه ضربتين في رأسه، فسمي ذا القرنين ، وفيكم اليوم مثله.
وقال آخرون في ذلك بما حدثني به محمد بن سهل البخاري، قال: ثنا إسماعيل بن عبد الكريم، قال: ثني عبد الصمد بن معقل، قال: قال وهب بن منبه: كان ذو القرنين ملكا، فقيل له : فلم سُمّي ذا القرنين؟ قال: اختلف فيه أهل الكتاب.
فقال بعضهم: ملك الروم وفارس.
وقال بعضهم: كان في رأسه شبه القرنين.
وقال آخرون: إنما سمي ذلك لأن صفحتي رأسه كانتا من نحاس.
* ذكر من قال ذلك:حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة.
قال: ثني ابن أبي إسحاق.
قال: ثني من لا أتهم عن وهب بن منبه اليماني، قال: إنما سمي ذا القرنين أن صفحتي رأسه كانتا من نحاس.
--------------------------------------------------------------------------------الهوامش:(1) هذا صدر بيت لذي الرمة .
وفي ( اللسان : قض ) : انقض الجدار : تصدع من غير أن يسقط .
وقيل : انقض : سقط .
وفي التنزيل العزيز : ( فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض ) هكذا عده أبو عبيد وغيره ثنائيا ، وجعله أبو علي ثلاثيا من نقض ، فهو عنده " افعل " بتشديد اللام .
وفي التهذيب : ينقض : أي ينكسر ، يقال : قضضت الشيء ، إذا دققته .
والمنصلت : المسرع من كل شيء .
(2) هو الفراء ( انظر معاني القرآن له ، مصورة الجامعة 24059 ص 190 ) .
(3) البيت من شواهد أبي عبيدة في ( مجاز القرآن 1 : 410 ) قال في تفسير قوله تعالى : ( يريد أن ينقض ) ليس للحائط إرادة ولا للموت ولكنه إذا كان في هذه الحال من رثة ، فهو إرادته .
وهذا قول العرب في غيره ، قال الحارثي : " يريد الرمح .
.
.
البيت " .
وفي " اللسان : رود " : وقوله عز وجل : ( فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه ) أي أقامه الخضر ، وقال : يريد ، والإرادة إنما تكون من الحيوان ، والجدار لا يريد إرادة حقيقية ؛ لأن تهيؤه للسقوط قد ظهر كما تظهر أفعال المريدين ، فوصف الجدار بالإرادة ، إذا كانت الصورتان واحدة ، ومثل هذا كثير في اللغة والشعر ، قال الراعي :في مهمه قلقت به هاماتهاقلق الفئوس إذا أردنا نصولاوقال الآخر : " يريد الرمح صدر أبي براء " .
.
.
.
البيت .
(4) البيت من شواهد الفراء في معاني القرآن ( الورقة 190 من مصورة الجامعة ) قال : " يريد أن ينقض " : يقال : كيف يريد الجدار أن ينقض ؟ وذلك من كلام العرب أن يقولوا : الجدار يريد أن يسقط .
ومثله قول الله : ( ولما سكت عن موسى الغضب ) والغضب لا يسكت ، إنما يسقط صاحبه ، ومعناه : سكن .
وقوله : فإذا عزم الأمر : إنما يعزم الأمر أهله .
وقال الشاعر : " إن دهرا .
.
.
" البيت .
وقال الآخر : " شكى إلي جملي .
.
.
البيت " .
( وسيجيء بعد هذا ) .
والجمل لم يشك ، إنما تكلم به على أنه لو نطق لقال ذلك ، وكذلك قول عنترة : " وزور من وقع القنا .
.
.
.
البيت " ؛ ( سيجيء بعد هذا ) .
.
.
وقال أبو عبيدة في ( مجاز القرآن 1 : 411 ) : وجاز " أن ينقض " مجاز : يقع .
يقال : انقضت الدار إذا انهدمت وسقطت ، وقرأ قوم " أن ينقاض " ، ومجازه : أن ينقلع من أصله ويتصدع ؛ بمنزلة قولهم : قد انقاضت السن : أي إن صدعت ، وتقلعت من أصلها .
(5) سبق الكلام على البيت في الشاهد السابق عليه وهو من شواهد الفراء في معاني القرآن .
(6) سبق الكلام على البيت في الشاهد السابق على الذي قبله .
ولبانه : صدره : والقنا : جمع قناة ، وهي الرمح .
وهو من شواهد الفراء .
(7) هذا بيت من الرجز .
لذي الرمة .
والبيود : مصدر باد يبيد : إذا هلك .
والشاهد فيه مثل الشواهد السابقة عليه .
(8) هذا البيت للراعي ، وقد سبق الكلام عليه قبل في أكثر من موضع .
(9) هال التراب والرمل هيلا وأهاله فانهال ، وهيله فتهيل أي دفعه فانهال .
والنقا : الكثيب من الرمل النقي .
والبيت كالشواهد السابقة عليه في أن قوله ينهاه الثرى : أي يمسكه الثرى على التهيل ، جعل ذلك بمنزلة نهيه عن السقوط ، مع أن الثرى لا ينهى ولا يأمر ، ولكنه جاء كذلك على لسان العرب ، كما جاء قوله تعالى في القرآن : ( يريد أن ينقض ) .
وقد اتضح معناه بما لا يزيد عليه في الشواهد السابقة قريبا .
(10) البيت للممزق العبدي ، واسمه شأس بن نهار، شاعر جاهلي قديم .
وهو من شواهد أبي عبيدة في مجاز القرآن ( 1 : 411 ) قال : " لو شئت لتخذت عليه أجرا " : الخاء مكسورة ، ومعناها معنى أخذت ، فكان مخرجها مخرج فعلت تفعل ( من باب فرح يفرح ) قال الممزق العبدي ( من عبد القيس ) : " وقد تخذت رجلي .
.
.
البيت " .
وفي اللسان : والغرز للجمل مثل الركاب للبغل ، وهو ما يضع الراكب فيه قدمه عند الركوب .
والأفحوص : مجثم القطاة ، لأنها تفحص الموضع ، ثم تبيض فيه ، وكذلك هو للدجاجة ، قال الممزق العبدي : " وقد تذت رجلي .
.
.
" البيت .
والنسيف : أثر عض الغرز في جنب الناقة ، من عضة أو انحصاص وبر .
والمطرق من وصف القطاة .
يقال : طرقت المرأة وكل حامل تطرق : إذا خرج من الولد نصفه ثم نشب فيقال : طرقت ثم خلصت .
وقيل التطريق للقطاة إذا فحصت للبيض ، كأنها تجعل له طريقا .
(11) البيت لسوار بن المضرب ( اللسان : ورى ) .
وهو من شواهد أبي عبيدة في ( مجاز القرآن : 1 : 412 ) قال في تفسير قوله تعالى : ( وكان وراءهم ملك ) : أي من بين أبيديهم وأمامهم .
قال : " أترجو بنو مروان .
.
.
البيت " : أي أمامي .
أ ه .
وفي ( اللسان : ورى ) : وقوله عز وجل : ( وكان وراءهم ملك ) أي أمامهم .
قال ابن بري : ومثله قول سوار بن المضرب : " أيرجو بنو مروان .
.
.
البيت " .
(12) البيت من مشطور الرجز .
وهو للعجاج ( ديوانه طبع ليبسج سنة 1903 ص 10 ) وهو من شواهد أبي عبيدة في ( مجاز القرآن 1 : 413 ) قال في تفسير قوله تعالى : ( وأقرب رحما ) : معناها : معنى رحما ، مثل عسر ويسر ، وهلك وهلك قال العجاج : " ولم تعوج .
.
.
البيت " .
وفي ( اللسان : رحم ) : الرحم ، بالضم : الرحمة .
وفي التنزيل : " وأقرب رحما " ، وقرئت رحما ( بضمتين ) .
وقال أبو إسحق : أي أقرب عطفا وأمس بالقرابة .
والرحم ( بضم الراء المشددة فيهما ، مع سكون الحاء أو ضمها ) في اللغة : العطف والرحمة .
(13) عمر بن عبد الله المدني ، مولى غفرة ، بضم المعجمة ، قيل : هي أخت بلال بن رباح .
توفي سنة 145 ه ( الخزرجي ) .

﴿ ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا ﴾

قراءة سورة الكهف

المصدر : تفسير : ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم