القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

تفسير و معنى الآية 89 سورة يونس - قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان

سورة يونس الآية رقم 89 : سبع تفاسير معتمدة

سورة قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان - عدد الآيات 109 - رقم السورة - صفحة السورة في المصحف الشريف - .

تفسير و معنى الآية 89 من سورة يونس عدة تفاسير - سورة يونس : عدد الآيات 109 - - الصفحة 219 - الجزء 11.

سورة يونس الآية رقم 89


﴿ قَالَ قَدۡ أُجِيبَت دَّعۡوَتُكُمَا فَٱسۡتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ ﴾
[ يونس: 89]

﴿ التفسير الميسر ﴾

قال الله تعالى لهما: قد أجيبت دعوتكما في فرعون وملئه وأموالهم -وكان موسى يدعو، وهارون يؤمِّن على دعائه، فمن هنا نسبت الدعوة إلى الاثنين- فاستقيما على دينكما، واستمرَّا على دعوتكما فرعون وقومه إلى توحيد الله وطاعته، ولا تسلكا طريق مَن لا يعلم حقيقة وعدي ووعيدي.

﴿ تفسير الجلالين ﴾

«قال» تعالى «قد أجيبت دعوتكما» فمسخت أموالهم حجارة ولم يؤمن فرعون حتى أدركه الغرق «فاستقيما» على الرسالة والدعوة إلى أن يأتيهم العذاب «ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون» في استعجال قضائي روي أنه مكث بعدها أربعين سنة.

﴿ تفسير السعدي ﴾

قَالَ الله تعالى قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا هذا دليل على أن موسى، [كان] يدعو، وهارون يؤمن على دعائه، وأن الذي يؤمن، يكون شريكا للداعي في ذلك الدعاء.
فَاسْتَقِيمَا على دينكما، واستمرا على دعوتكما، وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ أي: لا تتبعان سبيل الجهال الضلال، المنحرفين عن الصراط المستقيم، المتبعين لطرق الجحيم، فأمر الله موسى أن يسري ببني إسرائيل ليلاً، وأخبره أنهم يتبعون، وأرسل فرعون في المدائن حاشرين يقولون: إِنَّ هَؤُلَاءِ أي: موسى وقومه: لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ فجمع جنوده، قاصيهم ودانيهم، فأتبعهم بجنوده، بغيًا وعدوًا أي: خروجهم باغين على موسى وقومه، ومعتدين في الأرض، وإذا اشتد البغي، واستحكم الذنب، فانتظر العقوبة.


﴿ تفسير البغوي ﴾

( قال ) " الله تعالى لموسى وهارون ، ( قد أجيبت دعوتكما ) إنما نسب إليهما والدعاء كان من موسى لأنه روي أن موسى كان يدعو وهارون يؤمن ، والتأمين دعاء .
وفي بعض القصص : كان بين دعاء موسى وإجابته أربعون سنة .
( فاستقيما ) على الرسالة والدعوة ، وامضيا لأمري إلى أن يأتيهم العذاب ( ولا تتبعان ) نهي بالنون الثقيلة ، ومحله جزم ، يقال في الواحد : لا تتبعن بفتح النون ؛ لالتقاء الساكنين ، وبكسر النون في التثنية لهذه العلة .
وقرأ ابن عامر بتخفيف النون لأن نون التأكيد تثقل وتخفف ، ( سبيل الذين لا يعلمون ) يعني : ولا تسلكا طريق الذين يجهلون حقيقة وعدي ، فإن وعدي لا خلف فيه ، ووعيدي نازل بفرعون وقومه .

﴿ تفسير الوسيط ﴾

فقال: قالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما فَاسْتَقِيما، وَلا تَتَّبِعانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ.
أى: قال الله- تعالى- لموسى وهارون- عليهما السلام-: أبشرا فقد أجبت دعوتكما في شأن فرعون وملئه فَاسْتَقِيما على أمرى، وامضيا في دعوتكما الناس إلى الحق، وأثبتا على ما أنتما عليه من الإيمان بي والطاعة لأمري.
وَلا تَتَّبِعانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ما جرت به سنتي في خلقي، ولا يدركون طريق الخير من طريق الشر.
وكان الجواب من الله- تعالى- لموسى وهارون، مع أن الداعي موسى فقط كما صرحت الآيات السابقة، لأن هارون كان يؤمن على دعاء أخيه موسى والتأمين لون من الدعاء.
هذا، ومن الحكم والعظات التي نأخذها من هاتين الآيتين الكريمتين: أن من علامات الإيمان الصادق.
أن يكون الإنسان غيورا على دين الله، ومن مظاهر هذه الغيرة أن يتمنى زوال النعمة من بين أيدى المصرين على جحودهم وفسوقهم وبطرهم لأن وجود النعم بين أيديهم كثيرا ما يكون سببا في إيذاء المؤمنين، وإدخال القلق والحيرة على نفوس بعضهم.
وأن الداعي متى توجه إلى الله- تعالى- بقلب سليم، ولسان صادق، كان دعاؤه مرجو القبول عنده- سبحانه-.
ثم ختم- سبحانه- قصة موسى- عليه السلام- مع فرعون في هذه السورة الكريمة ببيان سنة من سننه التي لا تتخلف، وهي حسن عاقبة المؤمنين وسوء عاقبة المكذبين فقال- تعالى-:

﴿ تفسير ابن كثير ﴾

وقال تعالى : ( قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما [ ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون ] ) أي : كما أجيبت دعوتكما فاستقيما على أمري .قال ابن جريج ، عن ابن عباس : ( فاستقيما ) فامضيا لأمري ، وهي الاستقامة . قال ابن جريج : يقولون : إن فرعون مكث بعد هذه الدعوة أربعين سنة .وقال محمد بن علي بن الحسين : أربعين يوما .

﴿ تفسير القرطبي ﴾

قوله تعالى قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمونقوله تعالى قال قد أجيبت دعوتكما قال أبو العالية : دعا موسى وأمن هارون ; فسمي هارون وقد أمن على الدعاء داعيا .
والتأمين على الدعاء أن يقول آمين ; فقولك آمين دعاء ، أي يا رب استجب لي .
وقيل : دعا هارون مع موسى أيضا .
وقال أهل المعاني : ربما خاطبت العرب الواحد بخطاب الاثنين ; قال الشاعر :فقلت لصاحبي لا تعجلانا بنزع أصوله فاجتز شيحاوهذا على أن آمين ليس بدعاء ، وأن هارون لم يدع .
قال النحاس : سمعت علي بن سليمان يقول : الدليل على أن الدعاء لهما قول موسى عليه السلام ( ربنا ) ولم يقل رب .
وقرأ علي والسلمي " دعواتكما " بالجمع .
وقرأ ابن السميقع " أجبت دعوتكما " خبرا عن الله تعالى ، ونصب ( دعوة ) بعده .
وتقدم القول في " آمين " في آخر الفاتحة مستوفى .
وهو مما خص به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهارون وموسى عليهما السلام .
روى أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله قد أعطى أمتي ثلاثا لم تعط أحدا قبلهم : السلام ، وهي تحية أهل الجنة ، وصفوف الملائكة ، وآمين : إلا ما كان من موسى وهارون ذكره الترمذي الحكيم في نوادر الأصول .
وقد تقدم في الفاتحة .
قوله تعالى ( فاستقيما ) قال الفراء وغيره : أمر بالاستقامة على أمرهما والثبات عليه من دعاء فرعون وقومه إلى الإيمان ، إلى أن يأتيهما تأويل الإجابة .
قال محمد بن علي وابن جريج : مكث فرعون وقومه بعد هذه الإجابة أربعين سنة ثم أهلكوا .
وقيل : استقيما أي على الدعاء ; والاستقامة في الدعاء ترك الاستعجال في حصول المقصود ، ولا يسقط الاستعجال من القلب إلا باستقامة السكينة فيه ، ولا تكون تلك السكينة إلا بالرضا الحسن لجميع ما يبدو من الغيب .
ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون بتشديد النون في موضع جزم على النهي ، والنون للتوكيد ، وحركت لالتقاء الساكنين ، واختير لها الكسر لأنها أشبهت نون الاثنين .
وقرأ ابن ذكوان بتخفيف النون على النفي .
وقيل : هو حال من ( استقيما ) ; أي استقيما غير متبعين ، والمعنى : لا تسلكا طريق من لا يعلم حقيقة وعدي ووعيدي .

﴿ تفسير الطبري ﴾

القول في تأويل قوله تعالى : قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (89)قال أبو جعفر: وهذا خبر من الله عن إجابته لموسى صلى الله عليه وسلم وهارون دعاءهما على فرعون وأشراف قومه وأموالهم.
يقول جل ثناؤه: (قال) الله لهما : (قد أجيبت دعوتكما) ، في فرعون وملئه وأموالهم.
* * *فإن قال قائل: وكيف نسبت " الإجابة " إلى اثنين و " الدعاء "، إنما كان من واحد ؟قيل: إن الداعي وإن كان واحدًا ، فإن الثاني كان مؤمِّنًا، وهو هارون، فلذلك نسبت الإجابة إليهما، لأن المؤمِّن داعٍ.
(1) وكذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:17847- حدثني محمد بن بشار قال ، حدثنا عبد الرحمن قال ، حدثنا سفيان، عن ابن جريج، عن رجل، عن عكرمة في قوله: (قد أجيبت دعوتكما) ، قال: كان موسى يدعو، وهارون يؤمن، فذلك قوله: (قد أجيبت دعوتكما).
* * *وقد زعم بعض أهل العربية ، أن العرب تخاطب الواحد خطاب الاثنين، وأنشد في ذلك: (2)فَقُلْتُ لِصَاحِبي لا تُعْجَلانَابِنزعِ أُصُولِهِ وَاجْتَزَّ شِيحَا (3)* * *17848- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا زكريا بن عدي، عن ابن المبارك، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح قال: (قد أجيبت دعوتكما) قال: دعا موسى، وأمن هارون.
17849- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبي وزيد بن حباب، عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن كعب قال: دعا موسى، وأمَّن هارون.
17850-.
.
.
.
قال: حدثنا أبو معاوية، عن شيخ له، عن محمد بن كعب قال: دعا موسى وأمّن هارون.
17851- حدثنا المثنى قال ، حدثنا أبو نعيم قال، حدثنا أبو جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية قال: (قد أجيبت دعوتكما) ، قال: دعا موسى، وأمن هارون.
17852- قال، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الرحمن بن سعد، وعبد الله بن أبي جعفر، عن أبي جعفر، عن الربيع بن أنس، قال: دعا موسى وأمَّن هارون، فذلك قوله: (قد أجيبت دعوتكما).
17853- حدثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا الثوري، عن رجل، عن عكرمة في قوله: " قد أجيبت دعوتكما " قال: كان موسى يدعو وهارون يؤمّن، فذلك قوله : (قد أجيبت دعوتكما).
17854- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس: (قد أجيبت دعوتكما) لموسى وهارون ، قال ابن جريج: قال عكرمة: أمّن هارون على دعاء موسى فقال الله: (قد أجيبت دعوتكما فاستقيما).
17855- حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد: كان هارون يقول: آمين فقال الله: (قد أجيبت دعوتكما) فصار التأمين دعوة صار شريكه فيها.
* * *وأما قوله: (فاستقيما) ، فإنه أمرٌ من الله تعالى لموسى وهارون بالاستقامة والثبات على أمرهما ، من دعاء فرعون وقومه إلى الإجابة إلى توحيد الله وطاعته، إلى أن يأتيهم عقاب الله الذي أخبرهما أنه أجَابَهما فيه ، (4) كما:-17856- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج، قال: قال ابن جريج، قال ابن عباس: (فاستقيما) : فامضيا لأمري، وهي الاستقامة ، قال ابن جريج : يقولون: إن فرعون مكث بعد هذه الدعوة أربعين سنة.
(5)* * *وقوله: (ولا تتبعانّ سبيل الذين لا يعلمون) ، (6) يقول: ولا تسلكانّ طريق الذين يجهلون حقيقة وعدي، فتستعجلان قضائي، فإن وعْدي لا خلف له، وإن وعيدي نازلٌ بفرعون وعذابي واقع به وبقومه.
-------------------------الهوامش :(1) انظر معاني القرآن للفراء 1 : 478 .
(2) هو مضرس بن ربعى الأسدي .
(3) الصاحبي : 186 ، ابن يعيش 10 : 49 ، واللسان ( جزز ) ، وسيأتي في التفسير 26 : 103 ، ( بولاق ) .
من كلمة له ، لم أجدها مجموعة في مكان ، ومنها أبيات في حماسة ابن الشجري 27 ، 204 ، يقولها في الشواء ، يقول قبل البيت :وَفِتْيَانٍ شَوَيْتُ لَهُمْ شِوَاءًسَريعَ الشَّيِّ كنْتُ بِهِ نَجِيحَافَطِرْتُ بِمُنْصُلِي في يَعْمَلاَتٍدَوَامِي الأَيْدِ يَخْبِطْنَ السَّرِيحَاوقُلْتُ لِصَاحِبي : لا تَحْبِسَانَا.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
ويروى " لا تحبسنا " ، ولا شاهد فيها ، ويروى " واجدز " ( بتشديد الزاي ) وقلب " التاء دالا ، ورواية الطبري الآتية : " لا تحبسانا " أيضًا .
" النجيح " : المجد السريع .
واليعملات : النوق .
و" الدوامي " : قد دميت أيديها من طول السير وشدته .
و" السريح " : خرق أو جلود تشد على أخفاف الإبل إذا دميت .
ويقول لصاحبه : لا تحبسنا عن الشيء ، أو : لا تجعلنا نعجل عليك بالدعاء ، بطول تلبثك في نزع الحطب من أصوله ، بل خذ ما من تيسر قضبانه وعيدانه ، وائتنا به لنشوي .
(4) انظر تفسير " الاستقامة " ، فيما سلف من فهارس اللغة ( قوم ) .
(5) هكذا في المطبوعة والدر المنثور : " بعد هذه الدعوة " ، وفي المخطوطة : " بعد هذه الآية " ، إلا أن " الآية " سيئة الكتابة .
(6) انظر تفسير " اتبع " و " السبيل " فيما سلف من فهارس اللغة ( اتبع ) ، ( سبل ) .
وما سيأتي بعد قليل في تفسير الآية التالية .

﴿ قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون ﴾

قراءة سورة يونس

المصدر : تفسير : قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان