أي: إذا نفخ في الصور وخرج الناس من قبورهم، كل على حسب حاله، فالمتقون يحشرون إلى الرحمن وفدا، والمجرمون يحشرون زرقا ألوانهم من الخوف والقلق والعطش
﴿ تفسير الوسيط ﴾
ثم بين- سبحانه- أحوال المجرمين عند الحشر فقال: يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً.أى: اذكر- أيها العاقل- يوم ينفخ إسرافيل في الصور النفخة الثانية، ونحشر المجرمين يومئذ ونجمعهم للحساب حالة كونهم زرق العيون من شدة الهول، أو حالة كونهم «زرقا» أى: عميا، لأن العين إذا ذهب ضوؤها أزرق ناظرها. أو «زرقا» معناه: عطاشا، لأن العطش الشديد يغير سواد العين فيجعله كالأزرق.قال- تعالى-: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ. ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ .
﴿ تفسير البغوي ﴾
( يوم ينفخ في الصور ) قرأ أبو عمرو " ننفخ " بالنون وفتحها وضم الفاء لقوله : " ونحشر " ، وقرأ الآخرون بالياء وضمها وفتح الفاء على غير تسمية الفاعل ، ( ونحشر المجرمين ) المشركين ، ( يومئذ زرقا ) والزرقة : هي الخضرة : في سواد العين ، فيحشرون زرق العيون سود الوجوه . وقيل : ( زرقا ) أي عميا . وقيل : عطاشا .