أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ْ أي: من انقاد للشيطان وأعرض عن ربه، وصار من أتباع إبليس وحزبه، مستقرهم النار. وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا ْ أي: مخلصا ولا ملجأ بل هم خالدون فيها أبد الآباد.
﴿ تفسير الوسيط ﴾
وقوله أُولئِكَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَلا يَجِدُونَ عَنْها مَحِيصاً بيان لسوء مصير الذين انقادوا للشيطان واتبعوا خطواته.والمحيص: المهرب والملجأ. وهو اسم مكان أو مصدر ميمى يقال حاص عنه يحيص حيصا وحيوصا ومحيصا أى: عدل وحاد.أى: أولئك الذين اتبعوا خطوات الشيطان وساروا في ركابه، مستقرهم جميعا جهنم، ولا يجدون ملجأ دونها يلتجئون إليه، أو مهربا يهربون منه لينجوا من عذابها، وإنما يبقون فيها دون أن يتمكنوا من الخروج منها.وبهذا نرى أن هذه الآيات الكريمة قد حذرت أشد التحذير من الإشراك بالله- تعالى- ومن اتباع وساوس الشيطان وخداعه ووعوده الباطلة، وأمانيه الخادعة، وهددت كل من يهجر طريق الرشد. ويسلك طريق الغي بالعذاب الشديد الذي لا مفر منه ولا مهرب.ثم عقب- سبحانه- ذلك ببيان حسن عاقبة المؤمنين، الذين آمنوا بالله إيمانا حقا، وابتعدوا عن كل مالا يرضيه فقال- سبحانه-:
﴿ تفسير البغوي ﴾
( أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصا ) أي : مفرا ومعدلا عنها .