القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

الآية 148 من سورة البقرة - ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يأت بكم الله

سورة البقرة الآية رقم 148 : قراءة و استماع

قراءة و استماع الآية 148 من سورة البقرة مكتوبة - عدد الآيات 286 - Al-Baqarah - الصفحة 23 - الجزء 2.

سورة البقرة الآية رقم 148

﴿ وَلِكُلّٖ وِجۡهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَاۖ فَٱسۡتَبِقُواْ ٱلۡخَيۡرَٰتِۚ أَيۡنَ مَا تَكُونُواْ يَأۡتِ بِكُمُ ٱللَّهُ جَمِيعًاۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾
[ البقرة: 148]


﴿ ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شيء قدير ﴾


﴿ تفسير السعدي ﴾

أي: كل أهل دين وملة, له وجهة يتوجه إليها في عبادته، وليس الشأن في استقبال القبلة, فإنه من الشرائع التي تتغير بها الأزمنة والأحوال, ويدخلها النسخ والنقل, من جهة إلى جهة، ولكن الشأن كل الشأن, في امتثال طاعة الله, والتقرب إليه, وطلب الزلفى عنده، فهذا هو عنوان السعادة ومنشور الولاية، وهو الذي إذا لم تتصف به النفوس, حصلت لها خسارة الدنيا والآخرة، كما أنها إذا اتصفت به فهي الرابحة على الحقيقة, وهذا أمر متفق عليه في جميع الشرائع, وهو الذي خلق الله له الخلق, وأمرهم به.
والأمر بالاستباق إلى الخيرات قدر زائد على الأمر بفعل الخيرات، فإن الاستباق إليها, يتضمن فعلها, وتكميلها, وإيقاعها على أكمل الأحوال, والمبادرة إليها، ومن سبق في الدنيا إلى الخيرات, فهو السابق في الآخرة إلى الجنات, فالسابقون أعلى الخلق درجة، والخيرات تشمل جميع الفرائض والنوافل, من صلاة, وصيام, وزكوات وحج, عمرة, وجهاد, ونفع متعد وقاصر.
ولما كان أقوى ما يحث النفوس على المسارعة إلى الخير, وينشطها, ما رتب الله عليها من الثواب قال: أَيْنَمَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فيجمعكم ليوم القيامة بقدرته, فيجازي كل عامل بعمله لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ويستدل بهذه الآية الشريفة على الإتيان بكل فضيلة يتصف بها العمل، كالصلاة في أول وقتها, والمبادرة إلى إبراء الذمة, من الصيام, والحج, والعمرة, وإخراج الزكاة, والإتيان بسنن العبادات وآدابها, فلله ما أجمعها وأنفعها من آية".

﴿ تفسير الوسيط ﴾

ثم قال تعالى: لِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ.
أى: ولكل أهل ملة فبلة يتجهون إليها في عباداتهم، فسارعوا أنتم جهدكم إلى ما اختاره الله لكم من الأعمال التي تكسبكم سعادة الدارين، والتي من جملتها التوجه إلى البيت الحرام.
ثم ساق الله- تعالى- وعدا لمن يطيع أمره، ووعيدا لمن ينصرف عن الخير.
فقال- تعالى-: يْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً.
أى: في أى بقعة يدرككم الأجل، وتموتون فيها، يجمعكم الله- تعالى- يوم القيامة.
لتقفوا بين يديه للحساب، لأنه- سبحانه- قادر على جمعكم بعد مماتكم من قبوركم حيث كنتم، وإن تفرقت أجسادكم وأبدانكم، كما أنه- سبحانه- قدير على كل شيء، ومادام الأمر كذلك، فبادروا بالأعمال الصالحة شكرا لربكم، وحافظوا على قبلتكم، حتى لا تضلوا كما ضل اليهود ومن على طريقتهم في الكفر والعناد.

﴿ تفسير البغوي ﴾

قوله تعالى: ولكل وجهة أي لأهل كل ملة قبلة والجهة اسم للمتوجه إليه.
هو موليها أي مستقبلها ومقبل إليها، يقال: وليته ووليت إليه: إذا أقبلت إليه، ووليت عنه إذا أدبرت عنه.
قال مجاهد: "هو موليها وجهه"، وقال الأخفش: "هو كناية عن الله عز وجل يعني الله مولي الأمم إلى قبلتهم".
فاستبقوا الخيرات أي إلى الخيرات، يريد: بادروا بالطاعات، والمراد المبادرة إلى القبول.
أينما تكونوا أنتم وأهل الكتاب.
يأت بكم الله جميعاً يوم القيامة فيجزيكم بأعمالكم.
إن الله على كل شيء قدير.

قراءة سورة البقرة

المصدر : ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يأت بكم الله