القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

الآية 25 من سورة فصلت - وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم وحق عليهم

سورة فصلت الآية رقم 25 : قراءة و استماع

قراءة و استماع الآية 25 من سورة فصلت مكتوبة - عدد الآيات 54 - Fussilat - الصفحة 479 - الجزء 24.

سورة فصلت الآية رقم 25

﴿ ۞ وَقَيَّضۡنَا لَهُمۡ قُرَنَآءَ فَزَيَّنُواْ لَهُم مَّا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡ وَحَقَّ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقَوۡلُ فِيٓ أُمَمٖ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِم مِّنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِۖ إِنَّهُمۡ كَانُواْ خَٰسِرِينَ ﴾
[ فصلت: 25]


﴿ وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم وحق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين ﴾


﴿ تفسير السعدي ﴾

أي: وقضينا لهؤلاء الظالمين الجاحدين للحق قُرَنَاءَ من الشياطين، كما قال تعالى: أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا أي تزعجهم إلى المعاصي وتحثهم عليها، بسبب ما زينوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ فالدنيا زخرفوها بأعينهم، ودعوهم إلى لذاتها وشهواتها المحرمة حتى افتتنوا، فأقدموا على معاصي اللّه، وسلكوا ما شاءوا من محاربة اللّه ورسله والآخرة بَعّدُوها عليهم وأنسوهم ذكرها، وربما أوقعوا عليهم الشُّبه، بعدم وقوعها، فترحَّل خوفها من قلوبهم، فقادوهم إلى الكفر، والبدع، والمعاصي.
وهذا التسليط والتقييض من اللّه للمكذبين الشياطين، بسبب إعراضهم عن ذكر اللّه وآياته، وجحودهم الحق كما قال تعالى: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ أي: وجب عليهم، ونزل القضاء والقدر بعذابهم فِي جملة أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ لأديانهم وآخرتهم، ومن خسر، فلا بد أن يذل ويشقى ويعذب.

﴿ تفسير الوسيط ﴾

قال الجمل ما ملخصه: قوله: وَقَيَّضْنا .
.
.
أى: سببنا وهيأنا وبعثنا لهم قرناء يلازمونهم ويستولون عليهم استيلاء القيض على البيض.
والقيض قشر البيض.
.
والتقييض- أيضا- التيسير والتهيئة، تقول قيضت لفلان الشيء، أى: هيأته ويسرته له.
.
.
والقرناء: جمع قرين، وهو الصديق الملازم للشخص الذي لا يكاد يفارقه، وله تأثير عليه والمراد بما بين أيديهم: شهوات الدنيا وسيئاتها.
والمراد بما خلفهم: ما يتعلق بالآخرة من بعث وحساب وثواب وعقاب.
والمعنى: إن حكمتنا قد اقتضت أن نهيئ ونسبب لهؤلاء المشركين قرناء سوء، هؤلاء القرناء يزينون لهم القبيح من أعمال الدنيا التي يعيشون فيها، كما يزينون لهم إنكار ما يتعلق بما خلفهم من أمور الآخرة، كتكذيبهم بالبعث والحساب والجزاء.
وشبيه بهذه الآية قوله- تعالى-: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ.
وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ .
وقوله- تعالى-: وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ .
.
.
بيان لما ترتب على استجابتهم لقرناء السوء، وانقيادهم لهم انقياد التابع للمتبوع.
أى: وثبت عليهم القول الذي قاله- سبحانه- لإبليس، وتحقق مقتضاه وهو قوله- تعالى-: لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ .
وقوله: فِي أُمَمٍ في محل نصب على الحال من الضمير في عَلَيْهِمُ أى: وثبت عليهم العذاب.
حالة كونهم داخلين في جملة أمم كافرة جاحدة، قد مضت من قبلهم، وهذه الأمم منها ما هو من الجن، ومنها ما هو من الإنس.
وجملة إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ تعليل لاستحقاقهم العذاب.
والضمير لكفار قريش ولغيرهم من الأمم السابقة التي هلكت على الكفر.

﴿ تفسير البغوي ﴾

( وقيضنا لهم ) أي : بعثنا ووكلنا .
وقال مقاتل : هيأنا .
وقال الزجاج : سببنا لهم .
( قرناء ) نظراء من الشياطين حتى أضلوهم ، ( فزينوا لهم ما بين أيديهم ) من أمر الدنيا حتى آثروه على الآخرة ، ( وما خلفهم ) من أمر الآخرة فدعوهم إلى التكذيب به وإنكار البعث ، ( وحق عليهم القول في أمم ) [ مع أمم .
( قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين ) .

قراءة سورة فصلت

المصدر : وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم وحق عليهم