القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

الآية 27 من سورة يونس - والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله

سورة يونس الآية رقم 27 : قراءة و استماع

قراءة و استماع الآية 27 من سورة يونس مكتوبة - عدد الآيات 109 - Yunus - الصفحة 212 - الجزء 11.

سورة يونس الآية رقم 27

﴿ وَٱلَّذِينَ كَسَبُواْ ٱلسَّيِّـَٔاتِ جَزَآءُ سَيِّئَةِۭ بِمِثۡلِهَا وَتَرۡهَقُهُمۡ ذِلَّةٞۖ مَّا لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِنۡ عَاصِمٖۖ كَأَنَّمَآ أُغۡشِيَتۡ وُجُوهُهُمۡ قِطَعٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِ مُظۡلِمًاۚ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾
[ يونس: 27]


﴿ والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ﴾


﴿ تفسير السعدي ﴾

لما ذكر أصحاب الجنة ذكر أصحاب النار، فذكر أن بضاعتهم التي اكتسبوها في الدنيا هي الأعمال السيئة المسخطة لله، من أنواع الكفر والتكذيب، وأصناف المعاصي، فجزاؤهم سيئة مثلها أي‏:‏ جزاء يسوؤهم بحسب ما عملوا من السيئات على اختلاف أحوالهم‏.
‏‏‏وَتَرْهَقُهُمْ‏‏ أي‏:‏ تغشاهم ‏‏ذِلَّةٌ‏‏ في قلوبهم وخوف من عذاب الله، لا يدفعه عنهم دافع ولا يعصمهم منه عاصم، وتسري تلك الذلة الباطنة إلى ظاهرهم، فتكون سوادًا في الوجوه ‏.
‏‏‏كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ‏‏ فكم بين الفريقين من الفرق، ويا بعد ما بينهما من التفاوت‏؟‏‏!‏‏‏وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ‏‏ ‏‏ووُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ‏‏

﴿ تفسير الوسيط ﴾

ثم بين- سبحانه- مصير الظالمين، بعد أن بين حسن عاقبة المحسنين، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيى من حي عن بينة فقال- تعالى-: وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها، وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ، ما لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ، كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً.
أى: إذا كان جزاء الذين أحسنوا الحسنى وزيادة، فإن جزاء الذين اجترحوا السيئات، واقترفوا الموبقات، سيئات مثل السيئات التي ارتكبوها كما قال- تعالى- وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها.
والمقصود أنهم كما كسبوا السيئات في الدنيا، فإن الله- تعالى- يجازيهم عليها في الآخرة بما يستحقون من عذاب ومصير سيئ.
وقوله: وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ أى: وتغشاهم وتغطيهم ذلة عظيمة ومهانة شديدة، وفي إسناد الرهق إلى أنفسهم دون وجوههم، إيذان بأنها محيطة بهم من كل جانب.
وقوله: ما لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ أى: ليس لهم أحد يعصمهم أو يجيرهم أو يشفع لهم، بحيث ينجون من عذاب الله- تعالى-.
وقوله: كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً تصوير بديع للظلام الحسى والمعنوي الذي يبدو على وجوه هؤلاء الظالمين.
أى: كأنما ألبست وجوههم قطعا من الليل المظلم، والسواد الحالك، حتى صارت شديدة السواد واضحة الكدرة والظلمة.
وقوله: أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ بيان لسوء عاقبتهم، وتعاسة أحوالهم.
أى: أولئك المتصفون بتلك الصفات الذميمة، أصحاب النار هم فيها خالدون خلودا أبديا لا نهاية له.
وهكذا نرى في هذه الآيات الكريمة تصويرا بديعا لما عليه المؤمنون الصادقون من صفات حسنة، ومن جزاء كريم، يتجلى في رفع درجاتهم، وفي رضا الله- تعالى- عنهم: كما نرى فيها- أيضا- وصفا معجزا لأحوال الخارجين عن طاعته ووصفا للمصير المؤلم، الذي ينتظرهم يوم القيامة، يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً، وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ.
ثم حكى- سبحانه- جانبا من الأقوال التي تدور بين المشركين وبين شركائهم يوم القيامة، فقال- تعالى:

﴿ تفسير البغوي ﴾

( والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها ) أي : لهم مثلها ، كما قال : " ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها " ( الأنعام - 160 ) .
( وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم ) و " من " صلة ، أي : مالهم من الله عاصم ، ( كأنما أغشيت ) ألبست ، ( وجوههم قطعا ) جمع قطعة ، ( من الليل مظلما ) نصبت على الحال دون النعت ، ولذلك لم يقل : مظلمة ، تقديره : قطعا من الليل في حال ظلمته ، أو قطعا من الليل المظلم .
وقرأ ابن كثير والكسائي ويعقوب : " قطعا " ساكنة الطاء ، أي بعضا ، كقوله : " بقطع من الليل " ( هود - 81 ) .
( أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) .

قراءة سورة يونس

المصدر : والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله