القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

إعراب الآية 27 سورة يونس - والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله

سورة يونس الآية رقم 27 : إعراب الدعاس

إعراب الآية 27 من سورة يونس - إعراب القرآن الكريم - سورة يونس : عدد الآيات 109 - - الصفحة 212 - الجزء 11.

﴿ وَٱلَّذِينَ كَسَبُواْ ٱلسَّيِّـَٔاتِ جَزَآءُ سَيِّئَةِۭ بِمِثۡلِهَا وَتَرۡهَقُهُمۡ ذِلَّةٞۖ مَّا لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِنۡ عَاصِمٖۖ كَأَنَّمَآ أُغۡشِيَتۡ وُجُوهُهُمۡ قِطَعٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِ مُظۡلِمًاۚ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾
[ يونس: 27]

﴿ إعراب: والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله ﴾

(وَالَّذِينَ) الواو استئنافية واسم الموصول مبتدأ (كَسَبُوا السَّيِّئاتِ) ماض والواو فاعله والسيئات مفعوله المنصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم والجملة صلة (جَزاءُ) مبتدأ ثان (سَيِّئَةٍ) مضاف إليه (بِمِثْلِها) متعلقان بخبر محذوف وهذه الجملة خبر الذين (وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ) الواو استئنافية ومضارع ومفعوله المقدم وفاعله المؤخر والجملة مستأنفة (ما) نافية (لَهُمْ) متعلقان بخبر مقدم محذوف (مِنَ اللَّهِ) لفظ الجلالة في محل جر بمن متعلقان بعاصم (مِنَ) زائدة (عاصِمٍ) مبتدأ مجرور لفظا مرفوع محلا (كَأَنَّما) كافة ومكفوفة (أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً) ماض مبني للمجهول ونائب فاعل ومفعول به (مِنَ اللَّيْلِ) متعلقان بصفة لقطعا (مُظْلِماً) صفة ثانية والجملة مستأنفة (أُولئِكَ) اسم الإشارة مبتدأ والكاف للخطاب (أَصْحابُ) خبر (النَّارِ) مضاف إليه والجملة مستأنفة (هُمْ) مبتدأ (فِيها) متعلقان بخالدون (خالِدُونَ) خبر مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والجملة حالية.


الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 27 - سورة يونس

﴿ تفسير التحرير و التنوير - الطاهر ابن عاشور ﴾

عطف على جملة { للذين أحسنوا الحسنى } [ يونس : 26 ]. وعبر في جانب المسيئين بفعل { كسبوا السيئات } دون فعل أساءوا الذي عبر به في جانب الذين أحسنوا للإشارة إلى أن إساءتهم من فِعلهم وسعيهم فما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون .

والموصول مراد به خصوص المشركين لقوله بعده : { أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون }. فإن الخلود في النار لا يقع إلا للكافرين ، كما دلت عليه الأدلة المتظافرة خلافاً للمعتزلة والخوارج .

وجملة : { جزاءُ سيئة بمثلها } خبر عن { الذين كسبوا السيئات }. وتنكير ( سيئة ) للعموم ، أي جزاء كل سيئة بمثلها ، وهو وإن كان في سياق الإثبات فالعموم مستفاد من المقام وهو مقام عموم المبتدأ . كقول الحريري

: ... يا أهلَ ذا المغنَى وُقيتم ضُرا

أي كل ضر . وذلك العموم مُغن عن الرابط بين الجملة الخبرية والمبتدأ ، أو يقدر مجرور ، أي جَزاء سيئةٍ منهم ، كما قدر في قوله تعالى : { فمن كان منكم مريضاً أو به أذًى من رأسه ففدية من صيام } [ البقرة : 196 ] أي فعليه .

واقتصر على الذلة لهم دون زيادة ويَرهقهم قَتر ، لأنه سيجيء ما هو أشد منه وهو قوله : { كأنما أغشيت وجوههم قطعاً من الليل مظلماً }.

وجملة : { ما لهم من الله من عاصم } خبر ثان ، أو حال من { الذين كسبوا السيئات } أو معترضة . وهو تهديد وتأييس .

والعاصم : المانع والحافظ . ومعنى { من الله } من انتقامه وجزائه . وهذا من تعليق الفعل باسم الذات ، والمرادُ بعض أحوال الذات مما يدل عليه السياق مثل { حُرمت عليكم الميتة } [ المائدة : 3 ].

وجملة { كأنما أغشيت وجوهُهم } الخ بيان لجملة : { ترهقهم ذلة } بيانَ تمثيل ، أو حالٌ من الضمير في قوله : { وترهقهم }.

و { أغشيت } معدَّى غَشِي إذا أحاط وغَطا ، فصار بالهمزة معدى إلى مفعولين من باب كسَا . وتقدم في قوله تعالى : { يُغشي الليلَ النهارَ } في [ الأعراف : 54 ] ، وقوله : { إذ يُغْشِيكُم النعاس } في [ الأنفال : 11 ].

والقِطع بفتح الطاء في قراءة الجمهور : جمع قِطعة ، وهي الجزء من الشيء ، سمي قطعة لأنه يُقتطع من كل غالباً ، فهي فعْلة بمعنى مفعولة نقلت إلى الاسمية . وقرأه ابن كثير والكسائي ويعقوب قِطْعاً } بسكون الطاء . وهو اسم للجزء من زمن الليل المظلم ، قال تعالى : { فاسر بأهلك بقِطْع من الليل } [ هود : 81 ].

وقوله : { مظلماً } حال من الليل . ووصف الليل وهو زمن الظلمة بكونه مظلماً لإفادة تمكن الوصف منه كقولهم : ليل أليل ، وظل ظليل ، وشعر شاعر ، فالمراد من الليل الشديد الإظلام باحتجاب نجومه وتمكّن ظلمته . وشُبهت قَترة وجوههم بظلام الليل .

وجملة : { أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون } هي كجملة { أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون } [ يونس : 26 ].

قراءة سورة يونس

المصدر : إعراب : والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله