القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

الآية 27 من سورة غافر - وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم

سورة غافر الآية رقم 27 : قراءة و استماع

قراءة و استماع الآية 27 من سورة غافر مكتوبة - عدد الآيات 85 - Ghafir - الصفحة 470 - الجزء 24.

سورة غافر الآية رقم 27

﴿ وَقَالَ مُوسَىٰٓ إِنِّي عُذۡتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٖ لَّا يُؤۡمِنُ بِيَوۡمِ ٱلۡحِسَابِ ﴾
[ غافر: 27]


﴿ وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب ﴾


﴿ تفسير السعدي ﴾

وَقَالَ مُوسَى حين قال فرعون تلك المقالة الشنيعة التي أوجبها له طغيانه، واستعان فيها بقوته واقتداره، مستعينًا بربه: إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أي: امتنعت بربوبيته التي دبر بها جميع الأمور مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ أي: يحمله تكبره وعدم إيمانه بيوم الحساب على الشر والفساد، يدخل فيه فرعون وغيره، كما تقدم قريبًا في القاعدة، فمنعه الله تعالى بلطفه من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب، وقيض له من الأسباب ما اندفع به عنه شر فرعون وملئه.
ومن جملة الأسباب، هذا الرجل المؤمن، الذي من آل فرعون، من بيت المملكة، لا بد أن يكون له كلمة مسموعة، وخصوصًا إذا كان يظهر موافقتهم ويكتم إيمانه، فإنهم يراعونه في الغالب ما لا يراعونه لو خالفهم في الظاهر، كما منع الله رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم بعمه أبي طالب من قريش، حيث كان أبو طالب كبيرًا عندهم، موافقًا لهم على دينهم، ولو كان مسلمًا لم يحصل منه ذلك المنع.

﴿ تفسير الوسيط ﴾

ثم حكى- سبحانه- ما قاله موسى- عليه السلام- بعد أن سمع من فرعون تهديداته له، وتطاوله عليه، فقال- تعالى-: وَقالَ مُوسى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسابِ.
وقوله عُذْتُ بمعنى استجرت ولجأت.
يقال: عاذ فلان بفلان واستعاذ به، إذا لجأ إليه.
واستجار به.
أى: وقال موسى- عليه السلام- لقومه على سبيل التثبيت لهم على الحق يا قوم.
إنى استجرت وتحصنت بربي وربكم من شر كل مستكبر عن الإيمان بالحق، كافر بيوم الحساب وما فيه من ثواب وعقاب.
وفي هذا القول الذي قاله موسى لقومه: يتجلى صدق إيمانه، وقوة يقينه ووثوقه برعاية الله- تعالى- له، كما يتجلى فيه حرصه على نصحه لقومه بالثبات على الحق، لأن الله- تعالى- الذي هو ربه وربهم، كفيل برعايته ورعايتهم وبانجائه وبإنجائهم من فرعون وملئه، كما يتجلى فيه أن الاستكبار عن اتباع الحق، والتكذيب بالبعث، على رأس الأسباب التي تعين على قسوة القلب، وفساد النفس.
قال صاحب الكشاف: وقوله: وَرَبِّكُمْ فيه بعث لهم على أن يقتدوا به، فيعوذوا بالله عياذه، ويعتصموا بالتوكل عليه اعتصامه، وقال: مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لتشمل استعاذته من فرعون وغيره من الجبابرة، وليكون على طريقة التعريض، فيكون أبلغ.
وأراد بالتكبر:الاستكبار عن الإذعان للحق، وهو أقبح استكبار وأدله على دناءة صاحبه، ومهانة نفسه، وعلى فرط ظلمه وعسفه.
وقال: لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسابِ لأنه إذا اجتمع في الرجل التجبر والتكذيب بالجزاء وقلة المبالاة بالعاقبة، فقد استكمل أسباب القسوة والجراءة على الله وعباده.
ولم يترك عظيمة إلا ارتكبها.
.
وخلال هذا الوعيد والتهديد من فرعون وملئه لموسى- عليه السلام-، قيض الله- تعالى- لموسى رجلا مؤمنا من آل فرعون كان يخفى إيمانه.
هذا الرجل أخذ يدافع عن موسى دفاعا حكيما مؤثرا، يحمل الترغيب تارة والترهيب أخرى، والإرشاد تارة والتأنيب أخرى.
.
ويحكى القرآن ذلك بأسلوبه البليغ فيقول:

﴿ تفسير البغوي ﴾

" وقال موسى "، لما توعده فرعون بالقتل، " إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب "
قراءة سورة غافر

المصدر : وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم