قراءة و استماع الآية 3 من سورة البروج مكتوبة - عدد الآيات 22 - Al-Buruj - الصفحة 590 - الجزء 30.
﴿ وَشَاهِدٖ وَمَشۡهُودٖ ﴾ [ البروج: 3]
﴿ وشاهد ومشهود ﴾
﴿ تفسير السعدي ﴾
وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ وشمل هذا كل من اتصف بهذا الوصف أي: مبصر ومبصر، وحاضر ومحضور، وراء ومرئي.
﴿ تفسير الوسيط ﴾
وقوله : ( وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ) قسم ثالث ببعض مخلوقاته - تعالى - . والشاهد اسم فاعل من المشاهدة بمعنى الرؤية ، فالشاهد هو الرائى ، أو المشهود عليه بأنه حق .فالمراد بالشاهد : من يحضر ذلك اليوم من الخلائق المبعوثين ، وما يراه فيه من عجائب وأهوال ، من المشاهدة بمعنى الرؤية والحضور ، أو من يشهد فى ذلك اليوم على غيره ، من الشهادة على الخصم .وقد ذكر المفسرون فى معنى هذين اللفظين ، ما يقرب من عشرين وجها .قال صاحب الكشاف وقوله : ( وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ) يعنى : وشاهد فى ذلك اليوم ومشهود فيه . والمراد بالشاهد : من يشهد فيه من الخلائق كلهم . وبالمشهود : ما فى ذلك اليوم من عجائبه . ثم قال : وقد اضطربت أقوال المفسرين فيما ، فقيل : الشاهد والمشهود : محمد صلى الله عليه وسلم ويوم القيامة . وقيل : عيسى وأمته . وقيل : أمة محمد صلى الله عليه وسلم وسائر الأمم . وقيل : يوم التروية ويوم عرفة . وقيل : يوم عرفة ويوم الجمعة . وقيل : الحجر الأسود ، والحجيج . وقيل : الأيام والليالى . وقيل : الحفظة وبنو آدم . .ويبدو لنا أن أقرب الأقوال والصواب : أن المراد بالشاهد هنا : الحاضر فى ذلك اليوم العظيم وهو يوم القيامة ، والرائى لأهواله وعجائبه .وأن المراد بالمشهود : ما يشاهد فى ذلك اليوم من أحوال يشيب لها الولدان .وقال - سبحانه - ( وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ) بالتنكير ، لتهويل أمرهما ، وتفخيم شأنهما .
﴿ تفسير البغوي ﴾
( وشاهد ومشهود ) أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن سمعان ، أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني ، حدثنا حميد بن زنجويه ، حدثنا عبد الله بن موسى بن عبيدة ، عن أيوب بن خالد ، عن عبد الله بن رافع ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " اليوم الموعود يوم القيامة ، والمشهود يوم عرفة ، والشاهد يوم الجمعة ، ما طلعت شمس ولا غربت على يوم أفضل من يوم الجمعة ، فيه ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يدعو الله فيها خيرا إلا استجاب الله له ، أو يستعيذ [ به ] من شر إلا أعاذه منه " ، وهذا قول ابن عباس .والأكثرون : أن الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم النحر .وروي عن ابن عمر : " الشاهد " يوم الجمعة ، " والمشهود " يوم [ النحر ]قال سعيد بن المسيب : " الشاهد " يوم التروية ، " والمشهود " يوم عرفة .وروى يوسف بن مهران عن ابن عباس قال : " الشاهد " محمد - صلى الله عليه وسلم - و " المشهود " : يوم القيامة ، ثم تلا " فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا " ( النساء - 41 ) ، وقال : ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود وقال عبد العزيز بن يحيى : " الشاهد " : محمد - صلى الله عليه وسلم - ، و " المشهود " : الله - عز وجل - ، بيانه : قوله " وجئنا بك على هؤلاء شهيدا " .وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : " الشاهد " آدم ، و " المشهود " يوم القيامة .وقال عكرمة " الشاهد " الإنسان و " المشهود " يوم القيامة . وعنه أيضا : الشاهد الملك يشهد على ابن آدم ، والمشهود يوم القيامة . وتلا " وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد " ( ق - 21 ) و " وذلك يوم مشهود " ( هود - 103 ) وقيل : الشاهد [ الحفظة والمشهود بنو آدم . وقال عطاء بن يسار : الشاهد ] آدم وذريته ، والمشهود يوم القيامة .وروى الوالبي عن ابن عباس : الشاهد هو الله - عز وجل - والمشهود يوم القيامة .وقال الحسين بن الفضل : الشاهد هذه الأمة والمشهود سائر الأمم . بيانه : " وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس " ( البقرة - 143 ) .وقال سالم بن عبد الله : سألت سعيد بن جبير عن قوله : " وشاهد ومشهود " فقال : الشاهد هو الله والمشهود : نحن ، بيانه : " وكفى بالله شهيدا " ( النساء - 79 ) وقيل : الشاهد أعضاء بني آدم ، والمشهود ابن آدم ، بيانه : " يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم " الآية ( النور - 24 ) وقيل : الشاهد الأنبياء والمشهود محمد - صلى الله عليه وسلم - ، بيانه : قوله : وإذ أخذ الله ميثاق النبيين إلى قوله فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين ( آل عمران - 81 ) .