﴿ ومن يضلل الله فما له من ولي من بعده وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مرد من سبيل ﴾
﴿ تفسير السعدي ﴾
يخبر تعالى أنه المنفرد بالهداية والإضلال، وأنه مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ بسبب ظلمه فَمَا لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ يتولى أمره ويهديه. وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ مرأى ومنظرا فظيعا، صعبا شنيعا، يظهرون الندم العظيم، والحزن على ما سلف منهم، و يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ أي: هل لنا طريق أو حيلة إلى رجوعنا إلى الدنيا، لنعمل غير الذي كنا نعمل، وهذا طلب للأمر المحال الذي لا يمكن.
﴿ تفسير الوسيط ﴾
وقوله تعالى: وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ.. أى: ومن يخذله الله تعالى ويبعده عن طريق الهداية بسبب زيغه وإيثاره الغي على الرشد، فليس لهذا الضال من ناصر ينصره بعد الله- تعالى- فالمراد بالضلال هنا: ما هو ضد الهداية والتوفيق للخير. والضمير في قوله «من بعده» يعود إلى الله- عز وجل- وقيل: يعود للخذلان المفهوم من قوله «يضلل» .ثم بين- سبحانه- حال الظالمين عند ما يعرضون على النار فقال: وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ.أى: وترى- أيها العاقل- الظالمين حين رأوا العذاب المعد لهم يوم القيامة، تراهم في نهاية الحسرة والذلة، ويقولون في ندامة وانكسار: هل إلى مَرَدٍّ أى: مرجع إلى الدنيا من سبيل أو طريق، فنعمل غير الذي كنا نعمل.
﴿ تفسير البغوي ﴾
( ومن يضلل الله فما له من ولي من بعده ) فما له من أحد يلي هدايته بعد إضلال الله إياه ويمنعه من عذاب الله . ( وترى الظالمين لما رأوا العذاب ) يوم القيامة ، ( يقولون هل إلى مرد من سبيل ) يسألون الرجعة في الدنيا .