القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

الآية 53 من سورة الفرقان - وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما

سورة الفرقان الآية رقم 53 : قراءة و استماع

قراءة و استماع الآية 53 من سورة الفرقان مكتوبة - عدد الآيات 77 - Al-Furqan - الصفحة 364 - الجزء 19.

سورة الفرقان الآية رقم 53

﴿ ۞ وَهُوَ ٱلَّذِي مَرَجَ ٱلۡبَحۡرَيۡنِ هَٰذَا عَذۡبٞ فُرَاتٞ وَهَٰذَا مِلۡحٌ أُجَاجٞ وَجَعَلَ بَيۡنَهُمَا بَرۡزَخٗا وَحِجۡرٗا مَّحۡجُورٗا ﴾
[ الفرقان: 53]


﴿ وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا ﴾


﴿ تفسير السعدي ﴾

أي: وهو وحده الذي مرج البحرين يلتقيان البحر العذب وهي الأنهار السارحة على وجه الأرض والبحر الملح وجعل منفعة كل واحد منهما مصلحة للعباد، وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا أي: حاجزا يحجز من اختلاط أحدهما بالآخر فتذهب المنفعة المقصودة منها وَحِجْرًا مَحْجُورًا أي: حاجزا حصينا.

﴿ تفسير الوسيط ﴾

وقوله- سبحانه-: وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ، وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً بيان لمظهر آخر من مظاهر قدرته- عز وجل-.
و «مرج» من المرج بمعنى الإرسال والتخلية، ومنه قولهم.
مرج فلان دابته إذا أرسلها إلى المرج وهو المكان الذي ترعى فيه الدواب، ويصح أن يكون من المرج بمعنى الخلط، ومنه قوله- تعالى-: فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ أى: مختلط.
ومنه قيل للمرعى: مرج، لاختلاط الدواب فيه بعضها ببعض.
والعذب الفرات: هو الماء السائغ للشرب، الذي يشعر الإنسان عند شربه باللذة، وهو ماء الأنهار وسمى فراتا لأنه يفرت العطش، أى يقطعه ويكسره ويزيله.
والملح الأجاج: هو الشديد الملوحة والمرارة وهو ماء البحار.
سمى أجاجا من الأجيج وهو تلهب النار، لأن شربه يزيد العطش.
والبرزخ.
الحاجز الذي يحجز بين الشيئين.
أى: وهو- سبحانه- الذي أرسل البحرين.
العذب والمالح في مجاريهما متجاورين، كما ترسل الدواب في المراعى.
أو جعلهما- بقدرته- في مجرى واحد ومع ذلك لا يختلط أحدهما بالآخر: بل جعل- سبحانه- بينهما «برزخا» أى: حاجزا عظيما، وحجرا محجورا.
أى: وجعل كل واحد منهما حراما محرما على الآخر أن يفسده.
والمراد: لزوم كل واحد منهما صفته التي أوجده الله عليها، فلا ينقلب العذب في مكانه ملحا، ولا الملح في مكانه عذبا.
قال- تعالى-: مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ، بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ .
وقال- سبحانه-: أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً، وَجَعَلَ خِلالَها أَنْهاراً، وَجَعَلَ لَها رَواسِيَ، وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً، أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ، بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَوهذا الحاجز الذي جعله- سبحانه- بين البحرين: العذب والملح، من أكبر الأدلة وأعظمها على قدرة الله- تعالى-، وعلى أن لهذا الكون إلها صانعا حكيما مدبرا وأن كل شيء في هذا الكون يسير بنظام معلوم، وبنسق مرسوم.
وبعد هذا الحديث المتنوع عن مظاهر قدرة الله- تعالى- في الظل وفي الرياح وفي الماء.
.

﴿ تفسير البغوي ﴾

( وهو الذي مرج البحرين ) خلطهما وأفاض أحدهما في الآخر ، وقيل : أرسلهما في مجاريهما وخلاهما كما يرسل الخيل في المرج ، وأصل " المرج " : الخلط والإرسال ، يقال : مرجت الدابة وأمرجتها إذا أرسلتها في المرعى وخليتها تذهب حيث تشاء ، ( هذا عذب فرات ) شديد العذوبة ، و " الفرات " : أعذب المياه ، ( وهذا ملح أجاج ) شديد الملوحة .
وقيل : أجاج أي : مر ( وجعل بينهما برزخا ) أي : حاجزا بقدرته لئلا يختلط العذب بالملح ولا الملح بالعذب ، ) ( وحجرا محجورا ) أي : سترا ممنوعا فلا يبغيان ، ولا يفسد الملح العذب .

قراءة سورة الفرقان

المصدر : وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما