فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ في ترك شيء مما أرسلت به بل ابذل جهدك في تبليغ ما أرسلت به. وَجَاهِدْهُمْ بالقرآن جِهَادًا كَبِيرًا أي: لا تبق من مجهودك في نصر الحق وقمع الباطل إلا بذلته ولو رأيت منهم من التكذيب والجراءة ما رأيت فابذل جهدك واستفرغ وسعك، ولا تيأس من هدايتهم ولا تترك إبلاغهم لأهوائهم.
﴿ تفسير الوسيط ﴾
وما دام الأمر كذلك «فلا تطع الكافرين» فيما يريدونه منك من أمور باطلة فاسدة «وجاهدهم به» أى: بهذا القرآن، عن طريق قراءته والعمل بما فيه، وبيان ما اشتمل عليه من دلائل وبراهين على صحة دعوتك.وقوله- تعالى-: جِهاداً كَبِيراً مؤكد لما قبله. أى: جاهدهم بالقرآن جهادا كبيرا مصحوبا بالإغلاظ عليهم تارة، وبإبطال شبهاتهم وأراجيفهم تارة أخرى.قال- تعالى-: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ، وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ.
﴿ تفسير البغوي ﴾
( فلا تطع الكافرين ) فيما يدعونك إليه من موافقتهم ومداهنتهم . ( وجاهدهم به ) أي : بالقرآن ، ( جهادا كبيرا ) شديدا .