القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

تفسير و معنى الآية 1 سورة النازعات - والنازعات غرقا

سورة النازعات الآية رقم 1 : سبع تفاسير معتمدة

سورة والنازعات غرقا - عدد الآيات 46 - رقم السورة - صفحة السورة في المصحف الشريف - .

تفسير و معنى الآية 1 من سورة النازعات عدة تفاسير - سورة النازعات : عدد الآيات 46 - - الصفحة 583 - الجزء 30.

سورة النازعات الآية رقم 1


﴿ وَٱلنَّٰزِعَٰتِ غَرۡقٗا ﴾
[ النازعات: 1]

﴿ التفسير الميسر ﴾

أقسم الله تعالى بالملائكة التي تنزع أرواح الكفار نزعا شديدا، والملائكة التي تقبض أرواح المؤمنين بنشاط ورفق، والملائكة التي تَسْبَح في نزولها من السماء وصعودها إليها، فالملائكة التي تسبق وتسارع إلى تنفيذ أمر الله، فالملائكة المنفذات أمر ربها فيما أوكل إليها تدبيره من شؤون الكون -ولا يجوز للمخلوق أن يقسم بغير خالقه، فإن فعل فقد أشرك- لتُبعثَنَّ الخلائق وتُحَاسَب، يوم تضطرب الأرض بالنفخة الأولى نفخة الإماتة، تتبعها نفخة أخرى للإحياء.

﴿ تفسير الجلالين ﴾

«والنازعات» الملائكة تنزع أرواح الكفار «غرقا» نزعا بشدة.

﴿ تفسير السعدي ﴾

هذه الإقسامات بالملائكة الكرام، وأفعالهم الدالة على كمال انقيادهم لأمر الله، وإسراعهم في تنفيذ أمره، يحتمل أن المقسم عليه، الجزاء والبعث، بدليل الإتيان بأحوال القيامة بعد ذلك، ويحتمل أن المقسم عليه والمقسم به متحدان، وأنه أقسم على الملائكة، لأن الإيمان بهم أحد أركان الإيمان الستة، ولأن في ذكر أفعالهم هنا ما يتضمن الجزاء الذي تتولاه الملائكة عند الموت وقبله وبعده، فقال: وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا وهم الملائكة التي تنزع الأرواح بقوة، وتغرق في نزعها حتى تخرج الروح، فتجازى بعملها.


﴿ تفسير البغوي ﴾

مكية( والنازعات غرقا ) يعني الملائكة تنزع أرواح الكفار من أجسادهم ، كما يغرق النازع في القوس فيبلغ بها غاية المد بعد ما نزعها حتى إذا كادت تخرج ردها في جسده فهذا عمله بالكفار ، و " الغرق " اسم أقيم مقام الإغراق ، أي : والنازعات إغراقا ، والمراد بالإغراق المبالغة في المد .
قال ابن مسعود : ينزعها ملك الموت [ وأعوانه ] من تحت كل شعرة ومن الأظافير وأصول القدمين [ ويرددها في جسده بعدما ينزعها ] حتى إذا كادت تخرج ردها في جسده بعدما ينزعها ، فهذا عمله بالكفار .
وقال مقاتل : ملك الموت وأعوانه ينزعون [ أرواح ] الكفار كما ينزع السفود الكثير الشعب من الصوف المبتل ، فتخرج نفسه كالغريق في الماء .
وقال مجاهد : هو الموت ينزع النفوس .
وقال السدي : هي النفس حين تغرق في الصدروقال الحسن وقتادة وابن كيسان : هي النجوم تنزع من أفق إلى أفق تطلع ثم تغيب .
وقال عطاء وعكرمة : هي القسي .
وقيل : الغزاة الرماة .

﴿ تفسير الوسيط ﴾

الواو فى قوله ( والنازعات .
.
) وما بعده للقسم ، وجواب القسم محذوف دل عليه ما بعده ، والتقدير : وحق هذه المخلوقات العظيمة .
.
لتبعثن .
وكذلك المقسم به محذوف ، إذ أن هذه الألفاظ وهى : النازعات ، والناشطات والسابحات ، والسابقات ، والمدبرات ، صفات لموصوفات محذوفة ، اختلف المفسرون فى المراد بها على أقوال كثيرة .
أشهرها : أن المراد بهذه الموصوفات ، طوائف من الملائكة ، كلفهم الله - تعالى - فى النزع الحسى : ( وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَآءُ لِلنَّاظِرِينَ ) وقوله - سبحانه - فى النزع المعنوى : ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً على سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ) وقوله : ( غرقا ) اسم مصدر من أغرق ، وأصله إغراقا .
والإِغراق فى الشئ ، المبالغة فيه والوصول به إلى نهايته ، يقال : أغرق فلان فلان هذا الأمر ، إذا أوغل فيه ، ومنه قوله : نزع فلان فى القوس فأغرق ، أى : بلغ غاية المد حتى انتهى إلى النَّصْل .
وهو منصوب على المصدرية ، لالتقائه مع اللفظ الذى قبله فى المعنى ، وكذلك الشأن بالنسبة للالفاظ التى بعده ، وهى : " نشطا ، و " سبحا " و " سبقا " .
والمعنى : وحق الملائكة الذين ينزعون أرواح الكافرين من أجسادهم ، نزعا شديدا ، يبلغ الغاية فى القسوة والغلظة .
ويشير إلى هذا المعنى قوله - تعالى - فى آيات متعددة ، منها قوله - سبحانه - : ( وَلَوْ ترى إِذْ يَتَوَفَّى الذين كَفَرُواْ الملائكة يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الحريق ).

﴿ تفسير ابن كثير ﴾

قال ابن مسعود وابن عباس ، ومسروق ، وسعيد بن جبير ، وأبو صالح ، وأبو الضحى ، والسدي : ( والنازعات غرقا ) الملائكة ، يعنون حين تنزع أرواح بني آدم ، فمنهم من تأخذ روحه بعنف فتغرق في نزعها ، و [ منهم ] من تأخذ روحه بسهولة وكأنما حلته من نشاط ، وهو قوله : ( والناشطات نشطا ) قاله ابن عباس .وعن ابن عباس : ( والنازعات ) هي أنفس الكفار ، تنزع ثم تنشط ، ثم تغرق في النار . رواه ابن أبي حاتم .وقال مجاهد : ( والنازعات غرقا ) الموت . وقال الحسن ، وقتادة : ( والنازعات غرقا والناشطات نشطا ) هي النجوم .وقال عطاء بن أبي رباح في قوله : ( والنازعات ) و ) الناشطات ) هي القسي في القتال . والصحيح الأول ، وعليه الأكثرون .

﴿ تفسير القرطبي ﴾

قوله تعالى : والنازعات غرقا أقسم سبحانه بهذه الأشياء التي ذكرها ، على أن القيامة حق .
والنازعات : الملائكة التي تنزع أرواح الكفار ; قاله علي - رضي الله عنه - ، وكذا قال ابن مسعود وابن عباس ومسروق ومجاهد : هي الملائكة تنزع نفوس بني آدم .
قال ابن مسعود : يريد أنفس الكفار ينزعها ملك الموت من أجسادهم ، من تحت كل شعرة ، ومن تحت الأظافير وأصول القدمين نزعا كالسفود ينزع من الصوف الرطب ، يغرقها ، أي يرجعها في أجسادهم ، ثم ينزعها فهذا عمله بالكفار .
وقاله ابن عباس .
وقال سعيد بن جبير : نزعت أرواحهم ، ثم غرقت ، ثم حرقت ; ثم قذف بها في النار .
وقيل : يرى الكافر نفسه في وقت النزع كأنها تغرق .
وقال السدي : والنازعات هي النفوس حين تغرق في الصدور .
مجاهد : هي الموت ينزع النفوس .
الحسن وقتادة : هي النجوم تنزع من أفق إلى أفق ; أي تذهب ، من قولهم : نزع إليه أي ذهب ، أو من قولهم : نزعت الخيل أي جرت .
غرقا أي إنها تغرق وتغيب وتطلع من أفق إلى أفق آخر .
وقاله أبو عبيدة وابن كيسان والأخفش .
وقيل : النازعات القسي تنزع بالسهام ; قاله عطاء وعكرمة .
( وغرقا ) بمعنى إغراقا ; وإغراق النازع في القوس أن يبلغ غاية المد ، حتى ينتهي إلى النصل .
يقال : أغرق في القوس أي استوفى مدها ، وذلك بأن تنتهي إلى العقب الذي عند النصف الملفوف عليه .
والاستغراق الاستيعاب .
ويقال لقشرة البيضة الداخلة : ( غرقئ ) .
وقيل : هم الغزاة الرماة .
قلت : هو والذي قبله سواء ; لأنه إذا أقسم بالقسي فالمراد النازعون بها تعظيما لها ; وهو مثل قوله تعالى : والعاديات ضبحا والله أعلم .
وأراد بالإغراق : المبالغة في النزع وهو سائر في جميع وجوه تأويلها .
وقيل : هي الوحش تنزع من الكلأ وتنفر .
حكاه يحيى بن سلام .
ومعنى غرقا أي إبعادا في النزع .

﴿ تفسير الطبري ﴾

القول في تأويل قوله تعالى : وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (1)أقسم ربنا جلّ جلاله بالنازعات، واختلف أهل التأويل فيها، وما هي، وما تنزع؟ فقال بعضهم: هم الملائكة التي تنزع نفوس بني آدم، والمنزوع نفوس الآدميين.
* ذكر من قال ذلك:حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، قال: ثنا النضر بن شُمَيل، قال: أخبرنا شعبة، عن سليمان، قال: سمعت أبا الضحى، عن مسروق، عن عبد الله وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا قال: الملائكة .
حدثني أبو السائب، قال: ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق أنه كان يقول في النازعات: هي الملائكة .
حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا يوسف بن يعقوب، قال: ثنا شعبة، عن السُّدِّي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في النازعات قال: حين تنزع نفسه .
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا قال: تنزع الأنفس .
حدثنا أبو كُريب، قال: ثنا ابن يمان، عن أشعث، عن جعفر، عن سعيد، في قوله: وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا قال: نزعت أرواحهم، ثم غرقت، ثم قذف بها في النار .
وقال آخرون: بل هو الموت ينزع النفوس.
* ذكر من قال ذلك:حدثنا أبو كُريب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا قال: الموت .
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
وقال آخرون: هي النجوم تنزع من أفق إلى أفق.
حدثنا الفضل بن إسحاق، قال: ثنا أبو قُتَيبة، قال: ثنا أبو العوّام، أنه سمع الحسن في وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا قال: النجوم .
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا قال: النجوم .
وقال آخرون: هي القسيّ تنزع بالسهم.
* ذكر من قال ذلك:حدثنا أبو كُريب، قال: ثنا وكيع، عن واصل بن السائب، عن عطاء وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا قال: القسيّ .
وقال آخرون: هي النفس حين تُنزع.
* ذكر من قال ذلك:حدثنا أبو كُريب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن السدّي وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا قال: النفس حين تَغرق في الصدر .
والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إن الله تعالى ذكره أقسم بالنازعات غرقا، ولم يخصص نازعة دون نازعة، فكلّ نازعة غرقا، فداخلة في قسمه، ملكا كان أو موتا، أو نجما، أو قوسا، أو غير ذلك.
والمعنى: والنازعات إغراقا كما يغرق النازع في القوس.

﴿ والنازعات غرقا ﴾

قراءة سورة النازعات

المصدر : تفسير : والنازعات غرقا