واذكر - أيها الرسول - لقومك إذ نادى ربك موسى: أن ائت القوم الظالمين، قوم فرعون، وقل لهم: ألا يخافون عقاب الله تعالى، ويتركون ما هم عليه من الكفر والضلال؟
﴿ تفسير الجلالين ﴾
«و» اذكر يا محمد لقومك «إذ نادى ربك موسى» ليلة رأى النار والشجرة «أن» أي: بأن «ائت القوم الظالمين» رسولا.
﴿ تفسير السعدي ﴾
أعاد الباري تعالى, قصة موسى وثناها في القرآن, ما لم يثن غيرها, لكونها مشتملة على حكم عظيمة, وعبر وفيها نبأه مع الظالمين والمؤمنين، وهو صاحب الشريعة الكبرى, وصاحب التوراة أفضل الكتب بعد القرآن فقال: واذكر حالة موسى الفاضلة, وقت نداء الله إياه, حين كلمه ونبأه وأرسله فقال: ( أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) الذين تكبروا في الأرض, وعلوا على أهلها وادعى كبيرهم الربوبية.
﴿ تفسير البغوي ﴾
قوله - عز وجل - : ) ( وإذ نادى ربك موسى ) واذكر يا محمد إذ نادى ربك موسى حين رأى الشجرة والنار ، ( أن ائت القوم الظالمين ) يعني : الذين ظلموا أنفسهم بالكفر والمعصية ، وظلموا بني إسرائيل باستعبادهم وسومهم سوء العذاب .
﴿ تفسير الوسيط ﴾
وموسى- عليه السلام- هو ابن عمران، وينتهى نسبه إلى يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم- عليهم السلام- ويرجح المؤرخون أن ولادته كانت في القرن الثالث عشر قبل ميلاد عيسى- عليه السلام- وأن بعثته كانت في عهد منفتاح بن رمسيس الثاني.وقد وردت قصة موسى مع فرعون وقومه، ومع إسرائيل في كثير من سور القرآن الكريم تارة بصورة فيها شيء من التفصيل، وتارة بصورة فيها شيء من الاختصار والتركيز، تبعا لمقتضى الحال الذي وردت من أجله.وقد وردت هنا في سورة الأعراف وفي سورة طه. وفي سورة القصص بأسلوب فيه بسطة وتفصيل.لقد افتتحت هنا بقوله- تعالى-: وَإِذْ نادى رَبُّكَ مُوسى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ.وهذا النداء كان بالوادي المقدس طوى، كما جاء في سورة طه وفي سورة النازعات .أى: واذكر- أيها الرسول الكريم- وقت أن نادى ربك نبيه موسى قائلا له: اذهب إلى القوم الظالمين لتبلغهم رسالتي، وتأمرهم بإخلاص العبادة لي.
﴿ تفسير ابن كثير ﴾
يقول تعالى مخبرا عما أمر به عبده ورسوله وكليمه موسى بن عمران ، صلوات الله وسلامه عليه ، حين ناداه من جانب الطور الأيمن ، وكلمه وناجاه ، وأرسله واصطفاه ، وأمره بالذهاب إلى فرعون وملئه; ولهذا قال : ( أن ائت القوم الظالمين)
﴿ تفسير القرطبي ﴾
قوله تعالى : وإذ نادى ربك موسى " إذ " في موضع نصب ; المعنى : واتل عليهم إذ نادى ربك موسى ويدل على هذا أن بعده . واتل عليهم نبأ إبراهيم ذكره النحاس . وقيل : المعنى : واذكر إذ نادى كما صرح به في قوله : واذكر أخا عاد وقوله : واذكر عبادنا إبراهيم وقوله : واذكر في الكتاب مريم . وقيل : المعنى ; وإذ نادى ربك موسى كان كذا وكذا . والنداء : الدعاء ب " يا فلان " أي قال ربك يا موسى : أن ائت القوم الظالمين ثم أخبر من هم فقال :
﴿ تفسير الطبري ﴾
يقول تعالى ذكره: واذكر يا محمد إذ نادى ربك موسى بن عمران ( أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) يعني الكافرين قوم فرعون, ونصب القوم الثاني ترجمة عن القوم الأوّل.