القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

تفسير و معنى الآية 10 سورة السجدة - وقالوا أئذا ضللنا في الأرض أئنا لفي

سورة السجدة الآية رقم 10 : سبع تفاسير معتمدة

سورة وقالوا أئذا ضللنا في الأرض أئنا لفي - عدد الآيات 30 - رقم السورة - صفحة السورة في المصحف الشريف - .

تفسير و معنى الآية 10 من سورة السجدة عدة تفاسير - سورة السجدة : عدد الآيات 30 - - الصفحة 415 - الجزء 21.

سورة السجدة الآية رقم 10


﴿ وَقَالُوٓاْ أَءِذَا ضَلَلۡنَا فِي ٱلۡأَرۡضِ أَءِنَّا لَفِي خَلۡقٖ جَدِيدِۭۚ بَلۡ هُم بِلِقَآءِ رَبِّهِمۡ كَٰفِرُونَ ﴾
[ السجدة: 10]

﴿ التفسير الميسر ﴾

وقال المشركون بالله المكذبون بالبعث: أإذا صارت لحومنا وعظامنا ترابًا في الأرض أنُبعَث خلقًا جديدًا؟ يستبعدون ذلك غير طالبين الوصول إلى الحق، وإنما هو منهم ظلم وعناد؛ لأنهم بلقاء ربهم -يوم القيامة- كافرون.

﴿ تفسير الجلالين ﴾

«وقالوا» أي منكرو البعث «أإذا ضللنا في الأرض» غبنا فيها، بأن صرنا ترابا مختلطا بترابها «أإنا لفي خلق جديد» استفهام إنكار بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين في الموضعين، قال تعالى: «بل هم بلقاء ربهم» بالبعث «كافرون».

﴿ تفسير السعدي ﴾

أي: قال المكذبون بالبعث على وجه الاستبعاد: أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أي: بَلِينَا وتمزقنا، وتفرقنا في المواضع التي لا تُعْلَمُ.
أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أي: لمبعوثون بعثًا جديدًا بزعمهم أن هذا من أبعد الأشياء، وذلك لقياسهم قدرة الخالق، بقدرهم.
وكلامهم هذا، ليس لطلب الحقيقة، وإنما هو ظلم، وعناد، وكفر بلقاء ربهم وجحد، ولهذا قال: بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُون فكلامهم علم مصدره وغايته، وإلا، فلو كان قصدهم بيان الحق، لَبَيَّنَ لهم من الأدلة القاطعة على ذلك، ما يجعله مشاهداً للبصيرة، بمنزلة الشمس للبصر.
ويكفيهم، أنهم معهم علم أنهم قد ابتدئوا من العدم، فالإعادة أسهل من الابتداء، وكذلك الأرض الميتة، ينزل اللّه عليها المطر، فتحيا بعد موتها، وينبت به متفرق بذورها.


﴿ تفسير البغوي ﴾

( وقالوا ) يعني منكري البعث ( أئذا ضللنا ) هلكنا ) ( في الأرض ) وصرنا ترابا ، وأصله من قولهم : ضل الماء في اللبن إذا ذهب ( أئنا لفي خلق جديد ) استفهام إنكار .
قال الله - عز وجل - : ( بل هم بلقاء ربهم كافرون ) أي : بالبعث بعد الموت .

﴿ تفسير الوسيط ﴾

قال القرطبي: قوله- تعالى-: وَقالُوا أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ هذا قول منكري البعث أى: هلكنا وبطلنا وصرنا ترابا.
وأصله من قول العرب: ضل الماء في اللبن إذا ذهب.
والعرب تقول للشيء غلب عليه غيره حتى خفى فيه أثره: قد ضل.
.
».
أى: وقال الكافرون على سبيل الإنكار ليوم القيامة وما فيه من حساب أإذا صارت أجسادنا كالتراب واختلطت به، أنعاد إلى الحياة مرة أخرى، ونخلق خلقا جديدا .
.
.
؟وقوله- سبحانه-: بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ إضراب وانتقال من حكاية كفرهم بالبعث والحساب إلى حكاية ما هو أشنع من ذلك وهو كفرهم بلقاء الله- تعالى- الذي خلقهم ورزقهم وأحياهم وأماتهم .
.
.
أى: بل هم لانطماس بصائرهم، واستيلاء العناد والجهل عليهم، بلقاء ربهم يوم القيامة، كافرون جاحدون، لأنهم قد استبعدوا إعادتهم إلى الحياة بعد موتهم، مع أن الله- تعالى- قد أوجدهم ولم يكونوا شيئا مذكورا.

﴿ تفسير ابن كثير ﴾

يقول تعالى مخبرا عن المشركين في استبعادهم المعاد حيث قالوا : ( أئذا ضللنا في الأرض ) أي : تمزقت أجسامنا وتفرقت في أجزاء الأرض وذهبت ، ( أئنا لفي خلق جديد ) ؟ أي : أئنا لنعود بعد تلك الحال ؟! يستبعدون ذلك ، وهذا إنما هو بعيد بالنسبة إلى قدرتهم العاجزة ، لا بالنسبة إلى قدرة الذي بدأهم وخلقهم من العدم ، الذي إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون; ولهذا قال : ( بل هم بلقاء ربهم كافرون )

﴿ تفسير القرطبي ﴾

قوله تعالى : وقالوا أئذا ضللنا في الأرض أئنا لفي خلق جديد بل هم بلقاء ربهم كافرون .
قوله تعالى : وقالوا أئذا ضللنا في الأرض هذا قول منكري البعث ; أي هلكنا وبطلنا وصرنا ترابا .
وأصله من قول العرب : ضل الماء في اللبن إذا ذهب .
والعرب تقول للشيء غلب عليه حتى خفي فيه أثره : قد ضل .
قال الأخطل :كنت القذى في موج أكدر مزبد قذف الأتي به فضل ضلالاوقال قطرب : معنى ضللنا غبنا في الأرض .
وأنشد قول النابغة الذبياني :فآب مضلوه بعين جلية 76 وغودر بالجولان حزم ونائلوقرأ ابن محيصن ويحيى بن يعمر : ( ضللنا ) بكسر اللام ، وهي لغة .
قال الجوهري : وقد ضللت أضل قال الله تعالى : قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي .
فهذه لغة نجد وهي الفصيحة .
وأهل العالية يقولون : ( ضللت ) - بكسر اللام - أضل .
وهو ضال تال ، وهي الضلالة والتلالة .
وأضله أي أضاعه وأهلكه .
يقال : أضل الميت إذا دفن .
قال :فآب مضلوه.
.
البيت .
ابن السكيت : أضللت بعيري إذا ذهب منك .
وضللت المسجد والدار : إذا لم تعرف موضعهما .
وكذلك كل شيء مقيم لا يهتدى له .
وفي الحديث " لعلي أضل الله " يريد أضل عنه ، أي أخفى عليه ، من قوله تعالى : أئذا ضللنا في الأرض أي خفينا .
وأضله الله فضل ; تقول : إنك تهدي الضال ولا تهدي المتضال .
وقرأ الأعمش والحسن : ( صللنا ) بالصاد ; أي أنتنا .
وهي قراءة علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
النحاس : ولا يعرف في اللغة صللنا ولكن يقال : صل اللحم وأصل ، وخم وأخم إذا أنتن .
الجوهري : صل اللحم يصل - بالكسر - صلولا ، أي أنتن ، مطبوخا كان أو نيئا .
قال الحطيئة :ذاك فتى يبذل ذا قدره لا يفسد اللحم لديه الصلولوأصل مثله : ( إنا لفي خلق جديد ) ؛ أي نخلق بعد ذلك خلقا جديدا ؟ ويقرأ : أئنا .
النحاس : وفي هذا سؤال صعب من العربية ; يقال : ما العامل في ( إذا ) ؟ و ( إن ) لا يعمل ما بعدها فيما قبلها .
والسؤال في الاستفهام أشد ; لأن ما بعد الاستفهام أجدر ألا يعمل فيما قبله من ( إن ) ؛ كيف وقد اجتمعا ؟ فالجواب على قراءة من قرأ : ( إنا ) أن العامل ضللنا ، وعلى قراءة من قرأ : ( أئنا ) أن العامل مضمر ، والتقدير أنبعث إذا متنا .
وفيه أيضا سؤال آخر ، يقال : أين جواب ( إذا ) على القراءة الأولى لأن فيها معنى الشرط ؟ فالقول في ذلك أن بعدها فعلا ماضيا ; فلذلك جاز هذا .
بل هم بلقاء ربهم كافرون أي ليس لهم جحود قدرة الله تعالى عن الإعادة ; لأنهم يعترفون بقدرته ؛ ولكنهم اعتقدوا أن لا حساب عليهم ، وأنهم لا يلقون الله تعالى .

﴿ تفسير الطبري ﴾

القول في تأويل قوله تعالى : وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ (10)يقول تعالى ذكره: وقال المشركون بالله، المُكذّبون بالبعث: (أئِذَا ضَلَلْنا في الأرْض) أي: صارت لحومنا وعظامنا ترابا في الأرض وفيها لغتان: ضَلَلْنَا، وَضَلِلنا.
بفتح اللام وكسرها، والقراءة على فتحها وهي الجوداء، وبها نقرأ.
وذكر عن الحسن أنه كان يقرأ: (أئِذَا صَلَلْنا) بالصاد، بمعنى: أنتنا، من قولنا: صلّ اللحم وأصلّ إذا أنتن.
وإنما عنى هؤلاء المشركون بقولهم: (أئِذَا ضَلَلْنا فِي الأرْضِ) أي: إذا هلكت أجسادنا في الأرض؛ لأن كلّ شيء غلب عليه غيره حتى خفي فيما غلب، فإنه قد ضلّ فيه، تقول العرب: قد ضلّ الماء في اللبن: إذا غلب عليه حتى لا يتبين فيه، ومنه قول الأخطل لجرير:كُنْتَ القَذَى في مَوْج أكْدَرَ مُزْبدٍقَذَفَ الأتِيُّ بِه فَضَلَّ ضَلالا (6)وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن عنبسة، عن ليث، عن مجاهد (أئِذا ضَلَلْنا فِي الأرْضِ) يقول: أئذا هلكنا.
حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (أئِذَا ضَلَلْنا فِي الأرْض) هلكنا.
حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد: قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: (أئِذَا ضَلَلْنَا فِي الأرْضِ) يقول: أئذا كنا عظاما ورفاتا أنبعث خلقا جديدا؟ يكفرون بالبعث.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة، (وَقالُوا أئِذَا ضَلَلْنا فِي الأرْض أئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَديدٍ) قال: وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا .
وقوله: ( بَلْ هُمْ بَلقاء رَبِّهِمْ كافِرُونَ) يقول تعالى ذكره: ما بهؤلاء المشركين جحود قدرة الله على ما يشاء، بل هم بلقاء ربهم كافرون؛ حذرا لعقابه، وخوف مجازاته إياهم على معصيتهم إياه، فهم من أجل ذلك يجحدون لقاء ربهم في المعاد.
-------------------------الهوامش :(6) البيت للأخطل (ديوانه طبعة بيروت ص 50).
والقذي: ما يقع في العين من تراب أو تبن ونحوه، مما يطيره الريح، والأكدر: الكدر، غير الصافي، لأنه أتى من بعيد، وهو شديد الجري، يخالطه التراب والغثاء، ولذلك قال: "مزبد"، وهو الذي علاه الزبد لتحركه واضطرابه.
والأتي: السيل يأتي من مكان بعيد، أو من بلد إلى بلد.
وقبل هذا البيت بيت آخر مرتبط به في المعنى، قال الأخطل:وَإِذَا سَمَاه لِلْمَجْدِ فَرْعا وَائِلٍوَاسْتَجْمَعَ الْوَادِي عَلَيْكَ فَسالافرعا وائل: هما بكر وتغلب.
يريد أنه إذا اجتمع فرعا وائل في مكان يوم فخار مع القبائل، وصاروا أشبه بالسيل في كثرته لم تكن أنت يا جرير بالإضافة إليهم إلا كقذاة غرقت في ذلك السيل الكدر، فضلت فيه وغابت، ولم يوقف لها على أثر.
ولذلك قال شارح الديوان: والمراد من البيت أن أبا جرير حقير خسيس، بالقياس إلى من ذكرهم.
والبيت شاهد على أن الضلال: غياب الشيء، حتى لا يحس له أثر.

﴿ وقالوا أئذا ضللنا في الأرض أئنا لفي خلق جديد بل هم بلقاء ربهم كافرون ﴾

قراءة سورة السجدة

المصدر : تفسير : وقالوا أئذا ضللنا في الأرض أئنا لفي