«يأتوك بكل ساحر» وفي قراءة سحَّار «عليم» بفضل موسى في علم السحر فجمعوا.
﴿ تفسير السعدي ﴾
تفسير الآيتين 111 و 112 : فحينئذ انعقد رأيهم إلى أن قالوا لفرعون: أَرْجِهْ وَأَخَاهُ أي: احبسهما وأمهلهما، وابعث في المدائن أناسا يحشرون أهل المملكة ويأتون بكل سحار عليم، أي: يجيئون بالسحرة المهرة، ليقابلوا ما جاء به موسى، فقالوا: يا موسى اجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى. قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى * فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى .
﴿ تفسير البغوي ﴾
فذلك قوله : ( يأتوك بكل ساحر عليم ) قرأ حمزة والكسائي : " سحار " هاهنا وفي سورة يونس ، ولم يختلفوا في الشعراء أنه " سحار " .قيل : الساحر : الذي يعلم السحر ولا يعلم ، والسحار : الذي يعلم ، وقيل : الساحر من يكون سحره في وقت دون وقت ، والسحار من يديم السحر .قال ابن عباس وابن إسحاق والسدي : قال فرعون لما رأى من سلطان الله في العصا ما رأى : إنا لا نغالب إلا بمن هو أعلم منه ، فاتخذ غلمانا من بني إسرائيل فبعث بهم إلى قرية يقال لها الفرحاء يعلمونهم السحر ، فعلموهم سحرا كثيرا ، وواعد فرعون موسى موعدا فبعث إلى السحرة فجاءوا ومعلمهم معهم ، فقال له : ماذا صنعت؟ قال : قد علمتهم سحرا لا يطيقه سحرة أهل الأرض إلا أن يكون أمرا من السماء ، فإنه لا طاقة لهم به ، ثم بعث فرعون في مملكته فلم يترك في سلطانه ساحرا إلا أتى به .واختلفوا في عددهم ، فقال مقاتل : كانوا اثنين وسبعين ، اثنان من القبط ، وهما رأسا القوم ، وسبعون من بني إسرائيل .وقال الكلبي : كان الذين يعلمونهم رجلين مجوسيين من أهل نينوى ، وكانوا سبعين غير رئيسهم .وقال كعب : كانوا اثني عشر ألفا . وقال السدي : كانوا بضعة وثلاثين ألفا .وقال عكرمة : كانوا سبعين ألفا . وقال محمد بن المنكدر : كانوا ثمانين ألفا ، وقال مقاتل : كان رئيس السحرة شمعون . وقال ابن جريج : رئيس السحرة يوحنا .
﴿ تفسير الوسيط ﴾
يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ
﴿ تفسير ابن كثير ﴾
كما أخبر تعالى عن فرعون حيث قال : ( قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى . فلنأتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى ) [ طه : 57 - 60 ] وقال تعالى هاهنا :
﴿ تفسير القرطبي ﴾
يأتوك جزم ; لأنه جواب الأمر ولذلك حذفت منه النون . قرأ أهل الكوفة إلا عاصما ( بكل سحار ) وقرأ سائر الناس ساحر وهما متقاربان ; إلا أن فعالا أشد مبالغة .
﴿ تفسير الطبري ﴾
القول في تأويل قوله : يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (112)قال أبو جعفر: وهذا خبر من الله جل ثناؤه عن مشورة الملأ من قوم فرعون على فرعون, أن يرسل في المدائن حاشرين يحشرون كل ساحر عليم.* * *=وفي الكلام محذوف، اكتفى بدلالة الظاهر من إظهاره, وهو: فأرسل في المدائن حاشرين، يحشرون السحرة.* * *