والله أنشأ أصلكم من الأرض إنشاء، ثم يعيدكم في الأرض بعد الموت، ويخرجكم يوم البعث إخراجًا محققًا. والله جعل لكم الأرض ممهدة كالبساط؛ لتسلكوا فيها طرقًا واسعة.
ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا عند الموت وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا للبعث والنشور، فهو الذي يملك الحياة والموت والنشور.
﴿ تفسير البغوي ﴾
"ثم يعيدكم فيها"، بعد الموت، "ويخرجكم"، منها يوم البعث أحياء، "إخراجاً".
﴿ تفسير الوسيط ﴾
أى: والله- تعالى- هو الذي أوجد وأنشأ أباكم آدم من الأرض إنشاء وجعلكم فروعا عنه، ثم يعيدكم إلى هذه الأرض بعد موتكم لتكون قبورا لكم، ثم يخرجكم منها يوم البعث للحساب والجزاء.وعبر- سبحانه- عن الإنشاء بالإنبات، لأن هذا التعبير يشعر بأن الإنسان مخلوق محدث، وأنه مثل النبات يحصد ثم يعود إلى الحياة مرة أخرى.وإلى هذا المعنى أشار صاحب الكشاف بقوله: «استعير الإنبات للإنشاء كما يقال: زرعك الله للخير. وكانت هذه الاستعارة أدل دليل على الحدوث لأنهم إذا كانوا نباتا كانوا محدثين لا محالة حدوث النبات» .
﴿ تفسير ابن كثير ﴾
( ثم يعيدكم فيها ) أي : إذا متم ) ويخرجكم إخراجا ) أي : يوم القيامة يعيدكم كما بدأكم أول مرة .
﴿ تفسير القرطبي ﴾
ثم يعيدكم فيها أي عند موتكم بالدفن .ويخرجكم إخراجا بالنشور للبعث يوم القيامة .
﴿ تفسير الطبري ﴾
(ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا ) يقول: ثم يعيدكم في الأرض كما كنتم ترابا فيصيركم كما كنتم من قبل أن يخلقكم (وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا ) يقول ويخرجكم منها إذا شاء أحياء كما كنتم بشرا من قبل أن يعيدكم فيها، فيصيركم ترابا إخراجا.