واحذروا عقوبة الله الذي خلقكم وخلق الأمم المتقدمة عليكم.
﴿ تفسير الجلالين ﴾
«واتقوا الذي خلقكم والجبلة» الخليقة «الأولين».
﴿ تفسير السعدي ﴾
وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الأَوَّلِينَ أي: الخليقة الأولين، فكما انفرد بخلقكم, وخلق من قبلكم من غير مشارك له في ذلك, فأفردوه بالعبادة والتوحيد، وكما أنعم عليكم بالإيجاد والإمداد بالنعم, فقابلوه بشكره.
﴿ تفسير البغوي ﴾
( واتقوا الذي خلقكم والجبلة ) الخليقة ، ) ( الأولين ) يعني : الأمم المتقدمين ، والجبلة : الخلق ، يقال : جبل أي : خلق .
﴿ تفسير الوسيط ﴾
ثم ذكرهم بأحوال السابقين ، وبأن الله - تعالى - هو الذى خلقهم وخلق أولئك السابقين فقال : ( واتقوا الذي خَلَقَكُمْ ) من ماء مهين . وخلق - أيضا - الأقوام السابقين ، الذين كانوا أشد منكم قوة وأكثر جمعا . والذين أهلكهم - سبحانه - بقدرته بسبب إصرارهم على كفرهم وبغيهم .
﴿ تفسير ابن كثير ﴾
وقوله : ( واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين ) : يخوفهم بأس الله الذي خلقهم وخلق آباءهم الأوائل ، كما قال موسى ، عليه السلام : ( ربكم ورب آبائكم الأولين ) [ الصافات : 126 ] . قال ابن عباس ، ومجاهد ، والسدي ، وسفيان بن عيينة ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم : ( والجبلة الأولين ) يقول : خلق الأولين . وقرأ ابن زيد : ( ولقد أضل منكم جبلا كثيرا ) [ يس : 62 ] .
﴿ تفسير القرطبي ﴾
واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين قال مجاهد : الجبلة هي الخليقة . وجبل فلان على كذا : أي خلق ; فالخلق جبلة وجبلة وجبلة وجبلة وجبلة ، ذكره النحاس في ( معاني القرآن ) والجبلة عطف على الكاف والميم . قال الهروي : الجبلة والجبلة والجبل والجبل والجبل ، لغات ; وهو الجمع ذو العدد الكثير من الناس ; ومنه قوله تعالى : جبلا كثيرا . قال النحاس في كتاب ( إعراب القرآن ) له : ويقال " جبلة " والجمع فيهما جبال ، وتحذف الضمة والكسرة من الباء ، وكذلك التشديد من اللام ; فيقال : جبلة وجبل ، ويقال : جبلة وجبال ; وتحذف الهاء من هذا كله . وقرأ الحسن باختلاف عنه : ( والجبلة الأولين ) بضم الجيم والباء ; وروي عن شيبة والأعرج . الباقون بالكسر . قال :والموت أعظم حادث فيما يمر على الجبله
﴿ تفسير الطبري ﴾
يقول تعالى ذكره: ( واتقوا ) أيها القوم عقاب ربكم ( الَّذِي خَلَقَكُمْ وَ خَلَقَ الْجِبِلَّةَ الأوَّلِينَ ) يعني بالجبلة: الخلق الأوّلين. وفي الجبلة للعرب لغتان: كسر الجيم والباء وتشديد اللام, وضم الجيم والباء وتشديد اللام; فإذا نزعت الهاء من آخرها كان الضم في الجيم والباء أكثر كما قال جلّ ثناؤه: " وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جُبُلا كَثِيرًا " وربما سكنوا الباء من الجبْل, كما قال أبو ذؤيب:مَنايا يُقَرّبْنَ الحُتُوفَ لأهْلِهاجِهارًا وَيَسْتَمْتِعْنَ بالأنس الجِبْلِ ( 1 )وبنحو ما قلنا في معنى الجِبِلَّة قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك:حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس: قوله: ( وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الأوَّلِينَ ) يقول: خلق الأوّلين.حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: ( وَالْجِبِلَّةَ الأوَّلِينَ ) قال: الخليقة.حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( وَالْجِبِلَّةَ الأوَّلِينَ ) قال: الخلق الأوّلين, الجبلة: الخلق.--------------------------------الهوامش :( 1 ) البيت لأبي ذؤيب الهذلي ( اللسان: جبل ) والمنايا: جمع منية، وهي الموت. والحتوف جمع حتف، وهو الهلاك. والأنس الناس. والجبل: الأمة من الخلق. وفيه لغات، فيكون مثلث الجيم، ساكن الباء. ويكون بضم الجيم والباء وتشديد اللام. قال في اللسان: وحى جبل كثير. قال أبو ذؤيب: "منايا.." البيت. أي كثير. يقول: الناس كلهم متعة للموت، يستمتع بهم. قال ابن برى: ويروى: الجبل، بضم الجيم. قال: وكذا رواه أبو عبيدة. وقول الله عز وجل: ( ولقد أضل منكم جبلا كثيرًا ): يقرأ: جبلا ( بضم فسكون ) عن أبي عمرو وجبلا ( بضمتين ) عن الكسائي. وجبلا ( بكسر فسكون ) عن الأعرج وعيسى بن عمر. وجبلا ( بكسرتين فلام مشددة ) عن أهل المدينة وجبلا ( بضمتين مع التشديد ) عن الحسن وابن أبي إسحاق قال: ويجوز أيضًا جبل ( بكسر ففتح ) جمع جبلة ( بكسرة فسكون ) وهو في جميع هذه الوجوه: خلقًا كثيرًا ا ه.