أما الذين آمنوا بالله وعملوا بما أُمِروا به فجزاؤهم جنات يأوون إليها، ويقيمون في نعيمها ضيافة لهم؛ جزاءً لهم بما كانوا يعملون في الدنيا بطاعته.
﴿ تفسير الجلالين ﴾
«أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا» هو ما يعد للضيف «بما كانوا يعملون».
﴿ تفسير السعدي ﴾
وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ من فروض ونوافل فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى أي: الجنات التي هي مأوى اللذات، ومعدن الخيرات، ومحل الأفراح، ونعيم القلوب، والنفوس، والأرواح، ومحل الخلود، وجوار الملك المعبود، والتمتع بقربه، والنظر إلى وجهه، وسماع خطابه. نُزُلًا لهم أي: ضيافة، وقِرًى بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فأعمالهم التي تفضل اللّه بها عليهم، هي التي أوصلتهم لتلك المنازل الغالية العالية، التي لا يمكن التوصل إليها ببذل الأموال، ولا بالجنود والخدم، ولا بالأولاد، بل ولا بالنفوس والأرواح، ولا يتقرب إليها بشيءأصلا، سوى الإيمان والعمل الصالح.
﴿ تفسير البغوي ﴾
"أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى"، التي يأوي إليها المؤمنون، "نزلاً بما كانوا يعملون".
﴿ تفسير الوسيط ﴾
ثم فصل- سبحانه- حسن عاقبة المؤمنين، وسوء عاقبة الفاسقين، فقال: أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بالله حق الإيمان وَعَمِلُوا الأعمال الصَّالِحاتِ.فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى أى: فلهم الجنات التي يأوون إليها، ويسكنون فيها نُزُلًا بِما كانُوا يَعْمَلُونَ والنزل: أصله ما يهيّأ للضيف النازل من الطعام والشراب والصلة، ثم عمم في كل عطاء. أى: فلهم جنات المأوى ينزلون فيها نزولا مصحوبا بالتكريم والتشريف جزاء أعمالهم الصالحة التي عملوها في الدنيا.
﴿ تفسير ابن كثير ﴾
وقد ذكر عطاء بن يسار والسدي وغيرهما : أنها نزلت في علي بن أبي طالب ، وعقبة بن أبي معيط ; ولهذا فصل حكمهم فقال :( أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) أي : صدقت قلوبهم بآيات الله وعملوا بمقتضاها ، وهي الصالحات ( فلهم جنات المأوى ) أي : التي فيها المساكن والدور والغرف العالية ) نزلا ) أي : ضيافة وكرامة ( بما كانوا يعملون)
﴿ تفسير القرطبي ﴾
قوله تعالى : أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى أخبر عن مقر الفريقين غدا ; فللمؤمنين جنات المأوى ، أي يأوون إلى الجنات ; فأضاف الجنات إلى المأوى ؛ لأن ذلك الموضع يتضمن جنات . ( نزلا ) أي ضيافة . والنزل : ما يهيأ للنازل والضيف . وقد مضى في آخر ( آل عمران ) وهو نصب على الحال من الجنات ; أي لهم الجنات معدة ، ويجوز أن يكون مفعولا له .
﴿ تفسير الطبري ﴾
وقوله: ( أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى ) يقول تعالى ذكره: أما الذين صدّقوا الله ورسوله، وعملوا بما أمرهم الله ورسوله، فلهم جنات المأوى: يعني بساتين المساكن التي يسكنونها في الآخرة ويأوون إليها. وقوله: (نُزُلا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) يقول: نزلا بما أنزلهموها جزاء منه لهم بما كانوا يعملون في الدنيا بطاعته.
﴿ أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نـزلا بما كانوا يعملون ﴾