القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

تفسير و معنى الآية 24 سورة الرعد - سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار

سورة الرعد الآية رقم 24 : سبع تفاسير معتمدة

سورة سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار - عدد الآيات 43 - رقم السورة - صفحة السورة في المصحف الشريف - .

تفسير و معنى الآية 24 من سورة الرعد عدة تفاسير - سورة الرعد : عدد الآيات 43 - - الصفحة 252 - الجزء 13.

سورة الرعد الآية رقم 24


﴿ سَلَٰمٌ عَلَيۡكُم بِمَا صَبَرۡتُمۡۚ فَنِعۡمَ عُقۡبَى ٱلدَّارِ ﴾
[ الرعد: 24]

﴿ التفسير الميسر ﴾

تقول الملائكة لهم: سَلِمْتم من كل سوء بسبب صبركم على طاعة الله، فنِعْمَ عاقبة الدار الجنة.

﴿ تفسير الجلالين ﴾

يقولون «سلام عليكم» هذا الثواب «بما صبرتم» بصبركم في الدنيا «فنعم عُقْبَى الدار» عقباكم.

﴿ تفسير السعدي ﴾

سَلَامٌ عَلَيْكُمْ أي: حلت عليكم السلامة والتحية من الله وحصلت لكم، وذلك متضمن لزوال كل مكروه، ومستلزم لحصول كل محبوب.
بِمَا صَبَرْتُمْ أي: صبركم هو الذي أوصلكم إلى هذه المنازل العالية، والجنان الغالية، فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ فحقيق بمن نصح نفسه وكان لها عنده قيمة، أن يجاهدها، لعلها تأخذ من أوصاف أولي الألباب بنصيب، لعلها تحظى بهذه الدار، التي هي منية النفوس، وسرور الأرواح الجامعة لجميع اللذات والأفراح، فلمثلها فليعمل العاملون وفيها فليتنافس المتنافسون.


﴿ تفسير البغوي ﴾

( سلام عليكم ) أي : يقولون سلام عليكم .
وقيل : يقولون : سلمكم الله من الآفات التي كنتم تخافون منها .
قال مقاتل : يدخلون عليهم في مقدار يوم وليلة من أيام الدنيا ثلاث كرات ، معهم الهدايا والتحف من الله عز وجل ، يقولون سلام عليكم ( بما صبرتم فنعم عقبى الدار ) .
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة ، أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن الحارث ، أخبرنا أبو الحسن محمد بن يعقوب الكسائي ، أخبرنا عبد الله بن محمود ، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله الخلال ، حدثنا عبد الله بن المبارك ، عن بقية بن الوليد ، حدثني أرطاة بن المنذر ، قال : سمعت رجلا من مشيخة الجند يقال له أبو الحجاج يقول : جلست إلى أبي أمامة فقال : إن المؤمن ليكون متكئا على أريكته إذا أدخل الجنة ، وعنده سماطان من خدم ، وعند طرف السماطين باب مبوب .
فيقبل ملك من ملائكة الله يستأذن ، فيقوم أقصى الخدم إلى الباب ، فإذا هو بالملك يستأذن ، فيقول للذي يليه : ملك يستأذن ويقول الذي يليه للذي يليه : ملك يستأذن كذلك حتى يبلغ المؤمن ، فيقول : ائذنوا له ، [ فيقول أقربهم إلى المؤمن ] : ائذنوا له ، [ ويقول الذي يليه للذي يليه : ائذنوا له ] كذلك حتى يبلغ أقصاهم الذي عند الباب ، فيفتح له فيدخل ، فيسلم ثم ينصرف .

﴿ تفسير الوسيط ﴾

وقوله- سبحانه- وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ .
.
.
زيادة في تكريمهم، وحكاية لما تحييهم به الملائكة.
أى: والملائكة يدخلون على هؤلاء الأوفياء الصابرين .
.
.
من كل باب من أبواب منازلهم في الجنة، قائلين لهم: «سلام عليكم» أى: أمان دائم عليكم بِما صَبَرْتُمْ أى: بسبب صبركم على كل ما يرضى الله- تعالى-.
فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ أى: فنعم العاقبة عاقبة دنياكم، والمخصوص بالمدح محذوف لدلالة المقام عليه، أى: الجنة.
وفي قوله- سبحانه- يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ إشارة إلى كثرة قدوم الملائكة عليهم، وإلى كثرة أبواب بيوتهم، تكريما وتشريفا وتأنيسا لهم.
وجملة سَلامٌ عَلَيْكُمْ مقول لقول محذوف، وهو حال من فاعل يدخلون وهم الملائكة.
وهي بشارة لهم بدوام السلامة.
وفي قوله بِما صَبَرْتُمْ إشارة إلى أن صبرهم على مشاق التكاليف، وعلى الأذى، وعلى كل ما يحمد فيه الصبر، كان على رأس الأسباب التي أوصلتهم إلى تلك المنازل العالية.
هذا ومن الأحاديث التي ذكرها الإمام ابن كثير هنا، ما رواه الإمام أحمد- بسنده- عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «هل تدرون أول من يدخل الجنة من خلق الله؟ قالوا: الله ورسوله أعلم: قال: أول من يدخل الجنة من خلق الله الفقراء المهاجرون، الذين تسد بهم الثغور، وتتقى بهم المكاره، ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء، فيقول الله لمن يشاء من ملائكته: ائتوهم فحيوهم.
فتقول الملائكة: نحن سكان سمائك وخيرتك من خلقك، أفتأمرنا أن نأتى هؤلاء فنسلم عليهم؟قال: إنهم كانوا عبادا يعبدونني لا يشركون بي شيئا، وتسد بهم الثغور.
وتتقى بهم المكاره، ويموت أحدهم وحاجته في صدره، فلا يستطيع لها قضاء.
قال: فتأتيهم الملائكة عند ذلك، فيدخلون عليهم من كل باب سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ .

﴿ تفسير ابن كثير ﴾

أي : وتدخل عليهم الملائكة من هاهنا وهاهنا للتهنئة بدخول الجنة ، فعند دخولهم إياها تفد عليهم الملائكة مسلمين مهنئين لهم بما حصل لهم من الله من التقريب والإنعام ، والإقامة في دار السلام ، في جوار الصديقين والأنبياء والرسل الكرام .وقال الإمام أحمد ، رحمه الله : حدثنا أبو عبد الرحمن ، حدثني سعيد بن أبي أيوب ، حدثنا معروف بن سويد الجذامي عن أبي عشانة المعافري ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " هل تدرون أول من يدخل الجنة من خلق الله ؟ " قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : " أول من يدخل الجنة من خلق الله الفقراء المهاجرون الذين تسد بهم الثغور ، وتتقى بهم المكاره ، ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء ، فيقول الله تعالى لمن يشاء من ملائكته : ائتوهم فحيوهم . فتقول الملائكة : نحن سكان سمائك ، وخيرتك من خلقك ، أفتأمرنا أن نأتي هؤلاء فنسلم عليهم ؟ قال : إنهم كانوا عبادا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ، وتسد بهم الثغور ، وتتقى بهم المكاره ، ويموت أحدهم وحاجته في صدره فلا يستطيع لها قضاء " . قال : " فتأتيهم الملائكة عند ذلك ، فيدخلون عليهم من كل باب ، ( سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار )ورواه أبو القاسم الطبراني ، عن أحمد بن رشدين ، عن أحمد بن صالح ، عن عبد الله بن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، عن أبي عشانة سمع عبد الله بن عمرو ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " أول ثلة يدخلون الجنة فقراء المهاجرين ، الذين تتقى بهم المكاره ، وإذا أمروا سمعوا وأطاعوا ، وإن كانت لرجل منهم حاجة إلى سلطان لم تقض حتى يموت وهي في صدره ، وإن الله يدعو يوم القيامة الجنة فتأتي بزخرفها وزينتها ، فيقول : أين عبادي الذين قاتلوا في سبيلي ، وأوذوا في سبيلي ، وجاهدوا في سبيلي ؟ ادخلوا الجنة بغير عذاب ولا حساب ، وتأتي الملائكة فيسجدون ويقولون : ربنا نحن نسبحك الليل والنهار ، ونقدس لك ، من هؤلاء الذين آثرتهم علينا ؟ فيقول الرب عز وجل : هؤلاء عبادي الذين جاهدوا في سبيلي ، وأوذوا في سبيلي فتدخل عليهم الملائكة من كل باب : ( سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار )وقال عبد الله بن المبارك ، عن بقية بن الوليد ، حدثنا أرطاة بن المنذر ، سمعت رجلا من مشيخة الجند ، يقال له " أبو الحجاج " يقول : جلست إلى أبي أمامة فقال : إن المؤمن ليكون متكئا على أريكته إذا دخل الجنة ، وعنده سماطان من خدم ، وعند طرف السماطين باب مبوب ، فيقبل الملك فيستأذن ، فيقول [ أقصى الخدم ] للذي يليه : " ملك يستأذن " ، ويقول الذي يليه للذي يليه : " ملك يستأذن " ، حتى يبلغ المؤمن فيقول : ائذنوا . فيقول أقربهم إلى المؤمن : ائذنوا ، ويقول الذي يليه للذي يليه : ائذنوا حتى يبلغ أقصاهم الذي عند الباب ، فيفتح له ، فيدخل فيسلم ثم ينصرف . رواه ابن جرير .ورواه ابن أبي حاتم من حديث إسماعيل بن عياش ، عن أرطاة بن المنذر ، عن أبي الحجاج يوسف الألهاني قال : سمعت أبا أمامة ، فذكر نحوه .وقد جاء في الحديث : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يزور قبور الشهداء في رأس كل حول ، فيقول لهم : ( سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ) وكذا أبو بكر ، وعمر وعثمان .

﴿ تفسير القرطبي ﴾

سلام عليكم أي يقولون : سلام عليكم ; فأضمر القول ، أي قد سلمتم من الآفات والمحن .
وقيل : هو دعاء لهم بدوام السلامة ، وإن كانوا سالمين ، أي سلمكم الله ، فهو خبر معناه الدعاء ; ويتضمن الاعتراف بالعبودية .
بما صبرتم أي بصبركم ; ف " ما " مع الفعل بمعنى المصدر ، والباء في " بما " متعلقة بمعنى .
سلام عليكم ويجوز أن تتعلق بمحذوف ; أي هذه الكرامة بصبركم ، أي على أمر الله تعالى ونهيه ; قال سعيد بن جبير .
وقيل : على الفقر في الدنيا ; قاله أبو عمران الجوني .
وقيل : على الجهاد في سبيل الله ; كما روي عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : هل تدرون من يدخل الجنة من خلق الله ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ; قال : المجاهدون الذين تسد بهم الثغور وتتقى بهم المكاره فيموت أحدهم وحاجته في نفسه لا يستطيع لها قضاء فتأتيهم الملائكة فيدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار .
وقال محمد بن إبراهيم : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يأتي قبور الشهداء على رأس كل حول فيقول : السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار وكذلك أبو بكر وعمر وعثمان ; وذكره البيهقي عن أبي هريرة قال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يأتي الشهداء ، فإذا أتى فرضة الشعب يقول : السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار .
ثم كان أبو بكر بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعله ، وكان عمر بعد أبي بكر يفعله ، وكان عثمان بعد عمر يفعله .
وقال الحسن البصري - رحمه الله - : بما صبرتم عن فضول الدنيا .
وقيل : بما صبرتم على ملازمة الطاعة ، ومفارقة المعصية ; قال معناه الفضيل بن عياض .
ابن زيد : بما صبرتم عما تحبونه إذا فقدتموه .
ويحتمل سابعا - بما صبرتم عن اتباع الشهوات .
وعن عبد الله بن سلام وعلي بن الحسين - رضي الله عنهم - أنهما قالا : إذا كان يوم القيامة ينادي مناد ليقم أهل الصبر ; فيقوم ناس من الناس فيقال لهم : انطلقوا إلى الجنة فتتلقاهم الملائكة فيقولون : إلى أين ؟ فيقولون : إلى الجنة ; قالوا : قبل الحساب ؟ قالوا نعم ! فيقولون : من أنتم ؟ فيقولون : نحن أهل الصبر ، قالوا : وما كان صبركم ؟ قالوا : صبرنا أنفسنا على طاعة الله ، وصبرناها عن معاصي الله وصبرناها على البلاء والمحن في الدنيا .
قال علي بن الحسين : فتقول لهم الملائكة : ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين .
وقال ابن سلام : فتقول لهم الملائكة : سلام عليكم بما صبرتم .
فنعم عقبى الدار أي نعم عاقبة الدار التي كنتم فيها ; عملتم فيها ما أعقبكم هذا الذي أنتم فيه ; فالعقبى على هذا اسم ، والدار هي الدنيا .
وقال أبو عمران الجوني : فنعم عقبى الدار الجنة عن النار .
وعنه : فنعم عقبى الدار الجنة عن الدنيا

﴿ تفسير الطبري ﴾

يقولون لهم: (سلام عليكم بما صبرتم) على طاعة ربكم في الدنيا(فنعم عقبى الدار) .
* * *وذكر أن لجنات عدن خمسة آلاف باب .
20342- حدثني المثنى قال: حدثنا إسحاق قال: حدثنا علي بن جرير قال: حدثنا حماد بن سلمة, عن يعلى بن عطاء, عن نافع بن عاصم, عن عبد الله بن عمرو قال: إن في الجنة قصرًا يقال له " عدن ", حوله البروج والمروج, فيه خمسة آلاف باب, على كل باب خمسة آلاف حِبَرة, (15) لا يدخله إلا نبيٌ أو صديق أو شهيدٌ .
(16)20343- .
.
.
قال: حدثنا إسحاق قال: حدثنا عبد الرحمن بن مغراء, عن جويبر, عن الضحاك, في قوله: (جنات عدن) قال: مدينة الجنة, فيها الرسل والأنبياء والشهداء وأئمة الهدى, والناسُ حولهم بعدد الجنات حوْلها .
* * *وحذف من قوله: (والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم)،" يقولون "، (17) اكتفاءً بدلالة الكلام عليه, كما حذف ذلك من قوله: وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا .
[سورة السجدة:12]* * *20344- حدثني المثنى قال: حدثنا سويد قال: أخبرنا ابن المبارك, عن بقية بن الوليد قال: حدثني أرطاة بن المنذر قال: سمعت رجلا من مشيخة الجند يقال له " أبو الحجاج ", يقول: جلست إلى أبي أمامة فقال: إن المؤمن ليكون متّكئًا على أريكته إذا دخل الجنة, وعنده سِمَاطان من خَدَمٍ, وعند طرف السِّماطين بابٌ مبوَّبٌ، (18) فيقبل المَلَك يستأذن؛ فيقول أقصى الخدم للذي يليه: (19) " ملك يستأذن "، ويقول الذي يليه للذي يليه: ملك يستأذن حتى يبلغ المؤمن فيقول: ائذنوا.
فيقول: أقربهم إلى المؤمن ائذنوا.
ويقول الذي يليه للذي يليه: ائذنوا.
فكذلك حتى يبلغ أقصاهم الذي عند الباب, فيفتح له, فيدخل فيسلّم ثم ينصرف .
(20)20345- حدثني المثنى قال، حدثنا سويد قال: أخبرنا ابن المبارك, عن إبراهيم بن محمد, عن سُهَيْل بن أبي صالح, عن محمد بن إبراهيم قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي قبور الشهداء على رأس كل حول فيقول: " السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ", وأبو بكر وعمر وعثمان .
(21)* * *وأما قوله: (سلام عليكم بما صبرتم) فإن أهل التأويل قالوا في ذلك نحو قولنا فيه .
*ذكر من قال ذلك:20346- حدثني المثنى قال: حدثنا إسحاق قال: حدثنا عبد الرزاق, عن جعفر بن سليمان, عن أبي عمران الجوني أنه تلا هذه الآية: (سلام عليكم بما صبرتم) قال: على دينكم .
20347- حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد, في قوله: (سلام عليكم بما صبرتم) قال: حين صبروا بما يحبه الله فقدّموه .
وقرأ: وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ، حتى بلغ: وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا [سورة الإنسان:12-22] وصبروا عما كره الله وحرم عليهم, وصبروا على ما ثقل عليهم وأحبه الله, فسلم عليهم بذلك .
وقرأ: (والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار) .
* * *وأما قوله: (فنعم عقبى الدار) فإن معناه إن شاء الله كما:-20348- حدثني المثنى قال: حدثنا إسحاق قال حدثنا عبد الرزاق, عن جعفر, عن أبي عمران الجوني في قولهم (فنعم عقبى الدار) قال: الجنة من النار .
(22)--------------------------الهوامش :(15) " الحبرة" بكسر الحاء وفتح الباء ، ضرب من برود اليمن منمر .
(16) الأثر : 20342 -" علي بن جرير" ، مضى آنفًا برقم : 20212 ، ولم أجد له ترجمة إلا في ابن أبي حاتم ، وهي مختلفة .
و" حماد بن سلمة" ، ثقة مشهور ، مضى مرارًا .
و" يعلي بن عطاء العامري" ، ثقة مضى مرارًا ، آخرها : 17981 .
و" نافع بن عاصم الثقفي" ، تابعي ثقة ، مضى برقم : 15402 .
وهذا إسناد صحيح إلى عبد الله بن عمرو ، لولا ما فيه من جهالة" علي بن جرير" هذا .
وهو موقوف على عبد الله بن عمرو ، لم أجد من رفعه .
(17) أي" وحذف .
.
.
يقولون" .
(18) في المطبوعة :" وعند طرف السماطين سور" ، مكان" باب مبوب" ، لأنه لم يحسن قراءة المخطوطة .
وقوله :" باب مبوب" ، يعني مصنوع معقود .
إن شئت قلت : قد اتخذ له بوابًا يحرسه .
(19) كانت العبارة في المطبوعة فاسدة مع زيادة جملة كاملة ، وهي" فيقول الذي يليه ملك يستأذن" مكررة ، وفي المخطوطة كالذي أثبت ، إلا أنه أسقط من الكلام" أقصى الخدم" ، فأثبتها من الدر المنثور .
(20) الأثر : 20344 -" بقية بن الوليد" ، ثقة ، مضى مرارًا ، ولكن في حديثه مناكير ، أكثرها عن المجاهيل ، وهو كما قال الجوزجاني :" إذا تفرد بالرواية فغير محتج به لكثرة وهمه .
ومع أن مسلمًا وجماعة من الأئمة قد أخرجوا عنه اعتبارًا واستشهادًا ، إلا أنهم جعلوا تفرده أصلا" .
و" أرطأة بن المنذر الألهاني" ، ثقة ، كان عابدًا، مضى برقم : 17987 .
وأما" أبو الحجاج ، رجل من مشيخة الجند" ، فأمره مشكل .
وذلك أن ابن قيم الجوزية ، رواه من طريق بقية بن الوليد عن أرطأة بن المنذر وفيه" أبو الحجاج" ، وكذلك رواه من هذه الطريق نفسها ، ابن كثير في التفسير ، ثم قال :" رواه ابن جرير ، ورواه ابن أبي حاتم من حديث إسماعيل بن عياش ، عن أرطأة بن المنذر ، عن أبي الحجاج يوسف الألهاني قال سمعت أبا أمامة" ، فصرح باسم" أبي الحجاج" وأنه" يوسف الألهاني" ( حادي الأرواح 2 : 38 / تفسير ابن كثير 4 : 52 ) .
ولما طلبت" يوسف الألهاني" ، وجدته في التاريخ الكبير للبخاري 4 / 2 / 376 ، 377 قال :" يوسف الألهاني أبو الضحاك الحمصي ، سمع أبا أمامة الباهلي وابن عمر ، وروى عنه أرطأة .
حدثنا إسحق بن يزيد ، قال حدثنا أبو مطيع معاوية ، سمع أرطأة ، سمع أبا الضحاك" .
ووجدته في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 4 / 2 / 35 :" يوسف الألهاني ، أبو الضحاك الحمصي ، روى ابن عمر وأبي أمامة ، عنه أرطأة بن المنذر" .
والذي نقله ابن كثير عن تفسير ابن أبي حاتم نفسه فيه :" أبو الحجاج يوسف الألهاني" ، والذي في الجرح والتعديل :" أبو الضحاك" ، يؤيده ما جاء في التاريخ الكبير .
والمشكل أن يتفق نص ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل .
ونص البخاري ، ثم يختلف نقل ابن كثير عن تفسير ابن أبي حاتم ، متفقًا مع ما جاء في نسخ الطبري ومن نقل عنه ، وكنيته فيها" أبو الحجاج" ، والذي أرجحه أن الصواب هو ما في التاريخ الكبير وابن أبي حاتم :" أبو الضحاك" .
ومع كل ذلك لم أجد ما يهديني إلى الصواب المحقق ، و" يوسف الألهاني"" أبو الضحاك" ، أو" أبو الحجاج" ، تابعي كما ترى ، ولكن لم أجد له ذكرًا في غير ما ذكرت من كتب ، ولم يبين حاله .
فهذا إسناد فيه نظر ، لما وجدت في التابعي من الاختلاف ، وقد رأيت أيضًا أنه لم يتفرد بروايته بقية بن الوليد ، عن أرطاة بن المنذر فيكون تفرد فيه بقية قادحًا في إسناده .
فقد رواه عن أرطاة أيضًا" إسماعيل بن عياش" .
ومع ذلك يظل في الإسناد شيء ، وفي النفس منه شيء .
و" إسماعيل بن عياش الحمصي" ، مضى مرارًا، آخرها رقم : 14212 ، وهو ثقة ، ولكنهم تكلموا فيه ، وضعفوه في بعض حديثه .
(21) الأثر : 20345 -" إبراهيم بن محمد" ، هو" إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء بن خارجة الفزاري" ، ثقة مأمون ، مضى مرارًا ، آخرها رقم : 11358 .
و" سهيل بن أبي صالح ، ذكوان السمان" ، ثقة ، روى له الجماعة ، متكلم في بعض روايته .
مضى أخيرًا برقم : 11503 ، وكان في المطبوعة :" سهل" غير مصغر ، وهو خطأ .
لم يحسن الناشر قراءة المخطوطة لأنها غير منقوطة .
و" محمد بن إبراهيم" ، لعله :" محمد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد التيمي" ، تابعي ثقة ، روى له الجماعة ، مترجم في التهذيب ، والكبير 1 / 1 / 22 ، وابن أبي حاتم 3 / 2 / 184 .
(22) أي الجنة بدلا من النار ، كما سلف في ص : 422 .

﴿ سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ﴾

قراءة سورة الرعد

المصدر : تفسير : سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار